الشاعرة سلمى : أنا من أنصار (حزب الحب)

سلمى علي محمد الحسن، شاعرة مرهفة الإحساس وأستاذة بجامعة قاردن سيتي، حصلت على ماجستير الأدب الرومانسي من جامعة كولورادو بامريكا، لها عدد من الأغنيات التي تغنى بها عدد من الفنانين، وقامت بطباعة ثلاثة دواوين شعرية، (تعال معاي نحلم)، (القصة كانت) وميلاد، ولديها كتاب (عانق التغيير فإنه نعمة) تمت طباعته باللغة الإنجليزية وترجمته.

حوار / عمر الكباشي

سلمى المحاضرة بالجامعة تختلف كثيراً عن سلمى الشاعرة، فالأولى عملية، جادة، مرتبة وتستطيع مواجهة المئات في قاعة التدريس بكل ثقة وسلمى الشاعرة هادئة، لا تحب الأضواء وتحب العزلة أكثر، قليلة الأصدقاء وقليلة الثقة فيمن حولها، يعني نوع من ازدواجية الشخصية، ويمكن أن تدعوها 2×1
وعن المطربين والمطربات الذين تعاملت معهم ؟ تقول سلمى: انا لا أسعى للتعامل مع شخص بعينه، فبعد الراحل محمود عبدالعزيز ( له الرحمة والمغفرة)، ارى الباقين كلهم سواء مع القليل من الاختلاف، تعاملت مع محمود (رحمه الله) بكل إنسانيته وشخصيته الفريدة وادعو الله له بالمغفرة والرحمة، فقد كان شخصاً استثنائياً وتجربة متميزة جداً، جعلتني اتردد كثيراً قبل أن أتعامل مع اي فنان آخر، ومع ذلك أجيب على سؤال مع من تحبي أن تتعاملي : أحب أن أتعامل مع أي إنسان (محترم) يحترم ما يفعل و(عارف نفسو بعمل في شنو)، وليس كل من يدعي الفن ويردد الكلمة (الهابطة) ويسعى للشهرة وكسب المال على حساب المستمع المسكين.
وتضيف سلمى: المال أصبح هاجساً (في البلد دي والناس أصبحت مخلوعة واي زول عايز يبقى عندو قروش باية وسيلة كانت) أماعن نفسي، الحمد لله مستقرة مادياً، وآخر شيء يمكن أن أفعله هو أن اترزق من خلال الشعر، الشعر بالنسبة لي هواية مطلقة و(قروش) القصيدة لا تعتبر شيئاً يستحق، فالأفضل لي أن احتفظ بها في درجي عن أن أسمعها بصوت مزعج أو غير مقنع، لذا أنا لا اتعامل إلا مع من يروق لي صوته أولاً، ثم مع من أحس بجديته واحترامه لذاته ولجمهوره، لذلك تجدني مقلة جداً في تعاملي مع الفنانين
أنا لا اتعامل مع الشعر كسلعة ولا أحب هذه الطريقة أبداً.
سلمى ترى أن الشعر (حاجة من ربنا) لا يعطيها لأي شخص، وأنه ممكن لأي شخص يصبح ( كاتب أغاني) وهو من ( يركب) الغنا حسب الطلب لكن (شاعر)!! فهي لا تظن
وعن الذين كان لهم أثر في حياتها كشاعرة، تقول سلمى: هم كثر من أثروا في شخصيتها، منهم والدها البروفيسور علي محمد الحسن، ووالدتها واساتذتها بالجامعة وكل شخص مر بحياتها وترك أثراً إيجابياً
وعن الأغنية التي تحب الإستماع إليها فتقول : هي رائعة الراحل محمود عبدالعزيز (من الظروف ماتشيلي هم.. بكره الزمن ليك يبتسم) و(خمسة سنين) لمحمدالأمين.
نفت سلمى أن تكتب الشعر في مناسبات بعينها، وقالت: إطلاقاً لا أفعل ذلك، وأحياناً لا أكتب لفترة طويلة، وأحياناً أكتب بغزارة، الكتابة عندي غير مرتبطة بالمناسبات، لكنها ترتبط عندي بصدق الاحساس وعمق الحالة، فكلما هزني الحدث ( سعيداً كان أو مؤلماً) تجدني أكتب، لكن الحزن يستفزني أكثر للكتابة.
وتضيف بالقول: لا أحب التفرقة بين قصائدي إلا أني أحب جداً (أنا بشبهك)، التي تغنى بها الأستاذ هاني عابدين مؤخراً من ألحان الأستاذ مجاهد سيمت، لكني اؤمن تماماً أن أجمل قصيدة لم أكتبها بعد وربما اكتبها يوما ما، في ذات فرح.
وتمضي الشاعرة الشابة قائلة: أحب الرسم والاستماع للموسيقى والقراءة، وأحب جداً الجلوس مع نفسي والاختلاء معها، واتضايق جداً من الازعاج وكثرة الناس حولي.
وحول إهتماماتها السياسية تقول سلمى: اتمنى لو أن هناك حزباً سياسياً اسمه حزب الحب والإنسانية كنت سأكون أول من ينضم له، اؤمن جداً بأن الحب والإنسانية هما ما ينقصان العالم لكي تنتهي مشاكله، أتمنى أيضاً أن يحترم الناس الرأي الآخر وأن نتعلم ثقافة الاختلاف بدون كره أو ضغينة
وعن لونها الرياضي تجيب بالقول: لوني الرياضي ودون اي تردد هو لون (الصفوة)، أنا مريخابية جداً وعالمياً أحب برشلونة والارجنتين.
سلمى يحزنها ويؤلمها (الغياب)، خاصة عندما يكون من الذين تكن لهم النية الطيبة والصدق، ولكنها دائماً تسامح وتحاول أن تتناسى الألم.. وتقول كما قال الجابري (أخت اللوم على نفسي) وتبتعد بهدوء، وربنا يسامح الجميع.

اخر لحظة

تعليق واحد

  1. أستاذة في “جامعة جاردن ستي”.!! يا أخوانا الجامعة دي عندنا في السودان ولا البنية السمحة دي مغتربة؟؟!! أصلوا ما سمعنا باسم الجلمعة دي قبل كده في السودان.!!!
    لكن والله وجه ملائكي.. يعني وجه جميل ذي ده أكيد بكون موسيقى تصويرية لشعر جميييييل. خمسة وخميسة ع اللي شافوك وما صلوش ع النبي.!!!
    بعدين تعالي حزب الحب ده سجلتو في المفوضية ولا لسع؟ عشان ما يجيكم هوا بارد بعدين .. أصلو انتي باين عليك مش وش “بهدلة” يا بت الناس.!!!

  2. للأسـف الاخوة المعلقين مصابين بعقدة اللون!!!
    لماذا تهربون من الخدرة والزرقة وانتم تعيشون في بلد اسمه السودان؟؟؟

  3. ما تخجلي يا بت انت ما مسلمة فاكرة العمر كله سوف تكونين كما الآن؟ حزب حب وكلام فارغ ديننا الحنيف يمنع التحدث في مثل هذه الحاجات .

    مارسي الحب في داخل بيتك فقط /لو تعرفين الدين الإسلامي على حق وحقيقة.

  4. جيلي مظلوم……… مظلوم….. كلما يطل علي مبدع أتعرف عليه لأول مرة يتعمق لدي إحساسي بالانسلاخ وعدم الانتماء لوطن اسمه السودان……. فقد خرجنا من البلاد في ذورة تنامي المد الإسلامي والأناشيد الجهادية……. وحديث الأشجار…. وأحلام الجنة والحور العين….و……..و……….. تجمدنا في الشقق الباردة، وأغلقنا النافذة التي تطل على وطننا، ولم نعد نعرف عنه شيئاً…. حتى آلام الناس هناك لم تعد تهني لنا شيئاً فهي آلام افتراضية بالنسبة لنا نقرأها أو نشاهدها عبر شاشة هنا وهناك، نتألم كثيراً للحظات ثم ننسى الألم في ذات الليلة……… لقد كبر من تركناه طفلاً……… ولحق بنا أطباء تركناهم في المرحلة الابتدائية، وظهر فنانون كثر…. ومات آخرون تباعاً…. ونحن…. نحن……….. لم نعد نفرق كثيراً بين السحن…….. لم نعد نفرق كثيراً بين السوداني والصومالي وبين السوداني والأثيوبي أو اليمني……. أبرمت اتفاقيات، فشل بعضها والآخر في طريقه إلى الفشل، ثم انفصل الجنوب …. ونحن… نحن……….. زاد سعر الغاز والمياه ونحن…نحن………. أقيمت سدود…….. ونحن… نحن…… عورضت سدود … ونحن…نحن……….. أصبح الوطن كيانا هلامياً يربطنا به فقط تجديد الجواز أو ضافة مولود……………. بالأمس فقط أحسست أنني كنت فاقداً لذاتي قرابة العقدين من الزمان………. بالأمس فقط أعاد إلى الطفل الذي أحرز الهدف في مرمى جزر القمر فكرة إعادة (شك) وتفنيط أوراقي الوطنية……….. نحن جيل كامل فاقد لهويته…………. جيل مظلوم….. مظلوم………. لا أعرف هذه الشاعرة ولم أسمع عنها…………………..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..