صدور مجموعة (الرصيف وقصص أخرى) لأحمد عبد المكرّم بعد ثلاث سنوات من رحيله

الخرطوم :من صلاح الدين مصطفى
بعد ثلاث سنوات من رحيله في الخامس من إكتوبر 2012م صدرت مجموعة (الرصيف وقصص أخرى) للكاتب والناقد السوداني أحمد الطيّب عبد المكرّم.
المجموعة التي ضمّت ثلاث عشرة قصة قصيرة ، صدرت عن مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي بأمدرمان في (150) صفحة ، وقد صمّم غلافها معمّر مكي عمر،وصدرت المجموعة بمجهود من مركز عبد الكريم ميرغني الذي كان أحمد عضوا بلجنته التنفيذية وعضوا بمجلس الأمناء ورئيس السكرتارية الفنية لجائزتي الطيب صالح للإبداع الروائي والقصة.
تنوّعت نصوص المجموعة في الطول والقصر والشكل الفني ،وضمت قصص:(التحامق،من قصص الخيال العلمي،المسخ ،الرصيف (وهي القصة الفائزة بالجائزة الأولى في مسابقة الشباب في سبعينات القرن الماضي )،عالم العشق والوله القديم ،مشهد وثلاثة هوامش ،حكايات من زمن الطوفان ،الحدود، قصة السّرة ولعنة الوحل،قصة الشجرة،العودة إلى الأشياء وحب فاطمة).
ومعظم القصص تدور أحداثها في أماكن مهمّشة سواء في الريف أو الحضر وتتناول قضايا المجموعات التي تعاني ظروفا قاسية في حياتها ،وتبدأ القصة عند عبد المكرّم برسم صورة مشهدية منتزعة من عمق الأحداث ،ثم تتناثر الصور واللقطات من مركز الدائرة لترسم المشهد الكامل للحدث ،وتتميزنصوصه بالنهاية المفتحة في كثير من الأحيان .
ويتضح في قصص المجموعة إهتمام الكاتب الشديد باللغة بوصفها عنصرا أساسيا في البناء الفني الذي يعتمد على تقنية الراوي في السرد ،و الحوار الداخلي (المونولوج) ولا يستخدم الحوار المباشر إلا عند الضرورة ويكون ذلك ? في الغالب – من خلال اللغة المحكية (العامية) غير المبتذلة والتي تناسب التكوين الاجتماعي والثقافي للشخوص في أماكن وأزمان القص.
استفاد مكرّم من وجوده في الصحافة الأدبية لأكثر من عقدين ناقدا ومحررا ويظهر ذلك في اهتمامه باللغة ،فكانت لغته رصينة وجميلة وغير مبتذلة و كان يستفيد من المناهج والمضامين والنظريات الأدبية ويدخلها في قوالب تناسب البيئة السودانية ، كان “حداثاويا” بنسخة سودانية تتميز بالعمق والبساطة في آن واحد وينتج ذلك من حاسته الصحفية وإلمامه التام بالثقافات المتعددة والتنوع الذي يذخر به السودان.
ونوّه مكرّم من خلال ورقة نقدية قدمها في ورشة القصة القصيرة التي نظمها اتحاد الكتاب السودانيين في يناير 2008م إلى أهمية الإنتباه إلى المصادر النصية في التراث القومي للمجتمع السوداني بغية إحداث النهضة الإبداعية في الكتابة الادبية.
واستعان في ذلك بقول الدكتور عبد المجيد عابدين عن الكتّاب السودانيين وتساؤله “المادة التاريخية خصبة غنية، تزخر بها كتب التاريخ والطبقات والرحلات، وروايات الشيوخ في بوادي السودان وحواضره. فلماذا لا يبادر الأدباء إلى هذا المنهل يستمدون منه موضوعات لقصصهم ومسرحياتهم ويضيفون به لى أدبهم نوعاً جديداً من القصص والمسرحيات؟”.
وسعى أحمد الطيب على المستويين النظري والتطبيقي (لإعادة إنتاج التراث السوداني ضمن مشروعات الخلق الجمالية لمبدعينا في مجال الكتابة السردية )وتبدّى ذلك في أبحاثه النقدية وكتابته لفن القصة القصيرة.
وجاءت عناوين قصص عبد المكرم متنوعة من كلمة واحدة (التحامق، المسخ، الحدود) ومن كلمتين وعلى أكثر الفروض من ثلاث كلمات كما هو الحال في قصص(عالم العشق والوله القديم ،مشهد وثلاثة هوامش ،حكايات من زمن الطوفان) .
ويعدّ الشفيع عمر حسنين ،الكاتب أحمد عبد المكرم من أبرز كتاّب القصة في حقبة ثمانينيات القرن الماضي ويقول في مقال له ( من أبرز ملامح هذه الفترة الاتجاه الواضح نحو صياغات جديدة لكتابة القصة القصيرة، والتأثر الشعري البين فيها، وأخذ الكتّاب في الإفادة من التنوع اللغوي، وابتداع لغة خاصة تميز كلا منهم، واللعب بالكلمات، والألفاظ.. وأخذت التغيرات الجديدة؛ الاجتماعية، والاقتصادية في المجتمع حظها الوافر من التعبير عندهم ).
انطلق عبد المكرّم في كتاباته القصصية من مشروع كبير يهتم بالثقافة السودانية بمدلولها الواسع وكانت الثقافة عنده تعني “الحياة” بكل تفاصيلها ،لذلك ظهر اهتمامه مبكرا بمايعرف اصطلاحا بالثقافات المحلية والتنمية الثقافية ولم يكن اهتمامه بها سطحيا ،بل كان يحفر عميقا في الجذور،وتظهر هذه القيم من خلال العديد من نصوص هذه المجموعة القصصية.
رحم الله الكاتب والناقد والصحفي أحمد الطيب عبد المكرم الذي عاش بسيطا ورحل غنيّا بما خلفه من إرث وإبداع وتلاميذ يملؤون الصحف والمشاهد الثقافية ونرجو أن يتم تخليد ذكراه بإقامة مسابقة أدبية سنوية باسمه يتبنّاها أحد المراكز الثقافية التي أخلص لها ونرجو أن ترى مؤلفاته العديدة، النور ونطمع ? من زملائه وعارفي فضله- في تسليط الضوء عليه وتوثيق أنشطته ومجهوداته الفكرية والثقافية والصحفية والاجتماعية.
[email][email protected][/email]
رحم الله الأستاذ والمبدع الكبير أحمد الطيّب عبد المكرّم، فقد إتصف فقيد الوطن بالإنسانية والتواضع وحب الناس، وكان قاصاً وناقداً مميزاً. ويعتبر الراحل أحد الركائز المهمة للعمل الثقافي بأمدرمان وعموم السودان.
يشهد الله انني احببت واعجبت بهذا,,البرناوي ,,العملاق . امثاله لا يأتون كثيرا . كان اديبا بمعني الكلمة . عندما سكنت في مصر في فترات متقطعة في التسعينات لا اطيق فراقه . وتعلمت منه الكثير . كان يكتب صفحتين في يوم الاربعاء في جريدة الخرطوم . كنا نسميهم القندران والترلة . هذا الرجل طيب الله ثراه كان بسيطا عفيفا لا يقدر ان يعاتب او يشتد مع الآخرين . استغل واضيع حقه لكن لم يكن يشتكي .
قرر ان يبدا دارا للنشر ولكن خزله الآخرون . تكرم بتقديم كتابي حكاوي امدرمان واختار له غلافا عبارة عن لوحة جميلة . وقام بنشر كتب لآخرين . ويسعدني اليوم ان احد كتبه قد نشر . شكرا لمركز عبد الكريم ميرغني .
تزوج العملاق احمد عبد المكرم باوربية مستشرقة كانت تماثله في الرقة واللطف والادب ومعرفة الادب . آآآآه يا احمد هذا الزمن لا يأخذ الا السمحين .
يشهد الله انني احببت واعجبت بهذا,,البرناوي ,,العملاق . امثاله لا يأتون كثيرا . كان اديبا بمعني الكلمة . عندما سكنت في مصر في فترات متقطعة في التسعينات لا اطيق فراقه . وتعلمت منه الكثير . كان يكتب صفحتين في يوم الاربعاء في جريدة الخرطوم . كنا نسميهم القندران والترلة . هذا الرجل طيب الله ثراه كان بسيطا عفيفا لا يقدر ان يعاتب او يشتد مع الآخرين . استغل واضيع حقه لكن لم يكن يشتكي .
قرر ان يبدا دارا للنشر ولكن خزله الآخرون . تكرم بتقديم كتابي حكاوي امدرمان واختار له غلافا عبارة عن لوحة جميلة . وقام بنشر كتب لآخرين . ويسعدني اليوم ان احد كتبه قد نشر . شكرا لمركز عبد الكريم ميرغني .
تزوج العملاق احمد عبد المكرم باوربية مستشرقة كانت تماثله في الرقة واللطف والادب ومعرفة الادب . آآآآه يا احمد هذا الزمن لا يأخذ الا السمحين .
Thanks Austazna Shawgi Badri for that comment, realy you said the truth about this gentleman