أسوأ موجة جفاف منذ تسعة قرون تعصف بشرق المتوسط

ناسا ترصد تحولات عميقة في تراجع موارد المياه العذبة في المنطقة منذ بداية الالفية، في دراسة تؤكد تأثير انشطة البشر على التغير المناخي.
ميدل ايست أونلاين
ظاهرة النينو تفاقم الازمة
واشنطن – توصلت دراسة جديدة لوكالة الفضاء الاميركية ناسا الى ان شرق البحر الأبيض المتوسط يشهد أسوأ موجة جفاف منذ 900 عام.
ووفقا للعلماء فإن بلدان شرق المتوسط شهدت منذ عام 1998 تحولات عميقة في تراجع موارد المياه العذبة، ما ساهم في تفاقم ظاهرة الجفاف.
وللتوصل للهذه النتيجة، حلل الباحثون عينات سماكة حلقات الأشجار في دول منطقة الشرق الأوسط في لبنان والأردن وسوريا والضفة الغربية وغزة، وكذلك في تركيا وقبرص، وتمت مقارنتها بسجلات لأشجار في دول البحر المتوسط، في كل من إسبانيا وفرنسا وإيطاليا.
ووجدت النتائج أن حلقات الأشجار في دول المتوسط هي الأكثر سماكة، وتشير إلى الأشجار مشبعة بمياه الأمطار، في حين أن حلقات الأشجار في دول الشرق الأوسط هي الأقل سماكة وتظهر قلة تساقط الأمطار.
ويمكن ذلك العلماء من إعادة بناء أنماط من الجفاف جغرافيا وعبر الزمن خلال الألف سنة الماضية.
وتبين أن الجفاف الذي رصِد في المنطقة قد بدأ منذ عام 1100 وأن أكثر فترات الجفاف سوءاً كانت تلك التي امتدت ما بين عام 1998 وعام 2012.
وقالت الدراسة إن ظروف الطقس الشديدة الجفاف في شرق المتوسط تباينت ضمن نطاق واسع خلال القرون التسعة الماضية.
وتدعم النتائج الاعتقاد بان التغير المناخي الناجم عن تصرفات الإنسان لعب دورا كبيرا في التسبب بالجفاف.
وفاقمت ظاهرة النينو الحادة من ظاهرة شح الامطار في العالم بشكل عام وفي جنوب القارة الأفريقية خصوصا.
وتعرف ظاهرة النينو بأنّها ظاهرة عالميّة طبيعيّة، تختصّ بالمناخ، فتغيّر في درجة حرارة محيط من المحيطات، تؤثّر في منطقة مختلفة وبعيدة كل البعد عنه، وهذه الظاهرة قد تحدث كلّ ثلاث سنوات، وهي من أكثر الظواهر الطبيعيّة المؤثّرة في الأرض خلال الأعوام الأخيرة، وربما تكون الأضخم.
ولظاهرة النينو الكثير من المخاطر على الاقتصاد العالمي، فقد ضربت اقتصاد الكثير من البلدان الفقيرة، وأخرّت من تطوّرها ونموّها، وأدّت إلى وفاة الكثير من الناس حول العالم، وتشريد البعض الآخر، إلاّ أنَّها تسهم في جلب الأمطار إلى بعض المناطق الجافّة في العالم، وأيضاً لجلب الدفء إلى الأماكن الباردة، وربمّا تعدّل من المناخ، وتسهم في انخفاض الحرارة.
والمناطق الاكثر تضررا هي شمال الصومال وضمنها جمهورية ارض الصومال المعلنة من طرف واحد والمطلة على خليج عدن، ومنطقة بونتلاند التي تتمتع بحكم شبه ذاتي.
ومن المتوقع أن تستمر الأحوال المناخية الجافة والحارة حتى بداية فصل الخريف بالنصف الجنوبي من العالم في أبريل/نيسان ومايو/أيار.