أمير تاج السر.. روائي خرج من خيمة الشعر.. صائد الحكايات

الخرطوم – محمد عبدالباقي
على موقع البحث الحر (ويكيبيديا) مختصر للسيرة الذاتية للروائي أمير تاج السر يقول: طبيب وروائي سوداني يمت بصلة قرابة وثيقة للأديب السوداني المشهور الطيب صالح. الحقيقة أن أمير تاج السر هو ابن شقيقة الأديب الطيب صالح، لكن هذه الصلة في القرابة بالدم لم تكن حلقة وصل لربط علاقة الإثنين بالأدب، فأمير عاش في بيئة غير تلك التي ترعرع فيها الطيب صالح، وتبعاً لذلك شق كل منهما طريقه الأدبي في اتجاه مغاير للآخر تحت المظلة العامة للأدب في معناه الواسع.
إلا أن الكثير من المتابعين لمسيرة أمير الإبداعية يظنون أنه ظل للطيب صالح، مما دفعه في العديد من المرات لنفي أي قرابة إبداعية بينه وخاله سوى قرابة الدم. بالتأكيد مثل هذا الزعم لا يقلل من قيمته ككاتب لا يختلف حوله القراء في الأصقاع بأنه أشهر كاتب روائي سوداني في الوقت الحالي تنضح أعماله بنضج تفتقره أعمال الآخرين.
روائي لم تسعه خيمة الشعر
حفلت حياة أمير تاج السر بتعرجات شديدة البعد عن بعضها البعض، كما رواها أمس الأول (الأحد) بمنتدى صحيفة (الرأي العام) الثقافي الذي استضافه عقب فراغه من مشاركته في لجنة تحكيم جائزة الطيب صالح، وتحدث فيه عن تجربته عدد من النقاد منهم، مجذوب عيدروس، عيسى الحلو، البروفيسور محمد المهدي بشرى، إبراهيم إسحاق، مولانا صلاح سر الختم ونبيل غالي. والمؤكد أن أمير ضمن قائمة طويلة لروائيين جاءوا من كليات الطب إلى سوح الرواية، لكنه يكاد يكون ضمن قلة قليلة ضحت بكتابة الشعر رغم براعتها فيه وتخلت عن القبول الذي نالت لخوض مغامرة كتابة الرواية. وبحسب أمير تاج السر نفسه، فإنه ظل حتى عام1987م يكتب الشعر وينشر في دوريات أدبية مهمة في مصر التي درس بها الطب، ويضيف أمير “كنت أنال مقابلاً مالياً على أشعاري التي تنشر، وأيضاً صار الفنانون يتغنون بها، ولكن قبلت وصية من أحد الأدباء المصريين المعروفين في ذلك الوقت بأن أجرب كتابة الرواية بسبب موهبة الحكي التي أتمتع بها على حد قول الأديب المصري”. واسترسل أمير في نفض السنوات عن بدايته الروائية: “قبلت النصيحة واتجهت لخوض قمار الرواية، فكتبت رواية صغيرة اسمها (كرمكول) طبعتها على نفقتي الخاصة، ومن ذلك التاريخ توغلت في غابة الحكي الروائي”.
صائد الحكايات
يكاد يتميز أمير تاج السر دون غيره من الروائيين والكتاب السودانيين بإمكانياته المهولة على الحكي، والتقاط التفاصيل الصغيرة من براثن معاناة الناس اليومية. وعن هذا يقول أمير: “بعد تخرجي عملت مشرفاً طبياً في منطقة نائية بالبحر الأحمر، وهناك كنت أستمع لحكايات الناس وتفاصيل قضاياهم ومعاناتهم، وبعد عودتي من تلك المنطقة اكتشفت أن لديَّ مخزوناً وافراً من الحكايات التي تصلح للكتابة، فنسجت عليها نصوصاً صارت روايات، وجدت القبول والاستحسان من القراء في بقاع شتى حول العالم، ولا زالت تثير دهشة البعض دون شك، وأشهر هذه الحكايات ضمتها رواياته (مرايا ساحلية) و(مهر الصياح) و(زحف النمل) و(منتجع الساحرات)”.
ضابط وقع خطوات الزمن
خلال مسيرته الأدبية، حرص أمير تاج السر أن يضبط إيقاع الزمن بصورة مكنته من إنتاج عدد كبير من الروايات عكس بقية الكتاب السودانيين الذين شغلتهم معارك العيش عن الكتابة، ورغم أن بعض النقاد يعتقدون أن كتاباته لا تمثل في مجملها مشروعاً روائياً محدد المعالم، لخلوه من مرتكز بعينه يدور حوله، إلا أنهم يقرون بالتأثير الكبير على الرواية السودانية، بجانب الدفعة المهمة التي كسبتها الرواية السودانية المتشكلة حديثاً على يديه، ويؤكدون أنه يمكن أن يكون بداية جادة لأعمال سودانية قادمة تستطيع المنافس بقوة لا على الجوائز، إنما على واجهات دور النشر وأيدي القراء. أمير تاج السر يكاد يكون الروائي السوداني الوحيد الذي حجز مكانته بقوة في العالم العربي منذ وقت مبكر، وهذه ميزة لم يسبقها لها غيره، لسبب أن المنطقة العربية التي انطلق منها للآفاق كانت سابقاً حكراً على كتاب دولة بعينها
اليوم التالي
امير تاج السر محمد نور احد اميز الادباء السودانيين حقيقة .. بدا الشعر منذ المرحلة الابتدائبة ..
من خلال معرفتي الليصقة به فقد كانت لديه ملكة الشعر بادية منذ ذلك الزمان (ستينيات القرن الماضي ) الا انه كان يظهر تفردا في تشكيل الشخوص والترميز لهم منذ ذلك الوقت مما يدل علي ان القدرة علي الكتابة لديه ايضا كانت سابقة. (شخصية اوديب ) هي اول ترميز للشخوص كانت لدي الاستاذ امير .. متعه الله بالصحة والعافية .