أين صوت كمال عمر ؟

الخرطوم – الزين عثمان
تختار الحكومة السودانية مقعدها بين معادلتي (الرغبة والتمنع)؛ فهي حتى الآن لم تحسم موقفها من المشاركة أو عدمها في الدعوة التي تقدمت بها الآلية الأفريقية لعقد لقاء تشاوري بينها والحركة الشعبية قطاع الشمال وحزب الأمة القومي.. الاجتماع لا يعدو كونه اجتماعا لتقييم مسارات الأحداث والحوار في البلاد في الفترة السابقة في سبيل السعي للوصول بالوطن إلى شواطئ الأمان والاستقرار.
حسناً.. ثمة من يقيم ما يجري في البلاد وفقاً لمؤشر حركة حزب المؤتمر الشعبي ومؤكد أن مثل هذا التقييم يعبر من تحت لسان الأمين السياسي لحزب الترابي المحامي كمال عمر.. وبالعودة إلى صحافة الخرطوم يلاحظ غياب صوت كمال الحاضر في التصريحات منذ بدء جلسات الحوار الوطني لدرجة أن البعض أطلق على العملية برمتها حوار كمال عمر فما كاد يمر يوم دون أن تحمل الصحف تصريحاً منسوبا لعمر يؤكد فيه على ألا حل للمشكلات السودانية إلا بالحوار، فهو الطريق الوحيد للحلول المنتظرة. البعض يقرأ صمت عمر بأنه الصمت الذي يعقبه حديث ينطق بالأسئلة: ترى ما هي الخطوة القادمة وما الذي يخفيه الشعبي خلف صمته؟
كان الشعبي وهو ينشط في لجان الحوار يصر على نفي أن النتيجة الأخيرة له هو جمع شتيت الإسلاميين وخلق التقارب بين الوطني والشعبي وإعادة لحمة الإسلاميين من جديد نفي تقارب الإسلاميين لا يضع إجابة لما يتعلق بدور الحوار في إعادة لحمة الاستقرار في البلاد. المفارقة أن صمت الشعبي تزامن مع الوصول بالحوار إلى محطاته الأخيرة وبدء الحديث عن مخرجات الحوار الوطني وإعلانها وسط اختلافات حول العملية برمتها بين المشاركين فيها. مؤكد أن الهدف من الحوار ليس هو إعادة وحدة الإسلاميين تحت راية واحدة بحسب الحديث المكرر.. لكن الحوار نفسه لن يحقق تطلعات الناس بنسبة 100% بحسب ما يقول القيادي في الحزب أبوبكر عبد الرازق.. محام آخر في منظومة الحزب يطلق مرافعة الرفض للمحاصصة السياسية مع الحزب الحاكم في الفترة المقبلة، ويردف عبد الرازق في حوار منشور: لجنة الحكم اتفقت على نظام الحكم الانتقالي بنسبة 74% لكنه يقول إن فتنة السلطة ستعيق الوصول إلى ما تم الاتفاق عليه بين المتحاورين.. عبد الرازق لم ينف وجود ضبابية في حسم المخرجات المتعلقة بالحوار وتنفيذها على أرض الواقع وإن بقي متمسكاً بعدم المشاركة في السلطة، إذ يقول (لكن القضة الأساسية بالنسبة لنا أن نجيز كيف يحكم السودان ليس من يحكم السودان، ليست القضية هي مشاركة المؤتمر الشعبي من غيرها لكن القضية أن نتوافق على نظام حكم يعبر عن كيفية حكم السودان، إذا وصلنا لهذه النتيجة نكون حققنا هدفنا الاستراتيجي الأعلى، أما مشاركتنا في الحكومة فليست بأهمية تحقيق الاستقرار في عموم البلاد).
وبالنسبة لكثير من القوى السياسية التي تقف في محطة المعارضة فإن عملية الحوار التي جرت لمدة سنتين لا تعدو كونها إضاعة للوقت بلا جدوى، وأن حسم المشكلات عبر الحوار الأحادي لا يمكن انتظار ثمارها المختلف حولها. من يقولون بذلك ينطلقون من منصة رفضهم في قوي الإجماع الوطني التي أعلنت موقفها منذ بداية العملية لكنها تبدو الآن على درجة من السعادة حين تنظر للمواقف المتعلقة بالمشاركين أنفسهم فحالة عدم الرضاء تعبر في الأساس عن تأكيد لصحة موقفها الذي اتخذته في البداية بمقاطعتها تحت قناعة أن حوار القاعة ليس طريق الاستقرار في البلاد؛ وإنما طريق مجموعة بعينها اختارت المسير فيه.
بالنسبة لحالة صمت كمال عمر في التوقيت الحالي فإن المتابعين للمشهد السياسي يقرونه بأنه صمت (المنتظِر)..!!
عمر يؤكد أن مداولات المتحاورين كانت غرسا لشجرة تعهدتها بالرعاية وهي شجرة تحتاجها البلاد في هذا التوقيت.. يستدعي الرجل عبارات مثل (الشفافية والمواجهة والشجاعة) في التعبير عن الآراء التي كانت حاضرة في النقاشات وفي الجدل.. بل إنه يعتبر أن ما حدث يمثل الاستقلال الآخر للبلاد فإن البلاد موعودة بالديمقراطية وبالحرية وبقبول الآخر وأنها وضعت مدماكاً أول في عملية بناء مستقبل زاخر للأجيال القادمة.. كانت تلك هي رؤية عمر في ما يختص بالحوار الوطني، يدعمها بمجموعة من الشواهد على مستوى الحراك اليومي؛ أحداث ما كانت لترى النور بعيداً عن ضوء الحوار وتهيئة المناخ الملائم له. لكن الصوت العالي بدا وكأنه أصيب بالخفوت في الأيام الأخيرة، فلم يعد صداه يتردد في وسائل الإعلام مثل السابق لكن لا أحد يمكنه الجزم بأنه لن يعود، فربما يأتي مثل الحصان الأسود في اللفة الأخيرة من السباق.
ما يحدث الآن ضبابية في حسم مخرجات الحوار وثبات في ذات المواقف القديمة للحزب الحاكم الذي يجيد الطباخة على نار الصبر الهادئة وهو موقن تماماً بأن زرعته التي رعاها طوال عامين سيحصد ثمارها.. مؤكد أن ثمرة أهل حزب شارع المطار لن تكون حكومة انتقالية قد تبعدهم عن السلطة التي يجيدون التمسك بها عبر اللعب على الحبال المتعددة.. في المقابل فإن الحركات المسلحة وفريق الرافضين من المقاومة السلمية ينتظرون ما تؤول إليه خطوات المجتمع الدولي وهو يسعى حثيثاً نحو تسوية مرضي عنها مع التأكيد على أن الشعبي سيظل واقفاً في منتصف الطريق وسيختار أقرب المنحنيات للوصول دون تحديد المحطة الأخيرة في الوقت الحالي
اليوم التالي
الكلب كلب ولو ترك النباح
من يدقق في التفاسير عن المنافقين لا يفارق خياله هذا الـ كمال
عندما يطل نستعذ بالله من الشيطان الرجيم
و على ذكر ابليس قيل انه غادر السودان لان ليس لديه ما يفعله
و كمال و زبانيته لم يتركوا له نفسا”
انا ارى ان كمال عمر اذا اراد ان يعود وهو يثني على الحوار الوثني هذا شأنه وشأن الموتمر الشعبي .. لكن فقط لا يعود لنا مرة اخرى وهو يسب في حكومة الموتمر الوثني فينبقي على المعارضة ان لا تقبل مثل هذه الشرزمة البغيضة .. ارجو ان يظل الموتمر الشعبي في لحمة مع الموتمر الوثني حتى نكنسهم جميعاً والله المستعان …
الكلب كلب ولو ترك النباح
صدق الله العظيم
ذهب مع الريح وفى روايه اخرى ذهب مع التراب