أخبار السودان

الحوامة حول الوغى

بسم لله الرحمن الرحيم

د. سعاد إبراهيم عيسى

هل نحن حقا من الذين منحهم الله الجدل ومنعهم العمل؟ إذ لا زلنا عند كل منعطف جديد نثبت أحقيتنا بذلك الوصف, وإلا فكيف لغالبية ألأسافير وهى لا زالت تعج وتضج بالجدل حول كم عدد الذين شاركوا في تشييع جنازة الشيخ حسن الترابي, وان كانوا بعض آلاف أو عشرات منها أو أكثر من ذلك, وإذ لا زال الاختلاف محتدما حول ان كان مطلوبا ذكر محاسن موتانا أو سرد مساوئها وغيره, بينما المشكل الأساسي الذى بسببه انهمر كل ذلك الجدل, والذي يعكسه ما أل إليه حال الوطن ومواطنيه, في ظل الحكم الذى أسس له المرحوم, يظل قائما ومتفاقما؟.

فان لم يخرج لتشييع الشيخ ولو بضع أفراد أو عشرات منهم, فماذا يعنى ذلك قياسا بعشرات أو مئات الآلاف من المواطنين الذين قتلوا ولا زالوا يقتلون في ميادين الحروب المشتعلة بأطراف البلاد, أو غيرهم ممن قتلوا في ميادين العنف السياسي, ولم ينعم أبا منهم بمجرد حقه في التشييع والدفن في مقابر يمكن لأهلهم وذويهم من زيارتها للترحم عليه. فالطعن في ظل الفيل لا زال مستمرا, بينما لا زال الفيل سائرا في سياسة الإفساد في الأرض, وإهلاك الحرث والنسل, فمتى ينتبه المتجادلون لما يجرى من تخطيط لاستمرار ما نحن عليه وان لم يكن أسوأ؟

ففي حديث للدكتور مصطفى عثمان إسماعيل, بجريدة آخر لحظة,.أشار إلى ان الشيخ حسن الترابي قد أوضح (بان مشاكل السودان لا يمكن حلها بالعنف ولكن بالحوار, وانه قد طرح نهاية التسعينات مشروع التوالي السياسي, لاعتقاده بان الغرب قد خلف لنا نظاما ديمقراطيا قائما على الصراع السياسي , وتلك الديمقراطية لن تقود إلى استقرار البلاد النامية, ولذلك لابد من ديمقراطية قائمة على التساند السياسي والتوالي) ويضيف مصطفى عثمان بان الناس في ذلك الوقت لم يفهوا ذلك الطرح ولم يأخذوا به, والآن يطرح موضوع النظام الخالف, كترتيب منه لتوحيد أهل القبلة, كمقدمة لتوحيد كل القوى السياسية السودانية الوطنية.

وقبل الانتقال إلى بقية الحديث لابد من الوقوف عند ما ورد من حديث حول الديمقراطية القائمة على الصراع السياسي وتلك القائمة على التساند والتوالي السياسي. أولا فان القول بان الناس لم تكن لتدرك الطرح الخاص بفكرة التوالي السياسي جبنها, فهو غير صحيح, بدليل ان الفكرة قد تم الشروع في تنفيذها فعلا. عبر طريفة استنساخ أحزاب جديدة تحمل ذات أسماء الأحزاب القديمة والعريقة, التي تم التضييق عليها من جانب النظام, حتى تم تشريدها خارج البلاد, كحزب الأمة القومي مثلا, حيث تم تصنيع ما يرث اسمه ورسمه, ويم تحديد من يرأسه مع تمليكه بعضا من مغتنيات الحزب الأصل, ولكنهم عجزوا تماما عن تمليكه أي قدر من جماهيره, فولد الفرع ميتا. ولم تصمد الفكرة طويلا, إذ ما ان عادت طلائع الأحزاب العريقة من الخارج, حتى تلاشت المستنسخة منها واختفت عن الوجود.تماما.

فالديمقراطية التي تركها الاستعمار هي الديمقراطية الحقة والمعروفة والمعتمدة عالميا, وهى القائمة على فكرة التداول السلمي للسلطة عبر الانتخابات الحرة والنزيهة التي لا مجال لأي عنف سياسي في إطارها, في حين ان فكرة التوالي السياسي التي تستند على الانتخاب بالإجماع السكوتى, الطريقة التي يحرم المواطن من حقه في إبداء رأيه فيمن يفضل على من, بموجب إتباعه سياسة القطيع, التي يفرض على كل المشاركين في تلك الانتخابات, القبول والانصياع لما تفرضه عليهم السلطة من خيارات, وان يفعلوا ذلك سكوتا بلا أى اعتراض.
ورغم فشل فكرة التوالي السياسي في حد ذاتها لعدم تجاوب المواطنين معها, إلا ان حكومة الإنقاذ قد استثمرت في فكرة ديمقراطية التساند السياسي التي جسدتها في تشكيل حكومات الوفاق الوطني أو تلك ذات القاعدة العريضة, الفكرة التي تبقى على السلطة بيد المؤتمر الوطني, مع افساح بعض المجالات التي يحددها هو للتكرم بها على من ترغب من الأحزاب المعارضة الأخرى, للمشاركة عبرها في السلطة. وهي الطريقة التي مكنت لحكومة الإنقاذ من ان تستمر في الانفراد بالسلطة والثروة طيلة هذا الوقت.
وفى مواصلة حديثه حول تأثير وفاة الشيخ حسن على الحوار الوطني, يشير دكتور مصطفى إلى ان وثيقة الحوار الوطني قد قام بوضعها الشيخ حسن, إضافة لوضعه الخطوات التي ستنتهي بها. ولعل في هذا التصريح ما يستدعى المطالبة بالإجابة على بعض الأسئلة, أولا, من المعلوم والمفهوم لدى الجميع حتى الآن, ان فكرة الحوار الوطني هي من عند السيد رئيس الجمهورية عبر ما اسماها الوثبة, التي ستتم عبرها إصلاح كل ما أفسده الحكم طيلة ربع القرن من الزمان الذى مضى.. كما وان خطاب الوثبة الذى استعصى فهمه على الجميع حينها, فقد تمت الإشارة إلى ان الذى اختطه هو احد قيادات الحزب الحاكم, اى د. الخطيب, ولم يعلن اى من عضوية المؤتمرين, الوطني أو الشعبي, بان كاتبه هو الشيخ حسن, كما وان حديث د. قطبي المهدي حديثا والذي أبان عبره بان السيد الرئيس هو الرأس المفكر الوحيد بالحزب الحاكم, يجعل من غير المعقول ان يستعصى عليه وضع خطة وثبته عبر خطاب يوضح أهدافها وغاياتها, فما الذى يجعله يلجأ للاستعانة بالشيخ حسن لكتابته؟.

أما القول بان الشيخ حسن بجانب وضعه لخطاب الحوار الوطني, قد قام بوضع الخطوات التي ينتهى بها, الأمر الذى يعنى بأنه قد حدد الغايات التي يجب ان تصل إليها ذلك الحوار, أو بمعنى آخر, تحديده لما يجب ان تكون عليه مخرجاته وقبل مناقشة بنودها. ولعل في المحاولات العتيدة من ممثلي الحزب الحاكم وتوابعهم, داخل لجان الحوار, لتوجيه خطواته نحو النهايات التي ترغب السلطة الحاكمة في الوصول إليها, ما يؤكد ذلك القول, خاصة الاجتهاد في الابتعاد عن الوصول بمخرجات الحوار عن المطالبة بالديمقراطية الغربية, التي قوامها التداول السلمي للسلطة الذي سلف ذكره.

فالتداول السلمي للسلطة يتعارض تماما مع فكرة التساند السياسي في السلطة, حيث يمهد الأول لكي تتنقل السلطة بين الأحزاب المختلفة عبر الانتخابات طبعا, ووفق كسبها السياسي, بينما يعمل الثاني على تكريس السلطة بيد الحزب الحاكم وعلى الدوام, بل ويجعل له الحق في ان يسمح لمن يريد من الأحزاب الأخرى بالمشاركة فيها أو يمنعه. ويبدو ان غاية الحزب الحاكم في هذا الجانب قد تحققت تماما, عندما افلح ممثلوه داخل لجان الحوار من إجهاض فكرة الحكومة الانتقالية لصالح الحكومة القومية, التي هي إحدى حكومات التساند السياسي التي تبقى على السلطة والثروة بيد حزبهم دون منازع.

أما النظام الخالف الذى خلفه المرحوم, أولا لتوحيد أهل القبلة الذين هم, وكان الآخرين الذين سينعمون بالضم إليهم لاحقا, أهل غيرها, ففيه تكمن أم المشاكل. فهو دعوة لتوحيد المؤتمرين الوطني والشعبي ليعودوا إلى وضعهم القديم, فإذا تمت قراءة ذلك وفق ما رشح من اعترافات من الجانبين بان الشيخ حسن قد ظل على تواصل مع السيد الرئيس, وعلى اتفاق معه على ما سيكون عليه الحال بموجب ما يخرج به الحوار الوطني الذى وضع هو خطابه وحدد مخرجاته, إضافة إلى ما آل إليه هامش الحرية من تضييق أوشك ان يطبق على أنفاسه ان لم يكن قد فعل., ففي كل ذلك أقوى مؤشر لان المواطنين موعودين بالعودة بهم إلى حكم الإنقاذ في صورتها الأولى بكل مساوئها, بؤسها وعنفها, ظلمها وظلامها.

فان ما ظهر من مخرجات الحوار الوطني حتى الآن, لم تكشف عن اى قدر من التوصيات مما يطمئن بأنها سيقود إلى ما تصبو إليه غالبية الشعب السوداني وعلى رأسها الحرية والديمقراطية المعرفة بالغربية, التي حصيلتها وثمرتها الوصول إلى الحكم الراشد, ولكنها لا زالت تدور حول ما ترغب وتأمل في تحقيقه السلطة الحاكمة التي أحكمت التخطيط لتحقيه مسبقا, الأمر الذى جعلها تستمر في السير على ذات دروبها القديمة التي أورثت البلاد والعباد كل الذى يكابدون من مشاكل وماسي قبل بأن الحوار الوطني هو الذى سينقذهم من كل ذلك, ونخشى من ان يكون إضافة لكل ذلك..
فالفساد الذى أصبح معلما من معالم هذا النظام, بسبب إنكاره أولا, ثم رعايته وحمايته وحتى يشب عن الطوق وتتعمق جذوره ومن ثم يستعصى على الاقتلاع ثانيا, لا زالت محاولات علاجه يدور حول ذات الوصفات القديمة عديمة الجدوى والأثر وعلى رأسها تكوين اللجان التي لم تنجح اى منها في الوصول إلى نتيجة تؤكد مجرد ملامستها لموقع الألم.

وكمثال واحد لمختلف أوجه الفساد التاريخي بهذا النظام,, وكدليل على أنهم في غاية الاطمئنان لمستقبل حكمهم بذات نهجه وطرقه القديمة, دونكم أسطورة المدينة الرياضية بولاية الخرطوم, حيث تقول آخر الأنباء, بان رئيس شعبة الإعلام بلجنة الرياضة بالبرلمان, قد أعلن عن عزمهم إجراء تحقيق في الإخفاقات التي صاحبت إنشاء هذه المدينة الرياضية, والتلاعب الذى تم في أراضيها. وقد حدد أعضاء اللجنة التي ستناقش ملف تلك المدينة وعلى رأسهم السيد مساعد رئيس الجمهورية ورئيس اللجنة العليا للمدينة الرياضية, ووزير الشباب والرياضة وغيرهم, والذين سيناقشون تراكمات الأخطاء التي أدت إلى تعطيل قيامها,

فإذا علم بان هذه المدينة الرياضية قد تم وضع حجر الأساس لها على يد الرئيس الأسبق جعفر نميرى, وكما صرح رئيس شعبة الإعلام بالبرلمان, فذلك يعنى ان عمر هذه المدينة قد تعدى الثلاثين عاما, لم تجد طيلة تلك الفترة من يتمكن من سبر غور مشكلتها لحلها حتى الآن. وبصرف النظر عن فترة حكومة العهد الديمقراطي على قلتها, والتي قطعا قد قضتها في عمليات كنس آثار مايو ومن بينها طبعا, اقتلاع اى حجر أساس وضعه الرئيس نميرى بما فيها ما وضعه بموقع المدينة الرياضية, فما هو عذر حكومة الإنقاذ التي تسلمت مساحة الأرض الخاصة بتلك المدينة كاملة ولو بلا حجر أساس, فأقبلت على كنسها طولا وعرضا.بالبيع حتى أوصلتها لما آلت إليه الآن؟ وقد استمر ملف هذه المدينة بين فتحه وقفله بين الحين والآخر وبلا جدوى حتى أوشك ان تلحق بملف خط هيثرو الذى أوشكت واوات استفسار أستاذ جبره ان تطرق أبواب مطار هيثرو بلندن.

أخيرا, على الجميع ان ينتبهوا إلى ان المستقبل قد يصبح أسوا من الحاضر, ان ترك الحبل على قارب الحزب الحاكم ويسانده في ذلك شقيقه القادم, بينما يكتفي الآخرون بالبكاء على الماضي الذى قد يتكرر بحذافيره ان لم يتم تداركه ومنذ الآن, فهل تسمع المعارضة التي لا زالت تعرض خارج الدفة؟

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الغالية ماما سعاد
    تحية واحتراماً اني احبك في الله
    حباً صادقاً كحبك للوطن ونواياك الطيبة ونصائحك القيمة وامنياتك اللوحوحة بأن نري سودان يحلق فوق علو الثريا
    نأمل يا ماما بتكوين حزب سياسي بقيادة الطبقة المستنيرةوعضوية الاغلبية الصامتة من أمثال شخصي الضعيف
    ونطلق عليه حزب البرلمان الوطني ليس من اهدافه الوصول لسدة الحكم بل لتكون اهم اهدافة معارضة القرارت الجائرة التي أودت بالوطن الي الحضيض ووان تكون رئاسة الحزب بالتدوال الديمقراطي عن طريق الإنتخاب وليكون برلمان شعبياً حقيقاً وبديلاً لبرلمان الجكومة الذي ظل راكعاً تحت اقدام الحكومة ويسبح بحمدهاويصبح كل القرارت الجائرة بالعشرة …. مع اننا لم نري اية حسنة لهذه الحكومة غير تدمير الموجود
    فقد سئمنا قراءة المقالات نريد عمل وقيادة تنتشل الوطن الوطن الآن يجرف التيار

  2. والساقية لسع مدورة . ما دوامة . هل يفسر لى احد التعارض ! انا مريض ملاريا من سنة 1989 ولم اجد الدواء . مات حمار الشيخ واليوم جابت ليها وهم او خبر انه مات مقتول فالملاريا جعلتنى اهضرب . انا عيان والشكية لغير الله مزلة .

  3. شكرا د. سعاد على تلخيص الموضوع بان القادم اسوا مما مضى بكثير بل وقد تكون النهاية الحتميه للدوله السودانيه وفقا لسياسة حكومة المؤتمر الوطني الحالية التى دابت على انتاج السيناريوهات المختلفه لتمديد بقائها على سدة الحكم ومن هذه السيناريوهات البائسه ما يسمى بحوار الوثبه الذي هو في حقيقته ومجمله حوار بين المؤتمرين التتوامين الشعبي والوطني لاعادة انتاج الانقاذ الاولى ووصل مانقطع حيث لم يعد بمقدور المؤتمر الوطني لوحده حمل عبء حكم السودان بعد ان تعرى وانكشفت الاعيبه امام اعين الشعب السوداني بشكل مفضوح حتى وصلت علاقته بالشعب مرحلة اللاعودة خصوصا بعد تزوير ارادة الشعب السوداني في الانتخابات الاخيرة وقبلها ملف قتلى سبتمبر الذين قتلوا بدم بارد جدا يضاف الى ذلك ثبوت ان المؤتمر الوطني اصبح يتكسب بالتاجره في قوت الشعب السوداني بزيادة اسعار السلع الضروريه مثل الغاز والسكر والدقيق في الوقت الذي يشهد فيه السوق العالمي انخفاضا في اسعارها جميعها بما يفوق ال 55 – 65% مع كل هذا فان الفساد تزداد معدلاته كل يوم ولا احد يستطيع محاسبه احد او محاكمته الا من بعض الملفات التي تطفو على السطح من حين لاخر ثم تعود لتخبو جراء النفوذ والحصانات ولا يجني الشعب منها سوى اللماضه والجلافه المعهوده .
    الشعب السوداني ادرك خطاه وندم عليه عندما خرج في مسيرته تلك يهتف ..العذاب ولا الاحزاب .. حتى جاءه العذاب يتجسد في حكم الاخوان المسلمين حيث ذاق الشعب صنوف العذاب في حريته وماكله ومشربه وتعليمه وعلاجه ..وحتى عندما اراد الشعب ان يطلق ..الاحزاب ولا العذاب .. كانت الاحزاب قد قام المؤتمر الوطني بتفريقها وتشتيتها بلا رحمهولا ضمير بل واستطاع المؤتمر الوطني توظيف نجلي اكبر حزبين في السابق في وظائف سكرتاريا بالقصر الجمهوري مما جعل صورتهما تهتز في اعين الشعب السوداني وفقد الثقه فيهما وكان لانزواء رئيسي الحزبين الكبيرين وفرارهما من ارض الحدث خوفا ورهبة قد قضى تماما على ماتبقى من امل فيهما وعاش الشعب السوداني توهانا وفراغا سياسيا وتكونت عنده القناعه ان انتفاضته القادمه ستكون ضد كل ما هو قديم وتم تجريبه وهي مرحلة التبلور التى يعيشها حاليا الشعب السوداني وبدات تتاصل وتنمو لتخرج مع صباح مشرق وجميل وليفرح الشعب بعد طول حزن وظلم

  4. وهل في معارضة اصلآ يا دكتورة اين الحزبان الكبيران اين محمد عثمان الميرغني والصادق المهدي وابنائهم وأين الحزب الشيوعي والبعث والأحزاب الأخرى والقوى الحديثة اين النقابات المحامين الأطباء والمعلمين والصيادلة والعمال والطلاب وهكذا اين الشعب السوداني يادكتورة سؤال بالله عليك اين الشعب السوداني ذاتو المغيب عمدا او اختيارا اين وأين وأين

  5. # (هل نحن حقا من الذين منحهم الله الجدل ومنعهم العمل؟)
    نحن السودانيين كثيرا ما ننسب فبيح أعمالناو سيئهاإلي خالقنا سبحانه تعالي عن ذلك علوا كبيرا، بلا أدب أو حياء؛ وهذا يكشق عجزنا، و سوء أدبنا، و الهروب من تبعه المسئولية عن أفعالنا، و كأنما الخليل بن أحمد عنانا بقوله:
    و عاجز الرأي مضياع لفرصته حتي إذا فات أمر عاتب القدرا
    فعدل الله تعالي يقتضي أن لا يلزمنا سبحانه أعمالنا السيئة ثم يحاسبنا عليها، و هو عز و جل يقول:
    ( وهديناه النجدين ) و يقول:(إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا).
    * و لم يفتك أيتها دكتورة الإخلاص و لكنك – للأسف – لن تسمعي الصم الدعاء: المتسلطين و المعارضين، أثابك الله و لطف بنا.

  6. حتى أوشك ان تلحق بملف خط هيثرو يادكتورة هو السودان كلو لحق خط هيثرو وبعدين الانقاذ رجعت سيرتها واضح من الهبل والتخلف بتاع ممتاز الزفت والحمار التاني بتاع الشعبي واللي كلو واحد قعد يقول للتاني تحلف قسم بالله دي عينة المغفلين والانقاذ الاولي فعلا نفس التخلف والبهيمية

  7. د سعاد ابراهيم عيسى
    لك التحية
    كما عهدناك دائما صريحة وبليغة وشجاعة وليت القوم يستمعون لما تقولين , لكن هؤلاء كانما على قلوبهم اقفالها وهو شأن المفسدين واصحاب المصالح . وان كان هذا شأنهم فعلينا نحن ان نبدأ فى استنهاض الوعى لدى شرائح الشعب من شباب ونساء ومن بقى من الكهول اصحاب الحجى . فلنطهر احزاب الوسط مثل الحزب الوطنى الاتحادى من الانتهازيين واصحاب المصالح وفك ارتباطه بالطائفية السياسية وليكن النشاط السياسى من خلال تقديم الخدمات الضرورية للمواطنين وتنظيمهم فى الاحياء والقرى والنجوع . مثل هذا النشاط يتقاصر عنه مصلحجية النظام لانهم اصبحوا مترهلين ولا يلجأون لقواعد الشعب الا فى موسم الانتخابات لافساد اصحاب النفوس الضعيفة والعزيمة الواهية .
    الامر الثانى هو تأسيس قناة فضائية تكون منتدى للمستنيرين واصحاب الراى الذين برز الكثير منهم فى الاسافير عندما ضاقت السلطة بالصحافة التقليدية التى تبرز هؤلاء ولمحاربة القنوات الفضائية التى يديرها المرتزقة والمأجورون وانا على ثقة ان تبرعات افراد الشعب المطحون ستسندها رغم الغلاء وضيق العيش . كما ان على المغتربين دور فى تأسيس هذه القناة الفضائية والتى يمكن ان يكون مقرها خارج العالم العربى المتقلب وغير المستقر .وقديما قال الشاعر :
    اذا كانت النفوس كبارا تعبت فى مرادها الاجسام
    الشعور باليأس والقنوط لا مكان له بين الوطنيين الاحرار ولا بد أن يتبنى هذا الامر الخلصين من ابناء شعبنا وهم كثر . فهذه السلطة وصلت الى تهاياتها وافلست ولم يعد لها ما تقدمه سوى كسب الوقت والتشبث بالمصالح والامتيازات , لكن ما يبقيها هم السياسيون الانتهازيون الذين اعطوها دماء جديدة مرارا وتكرارا ولا نعفى القبلية والجهوية من ذلك .
    اعتقد ان الشعب السودانى يريد الحرية والديقراطية والعدالة الاجتماعية ومحاسبة من أجرموا فى حق هذا الشعب وكلما ركنا لخيار ان السلطة يمكن ان توفر هذه الحرية كلما ابتعدنا من تجقيق الهدف لان فاقد الشئ لا يعطيه . دعونا من الوثبة والحوار الذى ثبت انه الية لرأب صدع ما يسمى بالحركة الاسلامية وعلينا الا نوقن بان هذه لافتة خالية من المضمون استخدمت لدغدغة مشاعر السودانيين وقد انكشفت الاستار عن هذه الكذبة البلقاء ….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..