سر إنجذاب الأجنبى إلى الشخصية السودانية

الياس الغائب
أدلى الدبلوماسى الأمريكى بوب قيون بحديث ورد فى الصحف السودانية ومواقع التواصل الإجتماعى مفصحاً عن إمتنانه وحبه للشعب السودانى الذى كان سبباً فى تغيير حياته …. وأنه حزين وغير مصدق لمغادرته السودان، تاركاً وراءه أحبابه وأصدقاءه، وليالى الخرطوم مازالت تذكر سفيرها الأمريكي السابق جوزيف ستافورد الذى قال عنه سمارها أنه ” تدروش” أو تصوف.
إن الذى أصاب رسولى الدبلوماسية الأمريكية وأثر فى حياتهما أصاب كثيرين غيرهما من شعوب العالم وبدرجات متفاوتة نسبياً. بعضهم كنت معاصراً له وشاهداً عليه ووقفت على بعض حكاياته، أذكر لك منها ـ عزيزى القارئ ـ حكايتين أو ثلاث …
دعتنا زميلة دنماركية إلى مسكنها فى ديسمبر 1989 قبل إحتفالات أعياد المسيح بأيام، وقد كنا مجموعه من الأفارقة من دول شرق إفريقيا: السودان، يوغندا، كينيا وتنزانيا. وقد جئت مرتدياً الزى القومى السودانى الجلابية والعمامة، ووجدنا عندها شاباً وشابة. قدمت إلينا الشاب على أنه زوجها ـ على الطريقة الغربية بدون أوراق رسمية أو شهود. ثم قدمت إلينا الشابة وهى فتاة بيضاء فى العقد الثالث من عمرها تقريباً خضراء العينين، على أنها صديقة من آيسلندا ، إحدى دول الشمال الإسكندنافى. وما أن رأتنى الآيسلندية حتى أقبلت على باشةً واستقبلتنى بحفاوة ـ أدهشتنى قبل أن تدهش الأخرين ـ وحرارة بددت زمهرير ديسمبر وثلوج الدنمارك ـ وهى تصيح سودانى !
علمت فيما بعد حين جلست إليها، ما بدد حيرتى ودهشتى. حكت لى أنها ممرضة وناشطة سياسية وأن لها صديق ارترى وأنها متعاطفة مع القضية الإرترية وتؤمن بعدالتها وأنها تسعى لدعمها بكل الوسائل. وبحكم مهنتها فإنها تقوم الآن ـ 1989 ـ بجمع الأدوية وحث المنظمات الدولية العاملة فى مجال الغوث الإنسانى على مساعدتها. وأنها فى قمة حراكها هذا قد زارت ـ مرات عديدة ـ السودان والمناطق المحررة فى إرتريا. وفى أول زيارة لها للسودان حدث لها موقف لم تنسه حتى الآن ـ لحظة جلوسى إليها وحديثها معى.
قالت إنها كانت علئ متن الخطوط الجوية السودانية سودانيرـ رد الله غربتها ـ فى رحلة داخلية إلى بورتسودان حين أعلن القبطان نهاية الرحلة وأن الهبوط بات وشيكاً وقد كانت تقرأ فى كتاب، فإلتفتت إلى جارها الذى يجلس على يمينها وهو رجل فوق الخمسين أو دون ذلك، يرتدى زياً شبيهاً بالذى أرتديه ـ جلباب من الدمور ـ ولكن مادة قماشه أكثر نعومة وفخامة، تبدو عليه آثار النعمة .شرحت له وجهتها كما أبدت له قلة حيلتها وعدم معرفتها بالمنطقة، فأبدى تفهماً وتعاطفاً ملحوظاً واستمع إليها وتعابير وجهه المفعم بالبشاشة والترحاب تشى بالطمأنينة. طمأنها بأنه من أبناء المنطقة وأنه مدير لأحد البنوك فى المدينة.
وتابعت حديثها: … هبطت الطائرة وخرجنا فإذا بسيارة فخمة فى إنتظاره ودعانى إلى الصعود إليها والجلوس بجانبه وكانت الدنيا صيفاً والجو حاراً لافحاً، فكدت أذوب.- قلت لها فى نفسى كيف لاتذوبين وأنت إبنة آيسلندا وحفيدة القطب الشمالى ـ وواصلت حديثها:… ولكن حين صعدت إلى السيارة ونفحنى هواء مكيفها البارد غمرنى أحساس جميل بالحياة فتذكرت هواء بلادى وعادت إلى روحى . سارت بنا السيارة إلى المستشفى، توقفت عند مدخلها ونزلنا. تحدث إلى شخصٍ يقف عند البوابه ثم إلتفت إلى قائلاً سيرافقك هذا إلى الداخل ثم مد إلى ببطاقة صغيرة قائلا هذا رقم تلفونى وعنوان البنك، إذا إحتجت إلى أية خدمة أو مساعدة فلا تترددى ومد يده ليصافحنى مودعاً ولكننى بدل أن أتلقاها بيدى مصافحة، قفزت إليه وقد كان أطول منى واطبقت كلتا يدى حول رقبته وعانقته تعبيراً عن إمتنانى وتقديرى لما أسداه لى من جميل وفضل. فانتفض مذعوراً ونفضنى بعيداً وهرول إلى سيارته وهو يرتعش أو خائف لا أدرى. انحشر فيها وانطلقت به وتركنى وقد باغتتنى الدهشة والحيرة. ولكن علمت فيما بعد وقد تكررت زياراتى إلى هذا البلد الطيب، أن السودانى لا يستطيع أن يمسك بيد زوجته فى الأماكن العامة فما بالك بعناقها وتقبيلها. منتهى الأدب والتهذيب، ولكن بفضل جهلى بمجتمعكم وتقاليدكم وبجرأتى ووقاحتى تسببت له عن حرجٍ بليغٍ. لقد سافرت كثيراً والتقيت شعوباً ووقفت على عادات وتقليد مختلفة ومتنوعة لكننى لم أطرب كما طربت لكم ولم أعشق بلداً كما عشقت بلدكم.
إلتقيته فى أسمرا1994 ، وقد جاء من الخرطوم، هندى الهوية سودانى الهوى. إنه د. تياقى، أستاذ المحاسبة بكلية الإقتصاد،جامعة الخرطوم. غادر السودان الذى يحبه ويعشق أهله وترك جامعته الشهيرة التى خدم فيها خمسة عشر عاماً بفعل التعريب الذى جثم عليها وكتم أنفاسها وشتت شملها. وأصبح د. تياقى يتنقل من مرحلة إلى مرحلة كما التعريب. كلما تم تعريب مرحلة إنتقل إلى المرحلة التى تليها وهكذا إلى أن شمل التعريب الدراسات العليا. عندئذ، وعندئذ فقط أدرك أستاذ المحاسبة أن لا مكان له فى دهاليزهذه الجامعة العريقة. ولأن وجدانه مرتبط بالسودان و أهله، تعاقد مع الجامعة الإرترية أقرب منطقة جغرافية إلى السودان.
قدمته إلى وعرفتنى به زميلة هندية تدعى دورته ، أستاذة علم النبات بقسم علوم الحياة بجامعة أسمرا التى جاءتها هى أيضاً قادمة من شرق إفريقيا من جامعة دار السلام التنزانية مرافقة لزوجها الذى أنتقل من تنزانيا للعمل بمكتب الآمم المتحدة بدولة إرتريا. قالت لى زميلتى الهندية إنها إلتقت به فى ذات اليوم الذى عرفتنى به، وهو نفس اليوم الذى بدأ فيه عمله بالجامعة. جاء به إليها أحد الأساتذة الإرترين قائلاً: جئتك بزميل هندى. وقد كانت فى طريقها إلى مقهى الطلاب؛ لتتناول كوباً من ” الكابتشينو” الإيطالى الذى يبدع الإرتريون فى تحضيره. سلمت عليه ودعته لمرافقتها إلى المقهى. هناك، جلسا وتحدثا وتناجيا عن وطنهماالأم الهند مناجاة إثنين من بلد واحد جمعتهما الغربة فى بلدٍ آخرغريب وبعيد. تطرق الحديث إلى إرتريا الدولة الوليدة والجامعة والأساتذة والحياة الأكاديمية والشعب الإرترى بشكل عام.
قالت له إن الشعب الإرترى شعب طيب، حذر وكتوم، ربما بفعل الحرب وفترة النضال الطويلة. وكما تختلف هضاب هذا البلد ومنخفضاته يختلف شعبه وأن تجربتها ليست كبيرة ؛ لأنها لم تكمل حتى الآن عامها الأول، ولكن معظم الذين إلتقتهم حتى الآن هم من سكان الهضاب والمرتفعات. وأن الكلمة عند الإرترى كالرصاصة فى خطورتها؛ أى قاتلة كما الرصاصة؛ لذا فهم لايثرثرون. وفى معرض حديثها له قالت إنها لاتذكر احداً دعاها يوماً إلى فنجان “ماكياتو” وهو نوع من البن يقدم فى فناجين صغيرة الحجم، إلى أن جاء زميل سودانى ـ تقصد شخصى ـ قبل شهر تقريباً، وفى أول يوم أو يومين من قدومه دعاها إلى مقهى الطلاب. وفجأة وكالذى لسعته عقرب جفل تياقى واقفاً وصاح: ماذا تقولين ؟! سودانى ؟! خذينى إليه حالاً … أنا كمان سودانى … وجاءتنى به ومنذ ذاك اليوم لم نفترق إلى أن سافر نهائيا إلى الهند بعد أن أنهى تعاقده مع الجامعة.
أخذته إلى مطعم ” الواحة ” الذى أشتهر بالأكلات السودانية المعروفة والأخرى الممعنة فى سودانيتها مثل ” الكوارع “، والذى أصبح ملتقى للسودانين والإرترين، حتى أن الزائر السودانى الذى يجئ أسمرا لأول مرة ويطلب من “تاكسى” المطار أن يأخذه إلى النادى السودانى الذى تشرف عليه السفارة السودانية، يأخذه إلى واحة أحمد شريف ـ رحمه الله ـ لما تمتاز به من سمعة طيبة وشهرة واسعة بفضل شهامته وكرمه ونبله. وبرحيله عن دنيانا فقد الجميع واحتهم الوارفة الظليلة، وقد كان فقداً عظيماً للإرتريين قبل السودانيين. هناك إلتقينا الأستاذين السرهاشم والفنان التشكيلى الطاهر صالح ـ رحمه الله ـ وأصبح تياقى الهندى، تياقى السودانى كما يحلوله أن يسمى نفسه. وحين علم أننى أقيم فى “بنسيون” ـ وقد أنزلته الجامعة أحد نزلها ـ أصر إن أتركه وأسكن معه فى سكنه الجامعى. وذلك ما حدث. أقمت معه فى بيته حتى إستلمت سكنى وانضم إلينا د. بابكر عباس وجاءت أسرتى الصغيرة من السودان وأصبح ? عمو تياقى ? فرداً منها.
صفات مثل الكرم والشهامة والسماحة والطيبة والتفانى والأريحية فى خدمة الآخر ليست قاصرة على الشعب السودانى فقط وإنما موجودة عند كل الشعوب. ولكن ما يميز الشعب السودانى إنه يصبغها عليك بأسلوب تعامل يجعلك تنسى أنك غريب، عكس ما تحس به عند الشعوب الأخرى التى تذكرك دائماً بأنك غريب اليد واللسان. هذ التعامل السودانى المتميز الذى يعمل عمل السحر فى الآخرين هو فى الحقيقة مزيج من كل هذه الصفات الإنسانيه التى ورد ذكرها ـ والموجودة عند كل الشعوب كما ذكرت ـ وصفة أخرى خاصة بنا وهى دفء التعامل وحميميته وقد نسميه أيضاً دفء الحياة فى الأهل والعشيرة. ذلك الدفء الذى نحسه حين نعود إلى أهلنا وديارنا بعد غيبة زمنية قد تطول أو تقصر. جميعنا يذكره ، وجميعنا حسه وجربه وقد أبدع الطيب صالح فى وصفه فى روايتة الرائعة “موسم الهجرة إلى الشمال” حين قال: “عدت إلى أهلى يا سادتى بعد غيبة طويلة، سبعة أعوام على وجه التحديد، كنت خلالها أتعلم فى أوربا. تعلمت الكثير، وغاب عنى الكثير، لكن تلك قصة أخرى. المهم أننى عدت وبى شوق عظيم إلى أهلى فى تلك القرية الصغيرة عند منحنى النيل. سبعة أعوام وأنا أحن إليهم وأحلم بهم، ولما جئتهم كانت لحظة عجيبة أن وجدتنى حقيقة قائماً بينهم، فرحوا بى وضجوا حولى، ولم يمض وقت طويل حتى أحسست كأن ثلجاً يذوب فى دخيلتى، فكأننى مقرور طلعت عليه الشمس. ذاك دفء الحياة فى العشيرة فقدته زماناً فى بلاد تموت من ” ا لبرد حيتانها “. هذا الدفء يصيب أيضاً الآخرين الغرباء حين يأتون إلى ديارنا ويعيشون بين ظهرانينا، طال بقاؤهم ومكوثهم أم قصر. ولكن… ولأنهم غرباء، ولأنه شئ غريب عليهم وغير متوقع؛ فإن إحساسهم به إحساس مضاعف لذا؛ فهم ينجذبون إليه ويقعون فيه كما المجاذيب فى حلقات الذكر ولا يجدون له تفسيرا. هذا ما حدث للدبلوماسى الأمريكى والسفير الذى سبقه والفتاة الإسكندنافية و تياقى الهندى.
أذكر فى 1983 ونحن فى سعينا المحموم لدراسة ومكافحة أمراض البلهارسيا والملاريا فى مشروع الجزيرة أيام طيب الذكر مشروع النيل الأزرق الصحى الذى قام على أكتاف علماء فضلاء أجلاء مثل د. أحمد أيوب القدال، د. معتمد أمين ود. عاصم عبدالرحمن دفع الله، كانت معنا شابة بريطانيه تدعى كرستين. كانت تتردد على محطة أبحاثنا بقرية المعيلق، وقد كنا مجموعة من طلاب الدراسات العليا يوم ذاك، أذكر منهم د. أحمد بابكر، د. خالد كروم ، د. عبد المنعم هلالى ود. صديق بابكر الذى دعاها يوماً إلى قريته التى لا تبعد كثيراً عن المعيلق وأتاح لها تجربة ركوب الحمار ولا إدرى إن كان حماراً من القرية أم حماره هو شخصياً. كرستين هذه، رأتها إمرأة عجوز من أمهات المعيلق وهى تتمشى فى شوارع وأزقة القرية، فأقبلت عليها واحتضنتها بحنان وقالت بنبرة أم تفيض رقة و عذوبة: “حننتنى يا بتى … الخلوك وحيده تجى البلدان البعيده دى … “. على الرغم من أن كرستين لم تفهم الكلمات إلا بعد أن ترجمت لها، إلا أنها أحست بالدفء والحنان وصدق المشاعر.
شعب بمثل هذه السماحة وتجرى فى دمائه كل هذه القيم الإنسانية النبيلة، ألا يستحق منا التقدير ؟! وأن نجنبه الإضطهاد والذل والهوان ؟! أليس حرام علينا أن نستخف به ونضحك عليه ونبيعه الأوهام ونحن نتحدث باسمه وندعى حمايته ؟! ? ولكن … السؤال الذى يطرح نفسه: إذا كنا نحن بهذا الرقى والجمال والسماحة و هذا النمط السلوكى المتميز المقبول لدى الغريب الأجنبى؛ فلماذا نفشل فى إدارة تنوعنا ؟! ولماذا نعجز فى أن نتفق على حلٍ وسط إن نشب بيننا إختلاف صغر كان أم كبر؟! و مابالنا ما أن يصبح الواحد منا قائداً أوزعيماً إلا وتتقمصة شخصية أخرى غريبة أو يركبه عفريت يجعل أقرب الأقربين إليه لايعرفه! مالنا ؟! ما الذى أصابنا ؟!
[email][email protected][/email] الياس الغائب … كوبنهاجن
السودانى ما عاد هو السودانى الذى تحكى عنه منذ ان جاء هؤلاء الكيزان المجرمون الفاسدون عديمى الشرف والكرامة والضمير والنخوة والرجولة والأخلاق الحميدة. خلاص انتهى السودان . انتهى الحلم والله المستعان .
والله يا إلياس انت رجل أرقى سودانى حقيقة وتستحق منا الإجلال والأكابر نريد ان نطبق دعوتك الرساله لتكون عنوانا السودانى الأصيل لعن الله الشيطان الذى فرق بيننا وندعو الله صادقين ان نرجع الى الشخصية السودانيه الحقيقيه
This is only the policy and the ill behavior of Bani Koz who destroyed every human relation and awake the triblal superiority although all of us are Sudanese and we are similar in every aspect except the wickedness
الحبيب الياس الغائب (معقول اسمك حافي كده) ?.
سلام
سرد سهل و ممتع و تعليمي. ارجو ان تداوم في الكتابة إذا سمحتم مشكورين.
مودة.
زي ماقال الخليفة التعايشي البلد ده راكبه جن
سر إنجذاب الأجنبى إلى الشخصية السودانية
يمكن سر الانجذاب هو سذاجة شعب يعيش باخلاقيات العصور الحجرية لأن السماحة و الطيبة تعتير في هذا الزمن تعتير هبل و عبط و كل الامم القوية تكون شعوبها واعية لحقوقها و واجباتها و لا ترضي بالظلم و لا تسكت حين يغتال اي من كان حريتها و هي شعوب تتسلح بأن العلم و التخطيط و الابتكار و ان التفكير خارج الصندوق و كل ماهو غير مألوف هو السبيل الوحيد لتطور الانسانية و ليس السماحة و الطيبة و السذاجة فما هو المنتوج الذي قدمته الشخصية السودانية للتطور الانساني المتسارع في كل دقيقة بهذا السماحة و الطيبة التي نتغني بها. فهولاء ينبهرون بالسماحة و الطيبة السودانية بكل اندهاش تام من المفاجأة بنظرة هل فعلا يوجد أناس موجودين علي الارض حتي الان يفكرون و يتصرفون و يؤمنون بسلوك العصور الحجرية.
فالعلم و التطور و التقدم يقوم علي مبدأ الخيال و المجازفة و الشك و البحث فيما هو غير معقول لجعله معفولا بينما السماحة و الطيبة في هذا الزمن تجعلك لقمة سهلة للجميع و ستستغل كل الشعوب التي تفكر بعقل للاستفادة من هذه الطيبة و السماحة (حلايب و شلاتين و الفشقة و انفصال الجنوب و ابيي) فهل بعقل ان تعيش حملا وسط الذئاب.
يعني السودان بيعني لهولاء الاجانب مجرد سيرك كبير او حديقة حيوان لافكار و مبادئ انقرضت مع الديناصورات ومفاهيم عفي عنها الزمن في هذا العصر لاننا اصبحنا من 26 سنة “شعب خارج التغطية”.
أكثر من رائع لاتنقطع وابعث الآمال العراض حفظك الله
السمعة الطيبة خلقها للمغتربين الأوائل ومنذ الخمسينات ،وبالفعل كانوا سفراء ،،وأنتم تعرفون من هم الأوائل
لعل مدخلي للحديث يختلف قليلا عن نظرة الكاتب للامور. لا أحد ينكر تفرد الشخصية السودانية فيي بعض الجوانب لكن هنالك الكثير من النواقص حبذا لو يلتفت اليها المفكرون و التربويون وان كنت اري ان الامر قد تاخر كثيرا أول هذه الامور هو أعجابنا الشديد بما يقوله الاخرون عنا من مدح (يعني نحنا بنحب الشكر وكدا) و كثير ما نهب الفرصة لشخص ما ليقيم سلوك شعب كامل كما في بعض اللقاءات التلفريونية. أن محاولة إستجداء المدح تفسر خللا كبيرا في الشخصية السودانية ناتج من احساسنا بالفشل في بناء وطن يسع الجميع وطن نظيف خالي من الذباب و البعوض. يكفي أننا ما نزال نرمي بمخلفاتنا علي بعد سنتمترات من بيوتنا ثم لا نكترث أن تقتلنا الملاريا و امراض القرون الوسطي بل نحتج من الكلفة العالية للعلاج. نحن من أفقر الشعوب رغم اننا نعيش في واحدة من أغني البلاد!نحن مازلنا نتبول في العراء وفي الشواطئ و نشتري الامراض بحر مالنا نعم نشتري اللحمة المكشوفة والخضار المفروش علي الارض رغم علم اي طالب ابتدائي بان ذلك مصدر للامراض. نحن نغني للخمج ونسمي قرانا و فرقانا بشلعوها الجعليين … شلعوها بدل ما يبنوها. نحن يقتل بعصنا بعضا و نرغم بناتنا علي الزواج في سن الطفولة نحن لا نهتم بحقوق الاخرين المهم هو ان ننجز مصالحنا الشخصية نرفع مكبر الصوت في الاسواق … عفوا بالباب طارق دون موعد مسبق …. ولعلي أواصل أن لم يطل الجلوس.
*****انا سوداني انا انا سوداني انا****
فيها*** كل الدف ***فيها كل السودان
شكرا لك اخ الياس.
الله يرد غيبتك……
سرد انسيابي جميل، ولكن حق لنا أن تساءل: هل هي طيبة حقيقة أم عقدة نقص تجاه من نعقد في قرارة أنفسنا أنهم أفضل منا؟ لماذا لم يجد لاجئو دارفور والجنوبيون والحبش هذا الحضن الدافئ الذي نتفاخر به؟
طيب لما نحن بهذا الرقي مع الأجانب، لماذا نكشر ونهرب من بعضنا البعض في بلاد الغربة، الواحدة/ الواحد تحاول تلقي عليه السلام، كما لو كنت تلقي عليه قنبلة تفر، يفر بجلده/ها أو يتجاهلك تماما بشكل جارح، بلا سودانيين راقين بلا لمة فارغة، نحن في تعاملنا مع بعضنا وخصوصا في الغربة من أسوا أشكال التعامل، تكشيرة لم أرى لها مثيلا، الجنسيات الأخرى عندما تنظر اليهم او ينظرون اليك يبتسمون ونحن نكشر تكشيرة مليئة باللؤم والسخف …. قال السوداني قال … عموما شكرا على المقال الجميل وحسن الظن ….
دائما نشعر بالسعادة عندما يمدحنا الخواجة ونسعد اكثر عندما يعتنق خواجة الاسلام ولكن لا نعير اي اهتمام بالبسطاء من دول الجوار وابناء الوطن السابقين حتي لو صاروا أئمة مساجد ولا نسالهم عن معاناتهم في السودان
الخواجات قلة في بلادنا وربما يعد من اقل الدول الذي ياتي اليها الزوار خاصة من اوربا ولا يثبت او ينفي (ان السودانيون كذا وكذا الي اخر المدح)عندما ناخذ راي شخص او شخصين.
اما الدبلوماسيون فهم يقولون نفس الكلام اينما حلوا في اليمن وفي تنزانيا وفي الارجنتين وفي كوريا
اتمني ان تقروا الاسطر التالية وتمعنوا فيه
انا اتمني ان نحترم اهلنا اولا ثم لا خير فيمن لا خير في اهله
تبيع وزارة الصحة العلاج الكيماوي للسرطانات للأجانب (الجنوبيين والاريتريين وغيرهم) رغم ان هذه الادوية تأتي مجانا من منظمة الصحة العالمية ولا تدفع وزارة الصحة مليما واحدة
عبد الرحيم حسين يتحدث ويقول ان أكبر مشكلة تواجه الخرطوم تواجد 4 ملايين أجنبي وهذا عين الكذب واشك ان الاجانب يتجاوز عددهم نصف المليون باعتبار ان سكان العاصمة كلها 4 ملايين حسب احصائية الدولة نفسها
نزرف الدموع ونملا المساجد ضجيجا بالخطب النارية في موت 3 الي 5 اشخاص في غزة ولكن لم نسمع من تحدث في المساجد او في الاعلام المحلي عن الموت المجاني في دارفور واتحدي من شاهد مقاطع فيديو عن الاف الناس الذين تم قتلهم في دارفور من اي جهة كان (الحكومة او الحركات) وهذا دليل علي استخفافنا حتي بأرواح بني جلدتنا
إذا كنا نحن بهذا الرقى والجمال والسماحة و هذا النمط السلوكى المتميز المقبول لدى الغريب الأجنبى؛ فلماذا نفشل فى إدارة تنوعنا ؟! ولماذا نعجز فى أن نتفق على حلٍ وسط إن نشب بيننا إختلاف صغر كان أم كبر؟! و مابالنا ما أن يصبح الواحد منا قائداً أوزعيماً إلا وتتقمصة شخصية أخرى غريبة أو يركبه عفريت يجعل أقرب الأقربين إليه لايعرفه! مالنا ؟! ما الذى أصابنا ؟!
والله كلام في محله ياربي نحنا مالنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
شوف قالت التعريب الذي جثم على رقبة البلد!
طيب ما دي هي اللغة القومية؟
هل ترضي في آيسلندا تتعلمي بالفرنسي؟
خواجات وهم
يدعون في الدول الإسلامية إلى استعادة اللغات الأجنبية
اما الدول الأفريقية فهم أنفسهم من جعلها تتكلم الفرنسية وغيرها؟!!!!
مثل هذا الحديث يطربنا ويمنحنا زهواً وفخراً ولكن يجب أن نتكل على هذه الإشادات ونرفع انفسنا بالقول فقط وان يكون هو موضوعنا عند كل مجلس من الأجانب لأن الإنسان أى كان يكره أن يمتدح غيره نفسه ويفخر به ويباهى به ، يباهى بنا الناس ويحدث عنا الناس شئ جميل ولكن لا تتحدثوا عن أنفسكم فتكنسوا كل ما حصده شعبنا من كريم الخصال ونبل وكرم النفس . وياريت ما تخلينا أن نحاول التظارف والتجمل بهذه الصفات وإظهارها فى كل موقف وفى كل حدث يعنى بالدارجى كدا خلوها بالنية وعفوية لان الشئ التلقائية هى المثبت الذى يثبتكم فى قلوب الأخرين . وعلى الذين يرون أن سماحتنا واخلاقنا العالية وبساطة تعاملنا وعفويتنا هى نوع من السذاجة والغباء فأقول لهم كذبتم ليس سذاجة او عوارة لانك لو حاولت تتكلف وتغير طباعك بالقوة بحجة أنك مفتح وما فى زول يقدر إستغلك حا تقع فى مشاكل اكبر من كونك تتعامل على طبيعتك والدايرك كدا دايرك والمادايرك فى ستين ، وبعدين مافى زول بخسر إذا تعامل بعفوية وطيبة مادام بعقل وبرزانة .
اهو انحنا كده دايما خيرنا لي غيرنا
مقال شيق جدا عن سر إنجذاب (الأجنبى) إلى الشخصية السودانية.. وليس (السوداني) الى الشخصية السودانية كما اشار بعض الاخوة المعلقين الاكارم في تعليقاتهم..
والله يا اخ الياس لقد سافرت كثيرا.. وذلك الانجذاب سحيح وحقيقي.. ولكن حسب اعتقادي عندما كان السوداني..ذلك السوداني!!! تحياتي
مقال رائع و مهم و يسلط الأضواء على جانب مهم في أخلاقنا و موروثاتنا التي أسسها الرواد الأوائل.
مهما واجهت من إعتراضات ، نرجو أن تواصل هذا النهج من المواضيع ، لأن الأجيال الجديدة مهما إبتعدت ، فهي في الأصل تحمل جيناتنا ، لكن المؤسف إنها عاشت في ظل هذه الظروف المعروفة للجميع ، لكن لن يتغير حالنا إلا بالتمسك بأخلاقنا و موروثاتنا ، و نُحييِّها في أنفسنا و مجتمعاتنا ، حتى نرجح كفتنا مع الله ليصلح حالنا إن شاء الله.