قوة المظاهرات الشعبية أظهرت فشل وعجز الأحزاب السياسية

قوة المظاهرات الشعبية أظهرت فشل وعجز الأحزاب السياسية
منى بكري أبوعاقلة
[email][email protected][/email]
لم أشعر يوماً بمثل ما شعرت به هذه الأيام من متعة وسعادة عارمة تتملكني واحساس بالانتصار والنشوة والفرح يسيطر على كل جوانحي ويتعمقني. وكل ما نظرت وتفحصت في وجوه المتظاهرين إلا ويغمرني احساس بالفخر والإعزاز يمسح عن نفسي كل كآبة وكره وقهر وكبت وتسلط واستبداد وضيم جثم على صدورنا ثلاثة وعشرون عاماً.
يزداد وقع المظاهرات ضراوة يوماً بعد يوم، ويخرج أهلنا الغبش الطيبون من كل فج، وتلتحم كل الجموع الثائرة بمختلف أطيافها من أطفال صغار ونساء وشباب وكهول توحد وتجمع بينهم قضية مصيرية واحدة وهي الاكتواء بنار الفقر والجوع والذل والحرمان والتهميش والإقصاء وأصبحت المنازل خاوية على عروشها من وجبة واحدة تسد الرمق، وأمتلئت بالبؤس والحرمان والهموم وأصاب الشلل الجميع. وفي ظل هذا الوضع الخانق المميت لا يملك الجميع إلا الخروج إلى الشارع لإسماع صوتهم وإعلاء كلمة الحق ضد الظلم والجبروت والطغيان.
تفحصت الوجوه الوضيئة والتي خرجت منادية بحقها في حياة حرة وكريمة، ولكني لم أجد من بينها من يمثلون أحزابنا السياسية العريقة والعتيقة، وبالرغم من دقة الأوضاع المأسأوية الضاغطة التي نعيشها كل يوم، إلا يبدو أنها لم تكن كافية لتخرج الأحزاب السياسية من قمقمها وتجعلها تستجيب لنداء وصوت الشارع الذي تحاول أجهزة الأمن والشرطة إخماده بيد من حديد حيث أعتقلت وسجنت وعذبت، وضربت وانتهكت حرمات وحقوق الأطفال والنساء والشباب المتظاهرين، كل ذلك يحدث تحت سمع وبصر أحزابنا السياسية والتي لم تحرك ساكن – على كثرتها- وكأنه قد صبغ عليهم القول:
لقد أسمعتَ لو ناديتَ حياً ** ولكن لا حياةَ لمن تُنادي.
ما يحيرني ويدهشني ليس الغياب فقط بل والصمت التام عن هذه المظاهرات لفئة تعتبر مؤثرة في مجريات الأحداث في بلادنا. أعلم أن الشارع لم يخرج مدفوعاً يإرادة أحد من الأحزاب السياسية، وهذه محمدة، ولكن على أقل تقدير كنت أتوقع أن أجدهم بين الحشود الهادرة إيماناً بقضية عادلة تستحق الوقفة والإشادة من جانبهم، لينحازوا لقضايا الجماهير، وحتى لو تركنا كل ذلك جانباً، وعولنا فقط على الموازنات السياسية وحسابات الربح والخسارة فإن هذا أنسب وقت للخروج للشارع، ولو كنت أنتمي لحزب سياسي لعلمت أن كل الظروف والشروط الموضوعية قد تحققت وأصبحت الأحزاب قاب قوسين أو أدنى من المعادلة السياسية، ولكن باءت كل ظنوني بالفشل ولم يدفعهم ذلك إلى الخروج سبيلاً.
وذهبت بتفكيري إلى أن لو كانت أحزابنا السياسية من الذكاء والدهاء لأجتمعت الآن وتوحدت كلمتها وصفوفها ووقفوا في وجه الظلم الطاغي بعد أن استكانوا ثلاثة وعشرون عاماً، ولكن يا ليت الأحزاب يفهمون وإذا فهموا يوعون بأنهم بجبنهم وتخاذلهم قد ساهموا في تقوية النظام الحاكم الظالم، وأنهم من تسببوا بطول أمده كما يتقاسمون معه مسئولية انقسام الجنوب واشتعال الحرب في دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان، وكل الأزمات الحادثة وما زال بعض الأحزاب السياسية يساند النظام علانية والبعض الآخر يقف معه بقلبه ولسان حاله يقول غير ذلك.
أنا الآن أشد إيماناً وثقة في شعب همام بطل تجاوز أراجيف الأحزاب السياسية التي لم تقدم سوى الخذلان والتقاعس والتقاعد، ولم يركن لوعودها الزائفة البراقة. شعب قال كلمته ولا يمكنه أن يصبح مطية لأحزاب أصبحت ألعوبة في يد النظام الغاشي يحركها كيف ومتى أتفق مع أهواءه المريضة.
وأحمد الله أن الشعب تجاوز الأحزاب السياسية وسبقها بثورته التي صنعها الصغار قبل الكبار، والنساء قبل الرجال، ولم تستطع هي أن تلحق بهذا الركاب، فهنيئاً لشعبنا بما حققه وكسبه من نجاحات أصبحت بمعزل عمن يسرقون الثورات التي لم تصنع من كدهم ولا سعيهم، ويكفينا فخراً أن جنبت الأحزاب نفسها من الانحياز لخيار الجماهير ومن قبل فشلت في إرساء دعائم لممارسات ديمقراطية حتى داخل أحزابها، فماذا ننتظر منها سوى إدمان الفشل.
وثورة حتى النصر.
حقيقة تأخرت الاحزاب في الإعلان عن موقفها الرسمي لكن الأحزاب يا أستاذه موجوده بشبابها في قلب المظاهرات
و أظنك تعلمين إلي أي درجة تمارس الأحزاب نشاطها السياسي داخل الجامعات لأنها المساحة الوحيدة المتاحة منذ أن حل (حكم الغيهب) ..
أعلن اليوم حزب الأمة الدعوة لعصيان مدني .. و البقية تأتي ..
الأخت منى – لك تحياتي والله بحق انه الخذلان من ديناصورات الأحزاب والذين يجلسون على الرصيف الآن – ينتظرون القطار الذي قد تجاوزهم والدليل على الاحباط ما صرح به فاروق ابوعيسى يوم امس ( هل ستستمر المظاهرات ام تخمد ) نقول له اذا استمرت ليست بكم واذا خمدت انتم من اخمدها – اختى اذا كان هذا هو الحال وهذا موقف الاحزاب فثورتنا ثورة شباب وشابات ونساء واطفال السودان فنحن لها – فهي ثورة حتى النصر !!
الله عليك ما اروعك وانت تغردين ((وأحمد الله أن الشعب تجاوز الأحزاب السياسية وسبقها بثورته التي صنعها الصغار قبل الكبار، والنساء قبل الرجال، ولم تستطع هي أن تلحق بهذا الركاب، فهنيئاً لشعبنا بما حققه وكسبه من نجاحات أصبحت بمعزل عمن يسرقون الثورات)) وندعوا الله ان لاتُسرق منا هذه الثورة المباركة
نحن الان نوثق لثورة 16 يونيو 2012 الشعبية التي ستسقط بعون الله الدكتاتورية العسكرية الثالثة الممزوجة بالحركة الاسلامية السودانية الفاشلة – هذه الثورة اشعلت شرارتها طالبات جامعة الخرطوم من ثم لحق بهن الطلاب ثم انتقلت الي الجامعات و المعاهد والكليات الاخري ثم الي حواري و احياء الخرطوم وامدرمان و بحري ثم الي المدن الولائية الكبري مدني سنار كوستي الابيض القضارف كسلا بورتسودان عطبرة شندي الفاشر و البقية ستاتي – و نسال اين الاتحاد النسائي لسوداني ومنظمات المراة الاخري اذا استطعن اخراج 5000 امراة – سيخرج 250 الف رجل – و ونحن جميعنا يفهم نفسية الرجل السوداني – اذا راي امراة تتقدم الخطر بتمسكوا الهوشة و الهاشمية و يشق النار ام لهيبا برة
الأخت العاقلة منى أبوعاقلة
تحياتي
ده نفس الشئ الحصل يوم الأربعاء 3 أبريل 1985 كل الأحزاب عن بكرة أبيها كانت بعيدة كل البعد عن الجماهير وحركةالشارع السوداني ولكن ما أن لبنت وبردت وتمت سرقة الثورة حتى ظهروا يوم السبت 6/4/1985 وبقوا أسياد الثورة التي أوئدت وتم التمهيد لهؤلاء القتلة ليستولوا على السلطة بليل وتأمر وجبن وخسة.
عليه، الحذر اليقظة الإستعداد…. أكشفوا، أبعدوا وأعزلول كل من لم يكن مع الجماهير في ثورتها الكبيرة وإنها لثورة جماهيرية حتى النصر وسقوط لص كافوري وزبانيته قريبا إن شاء الله.
أبعدوا جميع الأحزاب بلا إستثناء… الجميع الجميع الجميع….