مقالات سياسية

اَلْعَبَثُ اَلْسِيَاْسِيُّ فِيْ اَلْسُّوْدَاْنْ

د. فيصل عوض حسن

يبدو أنَّ مآسي السودانيين لا تقتصر على مُمارسات العصابة الإسلاموية الحاكمة، وإنَّما تمتد لتشمل المُتدثِّرين بالنضال والمُشاركون في صناعة العبث السياسي اليومي، دون حياءٍ أو مُراعاةٍ للأزمات المُركَّبة والمُتلاحقة التي تُهدِّد بقاء السودان كدولةٍ وكيان، وتُنذر بتلاشيه تماماً. فقبل انتهاء مِحْنَة الـ(حوار)، تفاجأنا يوم الثلاثاء 23 فبراير 2016 بإعلان (41) حزب عن تشكيل ائتلاف (تكتُّل) سياسي اَسْمُوه (قوى المُستقبل للتغيير)، مُتدثِّرين بشعار (الانتفاضة الشعبية كخيار لتغيير العصابة)! وذكر مُؤسِّسُوه أنَّهم عبارة عن هيئة تنسيقية مرنة وتقبل المزيد من الشركاء السياسيين، ويُمثلون ثلاثة أجسام رئيسية، تشمل تحالف القوى الوطنية والقوى الوطنية للتغيير (قوت) وأحزاب الوحدة الوطنية.

واعتبر المُؤسِّسُون (وفق بيانٍ أصدروه)، أنَّ ما يُسمَّى بحوار الوثبة لا يعكس الإرادة الوطنية ويُعبِّر عن العصابة الحاكمة، وأنَّ (رُؤية) تكتُّلهم تستند على مبادئ مُحدَّدة يتَصَدَّرها السلام والحوار الشامل والحريات والاقتصاد، وتأجيل الاستفتاء الإداري بدارفور ووحدة المُعارضة! مع إرجاء هيكلة (التكتُّل) وعدم تبنِّي أي خط سياسي مُعيَّن تبعاً للأحداث السياسية المُتلاحقة. والناظر لهذا الائتلاف أو التكتُّل أو التجمُّع (سمُّوه ما شئتم)، يجده يتكوَّن (إنْ لم نقل يُقَاد) من أسماء (مخلوقات/كيانات) كانت جُزءاً أصيلاً من العصابة الحاكمة، وساهموا (بفعالية) في جرائمها سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية/المعرفية! حتَّى إذا حاولنا (تصديق) خروجهم من العصابة، فهو لم يكن خروجاً (اختيارياً)، وإنَّما تبعاً لصراع المصالح الذي أطاح بهم خارجاً، ويسعون الآن للعودة لاستكمال مُخطَّطات التدمير والنهب والخيانة، التي كانوا من صُنَّاعها وعَرَّابيها الرئيسيين!

ولنأخذ ? مثلاً ? تصريحات رئيس ما يُسمَّى (المنبر) التي ذكر فيها أنَّ الحركات المُسلَّحة تُضْمِرُ (عُنصريةً بغيضة) تجاه أهل السودان، دون توضيح من هم (أهل السودان) الذين عناهم، وما يفعله ابن اخته الهارب من العدالة الدولية بعدما أقَرَّ بجرائمه، بجانب شهادة المُنافق الأكبر وهي مُوثَّقة (صوت وصورة)! والشاهد أنَّ الجميع يعرفون عُنصرية صاحب (المنبر) هذا، والتي بلغت حَدَّ المُطالبة بتغيير اسم السودان لرمزيته (الدونية) كما زعم في مقاله بهذا الخصوص، وكأنَّه ينحدر من الامبراطورية الرومانية أو تَغْلِب أو تميم بجزيرة العرب! وحتَّى لو كان كذلك فعليه هو الخروج من السودان باعتباره (وافداً)، وليذهب حيث الـ(عِزْ) والـ(شَرَفْ) الذي يدَّعيه! وما يُؤكِّد (عُنصريته) البغيضة أيضاً، ذَبْحِه للثور (الشهير) تعبيراً عن سعادته بانفصال الجنوب، الذي بَذَلَ كل ما في وُسعه ليفصله! وليته اكتفى بهذه التصريحات المُتناقضة، كونه يُشكِّك في بعض المُتحالفين معه في (تكتُّلهم) هذا، وإنَّما (هَدَّد) السودانيين من تغيير العصابة الحاكمة بالقوة تلافياً لما أسماه (كوارث)، مُتناسياً حقيقة (ابن اخته) الذي يُعدُّ في ذاته (كارثة) بجانب (أسرته) وعصابته، والذين لم ولن يتردَّدوا في ارتكاب كل أصناف وأنواع الإجرام بحق السودان وأهله، بدءاً بالتشريد والنهب والتجويع والتجهيل والقتل وإشعال الفتن والعُنصرية بين أبناء الوطن، انتهاءً بتفتيت البلد وبيعها بما في ذلك إنسانها الذي أتاحوه لمن يدفع أكثر والشواهد عديدة ولا يسع المجال لذكرها. وبالنسبة لبقية مُؤسِّسي هذا التكتُّل، نجدهم يفتقرون جميعاً للمصداقية والرُؤية الواضحة والموضوعية والإرادة الجادَّة لإحداث التغيير، ويعيشون في مُنازعاتٍ داخليةٍ سببها المناصب والمصالح الذاتية، بعيداً عن مضامين القيم والمعاني التي يُنادون بها، وعدم تطبيقها في كياناتهم المحدودة وانقساماتهم المُتتالية لكياناتٍ صغيرة، بعضها يقتاتُ من فتات المُتأسلمين وبعضها الآخر يسعى لذلك الفتات، دون واعزٍ أخلاقي أو إنساني! وإلا كيف ينضمُّون لكيانٍ يتكوَّن من صُنَّاع القتل والدمار؟ والأهم، كيف يتَّفقون مع من يصفهم بأقذع العبارات على نحو ما ذكرناه أعلاه!

المُثير للريبة، هو عدم مُبالاة العصابة الحاكمة بتكوين هذا التكتُّل، مما يزيد القناعة بأنَّه صنيعتها رغم رفعه لشعار (الانتفاضة الشعبية)، ولنسأل بهدوء مُؤسِّسي هذا التكتُّل الطُفيلي و(المُشيدين) به، عن استراتيجيتهم لإحداث الانتفاضة التي رفعوها كشعار ومُقومات إنجاحها؟ وأُجزم بافتقادهم لأي إجابة أو استعداد موضوعي لتحقيق هذا الهدف الذي سبق ورفعوه في ما يُسمَّى (نداءُ السودان)، وتبيَّن أنَّه مُجرَّد متاهة ساهمت في إطالة بقاء العصابة، وما هذا التكتُّل إلا حلقة جديدة تستهدف إتاحة الفرصة أمام المُتأسلمين لاستكمال مُخطَّطاتهم التدميرية لما تبقَّى من السودان! ولعل الشعب أدرك هذه الحقيقة بذكائه وتجارُبه (المريرة) مع المُتأسلمين والمُغامرين، فلم يتفاعل مع المسرحية العبثية المُتدثِّرة بثوب (التكتُّل) المزعوم!

نحنُ السودانيون، لا سيما شبابنا الصادق والطموح، أهلُ الوَجْعَة الحقيقية مُطالبون بالمُبادرة لإحداث التغيير المنشود، وعدم إتاحة الفُرصة لأولئك البُؤساء للصعود على اكتافنا (كما اعتادوا)، لتحقيق مآربهم الذاتية وإشباع شهواتهم السُلطوية والمالية التي لا تنتهي. وثمَّة العديد من الأمثلة والنماذج، كالتجربة التونسية التي أطاحت بأعتى الديكتاتوريات الدموية المُعاصرة، و(فَرَضَت) إرادة الجماهير أكثر من مرة، وألزمت الجميع بتلك الإرادة الحُرَّة. وهناك تجربة بوركينا فاسو التي انتفضت ضد قهرها الذي استمرَّ لـ(27) عام، وتحَرَّرت منه في (72) ساعة فقط. وإنْ اتَّخذ المثالين أعلاه أُسلوب المُواجهة والتظاهُر المُباشر، فبإمكاننا البدء بأُسلوب آخر أكثر (فاعلية) و(أمان) كالعصيان المدني، وآخر من انتهجه التشاديون الذين نَفَّذوا عصياناً مدنياً يوم الأربعاء الماضي شمل عدداً من المُدُن التشادية، وذلك تلبيةً لدعوة تحالف مُنظَّمات المُجتمع المدني، التي نجحت في تنفيذه بصورةٍ أدهشت العالم وتحدثت عنه وسائل الإعلام المُختلفة!

أعلمُ تماماً التحديات الكبيرة التي صَنَعها المُتأسلمون لتعطيل الثورة والانتفاض عليهم، سواء باستقطاب المُجرمين والقَتَلَة في مليشياتهم، أو تفصيل القوانين والتشريعات القمعية عبر (الترزية) والمأجورين، لكننا كسودانيين نكتوي بنيران المُتأسلمين المُتزايدة التي تُهدِّدنا بالتشريد وبلادنا بالتلاشي، لا مجال أمامنا إلا بالوقوف صفاً واحداً واقتلاعهم وإنقاذ ما تبقَّى من السودان. ولو كانت القوى السياسية (فعلاً) صادقة في شعاراتها وتوجُّهاتها، فلتحشد طاقاتها بالجامعات والمعاهد العليا، ونقابات العمال بالقطاعين العام والخاص، وروابط المرأة وجمعيات ومُنظَّمات المُجتمع المدني، وتقود وتُنسِّق لإنجاح العصيان المدني وإحداث التغيير الحقيقي (سَلْمياً)، بدلاً عن مُمارساتهم (العبثية) الحالية التي تُطيل عُمر العصابة الحاكمة، وتقود لتلاشي السودان واختفائه نهائياً من الوجود.. وللحديث بقية.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. تحية طيبة دكتور
    كلامك صح 100% لا أمل فى ألأحزاب التقليدية ولا ألأحزاب ألأميبية التى تتوالد كل دقيقة ألأمل كل ألأمل فى الشباب من كل بقاع السودان ولا بد من التطحيات من أجل غد مشرق ومستقبل زاهر لأن الشباب هم من يرث هذى البلد،يلا يا شباب أرسموا خارطة طريق وتبادلوها بينكم وحددو ساعة الصفر وهبة واحدة ويأتى النصر بإزن أالله.

  2. السلام عليكم ورحمة الله
    ياشباب سئمنا من المقالات والخطابات سواء كانت من الحكومة او المعارضة الكلام ما بفيد الشعب تعبان وغلبان وجيعان وعطشان وعيان دايرين الحل ثم الحل.

  3. ما يضيرنا لو صدقناهم وعملوا معنا لاسقاط الحكومة الكيزانية وثم كل قرد يطلع شدرته .. ثم بعد ذلك تكون التصفية الحقيقية ..كل من عمل في تعاسة الشعب السودان يحاسب كل على جريرته ومن ثم يتم عزله ولا يسمح له بالعمل السياسي في السودان …

  4. في اثناء الحشد والدعوة للعصيان المدني، على الطلائع الثورية بدأ العمل الجاد باستهداف منسوبي الانقاذ و كلاب الامن وهذا سيشجع المترددين و المشككين للانضمام لقوى الثورة و بان الطريق لازاحة عصابات الانقاذ بالقوه قد بدأ فعلا.

  5. ما أشبه الليلة بالبارحة ، فالرئيس الراحل جعفر نميري عندما حرق اخر كرت له وهم الكيزان واودعهم السجون ، كانت النتيجة انتفاضة رجب ابريل . سوف لن تنتصر المعارضة ما لم تستقطب كل الشعب السوداني وعندها سيكون النظام مكشوف الظهر ولن يجد من يدافع عنه . اذن ان انسلاخ مناصرين للنظام واتخاذهم مواقف معارضة هو في رأيي يصب في مصلحة الشعب السوداني . فالشعب السوداني لا يهمه من يحكم ، ولكن يهمه كيف يحكم . لا نريد ان نكون حاقدين انما نريد ان نكون كرماء نعفو عند المقدرة ، فالرسول صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة جمع أهلها وكان يمكن ان يقع فيهم جزر لكن هذه ليست رسالته للبشرية ، فقال لهم ما ترون اني فاعل بكم ؟ فردوا عليه اخ كريم وابن اخ كريم ، فقال لهم اذهبوا فانتم الطلقاء ، وكانت النتيجة ان دخل اهل مكة في الإسلام . اذن ليكون خطنا الترحيب بكل من هو ضد النظام او يصبح ضده قبل ازالته . نريد لدولة ما بعد الإنقاذ ان تكون دولة قانون وليست دولة فوضى . وهذا لا يعني ان يتم العفو على من تثبت ادانته بسرقة أموال الناس او الفساد …الخ . لابد من محاسبة كل من تثبت ادانته وهذا لا يعني التعميم بحيث ان أي شخص عمل في الإنقاذ هو فاسد ، هذا الاطلاق ليس صحيحا . فالإنقاذ حكمت لأكثر من ربع قرن من الزمان وفي بدايتها كان لها مناصرين كثر فاصبحوا يتناقصون الى ان وصلت الى الدرك الأسفل كما هي عليه الحال الان .

  6. تحية طيبة دكتور
    كلامك صح 100% لا أمل فى ألأحزاب التقليدية ولا ألأحزاب ألأميبية التى تتوالد كل دقيقة ألأمل كل ألأمل فى الشباب من كل بقاع السودان ولا بد من التطحيات من أجل غد مشرق ومستقبل زاهر لأن الشباب هم من يرث هذى البلد،يلا يا شباب أرسموا خارطة طريق وتبادلوها بينكم وحددو ساعة الصفر وهبة واحدة ويأتى النصر بإزن أالله.

  7. السلام عليكم ورحمة الله
    ياشباب سئمنا من المقالات والخطابات سواء كانت من الحكومة او المعارضة الكلام ما بفيد الشعب تعبان وغلبان وجيعان وعطشان وعيان دايرين الحل ثم الحل.

  8. ما يضيرنا لو صدقناهم وعملوا معنا لاسقاط الحكومة الكيزانية وثم كل قرد يطلع شدرته .. ثم بعد ذلك تكون التصفية الحقيقية ..كل من عمل في تعاسة الشعب السودان يحاسب كل على جريرته ومن ثم يتم عزله ولا يسمح له بالعمل السياسي في السودان …

  9. في اثناء الحشد والدعوة للعصيان المدني، على الطلائع الثورية بدأ العمل الجاد باستهداف منسوبي الانقاذ و كلاب الامن وهذا سيشجع المترددين و المشككين للانضمام لقوى الثورة و بان الطريق لازاحة عصابات الانقاذ بالقوه قد بدأ فعلا.

  10. ما أشبه الليلة بالبارحة ، فالرئيس الراحل جعفر نميري عندما حرق اخر كرت له وهم الكيزان واودعهم السجون ، كانت النتيجة انتفاضة رجب ابريل . سوف لن تنتصر المعارضة ما لم تستقطب كل الشعب السوداني وعندها سيكون النظام مكشوف الظهر ولن يجد من يدافع عنه . اذن ان انسلاخ مناصرين للنظام واتخاذهم مواقف معارضة هو في رأيي يصب في مصلحة الشعب السوداني . فالشعب السوداني لا يهمه من يحكم ، ولكن يهمه كيف يحكم . لا نريد ان نكون حاقدين انما نريد ان نكون كرماء نعفو عند المقدرة ، فالرسول صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة جمع أهلها وكان يمكن ان يقع فيهم جزر لكن هذه ليست رسالته للبشرية ، فقال لهم ما ترون اني فاعل بكم ؟ فردوا عليه اخ كريم وابن اخ كريم ، فقال لهم اذهبوا فانتم الطلقاء ، وكانت النتيجة ان دخل اهل مكة في الإسلام . اذن ليكون خطنا الترحيب بكل من هو ضد النظام او يصبح ضده قبل ازالته . نريد لدولة ما بعد الإنقاذ ان تكون دولة قانون وليست دولة فوضى . وهذا لا يعني ان يتم العفو على من تثبت ادانته بسرقة أموال الناس او الفساد …الخ . لابد من محاسبة كل من تثبت ادانته وهذا لا يعني التعميم بحيث ان أي شخص عمل في الإنقاذ هو فاسد ، هذا الاطلاق ليس صحيحا . فالإنقاذ حكمت لأكثر من ربع قرن من الزمان وفي بدايتها كان لها مناصرين كثر فاصبحوا يتناقصون الى ان وصلت الى الدرك الأسفل كما هي عليه الحال الان .

  11. لا امل فى الاحزاب التقليدية صدقت وهم اساسا اس بلائنا وهم من اتوا بالعسكر ليحكمونا فلا خير فيهم وخاصة عجائز الحزب لربما صغارهم ولكن من يترك لهم زمام المبادرة والكبار مكنكشين وعايزين يحكموا

  12. الأخ المشتهي السخينة ، حياك الله . ادعوك ان تعيد قراءة ما كتبت ، فانك لو تدبرت تعليقي فهو يدعو لدولة القانون وليس دولة الفوضى واعيد لك بعض مما كتبت ( نريد لدولة ما بعد الإنقاذ ان تكون دولة قانون وليست دولة فوضى . وهذا لا يعني ان يتم العفو على من تثبت ادانته بسرقة أموال الناس او الفساد …الخ . لابد من محاسبة كل من تثبت ادانته وهذا لا يعني التعميم بحيث ان أي شخص عمل في الإنقاذ هو فاسد ، هذا الاطلاق ليس صحيحا ) .
    فالتحية لأمهات وذوي الشهداء فهم وحدهم من يملكون كامل الحق في العفو او القصاص وليس انا او انت او غيرنا . هذا امر مفروغ منه ولا جدال فيه . لكن الثورات لا تنتصر بالنهج العدواني انما تنتصر بالنهج الذي يدعو الى السلام والمحبة بين الناس . فثورة أكتوبر كانت ثورة سلمية حتى انتصرت باستقالة الفريق إبراهيم عبود وأيضا ثورة رجب ابريل كانت سلمية حتى انتصرت بانحياز القوات المسلحة للشعب وتم عزل جعفر نميري .
    واذا نظرنا الى الثورات التي انتصرت في العالم انتصرت عندما رفعت شعار السلام فنلسون مانديلا لم يحمل بندقية انما حمل فكرا مستنيرا وظل يدعو له الى ان اصبح رئيسا لجنوب افريقيا وحتى عندما توفى جاء لتشييعه غالبية رؤساء العالم . أيضا الثورة الهندية ضد الاستعمار البريطاني ، فتعتبر المسيرة التي قادها غاندي ضد الاستعمار البريطاني احتجاجاً على ضريبة الملح التي فرضتها بريطانيا على الشعب الهندي اول ثورة سلمية ناجحة . وكانت المسيرة إحدى حملات اللا عنف احتجاجا على ضريبة الملح البريطانية في الهند في 12 مارس عام 1930. فكانت المسيرة أكبر تحد لسلطة الاحتلال البريطاني منذ حركة عدم التعاون والتي استمرت منذ 1920
    أيضا لقد أثبتت حركات المقاومة السلمية الكبرى التي سعت للإطاحة بالديكتاتوريات، أو طرد الاحتلال الأجنبي، أو الحصول على حق تقرير المصير، أنها أكثر فعالية ونجاحًا من حركات التمرد المسلحة التي سعت لتحقيق الأهداف ذاتها.
    فالحملات اللاعنفية غالبًا ما يلتزم بها جمهور أوسع بكثير وأكثر تنوعًا من الفئة التي قد تلجأ إلى خيار التمرد المسلح. فالمقاومة المدنية تقدم مجموعة متنوعة من التكتيكات التي تشجع الناس على المشاركة .
    اذن على المعارضة اذا ارادت النجاح ان ترفع شعار الثورة السلمية وتعمل على استقطاب قطاعات الشعب السوداني المختلفة بما فيها القوات النظامية ، فان أي ثورة سوف لن تنجح ما لم ينحاز اليها الشعب بما فيه القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى والتاريخ خير شاهد على ذلك .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..