حسن الترابي والرحلة من “البأس” إلى البؤس

محمد محمود
1
عندما نال السودان استقلاله في مطلع عام 1956 كان حسن عبد الله الترابي في الرابعة والعشرين من عمره ومن المستبعد أن يكون قد خطر بذهنه حينها أن دوره السياسي في التاريخ الحديث لبلده سيبزّ الدور السياسي لآباء الاستقلال. إلا أن الترابي عاش وتفرّغ للعمل السياسي ليصبح عند لحظة موته السياسي المعاصر الذي ترك أعمق البصمات على واقع السودان حتى الآن وليمسّ تأثيرُ رؤيته وسياساته ورؤيةُ حركته الإسلامية وسياساتها كلَّ مواطن سوداني اليوم سواء كان هذا المواطن يعيش في السودان أم في المهاجر والمنافي.
ظهر الترابي أول ما ظهر كواحد من شهب سماء ثورة أكتوبر الشعبية، أعظم حدث في تاريخ السودان المعاصر بعد حدث الاستقلال. ولقد قدّرت شريحة المتعلمين دوره في أكتوبر وكافأته عليه إذ نال أكبر عدد من الأصوات في دوائر الخريجين في انتخابات عام 1965 رغم تعاطف وانحياز غالبية الخريجين لليسار الذي نال مرشحوه نحو 70% من المقاعد (كان من الواضح أن التصويت للترابي لم يكن له علاقة البتة ببرنامجه الإسلامي إذ أتى المرشح الإسلامي الثاني الذي فاز، محمد يوسف محمد، في ذيل القائمة).
وفي الفترة ما بين ثورة أكتوبر وقيام انقلاب نميري في مايو 1969 نجح الترابي في ترسيخ قيادته للحركة الإسلامية، وهي قيادة تميّزت منذ البداية باستقلالها السياسي عن حركة الإخوان المسلمين الأم في مصر، رغم أن الحركة الإسلامية السودانية ظلّت إلى حد كبير، وحتى الآن، تقتات على الزاد الفكري للحركة المصرية وتعتمد عليه. واستطاعت الحركة تحت زعامة الترابي الحركية والبراغماتية أن تصبح المقابل الموضوعي للحزب الشيوعي السوداني، فإن كان الحزب الشيوعي، رغم محدودية عدد عضويته، قد نجح أن يصبح القوة الأساسية المهيمنة وسط قوى اليسار السوداني بل ووجه هذا اليسار (وهو وضع لا يزال مستمرا رغم الضربات والقهر الذي تعرّض له الحزب الشيوعي)، فإن الحركة الإسلامية التي قادها الترابي، رغم قلّة عددها، ما لبثت أن أصبحت القوة الأساسية المهيمنة وسط القوى الإسلامية بل ووجه الحركة الإسلامية السودانية.
وبعد عام من انفجار ثورة أكتوبر نجحت حركة الترابي في تصدّر وقيادة حملة حلّ الحزب الشيوعي بدعوى أنه حزب يروّج للإلحاد وهي حملة انتهت بسرعة بحلّ الحزب الشيوعي وطرد نوابه من الجمعية التأسيسية في نوفمبر 1965. كان حلّ الحزب الشيوعي لحظة فاصلة في تاريخ السودان المعاصر إذ أنه كان بمثابة اللحظة التي حُقنت فيها السياسة السودانية بالسُّمّ الذي ظل يسري في أوصالها حتى اليوم ونعني به سُمّ الدين عندما يصبح جزءا من السياسة. صحيح أن المؤسسة الطائفية المتمثلة في السيدين الكبيرين عبد الرحمن المهدي وعلي الميرغني ظلت موجودة وفاعلة منذ فترة الحكم الاستعماري ولعبت دورا هاما أثناء فترة الكفاح من أجل الاستقلال، إلا أن الحركتين السياسيتين اللتين ارتبطتا بالسيدين (حزب الأمة والحركة الاتحادية) كانتا عمليا حركتين علمانيتين لم تستند برامجهما على الدعوة لدستور إسلامي أو تطبيق للشريعة (رغم المرجعية والسلطة الدينية للسيدين، خاصة في حالة السيد عبد الرحمن المهدي الذي قاد والده المهدي ثورة وطنية إسلامية فرضت أحكام الشريعة فرضا على السودانيين). وهكذا لم تنجح الحركة الإسلامية في تحقيق هدفها المباشر بحلّ الحزب الشيوعي فحسب وإنما نجحت أيضا في فرض خطاب وضع الإسلام في قلب السياسة السودانية وجرّت الحزبين الكبيرين من أنفهما لمواقعها، وهو تحوّل رسّخه صعود زعامة الصادق المهدي، ذي التوجهات الإسلامية القوية القريبة من فكر الإخوان المسلمين. ومن حينها أضحى هناك تحالف استراتيجي بين الحركة الإسلامية وحزب الأمة، وهو تحالف امتدّ خطابه ليشمل الاتحاديين ويكتسب بذلك سمة ما يطلق عليه الخطاب الإسلامي “وحدة أهل القبلة”.
كان من الطبيعي أن يدافع الترابي عن حلّ الحزب الشيوعي ليس فقط بمنطق الإسلام وإنما أيضا بمنطق علماني يتحدث عن “دستورية” الحلّ. وكان دفاعه نموذجا محزنا للأكاديمي والقانوني عندما يسقط ويدافع عن القهر الفكري وحجر حرية التعبير على الآخرين، وهو سقوط وضع المفكر والسياسي الإسلامي محمود محمد طه إصبعه عليه عندما كتب: “ويمكن … أن يقال إن الدستور هو “حق حرية الرأي” وأن كل مواد الدستور الأخرى، بل وكل مواد القانون، موجودة في هذه العبارة الموجزة كما توجد الشجرة في البذرة … [إن] الدستور … موجود بالجرثومة في الحقّ الأساسي ? حق حرية الرأي ? وما الجمعية التأسيسية إلا الظرف المناسب الذي يجعل شجرة الدستور، بفروعها، وعروقها، وساقها تنطلق من تلك البذرة الصغيرة.” (زعيم جبهة الميثاق الإسلامي في ميزان الثقافة الغربية والإسلام، أم درمان: 1968، ص 13-14) لم يكن الترابي مشغولا بهذه القضية الكبرى وهي لم تشغله باقي حياته، بل ولم تشغل الحركة الإسلامية التي أصبحت منذ تلك اللحظة أكبر خطر على الديمقراطية السودانية وعلى الحريات على كل المستويات.
2
وعندما قام العقيد جعفر نميري ورفاقه من “الضباط الأحرار” بانقلابهم في مايو 1969 كانت كل الدلائل تشير إلى ما يشبه استئصال المشروع الإسلامي، فهذا انقلاب علماني يساري معادٍ لكل ما يمثله البرنامج الإسلامي وعلى استعداد لدخول مواجهة مسلحة مع قوى اليمين حتى ولو استدعى الأمر حصد حياة الآلاف كما حدث في الجزيرة أبا في مارس 1970. إلا أن السُّمّ الذي أطلقته الحركة الإسلامية أثبت مضاءه وأثره الباقي والبعيد وانتهى الأمر بنظام مايو بتبني الطرح الإسلامي ليصبح أول نظام بعد الاستقلال يفرض تطبيق عقوبات الحدود ويدشّن بتطبيقها أسوأ فترة لعنف الشريعة القضائي في التاريخ المعاصر للسودان.
استفاد الترابي من فترة اعتقاله في ظل نظام نميري وكانت فترة ذاخرة بالإطلاع والتثقيف الإسلامي إذ أن تكوينه الثقافي قبلها لم يكن يختلف عن تكوين معاصريه الذين نشأوا في ظل النظام التعليمي للاستعمار. صحيح أن عمل والده كقاض شرعي وخلفية أسرته الدينية ربما تكون قد أعطته ميزة إضافية، إلا أن تعليمه النظامي كان تعليما علمانيا وتخصصه الأكاديمي في دراسته الجامعية وفوق الجامعية كان تخصصا علمانيا. وهو بهذا التكوين التعليمي والتخصصي لم يكن يختلف عن الكثير من زعماء حركة الإخوان المسلمين. إلا أنه لابد أن يكون قد أدرك أن عنصر الثقافة الدينية والخوض في أمور الدين بدراية العالم شرط أساسي لمصداقيته السياسية كقائد لحركة إسلامية. هذه هي الفترة التي عكف فيها الترابي على إعادة صياغة نفسه وصورته ليصبح “مفكر” الحركة أيضا الذي يرسم حاضرها ومستقبلها.
عندما خرج الترابي من المعتقل عقب توقيع اتفاقية ما عرف بالمصالحة الوطنية كانت الرؤية واضحة في ذهنه بشأن ما يجب أن تفعله حركته للوصول للسلطة: التمكين المالي واختراق الجيش بالإضافة لتأهيل كوادر الحركة الإسلامية والتغلغل في أجهزة النظام والانتشار وسط قطاع الطلاب والشباب والقطاعات الجماهيرية. وتلقت الحركة الإسلامية دفعة من حيث لا تحتسب عندما انتصرت الثورة الإيرانية في مطلع عام 1979، وبدلا من أن يحلّ وضع ديمقراطي محل الشاه جاء الخميني وتحولت الثورة إلى ثورة “إسلامية”. ورغم الطبيعة الشيعية للنظام إلا أن قيامه رفع معنويات الإسلاميين في كل أرجاء العالم الإسلامي وزاد من ثقتهم.
وتعزّزت ثقة الحركة الإسلامية عندما فرض نميري قوانين الحدود والقِصاص في سبتمبر 1983 والتي لم يجد السودانيون على يديها “سوى السيف والسوط”، كما عبّر بيان الحركة الجمهورية في ديسمبر 1984. تحمّس الترابي ? الذي بايع النميري كإمام ? لقوانين سبتمبر وساندها ودعمها هو وحركته بكل إمكانياتهم. وفي قمة حمّى تطبيق “شرع الله” فقد العشرات من فقراء المواطنين أيديهم أو أيديهم وأرجلهم تطبيقا لحدّ السرقة وتعرض عدد كبير من المواطنين لإهانة الجلد العلني تطبيقا لحد السُّكر أو مخالفات أخرى. وفوق كل ذلك، كانت الشريعة وسيلة فعّالة لتصفية خصم كانت الحركة الإسلامية وراءه لعقود وهو الشيخ المجدِّد محمود محمد طه. اُتهم طه بالردة ? التي لم تكن مادة من مواد قوانين سبتمبر ? وأُعدم في حفل إعدام علني، وهو إعدام حشدت له الحركة الإسلامية عضويتها الذين خرجوا وهم يهللون ويكبّرون. وكان تطبيق عقوبات الشريعة بقسوتها ولاإنسانيتها وإهانتها للكرامة بداية العدّ التنازلي لنظام نميري.
وفي هذا الظرف العصيب وجو الإدانة العالمية استبشاعا لعقوبات الشريعة ولإعدام طه انقلب النميري فجأة، وهو يستعد للذهاب لأمريكا لمقابلة رونالد ريقان، على الحركة الإسلامية ووجد الترابي وأتباعُه أنفسَهم في السجن بين عشية وضحاها. وربما كانت هذه الخطوة تسكينا للرأى العام الداخلي والعالمي عقب فشل تجربة الشريعة، وربما كانت تدبيرا استباقيا لانقلاب كان يعدّه الإسلاميون الذين ربما أحسّوا أن الظرف قد نَضِج وأن اللحظة قد أزِفَت وآن اقتطاف ثمرة السلطة. وكان هذ هو الظرف التي انفجرت فيه انتفاضة مارس/أبريل 1985، وقد كان توقيتها من حسن طالع الحركة الإسلامية التي ربما كانت على وشك أن تتعرض لضربة شبيهة بالضربة التي تعرّض لها الشيوعيون عقب انقلاب 19 يوليو 1971 الفاشل.
3
تميّزت فترة الديمقراطية الثالثة من أبريل 1985 إلى يونيو 1989 بشلل شبه تام وعدم قدرة على حسم أهم وأخطر مسألة وهي إيقاف الحرب الأهلية والوصول لاتفاق سلام، وكان ذلك بسبب دور الحركة الإسلامية التحريضي والرافض للسلام وتردّد الصادق المهدي المتحالف معها والواقع دوما تحت تأثيرها. ولقد استطاعت الحركة الإسلامية أن تلعب هذا الدور بفعالية لأنها أضحت ذات قوة مالية وتنظيمية وإعلامية غير مسبوقة وتعاظمت قدرتها على ابتزاز الحزبين الكبيرين. وعندما انقلب الترابي وحركته على الديمقراطية في ليلة الثلاثين من يونيو 1989 كانت الحركة قد أعدّت عدّتها كاملة لإدخال السودان في أسوأ كابوس في تاريخه المعاصر — كابوس العيش في ظل نظام يجمع أسوأ استبدادين: استبداد الحكم العسكري واستبداد الدولة الدينية.
هذا الكابوس لم ينته بموت الترابي بالطبع وسيتواصل طالما ظلت الحركة الإسلامية في السلطة.
ولكن ماذا عن تقييم الترابي نفسه وتقييم ميراثه؟
أن هذا التقييم في غاية الأهمية للسودانيين (وفي تقديرنا للمسلمين في العالمين العربي والإسلامي) لأنه يتعلق بتقييم الحركة الإسلامية ودورها في حياتهم، بل ويتعلق في نهاية المطاف بالإسلام نفسه ودوره في حياتهم.
4
من الطبيعي أن يفخر الإسلاميون بالترابي لأنه كان صاحب التفكير الاستراتيجي والعزيمة السياسية الحديدية والكفاءة العالية التي نقلتهم من دائرة تنظيم محدود العدد والتأثير إلى حركة سياسية مؤثرة استطاعت انتزاع السلطة والاحتفاظ بها لما يزيد عن ربع قرن.
وقياسا على ما حققه الترابي ربما اُعتبر في نظر الكثيرين “ناجحا” بميزان السياسة. كان الترابي كسياسي “ميكافيليا” لا تهمّه إلا غاياته وعلى استعداد لاستخدام كل الوسائل لتحقيقها. وككل سياسي “ميكافيلي” لم يكن الترابي صادقا. وفي واقع الأمر فإن عدم صدقه يجب ألا يثير الاستغراب في حالته (أو حالة أي سياسي إسلامي) لأنه كان يعلم بلا شك من قراءته للسيرة أن محمدا أباح لأصحابه الكذب على أعدائه. ولقد نجح الترابي أن يصوغ حركته وقيادتها على صورته فأصبحت حركة “ميكافيلية” بامتياز. ولكننا لا نعتبر الترابي سياسيا ناجحا حتى بمقاييس “ميكافيليته”. فميكافيليته جعلته ينقلب على الشرعية الديمقراطية الدستورية ويستعين بالجيش ليصل للسلطة ويفرض شرعية جديدة هي شرعية البندقية والعنف، ثم يتوقع بعد ذلك (كما توقّع عبد الله خليل قبله) أن رأس النظام العسكري سيسلّمه السلطة لقمة سائغة. والترابي في هذا لم يكن “ذكيا” أو “حكيما” وإنما كان “نرجسيا” اعتقد أن ما ينطبق على الآخرين لا ينطبق عليه. والترابي لم يتعلّم من دروس التاريخ وعِبره عندما عجز أن يرى ما سيفعله به أقرب تلاميذه الذين صاغهم وعجنهم بيديه إذ هجروه عندما واجهوا الخيار بين “القوي” و”الأقوى” فانحازوا للأقوى وأثبتوا بذلك نجاحهم الفائق في تطبيق ما لقّنهم إياه شيخهم ودرّبهم عليه. وإن شئت أن تلمس “نرجسية” الترابي وعدم “ذكائه” وعدم “حكمته” فإنك تلمسها في تصريحه في مايو 2011 بعد إطلاق سراحه عقب اعتقال دام مائة يوم عندما احتجّ قائلا إنه اُعتقل من دون أن توجّه له أي تهمة — يقول رجل القانون والسياسي الذي انقلب على الضمانات الدستورية وداس على حكم القانون هذا الكلام وكأنه يعيش خارج الكابوس الذي صنعه!
ولأن الترابي صاغ الحركة الإسلامية على صورته كما أشرنا أعلاه فإنها أصبحت حركة ذات أفق قانوني محدود وبذا أصبحت إلى حد بعيد حركة “ذات قضية واحدة” هي قضية الشريعة وتطبيقها. وافتقدت الحركة أي “ضمير اجتماعي” وأي تعاطف مع الفقراء والمسحوقين والمهمشين وأصبح صوتها، وهي تواجه اليسار خاصة، صوت الدفاع عن الرأسمالية والمِلْكية الخاصة. ويبلغ هذا الصوت قمته في الدفاع عن العقوبة القرآنية لقطع يد السارق والسارقة، وهكذا يكتب الترابي في تفسيره للآية 38:5 (المائدة): ” … فهذا القطع إنما يقع جزاء بما كسب سارق أو سارقة، ونكالا يعتبر به ويتعظ وينكل عن العود لمثله من تسول له نفسه مثل ذلك الجرم من مدّ يده لنزع حق غيره تعديا على حرمة حرزه الخاص مستوليا على ما يبلغ نصابا بينته السنة قدرا معروفا ليقدّر من بعد منسوبا مقارنا لمختلف مستويات مبلغ المعاش الخالف. والله عزيز أنزل هذه العقوبة وكتبها على الناس فهو لا يقبل ظلم عباده وترويعهم وسرقة ثمرة عملهم وكسبهم الخالص، وحكيم بما نزل هذه العقوبة جزاء على جريمة السرقة ردعا لظاهرة العدوان على أحرازهم الآمنة وأموالهم المحفوظة.” (التفسير التوحيدي، بيروت: 2004، الجزء 1، ص 505). وليس هذا معرض مناقشة تفاصيل عقوبة القطع أو غيرها من عقوبات الشريعة ولكنه معرض الإشارة إلى أن أفق ما يكتبه الترابي في دفاعه عن القطع وتبريره لا يتجاوز أفق كتب التفسير القديمة وأفق حجج الفقهاء في العصور السابقة.
هذا الموقف الفقهي المدافع عن الشريعة، وعن الحدود خاصة، والذي لا يقبل المراجعة والنقاش، هو ما طبع موقف الترابي وحركته وأدّى لأكبر انتكاسة تشريعية في تاريخ السودان الحديث عندما فُرضت قوانين سبتمبر 1983. وقد اكتملت هذه الانتكاسة على يد الترابي عندما أصدر نظام يونيو العسكري الإسلامي قانونه الجنائي عام 1991 والذي يحوي المادة 126 التي تسلب المواطن السوداني المسلم من حريته الفكرية والدينية وتعتبر الخروج من الإسلام “رِدّة” يُعاقب عليها بالقتل (لا ينطبق هذا على المواطن السوداني الذي يترك دينا آخر ويعتنق الإسلام). وفي واقع الأمر فإن مادة الرِّدّة هذه هي إضافة الترابي الأساسية للقوانين السودانية وبصمته القانونية التي تركها.
5
لم يختلف انقلاب الإسلاميين عن أي انقلاب سبقه من حيث أنه أعلن صبيحة انتزاعه للسلطة تعليق الدستور وحلّ البرلمان المنتخب وحل الأحزاب السياسية. إلا أن الانقلاب اختلف عما سبقه في أنه أتى وهو يحمل رؤية شمولية “توحيدية” مصممة على إعادة صياغة السودان صياغة جديدة تزيل وتمحو تنوعه الديني والثقافي ليصبح التجسيد الأعلى “للمشروع الإسلامي” أو ما أطلق عليه النظام من باب التَّقِيّة السياسية “المشروع الحضاري”. كان من الواضح للترابي أن حلمه الكبير قد بدأ بانتزاع السلطة بالعنف وأنه لا يستطيع ترسيخ أقدامه إلا بالإقصاء والعنف. وهكذا وفي الأسابيع الأولى فصل النظام وشرّد من القوات النظامية والخدمة المدنية ما يساوي أو يفوق عدد من شرّدهم نظام نميري على مدى أعوامه الستة عشر. وقفزت ومنذ شهور النظام الأولى “بيوت الأشباح” ليجد المئات من المتهمين بمعارضة النظام أنفسهم وهم يخضعون لأقسى أنواع التعذيب.
والسودان لم يشهد في حياته السياسية تعذيبا مثل الذي شهده منذ صعود الترابي وحركته للسلطة. أبرز الترابي قسوة لم تبرز عند أي سياسي سوداني آخر منذ الاستقلال ورأى في ذلك “بأسا” يمهّد “لتمكين” الحركة الإسلامية ويرسّخه. ولقد قلنا أعلاه إن عدم الصدق في حالة الترابي يجب ألا يثير استغرابنا لأن “خداع العدو” له فقهه الإسلامي المستند على النموذج النبوي، ونضيف هنا أن القسوة التي تصل حد التعذيب والقتل يجب ألا تثير استغرابنا أيضا إذ أنها تستند على لاهوت يصوّر الإله كإله معذّب يخاطب المؤمنين قائلا “قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم” وتستند على سابقة نبوية في التعذيب والقتل. وهكذا استباح الإسلاميون أجساد معارضيهم ضربا وتنكيلا وتعذيبا واغتصابا وإزهاقا للحياة.
وكان من الطبيعي أن تمتدّ هذه الاستباحة للجنوب الذي مثّل التحدي المباشر للحركة الإسلامية. ورأت الحركة في تحدي الجنوب تحديا آخر أكبر هو تحدي إفريقيا التي يصطرع على روحها الدينان التبشيريان الكبيران: المسيحية والإسلام (وهما دينان ينظران للثقافة الأفريقية بتعالٍ ولا يعترفان بأن أفريقيا لها تراثها الديني والروحي القديم الذي يجب أن يحترمانه). ورغم أن الحرب الأهلية بين الجنوب والشمال انفجرت عشية الاستقلال إلا أن انتزاع الإسلاميين للسلطة عنى تحولا حاسما في أوضاعها. فبينما أن الوصول لحلّ مع الاحتفاظ بوحدة السودان كان احتمالا واردا في ظل كل الأنظمة السابقة، إلا أن هذا الخيار لم يعد قائما تحت ظل نظام الإسلاميين. كان موقف الترابي وحركته بشأن التمييز ضد غير المسلمين وحرمانهم من حقوقهم الدستورية واضحا منذ عام 1968 عندما تمت مناقشة الدستور الإسلامي في جلسات اللجنة القومية للدستور حيث واجهه الأب فيليب غبّوش ? رئيس اتحاد عام جبال النوبة ? وسأله عما إن كان من الممكن لغير المسلم أن يكون رئيسا للدولة وأجاب الترابي بالنفي القاطع. ولقد كانت هذه اللحظة من اللحظات النادرة التي كان الترابي صادقا فيها (وهو صدق انتزعه غبّوش انتزاعا). وصدقُ الترابي هذا في الموقف من غير المسلمين ترجمته فيما بعد سياستهم تجاه الجنوب بعد انقلابهم.
كانت حرب الجنوب وضرورة دحر الحركة الشعبية هي أولوية نظام يونيو العسكري الإسلامي. وحوّل الإسلاميون حرب الجنوب لحرب دينية جهادية ودفعوا، لأول مرة في تاريخ الحرب الأهلية، بالمدنيين لأتون جهادهم. لم يكن أمام هذه الحرب الجهادية إلا خيار أن تنتصر فيفرض الإسلاميون إرادتهم أو تنهزم فينال الجنوبيون حريتهم. وبعد أن فقد السودانيون من جنوبيين وشماليين عددا لا يحصى من الضحايا وأدرك النظام عجز جهاده وعبثه كان لابد له من القبول في نهاية الأمر بحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم. وعندما أُتيحت للجنوبيين الفرصة، لأول مرة في تاريخهم، لتقرير مصيرهم واختيار مستقبلهم كان من الطبيعي أن يختاروا الانعتاق من أسر الشمال واستعلائه واضطهاده وصوّتوا بإجماع مذهل لاستقلالهم.
6
وإن نجح الجنوبيون في الانعتاق من أسر الإسلام الذي يميّز ضد غير المسلمين فإن هناك وضعا موازيا لذلك رسّخته هيمنة الإسلاميين وسلطتهم ولم ينجح ضحاياه حتى الآن في الانعتاق منه، ونعني به وضع المرأة التي تعاني من تمييز الشريعة وحرمانها من حقّ المساواة. ولقد انتبه الترابي، بحكم تعليمه العلماني والفترة التي قضاها في الغرب، لأهمية قضية المرأة وأطلق بعض التصريحات التي توحي بمواقف مراجعة وإصلاح للشريعة. إلا أن هذه التصريحات يجب أن تُقرأ في إطار القراءة العامة للترابي كشخص تحرّكه في المقام الأول مقتضيات السياسة ويطلق التصريحات وعينه دائما على الكسب السياسي. إن الموقف الحقيقي للترابي وحركته تبرزه القوانين التي انحازوا لها وهم قد انحازوا لكل مظاهر التفرقة والتمييز ضد المرأة في الشريعة. ومن أخطر انحيازات الترابي انحيازه للعنف ضد المرأة. دعنا نقرأ تفسيره للآية 34:4 (النساء) التي تبيح للرجل ضرب زوجته “الناشزة”. يقول الترابي: “واللاتي يسلكن نحو النشاز شذوذا وخروجا على القوامة والقنوت وحفظ الأمانة سلوكا يؤدي لذلك بما يرجح عند تقدير رقابة المؤمنين حول الأسرة وخوفهم، والخطاب ليس إلى الأزواج بل هو إلى المؤمنين وأولياء الأمور الخاصة في مجتمعهم عامة خطابا موصولا عبر الآيات السابقة، فأولاء الناشزات جزاؤهن الواقي الوافي درجات من التعامل من المؤمنين حولهن توافق درجات النشوز وأنماطه. فالنشوز المحدود قد يجدي معه الوعظ، والوعظ قد يكون من الزوج خاصة عند نشوز في الحياة المستورة للأسرة، وقد يكون أيضا من ذوي القربى أو الجيرة أو الصحبة للأسرة إذا بدا النشوز، والهجر في المضاجع جزاء للنشوز موكول للزوج فعلا فبينه وبينها فراش الزوجية لكن الناشز لن يجاب لها عندئذ قضاءً طلب الطلاق بسبب الهجر. أما ضرب الناشزات لمدى أبلغ من النشوز فتبين السنة أنه مكروه وإن وقع الضرب غير مبرح فلا حجة فيه للتقاضي المشهور إذ حياة الزوجية مهما تقع فيها مشادة غير بالغة خيرها الستر بابتلاءاتها. أما النشوز الذي يبلغ الفاحشة فإن العقاب يقع ضربا وجلدا قد يباشره طرف من الأسرة سترا لأمرها أو إذا بانت الفاحشة بالشهادة يتولاها المجتمع قضاءً، فمجتمع الذين آمنوا هو المخاطب بهدي الآية … ” (التفسير التوحيدي، بيروت: 2004، الجزء 1، ص 369-370). وهكذا فإن الترابي، رجل القانون، لا ينحاز فحسب لضرب المرأة وإنما يجرّدها أيضا من حقها في اللجوء للقضاء بدعوى ضرورة الستر.
ومن أبشع ما يمثّل العنف ضد المرأة تحت ظل رؤية الترابي وحركته مقطع الفيديو الذي صُور عام 2010 لجلد فتاة في ساحة عامة وهي تصرخ وتحاول حماية نفسها بينما يلاحقها سوط الجلاّد. هذا هو “القضاء الاجتماعي” الذي يُنَظِّر له الترابي عندما “يهتدي” مجتمع المؤمنين “بهدي” آية النشوز. ولحظة جلد هذه الفتاة التي انحفرت في الذاكرة الصورية للسودانيين كانت بلا شك من أكثر اللحظات التي هزّتهم بهمجيتها. ولكن ماذا عما أعقب هذه اللحظة؟ ماذا عن الثمن النفسي والاجتماعي الذي دفعته هذه الفتاة ودفعته أسرتها؟ هذا السؤال من نوع الأسئلة الذي لا تهمّ الترابي وحركته لأن همهم “كمؤمنين” ورسالتهم للسودانيين والعالم على مستوى القانون الجنائي هي بعث الشريعة وتحقيق “النكال” القرآني.
7
حاول الترابي واجتهد ما وسعه الاجتهاد أن يطرح نفسه كمفكر. ولا شك أنه كان يملك الإمكانيات التي كان من الممكن أن تجعله مفكّرا إلا أنه لم يكن يملك المؤهل الأولي للدخول لعالم الفكر ونعني به الإيمان بحرية الفكر والتعبير. إن من لا يؤمن بحرية الفكر والتعبير لا يمكن أن يكون مفكّرا بالمعنى الحقيقي للمفكّر. لا شك أن الترابي سمع بمقالة فولتير الشهيرة: “لا أوافق على ما تقول ولكنني سأدافع حتى الموت عن حقّك في أن تقوله”، إلا أنها على ما يبدو لم تحرّك فيه ساكنا؛ فالترابي كإسلامي لم يكن متعاطفا أصلا مع قيمة استنارية كهذه. وهذا الرفض لقيمة حرية الفكر والتعبير ليس سببا في أزمة الفكر الإسلامي الحركي فحسب وإنما أيضا في أزمة الإسلام نفسه كدين.
إن ما قدّمه الترابي كمشروع فكري لا يمكن أن يؤخذ مأخذ الجدّ الفكري إذ أن الترابي كان سياسيا أولا وأخيرا. إن دخوله عالم الفكر (وينطبق هذا على تلاميذه) هو مجرد استغلال لخطاب الفكر بقصد تمكين المشروع الإسلامي وإكسابه مسحة مصداقية فكرية. ولا نعني بقولنا هذا الانتقاص من قيمة كلّ سياسي ولا نعني به أن السياسي لا يستطيع أن يكون مفكرا ولا نعني به الانتقاص من قيمة كل فعل سياسي. قولنا موجّه ضد نوع معين من السياسيين وضد نوع معين من أنواع الفعل السياسي، ونعني به السياسيين الذين لا يدخلون السياسة من باب الخدمة العامة التي تُشاد على الحقوق الدستورية للمواطنين وإنما من باب التسلّط المناقض للمصلحة العامة والمنتهك للحقوق الدستورية. والفعل السياسي لهؤلاء السياسيين يصبح تدميرا منظّما لمجتمعاتهم.
والترابي في تقديرنا من النوع الثاني من السياسيين إذ لم يكن ديمقراطيا وإنما كان متسلطا، وهو في تسلطه استخدم قهر الدين وإرهابه الفكري واستعان بقهر المؤسسة العسكرية وقدرتها المدرّبة على القمع. إلا أنه تفوّق على من سبقوه في قهر السودانيين بأن أنشأ هو وحركته أكبر وأقسى جهاز أمني وأكثرها استباحة لحقوق الإنسان وأسوأها سِجِلّا في تعذيب المولطنين وامتهان كرامتهم ونشر الرعب والخوف بينهم.
8
مات الترابي بعد أن سلب السودانيين حريتهم الفكرية والسياسية وحقهم في التعبير والتنظيم وحقهم في انتخاب ممثليهم وبرلمانهم الحر.
مات الترابي وقد سلب مواطنيه من دستورهم وضماناته ومن حماية حكم القانون ليصبحوا خاضعين لسطوة جهاز أمن حركته وعسفه.
مات الترابي وقد أضحت السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية مسخا في أيدي الإسلاميين وأضحى مجموع جهاز الدولة مطية لتحقيق مصالح الطبقة الجديدة لمنسوبي حركته وإشباع شرههم في ظل نظام اقتصادي رأسمالي منفلت ومتوحش وغارق في فساد غير مسبوق.
مات الترابي والسودانيون يعيشون في ظلّ سيف الحدود الذي رفعه وتهددهم أقسى العقوبات وأكثرها إهانة لكرامتهم الإنسانية من رجم ومن تشويه بقطع للأيدي أو قطع من خلاف للأيدي والأرجل ومن جلد ومن انتكاس لقوانين الانتقام والتشفي القائمة على مبدأ العين بالعين.
مات الترابي وقد فاقم مشروعُه وضعَ المرأة كمواطن من الدرجة الثانية ولعبت حركته دورا محسوسا في تردي قيم المجتمع السوداني وانحطاط موقفه من المرأة.
مات الترابي وقد ترك بلدا منكمشا بعد أن يئس ثلث سكانه من العيش في وطن يتساوى مواطنوه وخاصة في ظلّ مشروع حركته فقرروا الاستقلال.
مات الترابي ودولة مشروعه تحاكي دولة المدينة عندما انقلب أصحاب محمد ووجهوا عنف الإسلام على بعضهم بعد أن قضوا على المشركين، وهاهو نظام الحركة الإسلامية يعيث وسط مسلمي الشمال تقتيلا وسلبا واغتصابا للنساء في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق.
مات الترابي والغالبية الساحقة من مواطني السودان تعاني من فقر وإدقاع غير مسبوق في ظل انهيار وتردٍّ على كل المستويات وفجوة تتسع كل الوقت اتساعا مريعا بين الذين لا يملكون والذين يملكون.
مات الترابي وقد نجح نظامه في قتل أكبر عدد من السودانيين (وهو قتل لا يزال مستمرا) وفي تشريد
أكبر عدد منهم (وهو تشريد لا يزال مستمرا).
مات الترابي بعد أن حوّلت حركتُه السودانَ لبلد من أكثر البلاد انحطاطا في كل مؤشرات التنمية العالمية وأضحى بلدا تابعا فاقدا لسيادته وكرامته يتسوّل المال ببيع دماء مواطنيه.
9
من المؤكد أنه لم يخطر ببال الترابي وهو في عمر الرابعة والعشرين ووطنه يستقبل استقلاله بابتهاج وفرح ويَحْلُم بأنه سيكون بلدا ديمقراطيا ناميا ومتقدما (و”علما بين الأمم”) بأنه عندما يموت في عمر الرابعة والثمانين سيكون قد ساهم أكبر مساهمة في العمل على تدمير حُلْم بلده وإيصاله لبؤس غير مسبوق وهو يحاول أن يبعث حُلْما آخر ينتمي للقرن السابع الميلادي.
إلا أن حُلم الترابي وحركته لم يكن أصلا حُلم الاستقلال ولا يمكن أن يكون حُلم السودانيين للمستقبل. ولعل أبلغ درس وعاه السودانيون على ضوء ابتلائهم بالترابي وحركته هو أن الإسلام ليس بحلّ لمشاكلهم وأن حلّ مشاكلهم يبدأ بالعودة لتحكيم الديمقراطية التي ستتيح لهم الجو الصحي لمناقشة مشاكلهم والبحث عن حلولها اعتمادا على عقولهم وإرادتهم وعلى تمسكهم بأرفع القيم الإنسانية وليس استنادا على رؤية تدعي هبوطها من السماء.
للحصول على نسخة بي دي اف من هذا المقال يمكنكم الاتصال بـ
[email][email protected][/email]
محمد محمود أستاذ سابق بكلية الآداب بجامعة الخرطوم ومدير مركز الدراسات النقدية للأديان
[email][email protected][/email]
نحن هنا قدامنا ما قادرين نقراه شن نسوي بالـبي دي اف؟
كتب محمد محمود يقول :
((على ضوء ابتلائهم بالترابي وحركته هو أن الإسلام ليس بحلّ لمشاكلهم وأن حلّ مشاكلهم يبدأ بالعودة لتحكيم الديمقراطية التي ستتيح لهم الجو الصحي لمناقشة مشاكلهم والبحث عن حلولها اعتمادا على عقولهم وإرادتهم وعلى تمسكهم بأرفع القيم الإنسانية وليس استنادا على رؤية تدعي هبوطها من السماء. ))) إنتهى الاقتباس.
أعترف محمد محمود بالعودة الى الديمقراطية كحل لكن كيف يقرأ سقوط الديمقراطية وذبحها حين وصل الأسلاميون للحكم عبرها فى مصر عقب سقوط مبارك إلى جانب تجربة حماس فى فلسطين !!!
كيف يقرأ محمد محمود تجربة الديمقراطية الثالثة فى السودان التى نال أتباع الترابى اكثر من خمسين مقعدا بها ؟؟ مع ملاحظة أن حزب الامة و حزب الميرغنى وحزب الترابى جميعهم طرحوا برامج دينية لكسب عاطفة الغالبية من المسلمين الناخبين .
أجرى محمد محمود مقارنة بين تجربة الترابى و دولة المدينة كما اسماها دولة محمد (صلى الله عليه وسلم ) وهذه مقارنة فضفاضة جدا لكنها تتسق كثرا مع خطاب محمد محمود المبثوث فى أكثر من قالب قرأناها مرارا لكن يصعب لمن قرأ تجربة دولة المدينة وعاش تجربة الترابى قبول هذه المقارنة الفضفاضة مع ملاحظة أن مصطلح دولة المدينة صار هاجسا فى جل كتابات محمد محمود.
أخيرا كيف يقرأ محمد محمود تجربة نيفاشا التى جعلت الحركة الشعبية توقع إتفاقا للسلطة و الثروة مع تلاميذ الترابى رغم رفض قرنق قديما دخول التجربة الديمقراطية عقب أبريل 1985 هل نسمع تقييما من محمد محمود لتلك التجربة القبيحة بين قرنق وتلاميذ الترابى خاصة أن محمد محمود يذكر الديمقراطية كثيرا لكن بصورة عامة كيسارى سودانى (قديم ) نجده يتحاشى تفكيك تجربة الحركة الشعبية الفاشلة التى تتطابق فى السلوك مع دولة الترابى فى الفساد وإذلال المواطنين بصورة حدت بالمفكر الشجاع عشارى المطالبة بتحويل سلفا ومشار إلى المحكمة الجنائية أسوة بالبشير تلميذ الترابى الأكبر .
اقتباس
“ولكن ماذا عن تقييم الترابي نفسه وتقييم ميراثه؟
أن هذا التقييم في غاية الأهمية للسودانيين (وفي تقديرنا للمسلمين في العالمين العربي والإسلامي) لأنه يتعلق بتقييم الحركة الإسلامية ودورها في حياتهم، بل ويتعلق في نهاية المطاف بالإسلام نفسه ودوره في حياتهم”
هذا هو بيت القصيد الدين يجب ان يخرج من السياسة for good
الاستاذ محمد محمود لك التحية والشكر علي الموضوع . اظن ان فاطمة هي من تحصلت علي اعلي الاصوات . وليس حسن .
الذي ارسل الهلع في قلوب الناس هو نتائج دوائر الخريجين في انتخابات 1965
من مجموع 15 عضو فازت قائمة الشيوعين بأحد عشر مقعدا:
فاطمه أحمد ابراهيم 5819 صوتا
حسن الطاهر زروق 5510 صوتا
محجوب محمد صالح 5098 صوتا
جوزف قرنق 4989 صوتا
د. عز الدين علي عامر 4411 صوتا
عبدالرحمن الوسيله 4297 صوتا
الرشيد نايل المحامي 3990 صوتا
عمر المصطفى المكي 3952 صوتا
الطاهر عبدالباسط 3908
محمد ابراهيم نقد 3868
محمد سليمان 3844
جبهة الميثاق أحرزت مقعدين والحزب الوطني الأتحادي أحرز مقعدين اما حزب الأمه لم يحرز أي مقعد في دوائر الخريجين.
و في الدوائر الجغرافيه في العاصمه: الحزب الشيوعي أحرز 20516 صوتا والحزب الوطني الاتحادي 33600 صوتا وحزب الأمه 15299 صوتا وجبهة الميثاق 7655 صوتا هذه من مجموع أصوات العاصمه البالغ 82876 صوتا.
1968 الدائره الجنوبيه أم درمان وهي أكبر دائره جغرافيه في السودان فاز بها عبدالخالق محجوب ثم فتحت أفواه الجحيم. كانت صدمه لبعض الرجعيين والمتخلفين إن إمره فازت باصوات فاقت اصوات الرجال.) .
التحية
شوقي
فكر يساري خاوي يتطاول على قامات الانبياء والسماء .. شئيت ام ابيت السودان يمين في جبال النوبة في دارفور في النيل الازرق .. صدقني لن تنمو لليسار شتلة في السودان .. الا بالانقلاب العسكري لكن بالديموقراطية كو .. والسلام
د محمد محمود – مدير مركز الدراسات النقدية للأديان – لقد اتخذت الحديث عن الترابي سلما للطعن في الإسلام ديانة؛ لتختم بقناعة جزافية: (ولعل أبلغ درس وعاه السودانيون على ضوء ابتلائهم بالترابي وحركته هو أن الإسلام ليس بحلّ لمشاكلهم وأن حلّ مشاكلهم يبدأ بالعودة لتحكيم الديمقراطية التي ستتيح لهم الجو الصحي لمناقشة مشاكلهم والبحث عن حلولها اعتمادا على عقولهم وإرادتهم وعلى تمسكهم بأرفع القيم الإنسانية وليس استنادا على رؤية تدعي هبوطها من السماء.)
يا دكتور هل هذه النتيجة توصلت إليها في مركز دراساتك بإعمال مقياس علمي، أم هي قول متعسف بلا دليل.
و الديمقراطية التي تعتقدها حلا لمشاكل السودانيين بديلا للإسلام الذي تعيره بالقصور مقابلها – و الاسلام قطعا لا ينحصر في إجتهاد الترابي أو غيره؛ و ما دمت تؤمن أن إرادة الناس و عقولها تهدي إلي (أرفع القيم الإنسانية وليس استنادا على رؤية تدعي هبوطها من السماء.)،و هب أن الإسلام رؤية فلسفية بشرية خالصة لمحمد صلي الله عليه و سلم و لم يهبط قط من السماء، و كنت باحثا متجردا، و حكما منصفا، و بمعيار الديمقراطية التي تفضلها عليه، و بالأسس العلمية التي تمارس بها “دراسات الاديان”، لأعطيته حقه في الاسهام معها في معالجة مشاكل الحياة.
أكتفي بهذا التعليق المقتضب، لأن المجال ليس مجال مساجلة أو مناظرة، و مقالك هو مستهل لحديث ربما يطول لأنك وسمته بارقم واحد؛ و لكنني أحببت أن أعبر عن ملاحظتي حول نقطة واحدة مما فاض به مقالك الطويل من مغالطات عن الإسلام و ليس عن الترابي، فهو يؤخذ من كلامه و يرد، أما الإسلام الذي (يدعي) الهبوط من السماء- بحسب عبارتك – فيكفي أن عقلك الواعي – و ليس الباطن – يؤمن بأن هناك (سماء) و هي في بعض لغات أهل الديمقراطية، و في الإنجليزية تحديدا لا تعني كلمة (Heaven(s السماء المادية كما في العربية بل تعني (إله)، و أنت تعلم ذلك يا دكتور.
الأستاذ/ محمد محمود
مقالاتك دائما طويلة وعميقة ومليئة بالبيانات المهمة والخطيرة ومفيدة في نفس الوقت ، أنا أقترح عليك أن تحاول تشر مثل هذه المقالات في صحف مثل الشرق الأوسط والحياة وغيرها من الجرائد ذات الإنتشار الكبير بجانب المواقع الإسفيرية والراكوبة وخلافها، وكما تعرف فإن أغلب قراء الراكوبة يميلون لقراءة المقالات القصيرة والمتوسطة، اما مقال الصحف فيمكن قراءته بالتقسيط المريح وحتي علي عدة أيام إن كان طويلا حتي يمكن الإلمام بكل تفاصيله وهضمها والإستفادة منها مستقبلا
ولك تحياتي
شكراً جزيلا للأستاذ الأجيال الدكتور محمد محمود، شكرا علي هذه الكتابة المميزة و النافعة و المهمة لأن معظم ما كتب غيرها حول موت الترابي لم يكن غير سخافات
لك التحية المفكر والكاتب محمد محمود وحقيقي الزول بعد صيام طويل من نوعية كتابات تحتوي علي كم هائل من المعرفة والنقد المستحق للمرحوم الواحد حقيقي إنّو فطر علي كنز معرفي في ميزان حسناتك أنشالله يا دكتور
يحتاج السودانيون و قراء العربية عامة لمثل هذه المقالات من مفكرين أمثال دكتور محمد محمود ، أي من الذين لا يستعينون بالتورية و التقية و اللف و الدوران لإرضاء عواطف الناس ، بل يكتبون بوضوح و صراحة ….. نعم العقائد و الأديان لا يقبل أهلها أحكام العقل إذا كانت تنتقد معتقداتهم لأن الاعتقاد لا يقوم على العقل إنما على الموروث (جرب أن تنتقد فائدة بول البقرة البكر للهندوسي و سترى رد فعله غضبا و شتما و استهجانا) و الناس تعتقد لأن الصدفة أوجدتهم في موقع جغرافي معين وسط بيئة معينة لأبويين يعتقدان اعتقادا معينا … الاحتياج لأمثال محمد محمود مؤثر لأنه لا يكتب ما يرضي الأغلبية و أهميته إنه حتى و إن كان يمثل صدمة إلا أنها الصدمة التي و إن أيقظت الغضب إلا أنها رغما عن الغضب ستستدعي التفكير بتكرارها … التحية للمفكر الشجاع محمد محمود .
أؤيد كل ارائك في الترابي وفكره وطريقة تفكيره ونعترض في طعنك أن الاسلام رسالة سماوية ولست أعترض في أن تكتب عن الاسلام مدحاً أو قدحاً ولكن ليكن مدحا أو قدحا بالدليل وليس بكيل التهم دون ابداء ما يؤكد صحة رؤيتكم .
ونشكر للراكوبه فتحها الباب لكل صاحب رأي فنحن جوعى فكرياً ونريد أن نقرأ الرأي والرأي الآخر وكفانا تضليل واضلال ويجب أن نعلم أن كل المجددين والمفكرين وحتى الانبياء تعرضوا لمعارضة معاصريهم وقالوا لهم بل نتبع ما الفينا عليه أباءنا فلا نريد أن نكون مثلهم نريد أن نسمع الجميع ونرى ما بجعبتهم من افكار ولنا وللجميع حق الاختيار في اتباع من نشاء
ورحم الله الشيخ محمود محمد طه وليته كان بيننا ليرى تحقق نبوته فينا وفي الكيزان فلنكن حكيمين في الاستماع وفي القول ولنعطي غيرنا تلك الحقوق
واخيرا شكرا يا الراكوبه لعدم حجركم للرأي مهما كان وحتى الكلمات البذيئة فهي ستكون افراغ لشحنات الكاتب وبوصله لأين موقعنا نحن من شعوب الأرض ودمتم .
Thanks, Dr Mohamed, this is one of the best analysis I read so far on the role of Al-Turabi in Sudan politics. I think you should translate into English and publish in international newspapers.
( حاول الترابي واجتهد ما وسعه الاجتهاد أن يطرح نفسه كمفكر. إلا أنه لم يكن يملك المؤهل الأولي للدخول لعالم الفكر ونعني به الإيمان بحرية الفكر والتعبير. إن من لا يؤمن بحرية الفكر والتعبير لا يمكن أن يكون مفكّرا بالمعنى الحقيقي للمفكّر.
فالترابي كإسلامي لم يكن متعاطفا أصلا مع قيمة استنارية كهذه. وهذا الرفض لقيمة حرية الفكر والتعبير ليس سببا في أزمة الفكر الإسلامي الحركي فحسب وإنما أيضا في أزمة الإسلام نفسه كدين ) .
كلام دكاترة جد…
الحقيقة المفقودة في كل المقالات التي قرأتها عن الترابي (رحمه الله) ووجدتها في هذا المقال هي:
(نجح الترابي في ترسيخ قيادته للحركة الإسلامية، وهي قيادة تميّزت منذ البداية باستقلالها السياسي عن حركة الإخوان المسلمين الأم في مصر، رغم أن الحركة الإسلامية السودانية ظلّت إلى حد كبير، وحتى الآن، تقتات على الزاد الفكري للحركة المصرية وتعتمد عليه)….
لك الإحترام والتقدير يا دكتور رغم إختلافنا الكبير معك في رؤيتك بالذات فيما يتعلق بحادثة حل الحزب الشيوعي السوداني. فحل الحزب لم يكن محض مكيدة سياسية ، وإنما هو حال المجتمع المتدين بالفطرة والذي يعتبر الدين خطاً أحمراً لا يجوز المساس به. وأراك قد إستبعدت هذا الأمر تماماً في تحليلك واستبشرت بإستنارة الشعب ورفضها للإسلام كحل لمشاكلهم ولا أتفق معك فالدين الإسلامي مازال في قلوبنا منزهاً من كل شائبة وصالحاً كحل لمشاكلنا ونطمح أن يأتي من يحكم بشرع الله بإذن الله
المصيبة الكبرى أن تلامذة الترابي الآن يسعون لتوثيق فكر الترابي الذي لابد من اقصائه عن الاسلام وابعاده عنه فقد يذعم تلامذته الخطرفة الترابية تجديد للدين لو كان الترابي متفقها في الدين ومؤهلا يتفق ما يدخله تفسيرا تجديدا للفهم الصحيح بما لا يتعارض مع الكتاب والسنة والعلم التجريبي جاز أن يكون مجتهدا أو مفكرا اسلاميا ولكن يلاحظ أن الترابي تسلق السلطة وأعتمدها قهرا ودحرا للغير ثم انبرى في شطحاته الماساوية.
نقد الترابي وجماعته يجب الا يكون نقدا للدين فاذا أخطأ الترابي هذا يرجع له وارى الكاتب وهو علماني من طريقة فكره اراد ان يختزل الدين في الترابي وهو يرى ان الديمقراطية هي الحل نحن كمسلمون ملزمون بالتمسك بديننا ولم نلزم بأتباع الديمقراطية كل الافكار والأيدولوجيات مثل الديمقراطية والاشتراكية والليبرالية فهي افكار جاءت من اناس في بلدانهم فصلوها على مقاسم من واقع مشاكلهم وإمكاناتهم ووصلوا بها الى المكانة التي يريدونها (ثوب غطو به عوراتهم ) ولكن هذا الثوب ليست مقاسنا ولا يغطى عوراتنا فعلينا ان نصنع ثوبا من واقعنا ومن مشاكلنا ، لا ضرر ان نستعين بتجارب الاخرين نأخذ منها ما يتماشى وديننا وقيمنا ومورثاتنا ولكن لا نأتي به كله (بى ضبانتها كما يقولون) نعم نستورد المصنوعات والمنتجات للاستخدام ولكن حتى الافكار ؟! نحن كبشر اين انتاجنا الفكري فالترابي ومحمود محمد طه رغم اختلافي معهم فكرو كسودانيين حتى وان لم يكونوا صائبين ، الحل ان نكون امة لها نتاجها الفكري المستمد من واقعنا والذى يتماشى وطبيعتنا فمشكلة السودان في اولئك المثقفين الذين يتبنون افكار الغير ويريدوا ان يمسخوا هويتنا ومرجعيتنا الاسلامية ، والاسلام هو الحل ، فقط يحتاج الى رجل يستطيع ان يوائم بين الدين ومتطلبات العصر وهذا هو باب الفكر المفتوح وغير ذلك من الافكار غير مسموح به واذا لم يستطع الترابي ومحمود وغيرهم من الاسلاميين وضع الاسلام على الحياة تمشيا مع العصر فليأتي من هو اقدر او فليكن كل قوتنا الفكرية موجهه الى هذا دون الاستلاب الفكري الغربي – ان كيف نجعل من ديننا منهج حياة ، طوروا افكاركم ولا تكونوا ذيول تابعيين في كل شى لابد ان نكون بشرا نساهم مع الانسانية بفكر مستمد من ديننا يوضح هويتنا ويجعل الاخرين يأخذون منه
اقتباس
“وفي واقع الأمر فإن عدم صدقه يجب ألا يثير الاستغراب في حالته (أو حالة أي سياسي إسلامي) لأنه كان يعلم بلا شك من قراءته للسيرة أن محمدا أباح لأصحابه الكذب على أعدائه”.
انا لست كوز واكره الكيزان عمى ولكن ما اظنك الا زنديق اتخذت الكلام عن الترابي مطية للأساءة للرسول صلى الله عليه وسلم. فهل اباح الرسول صلى الله عليه وسلم الكذب يا زنديق
قال الله تعالى: “وما ينظق علن الهوى ان هو الا وحي يوحى”
وان كنت ايها الزنديق تشير الى قول الرسول صلى الله عليه وسلم يوم الاحزاب للصحابي الجليل نعيم بن مسعود: “إنما أنت فينا رجل واحد، فاذهب إلى قومك وخذِّلْ عنا إن استطعت، فإن الحرب خدعة ”
فهذه ليس اباحة للكذب ايها الزنديق وانما هي الحرب ضد الكفار والتي تستخدم فيها كل الحيل للنصر والنيل من الاعداء ولا علاقة للسياسة بهذا الموضوع ايها الزنديق.
والترابي استخدم حيله في السايسة ضد المسلمين وهذا ممنوع بنص الحديث النبوي
” من غشنا ليس منا ”
ولكنك زنديق اردت من الترابي مدخلا للاساءة للرسول صلى الله عليه وسلم والاسلام وكأن الاسلام جاء به الترابي
وانت تعلم علم اليقيق ان الترابي اتخذ الدين مطية وتاجر به للوصول لاهدافه الدنيئة.
ونأمل من ادارة الراكوبة قراءة مثل هذه المقالات التي تدس الاساءة للاسلام والرسول صلى الله عليه وسلم في معرض الحديث عن مواضيع اخرى وعدم نشرها.
والله ولي التوفيق
من المؤسف أن نقرأ تعليقات الإسلاميين الببغاوية على هذا المقال الرصين الذي يحلل ما حدث للسوزدان والسودانيين بسبب المأفونين الانتهازيين تجار الدين الذين شبعوا بعد جوع بسبب سرقة المال العام وأجاعوا من كان شبعاناً قبل مجيئهم للسلطة. أحد الاإسلاميين يردد كالببغاء أن الحزب الشيوعي لا يمكن أن ينجح في بلد كالسودان متدين بالفطرة. السودان من قبل الميلاد ومن أيام مملكة كوش كان يدين بالوثنية المصرية ويعبد الإله أمون رع. وقد بنى ملوك كوش أمثال ترهاقا وبعانحي عشرات المعابد لآمون رع في شمال وأواسط السودان. ومع ذلك كان السودان في تلك الحقبة دولة عظمى احتلت وحكمت مصر بالأسرة الخامسة والعشرين لما يقرب المائة عام. ثم جاء الرومان إلى مصر وتبنوا المسيحية ونشروها في السودان فأصبحت الكناتئيس تعم شمال السودان ودارفور وكردفان ومملكة المقرا ومملكة علوا. واستمر هذا الوضع حتى القرن الرابع عشر الميلادي حيمنا ابتدأ المماليك في مصر بإرسال الجيوش المسلمة لغزو السودان وساعدهم نزوح العرب من العراق بعد سقوط بني أمية إلى السودان، ثم الغزو الإسلامي من المسلمين البربر وبعض القبائل العربية من تشاد .فالسودان كان مسيحياً من القرن الرابع إلى القرن الرابع عشر، ثم مسلماً بقوة السيوف من القرن الرابع عشر إلى القرن الحادي والعشرين. فهل كان الشعب السوداني مسيحياً بالفطرة قبل أن يصبح مسلماً بالفطرة؟
عندما يكتب الشخص تعقيباً على مقال أكاديمي مثل مقال الدكتور محمد محمود يجب أن يكون تعقيبه أكاديمياً وليس عاطفياً
تحياتي للمبدع دكتور محمد محمود
ايها الكسلاوى النبيل محمد احمد محمود يعجبنى فيك احترام الراي الاخر مهما كنت رافضا له والترابي وجماعته يزكرونى قول كنا نقوله ونحن صغار شبير شد قام بي جماعتو ووقع بي جماعته هكزا الترابي وقع بجماعته ووقع بالسودان كله انا اعجبت بعد مقالك هذا رغم خوفنا من نقد الدين من مقال لكاتب اخر بصفحة الراكوبة يشخص فيها الترابي تشخيصا دقيقا ويصفه كما هو بانه ليس مفكرا ولا زعيما شعبيا بل زعيم اتحادات الطلبة بالجامعات .
سقط السودان ياستاد لأنه لم يطبق الإسلام ولكن لانه طبق أحلام شخص متسلق اتخذ الإسلام سلما
يكفي شيخ حسن يعرف قيمته كل العالم الا السودان لانو السودانيين لايقوم الدكتور السوداني وفي نفس الوقت تقيمو الاجنبي الامريكي