قراءة في دفاتر قمة نيويورك (1)أوباما.. لمن تُقرع الأجراس؟ا

قراءة في دفاتر قمة نيويورك (1)أوباما.. لمن تُقرع الأجراس؟

عادل الباز

بحضور أوباما قمة الأمم المتحدة الخاصة بمناقشة قضية الاستفتاء بالسودان وإلقائه خطاباً استغرق أكثر من ربع ساعة، تكون الولايات المتحدة قد وضعت السودان على رأس الأجندة العالمية منذ الآن، وإلى العام 2011. خطاب أوباما لم يحتوي على مفاجأة جديدة، فالتسريبات الصحفية التي سبقت الخطاب كشفت مضمونه بالكامل، ولذا بدا الخطاب ترديداً لمواقف ومقولات سبق أن أعلنت عنها الولايات المتحدة عبر وزارة خارجيتها، أو عبر ممثلتها في الأمم المتحدة سوزان رايس. ولذا سأسعى لتقصّي بعض الإشارات المهمة التي وردت في ثنايا الخطاب، رغم أنها ليست جديدة، ولكن مجرّد التأكيد عليها من أوباما شخصياً، فهي تعني ما تعنيه من دلالات مهمة.
(إن مصير ملايين الأشخاص على المحك، وما سيجري في السودان خلال الأيام المقبلة، قد يقرّر ما إذا كان هؤلاء الناس الذين عانوا من الحروب سيتقدمون مجدداً نحو السلام، أو سيغرقون في حمّام دم). هذه الإشارة القوية لابد أنها صدمت العالم، وقرعت الأجراس في أرجاء المعمورة، إذ أن هناك حمّام دم مرتقب في مكان ما من العالم؛ هو السودان. هذه لحظة فارقة وخاصة للإعلام العالمي التي سيتعبأ بهذه العبارات، وتنفتح شهيته أكثر للوقوف قريباً من شواطئ حمام الدم الذي توقعه أوباما. إذا ما ربطنا هذه التصريحات بأخرى سابقة لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التي حين قالت إن السودان قنبلة مؤقوتة، وأضفنا تخوفات الصحافة الأمريكية من أن التصويت في الاستفتاء إذا جرى بطريقة فوضوية سيؤدي الى مأساة أخرى تُضاف لمأساة دارفور، فإن ذلك يعطينا صورة لدرجة الرعب التي تنتاب أمريكا من تداعيات نتيجة الاستفتاء.
الإشارة الثانية هي إظهار استعداد الولايات المتحدة للنظر في بعض الإجراءات لتطبيع العلاقة مع حكومة السودان، ولرفع القيود تدريجياً عن بعض المواد المحظورة. هذه الإشارة لا جديد فيها سوى أنه جرى تأكيدها من قبل رئيس الولايات المتحدة؛ وهي إشارة موجبة على كل حال، ترافقت معها إشارة أخرى موجبة تتعلق بنجاح الولايات المتحدة في طي ملف الخلاف مع تشاد، ملحقة بنوع من الرضا على غرايشن الذي انتاشه سهام صقور الإدارة الأمريكية أكثر من مرة، لتعامله الناعم مع حكومة السودان أو كما قالوا. ولكن للأسف هذه الإشارة الإيجابية الوحيدة في الخطاب المتعلقة بالعقوبات نُُسفت تماماً في فقرة لاحقة حين قال أوباما: (إن تحقيق العدالة في دارفور هو الشرط الأساسي للتطبيع الكامل مع السودان). تشير هذه الفقرة بوضوح لضرورة التعاون مع الجنائية؛ وهو الموقف الذي تعترض عليه الحكومة السودانية بشكل صارم لايقبل المساومة. ولذا فإن الحوافز المتوقعة أو الجزرة التي تنتظر السودان حال التزامه بإجراء الاستفتاء في موعده، ذهبت أدراج الرياح.
إذن لا حوافز للسودان بيد أمريكا، بل العكس هنالك وعيد، وذلك حين دعا أوباما لاحترام نتائج الاستفتاء، وتجنب حدوث أي انتهاكات لحقوق الإنسان، قائلاً: (ليس في مقدور أحد فرض شيء على أحد بشكل قسري). من المؤكد أن هذه العبارات رسالة موجهة لحكومة الشمال، وتستبطن رسالة تحذير لمن يعنيهم الأمر!!. هناك عبارة غابت أو غُيّبت عن خطاب أوباما؛ وهي الإصرار الذي كانت تبديه الولايات المتحدة حول ضرورة إجراء استفتاء (حر ونزيه). تجاوُز أوباما لهذه العبارة المهمة جاء بعد دعوة سلفا كير للمجتمع الدولي بالامتناع عن فرض المعايير الدولية المتعلقة بالنزاهة في استفتاء الجنوب؛ ولهذا إغفال الخطاب لهذه العبارة يثير تساؤلات شتّى، ويظهر أن الولايات المتحدة على استعداد لأن تقبل نتيجة الاستفتاء على علاتها!!.
حديث أوباما بدا لي في اتجاه معاكس لتصرّفاته؛ خلال زيارة النائب الأول سلفاكير والنائب علي عثمان. رفض أوباما رغم مناشدات وضغوط ثلاثين عضواً مهماً في الكونغرس تخصيص لقاء منفرد مع سلفاكير؛ وهذه إشارة مهمة تشي بأن الإدارة الأمريكية تعامل شريكي الحكم دون انحياز لطرف، والإشارة الأخرى ذكر اسم طه في الخطاب القصير ثلاث مرات، ثم تبع ذلك ذهاب أوباما إلى حيث مقعد الأستاذ علي عثمان وسلفاكير وبدأ بمصافحة الأستاذ علي عثمان متجاوزاً البروتكول الذي يقضي بمصافحة النائب الأول سلفاكير في البداية. هذه الروح المتسامحة مع ممثل الشمال الأستاذ علي عثمان لم يعكسها الخطاب، الذي اتّسم بنوع من القسوة تجاه الشمال.
غداً إن شاء الله قراءة في خطاب الأستاذ علي عثمان.

الاحداث

تعليق واحد

  1. لا توجد اي قسوة في خطاب اوباما ( الله يخليه حتى تحاكم الجنائية قادتك المجرمين سفاكي دماء الابرياء و حتى نرى الجنوبيين احرارا من استعبادكم لهم). يا اخي فترنا من دولة الجهوية و العنصرية.. الافضل تتكلم عن غلاء الاسعار و انعدام الخدمات و فساد المفسدين بدلا عن التطبيل و تزوير الحقائق..

  2. المسالة محسومة ، امريكا قبلت نتائج الانتخابات علي علاتها – رغم عدم استيفائها للمعايير الدولية كما صرح حينذاك و رضيت الحكومة و هللت حتي ان رئيسها قال و هو في غاية الانبساط ان (امريكا ذاتا بقت مؤتمر وطني)…. الآن علي الحكومة ان تتجرع كاس الاستفتاء الذي لا يستوفي المعايير الدولية… هكذا يتم التفريط في السودان من اجل كراسي السلطة!

  3. هل تعتقد ان اوباما خرق البروتوكول بمصافحته لعلى عثمان محمد طه النائب الثاني او النائب (ساكت) قبل ان يصافح سلفاكير النائب الاول؟ ام ان وباما اراد لفت الانتباه الى ذلك الوضع المعوج والذي بدأته حكومة الخرطوم اصلا بخرق البروتوكول وتراتبية المناصب الدستورية، بوضع على عثمان في مكان سلفاكير في رحلة استجداء الحل لخازوق الاستفتاء والقضاء الاوكامبي؟

    هسع عليك الله تفتكر انو اوباما ده قام من مكانو ماشي دَق..دَقْ…دق ..دق لعلي عثمان في مكانو ومادي ليهو ايدو ومسلم عليهو قدام الجماعة (العالميين) ديل كلهم دليلا على التسامح او التفضيل؟ ياخوي ارجو الارتقاء بمستوى فهمك للامور؟ اقول شنو؟ عينك في الفيل تطعن في ضلو..!!

    اتمنى ان يكون تحليلك ليوم غد اكثر عمقا ومهنية..

  4. الاستاذ الباز قدموا النصح لهذه الحكومه بان لا تتوهم باهنا يمكن ان تتلاعب بمواعيد الاستفتاء كما تلاعبت يالانتخابات وزورتها تحت سمع وبصر العم سام والعالم اجمع الامر ها هنا يختلف اختلافا جزريا0 العصا الامريكيه لمن عصا وانتفت الجزره المقدسه التي كانت حكومتنا الرشيده فاغره لفاهها في انتظارها لتلتهما التهما وتوافق وتبصم بالعشره علي الاستفتاء في مواعيده الا وهي موضوع العداله والجنائيه وما ارساال علي عثمان الي هنالك الا في ظنها انه يمكن ان يلعب بولتيكا كما لعب من قبل في نفاشا و(يجي حازما) ولكن ليست لنا ما نملكه ونهديه لهم غير اغنية النعام ادم
    (لا شوفتا تبل الشوق000 ولا ردا يطمن) فلا ردا يطمئن جاء في خطاب اوباما ولا شوفتا بلت شوق في طلة سوزان رايس0 ولكن عليهم ان يتذكروا انهم زوروا الانتخابات والعم سام اعمي واطرش ومدخر مدي الرؤيه وقوة السمع لمقيل بكره الا وهو (الاستفتاء) انتهي الدرس ايها الاغبياء0 دعوا الاستفتاء يمروا بسلام واعملوا لما بعده ليكن استفتاءا سلسا يمكن للكيانين بعده العيش باخاء وتبادل مصالح0 ومعالجه للقضايا التي لاتنتهي في عام او عامين بدلا من دس الرؤس في الرمال والاعتماد علي الامال العريضه التي كل مره تسلم فيها الجره ولكن الجره هذه المره سوف تضيق بالسائل الذي دوما يهبكم الحياه وتجدون نفسكم في مواجهة مشكلات عصيه علي حلول رزق اليوم باليوم0 فيا اخ الباز انصحوا لهم قبل ضحي الغد ودعونا من تتبع رمزيات ومؤشرات خطاب اوباما المساله لم تكن تحتاج لدرس عصر0

  5. الدكتور الكريم\خالد لك مني الف تحيه وانت تقدم منفستو صادق لمالات الحال في بلادنا انا من المتتبعيين لما تكتبه منذ امد بعيد. وجدت في ما تكتب وضوح الرؤيه وصدقها وادراكها لما يجب ان يكون عليه الامر 0
    حكومتنا (مكتوله) والمكتوله ما ما بتسمع الصيحه كم وكم تحدث ابناء السودان المخلصين الصادقين وكم وكم نصحوا لهم ولكن لم يستبينوا النصح الي ضح الغد0 لو رجع المتابعين الي الاراشيف لوجدوا ما قلته اليوم قلته منذ امد بعيد منذ احتفالهم الكاذب بصناعة الطائرات0 قلته لهم وقالها لهم المشفقين علي السودان واهله من الصادقين 0 انتبهوا الي الايام القادمات ودعونا من المكابره والحلول قصيرة الامد والنفس للقضايا السياسيه والاقتصاديه0 هؤلاء القوم للاسف حتي الان سادرون في غيهم لم يحسوا بما احس به العارفين من ابناء شعبهم0 ما زالوا يكابرون وما زالوا يعتمدون علي حلول رزق اليوم باليوم التي نضبت وكادت ان تقول خذوني0 وما زالوا يكذبون علي شعبهم مستخدمين الة اعلام النازيه التي قال عنها رئيسنا اسد العرب
    (اعطني اعلاما اعطك حكما مطلقا وخداعا للشعب)0 اين الحكماء والعلماء من القوم ليقفوا ويقولوا لابد من وقفه وانتباهه لما نحن فيه ولما نحن جارين اليه شعب السودان ولكن للاسف الان الصوت صوت الامن والرئيس وشلة الرئيس التي سوف تورد بلادنا العزيزه مورد الهلاك0لا يستطيع احد من جماعة المؤتمر الوطني ان يقول رايا مخالف للمتنفذين والا كان نصيبه الشارع0 المؤتمر الوطني يذكرني بلمة وليمة جحا التي دعا لها الناس بالمحفزات ووصفه لملذات الطعام الذي لم يكن موجودا الي في خياله0 مجموعه من البشر الجامع بينهم الوظيفة والمال السائب فان ذهبت ذهبوا لهذا يتهيب المؤتمر الوطني الحلول والعمليات الجراحيه في ادارة الاقتصاد ودولاب الدوله0
    ان اراد العلاج لابد له من الكي لابد له من تقييم وبتر للوظائف السياديه الوهميه ولابد له من ضغط علي الاقاليم وتقليل الاستوزار ودمج الولايات وان تكون الوزارات فيها مقتصره علي ثلاثه حقائب وزارة الخدمات والتي يمكن ان تشمل التعليم والصحه
    والطاقه وان تشمل الحقيبه الثانيه الماليه والاقتصاد والزراعه وان تشمل الحقيبه الثالثه
    بقية ما يمكن ان يعتبر مهما وان تلغي وظائف المعتمدين ويستعاض عنها بوظيفة ضابط اداري ترقي من بداية الوظيفه0 وان تلغي اموال التسيير السائبه للوزارات وان تلقي المفوضيات الوهميه0 والجيوش الوهميه والمنسقيات الوهميه وشركات الحكومه والامن وعندئذ يمكن لمحمد ان يجد لقمة للعيش ومدرسه للعلم ومستشفي للعلاج0
    والا او الطوفان وهو لامحالة قادم0 اما ورقتك القيمه يا دكتور ان كان فيهم من له قلب والق سمع وهو شهيد لعلقة تمائم في رقاب المتنفذين ليعملوا بنصائحها صباح مساء ولكن اخيرا نقول المكتوله ما بتسمع الصيحه0

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..