أوبك تراقب روسيا وإيران لتحديد سياستها المستقبلية

وزير الطاقة الروسي يخطط للسفر إلى إيران حليف موسكو خلال الشهر الحالي لمزيد من المحادثات بشأن تجميد الإنتاج الذي قال إنه قد يمتد لمدة عام.
العرب
لندن – استبعد مسؤولون من منظمة أوبك أن تخفض المنظمة إنتاجها في اجتماعها الدوري في يونيو، حتى وإن بقيت الأسعار عند مستويات متدنية للغاية، بسبب صعوبة تقدير وتيرة زيادة الإنتاج الإيراني.
وكما أن دولا في أوبك مثل السعودية تريد أيضا اختبار مدى التزام روسيا بتجميد الإنتاج قبل أن تتخذ أي خطوات جديدة تهدف إلى دعم الأسعار.
واتفقت السعودية وقطر وفنزويلا وروسيا على تجميد الإنتاج عند مستويات يناير، بعد 20 شهرا من بدء تراجع الأسعار وبعد بلوغها أدنى مستوياتها منذ أكثر من 12 عاما.
وقال مصدر من دولة شرق أوسطية عضو في أوبك، إن الخفض ربما يكون ممكنا بنهاية العام، عندما يتضح بالفعل حجم زيادة الإنتاج الإيراني ?لكن ليس في يونيو?.
ويشكل إنتاج يناير ذروة إنتاج روسيا والسعودية أكبر بلدين مصدرين للخام في العالم، لكن إيران ثالث أكبر منتج للنفط في أوبك، تظل مصدرا رئيسيا للغموض، في ظل عزمها زيادة الإنتاج بعد رفع العقوبات الغربية.
وأطلقت إيران بيانات متضاربة، وقالت إنها ستزيد إنتاجها بما يصل إلى 1.5 مليون برميل يوميا على مدى العام القادم، لكن صادراتها في فبراير جاءت مخيبة للآمال مع حذر المشترين الأوروبيين من الزيادة الفورية للتجارة وسط مشكلات تتعلق بالتعاملات الدولارية والتأمين البحري.
وأكد مصدر مطلع في أوبك أنه ?لا يعرف أحد في أوبك وضع الحقول الإيرانية. ولذا يريد السعوديون رؤية ما يحدث على أرض الواقع?.
وتروج سلطنة عمان وبعض المصادر في أوبك لفكرة استثناء إيران من تجميد الإنتاج، كما حدث مع العراق في الماضي بعد رفع العقوبات، لكن إيران لم تطرح حتى الآن أي شروط خاصة، بحسب مصادر في المنظمة.
علي النعيمي: حتى إن قالت روسيا إنها ستخفض إنتاج النفط، فإنها لن تفعل ذلك
وقال وزير النفط الإيراني بيجن زنغنة الأسبوع الماضي إن تجميد الإنتاج مثير للسخرية بينما تقول مصادر إيرانية إن طهران مستعدة لمناقشة اتفاق بشأن الإنتاج بمجرد أن يصل إنتاجها إلى مستويات ما قبل العقوبات.
وأبلغت إيران أوبك بالفعل بأنها ضخت نحو 3.4 مليون برميل يوميا في يناير، وهو أعلى كثيرا من تقديرات مراقبين في المنظمة.
وقالت مصادر في أوبك إن الصورة بشأن الصادرات الإيرانية لن تكون واضحة عندما تعقد أوبك اجتماعها التالي في يونيو. وتؤكد أنه يمكن فقط الحصول على أرقام جديرة بالثقة عن شهر أبريل. وتابعت المصادر أنه من السابق لأوانه القول في يونيو، ما إذا كانت مخزونات النفط العالمية القياسية قد بدأت في الانحسار.
ويخطط وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك للسفر إلى إيران حليف موسكو خلال الشهر الحالي لمزيد من المحادثات بشأن تجميد الإنتاج الذي قال إنه قد يمتد لمدة عام.
وإذا التزمت روسيا بتجميد الإنتاج فسيكون ذلك تغيرا رئيسيا عن سياساتها السابقة. وكانت المرة الوحيدة التي وافقت فيها روسيا على التعاون مع أوبك في 2001 لكنها لم تلتزم أبدا بتعهدها بل زادت من صادراتها.
وشكل ذلك خيبة أمل كبيرة لوزير النفط السعودي علي النعيمي الذي كان مهندس صفقة 2001 ولا يزال قلقا من الاتفاق على أي شيء ربما لا تلتزم به روسيا أو الدول الأعضاء في أوبك.
وقال الأسبوع الماضي إنهم حتى إن قالوا إنهم سيخفضون الإنتاج فلن يفعلوا ذلك وليس هناك معنى لتضييع وقتنا في السعي وراء خفض الإنتاج.
لكن المراقبين في أوبك يعتقدون أن اتفاق تجميد الإنتاج يشير إلى تغير في نبرة السعودية، من وجهة نظر ترى أن السوق ستستعيد توازنها بنفسها، إلى اعتقاد بأن ذلك ربما يحتاج إلى دفعة.
وقال مندوب في أوبك طلب عدم الكشف عن هويته ?في نهاية المطاف.. سيكون هناك خفض في الإنتاج?.
ويحث آخرون على العمل بوتيرة أسرع، مثل وزير الطاقة القطري السابق عبدالله العطية، الذي لا يزال يتحدث إلى المنتجين داخل أوبك وخارجها، والذي أكد الحاجة إلى خفض الإنتاج قبل أن تصبح تخمة المعروض خارج نطاق السيطرة.