اللواء عمر نمر وثقافة الإعتذار

بابكر فيصل بابكر
كتبتُ كثيراً عن إمتناع قيادات “الإنقاذ” بمُختلف مواقعهم الحزبية الحالية من الإعتذار عن الأخطاء الكثيرة التي إرتكبوها في حق الوطن, وفي مقدمتها خطأ القيام بالإنقلاب العسكري على الحكومة الديموقراطية التي كانوا جزءاً منها في يونيو 1989.
وقلتُ أنَّ صعوبة تقبُّل فكرة الإعتذار تتمثل في تعارضها مع فكرة “الحق الشخصي”, وهى تزداد صعوبة مع الأفراد أصحاب الشخصيات المتضخمة, والشخص الذي يرفض الإعتذار هو في الواقع ضحيَّة ثقافة معلولة, ثقافة قائمة على اليقينيات والجزم والرأي الواحد والاتجاه الواحد.
وتتضاعفُ صعوبة تقديم الإعتذار لدى أصحاب تيار “الإسلام السياسي” كون أنَّ المنهج الذي ينشأون عليه يقوم على فكرة “الإستعلاء” على الآخر , أياً كان هذا الآخر, فرداً أو جماعة أو ملة أخرى أو شعباً.
غير أنَّ خبراً ورد في صحيفة “الجريدة” الأسبوع الماضي لفت نظري إلى تصريحٍ فريد في نوعه منسوب لرئيس المجلس الأعلى للبيئة والتنمية الحضرية اللواء (م) “عمر نمر” قال فيه أنَّ (المواطن فقد الثقة في الحكومة ليس في مجال النظافة فقط وإنما في مجالات كثيرة, وأنَّ إعادة الثقة لن تتم الا بالنزول للمواطنين وتحقيق الشراكة الحقيقية بينهم والحكومة), وأضاف قائلاً (نعتذر للمواطنين المتضررين من وجود النفايات).
يُحمدُ للواء عمر نمر تصريحهُ هذا, وشجاعتهُ في تقديم “الإعتذار” للمواطنين المُتضررين من التقصير الحكومي في موضوع النفايات, وهو إعتذارٌ يجبُ ألا يمُرَّ مرور الكرام, لأنهُ يعتبر الإعتذار “الأوحد” في مجاله من شخصٍ يتسنم موقعاً في سلطة الإنقاذ بحسب علم كاتب هذه السُّطور.
الإعتذارُ ليس قيمة غير ذات جدوى, ولكنه ضرورة, ومطلب أساسي للتعافي, وإعتذار المسؤول على وجه الخصوص أمرٌ في غاية الأهميَّة لأنه يرتبط بالمصلحة العامة والشأن الوطني, و هو الأمر الذي من شأنه أن يجعل المسؤول يُفكر مرتين قبل أن يُقدم على أي تصرف قد يؤدي إلى مشاكل تلحق بالمواطنين.
أمَّا المسؤول الذي يزدري “الشعب” في قرارة نفسه و “يتعالى” عليه فلا يأبه بقيمة الإعتذار لأنه يفترض أنَّ الناس لا يستحقون ذلك, وأنَّ بإمكانه إرتكاب الخطأ تلو الآخر دون أن يؤثر ذلك على وضعه ومكانته, ودون أن تترتب على ذلك أية مسئوليات.
ومن ناحيةٍ أخرى فإنَّ فكرة الإعتذار وحدها ليست كافية, ولكن فعاليتها تتأكدُ بصورة أكبر عندما ترتبطُ بفكرة “المُحاسبة” التي تسري على المسئول بحسب النظم والقوانين واللوائح, وبفكرة “المُراقبة” التي تمارسها “الأجهزة التشريعية” على الحكومة, وبالإعلام والرأي العام الذي يُكمِّل تلك القوانين والسلطات.
وعندما تغيب كل هذه الأمور, فإنَّ المسؤول “يدمن” إرتكاب الأخطاء, ولا يأبهُ بأية شىء سوى العمل على إرضاء الجهات التي أتت به إلى منصبهِ, وهى الحالة التي تترسَّخ في ظل الأنظمة الشمولية, ومع إستمرار تكرار الأخطاء يقع “المحظور” الذي تحدَّث عنه اللواء عمر, وهو أن يفقد المواطن “الثقة” في الحكومة.
أمَّا فقدان المواطن للثقة في الحكومة فهو كما يعلم الجميع لم يتولَّد بين عشيَّة وضحاها, بل كان نتيجة للتراكم والتكرار المُمل للوعود التي لا تتحقق, والشعارات التي لا تتنزل إلى أرض الواقع, والبرامج التي لا تطبق.
فعندما ترفع حكومة ما شعار “نأكل ممَّا نزرع” فور إستلامها للحكم , و بعد مرور أكثر من ربع قرن من الزمان من حكمها يظل البلد يستورد جل سلعه الغذائية, من القمح والسكر والشاي ومنتجات الألبان, وحتى الأسماك والخضر والفواكه ( ينفق السودان ما يزيد عن 2 مليار دولار في إستيراد المواد الغذائية) فكيف إذن لا يفقد المواطن الثقة في تلك الحكومة ؟
وعندما يقف وزير المالية داخل قبة البرلمان ويعلن “بالفم المليان” أنَّ الميزانية لا تحتوي على رسومٍ إضافية على المواطن, ولا تتضَّمن رفعاً جديداً للدعم عن السلع, ثم يُفاجأ الناس قبل مرور شهرين فقط من حديثه بأنَّ الحكومة رفعت دعمها عن ثلاثة مشتقات بترولية من بينها غاز الطبخ الذي تضاعف سعره ثلاث مرَّات, فكيف إذن لا يفقد المواطن الثقة في الحكومة ؟
وعندما يقف الوزير المسؤول ويُعلن على رؤوس الأشهاد في كلمته أثناء إفتتاح “سد مروي” بأنَّ عهد قطوعات الكهرباء قد ولى إلى غير رجعة, وأنَّ المشروع الذي صُرفت عليه مليارات الدولارات من أموال القروض التي ستتحمل أعبائها الأجيال القادمة سيحل مشكلة الكهرباء في البلاد, ثم يتفاجأ الناس بأنَّ قطوعات الكهرباء إزدادت وباتت تقع حتى في فصل “الشتاء”, فكيف إذن لا يفقد المواطن الثقة في الحكومة ؟
وعندما يظهر وزير المعادن إلى جوار شخص قيل أنه رئيس لشركة روسية مجهولة إكتشفت إحتياطياً للذهب في مربعين في شمال وشرق البلاد يصل لخمسين طناً من المعدن النفيس, بينما يقول الخبراء أنَّ إحتياطي العالم لا يتعدى المائة وخمسون ألف طن من الذهب المستخرج أو الكامن في باطن الأرض, فكيف لا يفقد المواطن ثقتهُ في الحكومة ؟
وعندما يستمع المواطن للمسؤولين الحكوميين يحدثونه كل صباح ومساء عن “الشريعة” و “قيم السماء”, عن الطهر والنزاهة والأمانة, بينما هو يرى الفساد المالي والإداري ينخرُ جسد الدولة ويُشوِّه صورتها ويفرغها من هيبتها وشكلها, فإنَّ ذلك بلا شك يُعزِّز أزمة الثقة في الحكومة و في مؤسسات الدولة.
الشىء المؤكد هو أنَّ المواطن لم يفقد الثقة في الحكومة فحسب بل كذلك في السُّلطات الأخرى, فالمجالس النيابية التي يُفترض أن تعكس مشاكل الناس وتراقب الأداء الحكومي باتت وكأنها أحد أذرع الجهاز التنفيذي, تبصمُ على قراراته وتُجيز رسومه التي يثقل بها كاهل المواطنين يوماً بعد يوم فأضحت هى نفسها عبئاً إضافياً عليهم.
إنَّ الأمر الأكثر خطورة من فقدان المواطن للثقة في الحكومة هو وصول ذلك المواطن لحالة “اللامبالاة”, وهى الحالة التي لا يقتصرُ أثرها السالب على علاقته بالحكومة فقط وإنما تمتَّدُ لتشمل تصرفاته و سلوكه تجاه الناس والمُجتمع بصورة شاملة, والتي تكون محصلتها المُدمرِّة هى “عدم الإكتراث بالمسؤولية”, فيتحوَّل المواطن إلى كائن مُجرَّد من كافة النوايا الحسنة و النظرة الإيجابية تجاه المُجتمع والدولة ويتطبع بخصال الأنانية والفردانية, فهو فاقدٌ للأمل ويائسٌ من حدوث أية تغيير, وينتظرُ فرج السماء الذي قد يأتي أولا يأتي.
أخشى أن أقول أنَّ المواطن قد وصل إلى هذه المرحلة ( اللامبالاة), وهى المرحلة التي لا يُمكن تجاوزها عبر “ترميم” جدار الثقة المفقودة بينه وبين الحكومة فحسب, فالحاجة الآن شديدة “لإعادة بناء” شاملة, تتضمَّن إحداث “تحولات جذرية” في نظام الحُكم وتركيبة السُّلطة, في وسائل التنشئة والتربية, وفي سبل ترسيخ السلوك و القيم الأخلاقية و غرس المفاهيم التي من شأنها إعداد المواطن للإنقلاب على هذه الحالة المُدمِّرة.
الحاجة الآن ماسة لإعادة ثقة المواطن في نفسه أولاً حتى يتم إنتشاله من حالة اليأس والإحباط وفقدان الأمل التي باتت تسيطر عليه, وللأسف الشديد فإنَّ طبيعة العصر تجعل من “الدولة” الأداة الأكثر فاعلية في القيام بهذه المهمة التي لا يُمكن أن تقوم بها المؤسسات المُجتمعية فقط, وبالتالي فإنه مالم يحدث التحوَّل الذي تحدثنا عنه في طبيعة الحُكم فستكون هذه المهمة من المستحيلات.
ولا حول ولا قوة إلا بالله
[email][email protected][/email]
عمر نمر هذا نفسه عندما كان معتمد الخرطوم قيل له أن الخرطوم (وسخانة) فقال: وسخانة عيون من يرونها وسخانة
فتأمل البله والعبط!
الاعتذار فايدتو شنو اذا كان لسع قاعد في منصبه
الاستاذ الكريم بابكر فيصل لك التحيات العاطرات ما سطره يراعك فى هذا المقال امر جميل ولكن ثقافة الاعتذار او فضيلة الاعتذار هذه تجدها لدى الاشخاص اصحاب النفوس الجميلة والدواخل النبيلة الذين ينتمون لاحزاب او تنظيمات تقدس حق الاخرين فى ان يكونوا اخرين كالاحزاب البريطانية المعتقة والتى تتعاطى السياسة باعلى درجات الشفافية والنزاهة والاستقامة وهى مبادىء وقيم قامت عليها الدعوة الاسلامية ففى ديننا الحنيف لامجال للكذب او الظلم او الاحتيال او الاقصاء بغير حق وهذا ما نجده عند اهل الغرب الذين لايدينون بدين الاسلام الا انهم يطبقون روح الاسلام قولا وفعلا فلم نسمع منهم الحسوا كوعكم او شذاذ افاق او شحادين اوغيرها من ساقط القول ولم نسمع طيلة حياتنا ان بلاد الكفر سرقت فيها السلطة بليل وقال اللص الشريك لشريكه اذهب الى القصر وساذهب الى السجن واطلق سراحى بعد حين وبعد الخروج سام اللص الكبير اهل السودان الضيم والخسف وكل صنوف واشكال التعذيب والتنكيل لان معارضة السلطة هى خروج عن الملة وان نظامهم ينبغى على اهل السودان اطاعته فرض وواجب دونه الارواح والان اخى دكتور بابكر تحدثنا عن اعتذار عمر نمر فهذا الاعتذار نتاج لتصفية حسابات بين عصابة الرقاص لان هنالك صراع محموم بين المعتمدين ومجلس عمر نمر
الأستاذ بابكر
كلنا يعلم أن كل الوظائف العليا سيادية كانت أو غيرها من التنفيذيين لم تأتى
عن طريق التخصص فى الموقع أو حتى الخبره دع عنك الإلتزام بالمنافسة الشريفة .
هل كان عمر نمر ضابطآ إداريآ حتى يصير معتمدآ ؟ والوزير أو المسؤول الذى يسوف
إرضاءآ للجهات العليا ، من أين أتى يا أستاذ بابكر ؟ هم خلايآ سرطانية فى ورم
واحد لا إنفصام فيه ومن السذاجه أن نفصل خلية عن باقى الوحش السرطانى الشيطانى.
فقدان الثقة فى الحكومه لم يكن نتيجة للوعود التى لا تتحقق والشعارات التى لا تنزل إلى أرض الواقع والبرامج التى لا تطبق فهذه الخزعبلات حدثت أيام حكم الأحزاب.
هو ليس فقدان ثقة يا أستاذ فيصل بل هو كراهية وغبن وغل تراكم خلال ربع قرن سببه الفساد والإذلال وقطع أرزاق الآف الأسر والقمع والإستبداد وهتك الأعراض .
أما الكذب والذى نهى عنه الحديث الشريف فقد بدأوه من أول القصيدة.
فى نهاية مقاله دمغ الأستاذ بابكر الشعب بعدم الإكتراث بالمسؤولية وفقدان الأمل والياس وهو توصيف أشبه بالرثاء. ألم يخطر بذهنك يا بابكر أن الشعوب حين تصل
مرحلة اليأس وفقدان الأمل وعدم الإكتراث أن ذلك مؤشر لزلزال وشيك ؟؟
هناك سؤال أتمنى أن تقرأه يا بابكر :
لنفترض أن الشيطانيين عن بكرة إبيهم (بما فيهم المتحللين والتائبين والماسكين
العصايه من النص والمنسلخين) لنفترض أنهم إعتذروا للشعب السودانى عن كل موبقاتهم فى حق الشعب السودانى ، هل سيقبل الشعب السودانى إعتذارهم ؟؟؟!!!
هناك مثل سودانى يقول دق الإضينى وإتعذرلو ، وكما تمنى الخليفة عمر بن الخطاب
عدم إسلام الكافر كرهآ له (رغمآ عن نهى الرسول الكريم له) نتمنى ألا يعتذروا بل يواصلوا نهجهم الحقير.
بهذه المناسبة عن الحديث عن اعتذار للواء نمر فلنعطي نبذة عن هذه الثقافة.
ثقافة الاعتذار:
الاعتذار ثقافة يفتقدها الكثيرون لأنهم يعتبرونها تقليل من القدر أو أنها نوع من الضعف وفي الجانب الآخر لا يقبل الكثيرون الاعتذار بنفس المفهوم مهما كان الخطأ فلو أن هنالك اريحية ومودة فأنها سوف تجعلنا نرى محاسن بعضنا كما نرى الخطأ بجوارها أو على أقل تقدير نتعامل معه على أنه خطأ بشري طبيعي من طبيعة البشر كما جاء في الحديث الذي أخرجه ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وابن ماجة (كل بني آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون) فالاعتذار هو تقويم لسلوك سلبي يظهر فيه الفرد شجاعة ولكن اذا نظرنا لواقعنا في مجتمعاتنا العربية يعتبر الاعتذار تقليل من شأن المعتذر بينما العكس هو الصحيح اذ يشير الاعتذار الى قوة الشخصية والتفكير السليم والقدرة على المواجهة فالاعتذار قيمة انسانية وأخلاقية نحن في حاجتها وذلك لارتباطها بالخطأ والذي هو جزء من التركيبة السلوكية للبشر فلا يعتذر إلا من كان ذو ثقة في نفسه لذا نجد من يفقد الثقة في نفسه حتى لو شعر في قرارة نفسه بالخطأ فانه يلجأ لتبرير ذلك والمكابرة وذلك مرده لضعف بنيته الثقافية والسلوكية ولهذا قيل ان كل احمق يستطيع ان يدافع عن اخطائه اما الاعتراف بالأخطاء فهو ما يقود للإحساس بالرقي والسمو وكذلك ورد انه اذا كان الاعتذار ثقيلا على نفسك فالإساءة كذلك ثقيلة على نفوس الآخرين لذا نجد ثقافة الاعتذار من سمات العقلاء وان الاعتذار يمثل مظهرا من مظاهر الحضارة ولكن للأسف على الرغم من ثقافتنا الاسلامية التي تحث على ذلك إلا انها تغيب ممارستها في مجتمعنا.
فالسؤال لماذا تغيب هذه الثقافة عن مجتمعاتنا وتحل محلها ثقافة التعالي والمكابرة على الرغم من نبلها بينما نجدها امر طبيعي في المجتمعات الآخرى شرقية او غربية فنجد الياباني ينحني عدة مرات حتى لو اراد ان يقدم لك خدمة والغربي يكرر الاعتذار عدة مرات بينما نحن نخاصم بعضنا ونتكبر ان نقدم كلمة طيبة ويصل ذلك لدرجة انه يحدث داخل الاسرة الواحدة فالرجوع للحق والاعتراف بالخطأ والاعتذار من ضرورية الحياة الاجتماعية وهو من الاساليب التي تقوي أواصر المحبة والتآخي بين الافراد فعلينا ان نتعلم ذلك ونعلمه اولادنا.
ولو نظرنا حتى في العبادات مثل الصلاة فحينما يحدث خطأ او نسيان بالزيادة او النقصان في غير الاركان فان الانسان يجبره بسجود السهو وهو نوع من الاعتذار كذلك عندما يرتكب الانسان حادث يؤدي للقتل الخطأ فقد شرع في ذلك الاسلام الدية وهي نوع من الاعتذار فقد قال تعالى (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً ۚ وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا ۚ فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ ۖ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ ۖ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) (النساء 92)
فمجتمعاتنا تحتاج كثيرا لنشر ثقافة الاعتذار فهو من الشجاعة الادبية والسلوك النبيل وهو حصانة للابتعاد عن اللامبالاة بمشاعر الآخرين فجميل ان تسود هذه الثقافة بين الكبار والصغار بحيث لا نكتفي بالاعتذار لمن يفوقنا قوة بل يجب ان يكون الاعتذار كذلك لمن هو دوننا بحيث يكون ذلك وفق احترام الآخر وليس وفق الخوف من الآخر. كذلك نتمنى على مؤسساتنا التعليمية ان تعلم أبناءنا وبناتنا هذه الثقافة عبر ممارسة القدوة ممن يلقنونهم العلوم والدراسات فالاعتذار قيمة اخلاقية وإنسانية.
مـن بـعـد مـا فــات الأوان .. ؟؟ اللـيـلـة جـاي تعتذر .. ؟؟
اعتذارك ما بفيدك ..ودموعك ما بتعيدك..وحتما شعبنا البطل غدا سوف يزيلك…(ثقافة الأعتذار…هي محطة من محطات توزيع الأدوار..(واحد ينهب ..واحد قتل..واحد يعتذر)
ناس الحركة الاسلاموية بيستعلوا على الشعب السودانى وبيفتكروا انهم يمتلكون الحكمة وفصل الخطاب وان باقى الناس كرور ساكت حلال فيهم اى شيىء ولا يستحقوا اى معاملة لائقة مثل حيوانات التجارب!!!
لكن كل الشعب السودانى بات يعرف الآن ان اوسخ واقذر واوطى ملة خلقها الله هم ناس الحركة الاسلاموية ودى ما بيتناطحوا فيها عنزان ومكانهم هو مكب النفايات غير ماسوف عليهم!!!!
ولو يستغفرون الف مرة
يا عالم هؤلاء ليسوا رجال و لا نساء ،هؤلاء هم الطفابيع.
سواء اعتذر ام لم يعتذر فان مشكلة النفايات بدأت بعهده ، فلم يقدم اية حل وتبوء المنصب الجديد وهو يدرى انه لا يستطيع تقديم
اية شىء يذكر للمواطن والوطن، عليه ان يكون شجاع وان يتقدم باستقالته. اعوذباللله من هذه الأشكال.
الإعتراف بخطأ ما إرتكبوه في حق السودان، الإعتذار عنه وإعلان الجاهزية للمحاسبة. وليبدأ بتقديم إستقالته كأرضية لتحقيق المتطلبات التلاته. هو وباقي الرهط الفاسد
هل يفعلون…………………..؟
خلاف ذلك سيبقى السودان – مش الخرطوم بس – سيبقى وسخان بيهم.
اخر اعداء الشعب السوداني شرطة مرور ولاية الخرطوم, منقضين بعد موسم جاف تزامنن مع اورنيك 15 الاكتروني!!!
و كرهنا ناس التشريفات, صباح و ليل هل معقولة ديييل كلهم شخصيات مهمة, صناع قرار, يعني ناس فعاليين و منهم فايدة و لافشخرة و ازعاج و تعالي.. تففوو عليكم تشريفات على شنو ,, منو المهم جداا و مستعجل.
هذا العسكرى ابلد واغبى من الحمار والمشكلة انة لايدرى انة حمار
بهذه المناسبة عن الحديث عن اعتذار للواء نمر فلنعطي نبذة عن هذه الثقافة.
ثقافة الاعتذار:
الاعتذار ثقافة يفتقدها الكثيرون لأنهم يعتبرونها تقليل من القدر أو أنها نوع من الضعف وفي الجانب الآخر لا يقبل الكثيرون الاعتذار بنفس المفهوم مهما كان الخطأ فلو أن هنالك اريحية ومودة فأنها سوف تجعلنا نرى محاسن بعضنا كما نرى الخطأ بجوارها أو على أقل تقدير نتعامل معه على أنه خطأ بشري طبيعي من طبيعة البشر كما جاء في الحديث الذي أخرجه ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وابن ماجة (كل بني آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون) فالاعتذار هو تقويم لسلوك سلبي يظهر فيه الفرد شجاعة ولكن اذا نظرنا لواقعنا في مجتمعاتنا العربية يعتبر الاعتذار تقليل من شأن المعتذر بينما العكس هو الصحيح اذ يشير الاعتذار الى قوة الشخصية والتفكير السليم والقدرة على المواجهة فالاعتذار قيمة انسانية وأخلاقية نحن في حاجتها وذلك لارتباطها بالخطأ والذي هو جزء من التركيبة السلوكية للبشر فلا يعتذر إلا من كان ذو ثقة في نفسه لذا نجد من يفقد الثقة في نفسه حتى لو شعر في قرارة نفسه بالخطأ فانه يلجأ لتبرير ذلك والمكابرة وذلك مرده لضعف بنيته الثقافية والسلوكية ولهذا قيل ان كل احمق يستطيع ان يدافع عن اخطائه اما الاعتراف بالأخطاء فهو ما يقود للإحساس بالرقي والسمو وكذلك ورد انه اذا كان الاعتذار ثقيلا على نفسك فالإساءة كذلك ثقيلة على نفوس الآخرين لذا نجد ثقافة الاعتذار من سمات العقلاء وان الاعتذار يمثل مظهرا من مظاهر الحضارة ولكن للأسف على الرغم من ثقافتنا الاسلامية التي تحث على ذلك إلا انها تغيب ممارستها في مجتمعنا.
فالسؤال لماذا تغيب هذه الثقافة عن مجتمعاتنا وتحل محلها ثقافة التعالي والمكابرة على الرغم من نبلها بينما نجدها امر طبيعي في المجتمعات الآخرى شرقية او غربية فنجد الياباني ينحني عدة مرات حتى لو اراد ان يقدم لك خدمة والغربي يكرر الاعتذار عدة مرات بينما نحن نخاصم بعضنا ونتكبر ان نقدم كلمة طيبة ويصل ذلك لدرجة انه يحدث داخل الاسرة الواحدة فالرجوع للحق والاعتراف بالخطأ والاعتذار من ضرورية الحياة الاجتماعية وهو من الاساليب التي تقوي أواصر المحبة والتآخي بين الافراد فعلينا ان نتعلم ذلك ونعلمه اولادنا.
ولو نظرنا حتى في العبادات مثل الصلاة فحينما يحدث خطأ او نسيان بالزيادة او النقصان في غير الاركان فان الانسان يجبره بسجود السهو وهو نوع من الاعتذار كذلك عندما يرتكب الانسان حادث يؤدي للقتل الخطأ فقد شرع في ذلك الاسلام الدية وهي نوع من الاعتذار فقد قال تعالى (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً ۚ وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا ۚ فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ ۖ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ ۖ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) (النساء 92)
فمجتمعاتنا تحتاج كثيرا لنشر ثقافة الاعتذار فهو من الشجاعة الادبية والسلوك النبيل وهو حصانة للابتعاد عن اللامبالاة بمشاعر الآخرين فجميل ان تسود هذه الثقافة بين الكبار والصغار بحيث لا نكتفي بالاعتذار لمن يفوقنا قوة بل يجب ان يكون الاعتذار كذلك لمن هو دوننا بحيث يكون ذلك وفق احترام الآخر وليس وفق الخوف من الآخر. كذلك نتمنى على مؤسساتنا التعليمية ان تعلم أبناءنا وبناتنا هذه الثقافة عبر ممارسة القدوة ممن يلقنونهم العلوم والدراسات فالاعتذار قيمة اخلاقية وإنسانية.
مـن بـعـد مـا فــات الأوان .. ؟؟ اللـيـلـة جـاي تعتذر .. ؟؟
اعتذارك ما بفيدك ..ودموعك ما بتعيدك..وحتما شعبنا البطل غدا سوف يزيلك…(ثقافة الأعتذار…هي محطة من محطات توزيع الأدوار..(واحد ينهب ..واحد قتل..واحد يعتذر)
ناس الحركة الاسلاموية بيستعلوا على الشعب السودانى وبيفتكروا انهم يمتلكون الحكمة وفصل الخطاب وان باقى الناس كرور ساكت حلال فيهم اى شيىء ولا يستحقوا اى معاملة لائقة مثل حيوانات التجارب!!!
لكن كل الشعب السودانى بات يعرف الآن ان اوسخ واقذر واوطى ملة خلقها الله هم ناس الحركة الاسلاموية ودى ما بيتناطحوا فيها عنزان ومكانهم هو مكب النفايات غير ماسوف عليهم!!!!
ولو يستغفرون الف مرة
يا عالم هؤلاء ليسوا رجال و لا نساء ،هؤلاء هم الطفابيع.
سواء اعتذر ام لم يعتذر فان مشكلة النفايات بدأت بعهده ، فلم يقدم اية حل وتبوء المنصب الجديد وهو يدرى انه لا يستطيع تقديم
اية شىء يذكر للمواطن والوطن، عليه ان يكون شجاع وان يتقدم باستقالته. اعوذباللله من هذه الأشكال.
الإعتراف بخطأ ما إرتكبوه في حق السودان، الإعتذار عنه وإعلان الجاهزية للمحاسبة. وليبدأ بتقديم إستقالته كأرضية لتحقيق المتطلبات التلاته. هو وباقي الرهط الفاسد
هل يفعلون…………………..؟
خلاف ذلك سيبقى السودان – مش الخرطوم بس – سيبقى وسخان بيهم.
اخر اعداء الشعب السوداني شرطة مرور ولاية الخرطوم, منقضين بعد موسم جاف تزامنن مع اورنيك 15 الاكتروني!!!
و كرهنا ناس التشريفات, صباح و ليل هل معقولة ديييل كلهم شخصيات مهمة, صناع قرار, يعني ناس فعاليين و منهم فايدة و لافشخرة و ازعاج و تعالي.. تففوو عليكم تشريفات على شنو ,, منو المهم جداا و مستعجل.
هذا العسكرى ابلد واغبى من الحمار والمشكلة انة لايدرى انة حمار