وطن كقلب الأمهات !!

تماضر الحسن

بعد إنقضاء إسبوع كئيب من المناوبة الليلية في هذا البرد القارس .. أصرت صغيرتاي أن أذهب معهما الي المدرسة لحضور احتفالات فصليهما بأعياد الميلاد المجيد بعد ان قضينا أيام في عمل دؤوب متواصل .. نعمل في البروفات ليل نهار لحدي ماعيوني طششوا، كل ذلك عشان “طيب” تقول سطر واحد يتيم في جوقة فصلها، و”طل” تُنشد مع أقرانها واحدة من أغاني الكريسماس …لم تفلح محاولاتي اليائسة في التهرب من الذهاب .. إتهمنني الصغيرات انني غير مهتمة ولاادعمهن عشان كدة مشيت وانا اجر كرعيني جرا …

وجلست ..
جلست مع الآباء والأمهات والأهل الذين إكتظت بهم القاعة علي إتساعها … مجهود كبير مبذول لاقامة الاحتفال ليخرج في حلة تليق وعظمة المناسبة … بعد قليل أتي الصغار واصطفوا أمامنا … إنطلقت الموسيقي حالمة ناعمة تحملك علي طرف سحابة وتحلق بك في فضاءات رحبة وهؤلاء الصغار بوجوههم الحلوة البريئة ينشدون بصوت نشاز من خلفها .. كلّ وذوقه وقدرته وانسجامه.

نظرت اليهم لأري مختلف السحنات والالوان والملامح … شعور شقراء وأعين زرقاء، بعضهم له شعر قرقدي مع بشرة فاقعة اللون وآخرون انوفهم فُطس كأنفي، وملامح تتأرجح تنبيك عن اختلاط اعراقهم وانسابهم … وجوه عربية صرفة …. وآخرون عيونهم شَرطَة، يبدون كما التعاريف حتي انك تحار اذا هم توائم أم أن هذا يخال لك … جميعهم اصطفوا امامنا يقفون سواسية كحد المشط …سعداء … متحمسين …مبتسمين … نقلت عيني المتعبتين منهم للأُبحلق في الأهل الجالسين هناك يصفقون ويرفعون عقيرتهم بالغناء مع الاطفال …. آباء هذا الخليط المتجانس يجلسون علي المقاعد في سلام وجمال ودعّة .. أبيضهم وأسودهم ..فقيرهم وغنيهم … علي ذات العتبة ونفس الحق والكرامة .

سؤال قفز الي عقلي حينها .. كيف ان لهؤلاء القوم ان يتجاوزوا كل تعصبات القبلية والعنصرية للالوان والأجناس والأديان والخلفيات ؟؟؟
تجاوزوا ذلك في موطنهم ليمتد بهاء ذلك وحسنه لنا نحن الغرباء القادمين من شتي اصقاع العالم بخلفياتنا وثقافاتنا وموروثنا … ديننا … واخلاقنا … إمتد لنا وصهرنا في هذا المجتمع الذي عرف أن يفرد لنا حضناً وثيراً ليناً وجميلاً، فذبنا فيه كما تذوب قطعة السكر في الماء بسلاسة وبساطة !!
نحن في هذا البلد، لنا مالهم من حقوق المواطنة والدعم … نفس الحقوق والواجبات …. يمكنك أن تقف ألِف أحمر مع الخواجة سيد البلد دون يطرف لك رمش … قد لايخلو الأمر من عنصرية قد يمارسها بعضهم تِحِت تِحِت .. ولكن حقك أنت الغريب يأتيك قبل ان يرتد اليك طرفك مكفولاً بمؤسسات قانونية وخدمية تعمل كمالساعة لاتتهاون ومابتفرز …
متي نتعلم نحن ذلك ونسقطه علي وطن واحد بعيش ذات الظروف .. ويتشارك ذات الخلفية والمرجعية والموروث … نتحدث نفس اللغة ونأكل من ذات الصحن ونعيش هم واحد وتلفّنا نفس الظلمة الحالكة .. نتجرع ذات المرارة ونبيت علي نفس الهم والضني !!

نمارس عنصرية قميئة بكل صلف وتبجح علي مر الأجيال والعصور مبنية علي وهم افترضناه وصدقناه … وقبلية لاتسمن ولاتغني من جوع … تصنيفات خرقاء مزقت أوصال هذا البلد الأمين الذي أصبح يشبه جلابية الدرويش … لماذا لا نجعل من ثراءنا الثقافي وتعددنا القبلي هذا رافد يصب لخيرنا ومصدر لإلهامنا .
أذكر حينما التقيت في السنة الماضية بطبيب سوداني من قبيلة الدينكا يعمل في قسم جراحة العظام في احدي المستشفيات ببريطانيا وكان معي احد زملائي الانجليز … التقيته في رواق المشفي بسمرته الداكنة وطوله الفارع وابتسامته الوضّاءة وجبهته التي تكدست بها الخطوط والنقاط وسنتاه الأماميتان مفقودتان كعادة اهله … حليق الرأس تماماً الاّ من بضعة شعرات تناثرن هنا وهناك علي استحياء .تجاذبنا أطراف الحديث وهو بارع في الحديث بلهجة اهل وسط السودان … حلو الكلام والانس وضحكنا ونحن نسترجع احداث شهدها كلانا في يوم ما وساعة ما ومضي هذا السوداني الجميل في حال سبيله …التفت الي الطبيب الانجليزي وسالني هل هذا سوداني ايضاً .

فأجبته بنعم ..
..
فقال لي السودان به جنوب وشمال .

فأمنت علي كلامه

فسالني هل انتما من نفس المكان .

فقلت له كيف الكلام دا انا من الشمال وهو من الجنوب.

ففغر فاها وعاين لي … بالجد ؟!!!

قلت ليهو اي والله

قام قال لي طيب شنو سبب المشكلة البينكم شكلا مافي فرق بينك وبينه ليه بقولو انو الناس في شمال السودان شكلا مختلفين عن الناس في جنوبه .

وبضحكة كدة زاد وقال: even he looks like your cousin
وهو ما يعني: “يبدو كأنه إبن عمّك”

أنا إتخلعت شديد والله وعاينت لإنعكاس وشي في باب واحد من المكاتب ورجعت للخواجة الهزّ لي راسو مُبتسم وبعدها شملني احساس سلام عجيب وايمان زي البجي للواحد البتديهو كف في حالة الصدمة …موجع بس حقيقي.

إتخلعت لأنو كان في جزء فيني مصدق قصة ناس الشمال العرب الجدهم العباس وكل هذه العوارة … وفرحت جداً لأنو عرفت أننا خارج هذا البلد المملوء بالخرافة نبدو جميعا سواء للناظر لنا من الخارج الذي لا علم له بتصنيفاتنا المملوءة بالهراء واخرجت لساناً ليضحك على ويكيد كل من تسول له نفسه ادعاء انه مختلف وأحسن …
مع بدايات هذا العام الجديد احلم بوطن جميل وطيب كوجه امي …احلم بتجانسنا وإنصهارنا وسلامنا الداخلي مع أرواحنا وأنفسنا ومع بعضنا البعض …
احلم بوطن حق المواطنة فيه مكفول لاي شخص لا اعتبار فيه لعرق .. ولا دين … ولا هوية ولا اصل … وطن يحتفي بسودانيتك في المقام الاول ويترك لك حرية الاختيار فيما تحب وتنوي لحياتك و لتخطط لها كيف تبدو .. بكل التقدير والاحترام لاختياراتك …. وطن يحتفي بالانسان والانسانية فقط

وطن بلا عنصرية …. ولا اضطهاد فيه لاحد كلنا فيه أسياد بلد نقعد نقوم علي كيفنا … وطن ينضح بالسلام والمحبة … فالناس بالناس والكل برب العالمين ….

وطن كقلوب الامهات يسع الجميع بلا استثناء وطن يضمني ويضمك ويضمهم ….

وأن الصبح لآتٍ !!!

تماضر الحسن

طبيبة .. بريطانيا

تعليق واحد

  1. كلامك يا دكتورة لن يرضى ناس الاستعلاء العنصرى وممارسى العنصرية القميئة بكل صلف وتبجح علي مر الأجيال والعصور، عنصريتهم المبنية علي الوهم الذى افترضوه وصدقوه ومنهم كبار القوم مثل البشير و على عثمان حسب ما شهد به زعيمهم الترابى.

  2. الاخت تماضر– لك الود— قالها لي في سبعينات القرن الماضي اخ صديق من جوباU SEE WE R BOTH CALLED AFRICANS — نعم ولم لا نخيب مقولة ميركل التي قالت الصينيون والهنود اكثر من ملياري فرد ولهم عدد من الارباب واللغات والاديان ويعيشون في سلام والمسلمون لهم رب واحد ودين واحد وكتاب واحد ونبي واحد وشوارعهم ملأي بدمائهم والقاتل يصيح الله اكبر كما المقتول— يعجبني اسلوبك في الكتابه وكما قلت يردني الي جيفري اشر— حفظك الله واسرتك

  3. تكتبين بقلبك وهي أروع أنواع الكتابة..نحلم معك بنفس الحلم ، الحلم بالسلام والمحبة وعدم التفرقة..حفظ الله بنتيك

  4. ان الامور ليست كما تبدو عليه ايتها الطبيبة …. ومن التفاصيل التي ذكرت في مقالك ليست حياة يتمني عيشها وليست بيئة حالمة لحياة جميلة والغافل من ظن الاشياء هي الاشياء . واذكر لك حكمه بالغة كان يرددها احد جدودنا (عيشة تحت كدر حمار احسن من الموت) قال لانو ممكن تلقي فرقة تردد استغفر الله . فضنك العيش لا يعني الخسران كما رغده لا يعني الفوز . نسال الله العافية للجميع

  5. اقتباس: (احلم بوطن حق المواطنة فيه مكفول لاي شخص لا اعتبار فيه لعرق .. ولا دين … ولا هوية ولا اصل … وطن يحتفي بسودانيتك في المقام الاول)

    التعليق:

    هذا الحلم كان زمان وكان من الممكن ان يحقق وان تحلمي بما هو اجمل من ذلك ولكن مع شروق كل صباح من عمر السودان نبتعد الاف السنين الضوئية عن هذا الحلم الجميل.

  6. اولا ليس كل ما يقال هو خرافة وكذب ، فى السودان عرب وغير عرب وفيه غجر وحتى اوربيين ، وفيه الكثير لماذا ننكر كل هذا والاجدى ان نعترف بوجوده ، وعلينا أن نضع القوانين والنظم والإجراءات التى تضمن حق المساواة بين الجميع وحق المواطنة للكل ، الشئ الجميل فى السودان أن إتجاهاتنا وافكارنا لا تنحى منحى الحدة ولا تصل حد التطرف إ فإن كانت فينا عنصرية فإنها تكون مرنة وغير قوية وغير مؤثرة فلم نصل للدرجة التى تكون هناك مطاعم او مشارب او أى شئ لهذا العنصر غير ذلك العنصر ، فالناس فى سوداننا شركاء فى الحياة وفى كل شئ ولم يمنع احد من حقوقه او دخوله مرفق دون الأخر ، مثلا الشيوعية عندنا لا تصل للإلحاد ولم يشع تطرفها كما حدث فى بلاد عربية وافريقية قريبة جدا منا ، وكذلك التكفيريين لم يصلوا مرحلة التفجير والتفخيخ وقتل الناس بالعشرات اللهم إلا من حوادث قليلة متباعدة ونادرة ، هذه هى الحالة السودانية ، لقد كذبت الكاتبة عندما قالت ان هناك شبه بينها وبين ذلك الدينكاوى حتى وإن قاله خواجة وانت تعلمين الفرق جيدا ولكن هل الفرق هذا يجعلك تعادية وتنفرين منه لا ، هو له ثقافة مغايرة لثقافتك 180 درجة وله عادات تبيح له الزواج باكثر من مئة إمراة وأن إبن الأب يعاشر زوجات ابيه إلا أمه فكيف تقولى يشبهنى هو لا يشبهك حتى فى الملامج وتقاسيم الوجه والوشم ولكن هذا لا يعنى ان تتعالى عليه وتتكبرى عليه ، للأسف لدى الكثيرين خلط ما بين الفروقات الإجتماعية والعنصرية لان الفروقات الاجتماعية موجودة فى كل المجتمعات وفى كل بلدان العالمين ، فهناك مجتمعات محافظة وفى السودان هناك قبائل لا تقبل أن تزوج بنتها من شاب يعيش فى مجتمع يصنع الخمر لتعيش وسط بيت فيه خمور مثلا ، وهناك من لا يريد لإبنته او اخته ان تتزوج بشاب ثقافته أن تعمل المرأة وينام الرجل او ان يذل الرجل المرأة وعليها ان تجثو على ركبتيها وتمسك له بصحن الطعام بيديها ليأكل حتى يشبع ، فهذه اشياء فيها حرية شخصية فكل إنسان حر فى بنته او اخته ان يزوجها من يشاء لمن يشاء دون ممارسة ضغوط او قيود او فروض لان الزواج شئ اختيارى ولا يتعدى على حرية الأخرين وهو بالتراضى وبالتوافق والموافقة ، لهذا من يقول أن فى السودان عنصرية بمعنى العنصرية التى كانت فى امريكا والغرب وفى جنوب افريقيا فقد كذب ، فهى لا تتعدى فى اقصى درجاتها الألفاظ وبعض الكلمات وإن كانت لا تصدر إلا من بعض الجهلة الذين يجب أن لا يقاس الحكم بهم .

  7. مقال جميل ورائع ويدعو للتسامح مع الذات اولا والاخرين ثانيا. ما يعجبني في مثل هذه الكتابات هو تصالح الاجيال الجديدة من الشباب مع نفسها وتركو كلام الحبوبات والجدود والخرافات زي ناس جدنا جاء من وين كدة ما عارف وجاب ليه عشرة اولاد ووووو ينجر ليه شجرة نسب ما انزل الله به من سلطان الى ان يتكيها ما شاء الله في ما تشتهيه نفسه. اكيد حيجي واحد ناطي ويقول السودان فيه كدة وفيه كدة وكل واحد يختار ما يناسبه. اما ناس ستين سنة وما فوق ديل خليهم ينقرضو بجهلهم وديل ما منهم فايدة لانهم سبب الاذى. عموما الشباب هو معني بالامر لان المسقبل امامهم ويستطيعو ان يعيشو بشكل افضل وان تكون لهم رؤيتهم الواضحة والحاسمة تجاه هذه القضايا وهذا طبعا لا يتم الا بعد كنس الاخوان المسلمين والكيزان ورميهم في مزبلة التاريخ . دمتي بخير

  8. وطن كقلب الأمهات ..
    صعب المنال ..
    مادام هناك عنصريون و قتلة و مجرمو حرب – اتاح لهم ابناء هؤلاء الامهات – بان يتحكموا في مصير هذا الوطن المنكوب .

  9. اظنك يا استاذة تماضر قد قادك الشوق الي الحنين الي زمن الصفاء والنقاء وانقدنا نحن معك في رحلة أقرب الي الاحلام ان لم يكن الي الخيال.. ليت ايام الصفاء والنقاء يا دكتورة تعود يوما نخبرهما بما فعل السفهاء.. واللبيب بالاشارة يفهم.. ســـــــــــــــــــــــلام..

  10. تماضر .. عليك الله واصلي كتابه وما تقيفي ، افكارك دي مطروحة قبل كده لكن معاك ليها طعم جديد ، وعسي ولعل نتلاقي في وطن يجمعنا تاني مع تلك الحاجات السمحات …

  11. يادكتورة مشكلتنا في السودان لا نتحدث عن الحقيقة ، نعم نحن شعب نعيش مع بعض ونضحك مع بعض ونتواصل ولكن المشكلة في الاختلاط الاجتماعي . انا متأكد مئه المئة لو انك لم تكونين متزوجه وتقدم اليك هذا الدكتور الجنوبي سوف ترفضين الزواج منه. عشان كده خلونا مانضحك على انفسناونتظاهر بعدم العنصرية.

  12. مقالك جميل يا تماضر الحسن كجمال روحك وشكلك والله يديك العافية طول ما الدجاجة حافية!!.
    الرباطابى ود العرب زى ما بيقولوا ابراهيم دقش ذكر مرة فى عموده فى صحيفة الخرطوم انه لمن كان شغال فى منظمة الوحدة الافريقية كان فى اجتماع اعتقد فى تنزانيا تناقش مع بعض الافارقة الموجودين فى الاجتماع عن مشكلة جنوب السودان والحرب فقال له احد الافارقة لماذا يضهدكم اهل الشمال العرب فقال له دقش انا شمالى وعربى قام قال ليه طيب المشكلة وين وانت شكلك افريقى وليس عربى؟؟؟
    برضه لمن ذهب كولن باول الى دارفور اصطفت له بعض الشخصيات التى تمثل دارفور فى مطار الفاشروكانوا من القبائل التى تعد عربية وكولن باول نفسه من اصول افريقية ولكن لونه افتح منهم كتير جدا وعندما صافحهم قال لهم ان الجنجويد والعرب معذبنكم شديد قاموا قالوا ليه ما انحنا العرب ذاتهم ولون معظمهم اسود طبعا الراجل اكيد استغرب!!!
    فهمتم مقصدى والنقطة التى اريد ان اشرحها؟؟؟
    you got my point ؟؟؟؟
    لا للعصبية القبلية ولادخال الطائفية الدينية فى السياسة نريدها بالواضح كده وبدون اى دغمسة دولة علمانية سياسيا سودانية وليست علمانية وجودية تحارب الدين الحنيف بل تحترمه وتدعم كل الاديان ومستحيل اقصاء الدين من المجتمع او الدولة ولكن نريد اقصاؤه من الاستغلال السياسى لاهداف سياسية وسلطوية والدين لله والوطن للجميع!!!

  13. اذا إنتى دكتوره و لم تفهمى طوال حياتك هذه الحقيقه ,عجبا. وفهمتيها بعد سنه كامله(كمان) من مقابلتك للدكتور الدينكاوى واستدركت ان القبليه لعبت دور سلبى فى حياتك و بعد جلوسك فى تلك القاعه المكتظه بمختلف الاجناس فى إلفه وموده وفى انسجام هارمونى تام ,ومن ثم كتبت هذه السطور الذهبيه الممزوجه بالبراءه , فمتى يفهم المواطن العادى فى السودان هذه الحقيقه؟؟ (نكتبا ليهو فى محايه ويشربها؟ ولا كيف؟ لان التعليم يبدو لم يحل المشكله ايضا).
    لا تهتمى بما يقوله الخواجه ,الم تعلمى ان كل الخواجات يعتبروا جميع الافارقه ( رغم دراستهم للجغرافيا والاطلس) من بلد واحد ودوله واحده ولا توجد قاره تسمى افريقيا بل ??دولة افريقيا?? ولا يستطيعون التمييز بينهم :شكلا او لونا او لغتا- ولك ان تتحرى عن ذلك الامر, والامثله كثيره .( إلا قله – من عمل فى افريقيا ) .
    وبعدين شنو يا دكتوره :وصفتي الدكتور الدينكاوى بأنه جميل (حسب كلامك) .ولا اعرف اين الجمال ومقايسه هنا؟؟؟ وصفتيه :,جبه ذات خطوط ونقاط ,سنتاه الاماميه مفقوده,حليق الرأس -بضع شعرات(اصلع او شبه اصلع ما عارف) جميل جدا جدا ,فارس احلام بس,روعه.(اريت ابو صلعه طاير-اغنيه) اذن فالتشبه بالجميل جميل.اليس كذلك؟…( تقصدين جميل فى دواخله؟ – حلو الكلام والانس- مش كده ؟ مع احترامى للدينكا وعاداتهم القبليه القديمه – والان معظمهم تركوها كما ترك الشماليون الشلوخ والتشويه الجسمانى القبلى البالى)..المهم اضم صوتى لصوتك, لوطن حداد ومداد.

  14. السودان بلد متنوع الاعراق والثقافات والوجود العربى لا تخطئه العين واللسان العربى الفصيح وسمرة اللون او سواده ليست مشكلة والعرب فى الاصل هم سمر وما انتابهم من لون ابيض فهو مكتسب من مخالطتهم ومصاهرتهم للروم والفرس وغيرها بالاضافة الى ان الطبيعة والبيئة تكسب اللون, وحديث الدكتورة فيه مجاملة واحلام غير واقعية لابد من ان نكون واقعيون والا نتحدث بالعواطف التنوع الموجود ليست هو المشكلة بل قد يكون عنصر قوة المشكلة فى من يستفيدون من هذا التنوع فى تاجيج لفتن نسبة لمحدودية فكر المواطن السودانى البسيط والذى ستغل ابشع انواع الاستقلال بدعوى القبلية والجهوية الطائفية وذلك من قبل الاستعمار ومن قبل المنظمات واجهزة المخابرات والحكومات والاحزاب السياسية مع جهل وامية السواد الاعظم فلولا القبلية والطاعة العمياء ما كانت الحركات المسلحة موجوده الان لان الطاعة عمياء ولا يعرفون

  15. لدي قناعة راسخة انه المجتمع السوداني مجتمع تسوده العنصرية بكافة اشكالها والعرقية بالتحديد..انفصال الجنوب ابلغ دليل علي ذلك ..المشكلة اننا لا نغوص في تاريخنا وماضينا بشكل نقدي وندفن دائما رؤسنا في الرمال..يجب علينا الاعتراف اولا بمراراتنا التاريخية وعدم انكارها..وصف الجلابة لم ياتي من فراغ…يادكتورة ماذا عن ظاهرة تبيض البشرة لدي الشابات التي اصبحت ظاهرة في مجتمعنا والتي لها اثار صحية ونفسية واجتماعية مدمرة تهدد صحة مجتمعاتنا وماعلاقتها بالعنصرية..

  16. جوجو لماذا تصنع المشكلة ، كلام واضح لا يجب إلغاء الآخر بأى حال من الأحوال فالسودان شهد هجرت مكثفة وكبيرة من شمال افريقيا والجزيرة العربية وغرب أفريقيا ولا ينكر ذلك إلا جاهل او ناكر او عنده عقدة تدفعه لأن يهاجم كل من يدلى فى هذا الجانب , وياريت ترتقى بأسلوبك واخلاقك فى النقاش واترك سفه الكللام وتعال للمفيد ، الفارس الجديد وفاروق متصالحين مع الواقع ومتعايشين معه كما انا متعايش معه والباقى إنت وأمثالك ، السودان وطن يسعنا جميعاً بكل مكوناتنا وإثنياتنا وبكل ثقافاتنا وعاداتنا واعرافنا ، لم أنتقد الدكتورة بل عكست وجهة نظرى ، لماذا عندما يتحدث عن العروبة فى السودان يهيج البعض ويرقى ويزبد وينكر والبعض الاخر يشتم ويسب ويلعن ، هناك قبائل عربية معروفة النسب والسند لازالت تحمل نفس الإسم الذى أتت به من الجزيرة العربية وهى قبيلة رفاعة الكبرى القادمة من الحجاز تتعايش مع الشلك فى الرنك وكل حدود الجنوب مع ولاية سنار ، يتقاسمون معه كل شئ المرعى والمأكل والمشرب بل تصاهروا معهم وتداخلوا معهم ولم نسمع أن شبت حرب او أقتتال بينهم ولم يسفك بعضهم دماء بعض بل وصل الأمر ان كثير من ابناء الشلك سموا بإسم مالك تيمناً باحد الضباط من ابناء قبيلة رفاعة عندما سعى لحل بعض النزاع بين بعض سلاطين الشلك .

  17. يازول النصيحة خليك واقعي و افهم ان الخواجة عندما قال للدكتورة ان الطبيب الدنكاوي كانه ود عمك فهو يعني ما يقول و دعك من الخواجة , بل حتى في الخليج تجد بعض الخليجيين لا يفرز بين سوداني اخضر و ءاخر اصفر (حسب تصنيفنا) و احيانا يحسبهم بكل بساطة شقيقان بل ربما خلط بينهما. أيضا نحن نرى سكان جنوب شرق اسيا على اختلاف جنسياتهم شكلا واحدا بين هم لا يرون ذلك و يستطيعون معرفة مواطنيهم من مواطني دول الجوار . قبل يومين ناشط سوري فيما يتعلق بالجنود السودانيين المشاركين في التحالف العربي في اليمن فعقب بقوله الافارقة و اضاف انه يوجد ايضا سنغاليون , فما رأيك ؟

    عموما العنصرية بكل اشكالها ليست حميدة و ليست مما يتحدث به كما ذكر صاحبنا (فإن كانت فينا عنصرية فإنها تكون مرنة وغير قوية وغير مؤثرة فلم نصل للدرجة التى تكون هناك مطاعم او مشارب او أى شئ لهذا العنصر غير ذلك العنصر)

    و ليعلم صاحبنا بانه حتى الاوربيين عندما مارسوه هذا النوع من العنصرية لم يمارسوه مع شعوب أوربية مثلهم و عنصريتهم داخل اوربا ربما كانت اقل من عنصرية الافارقة تجاه الافارقة الاخرين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..