الملفات السرية لهيئة المياه

كمال كرار

موازنة ولاية الخرطوم لهذا العام 2016،تحمل في جوفها عجزاً مقداره واحد مليار جنيه،ولغياب أي مصدر للإيرادات بخلاف (قلع) اموال الناس،فقد رفعت فئات المياه بنسبة 100%،والتبرير أن هيئة مياه الخرطوم خاسرة.
لنري الآن أسباب خسارة الهيئة التي اطلع علي دفاترها المراجع العام،وكتب ما كتب عن سوء إدارة الأموال والاختلاسات بها،للتذكير فلنقرأ بعضاً مما ذكره المراجع،ووضع في سلة المهملات،لأن شعار الحكومة الفاسدة المرفوع(خلوها مستورة)
تمت مراجعة مشروع خط ناقل النية / الجيلي / قري والذي قامت بانشائه شركة الخرطوم للمياه والخدمات بقيمة للعقد بلغت ٧٫١٣١٫٩٥٢ جنيه من أنابيب ) upvc. ( بهدف توصيل المياه للاسواق الحرة قري ) ٤٠٠ ملم بطول ٢٠ كلم ( . وبعد أن تم تنفيذ الخط تبين أن به عيوبا في التوصيل أحدثت انفجارات . تمت صيانة للخط بواسطة الهيئة (هيئة مياه ولاية الخرطوم)كلفتها مبلغ ١٠٠ ألف جنيه الا أن الصيانة لم تعالج العيوب مما أدي لاستبداله بخط انابيب حديدي ٥٠٠ ملم بلغت تكلفته ٦٫٧٩٢٫٧٧٤ جنيه . فيما يلي نورد اﻟﻤﺨالفات لم يطرح المشروع في عطاء . اذ تم التعاقد مباشرة
مع شركة الخرطوم للمياه والخدمات دون تقديم دراسة فنية ومالية للمشروع ، لم يلتزم المقاول بالبند الخامس من العقد والذي ينص علي أن يستخدم المقاول المواد والتوصيلات ذات الجودة العالية ، لايوجد مهندس استشاري للمشروع وتم الاكتفاء بمهندس مشرف من الهيئة . نتيجة للمخالفات المذكورة أعلاه بلغت اجمالي تكاليف الخط الناقل أربعة عشر
مليون واربعة وعشرون الفا سبعمائة ستة وعشرون جنيها تفاصيلها كما يلي :
تكلفة خط upvc ٧٫١٣١٫٩٥٢ جنيه ، تكلفة الصيانة لنفس الخط ١٠٠٫٠٠٠ جنيه ، تكلفة استبدال الخط
بعد الصيانة ٦٫٧٩٢٫٧٧٤ جنيه ، اجمالي التكلفة ١٤٫٠٢٤٫٧٢٦ جنيه.
ومعني هذا الكلام إهدار مبلغ 7.2 مليون جنيه(جديد)،وهي اموال دفعها مستهلكو المياه بالخرطوم،لكنها راحت (شمار في مرقة)،والمال العام في زمن السدنة يخرج إلي الجيوب الخاصة ولا يعود.
وغير هذه الجريمة المذكورة أعلاه،كان المراجع العام قد تحدث عن مواد مسرطنة استوردتها الهيئة لتنقية المياه،وعن شركات(مضروبة)تعاقدت معها الهيئة لتحصيل رسوم المياه،قبل أن(تقلعها)مع فاتورة الكهرباء مقدماً.
وإلي حين انفجار ثورة الجماهير،والإطاحة بالنظام سيتواصل النهب،ويجبر الناس علي دفع فواتير المياه المضاعفة،مسبقاً بينما المياه لا توجد في الخطوط،والمواسير تضخ الهواء بدلاً عن الماء،وإن وجدت المياه بعد منتصف الليل،عن طريق سحبها بالموتور،فهي تشبه العرديب نظراً للطين المخلوط بها.
وغير بعيد عن موضوعات السرقة،تلك المصانع المملوكة للسدنة،والتي تبيع قارورات المياه النقية،الأمر الذي يتطلب أن تكون المياه بالشبكة في غاية الرداءة،حتي يضطر الناس لشراء المياه المعبأة.
وكما(يتكتك)السدنة،يتكتك الشارع وينتظر ساعة الصفر،ليس البيان العسكري الأول،ولكنه البيان بالعمل،والعتود لا يشبه الحمل.

[email][email protected][/email]