أخبار السودان

حسن الترابى الذى لا تعرفونه

د. رفعت السعيد

بدأت علاقتنا مشتعلة كما هو متوقع.. فقد دعيت فى زمن قديم لأشارك فى برنامج الاتجاه المعاكس بقناة الجزيرة قبل أن تنهار فى هاوية العداء لمصر، والحوار مع حسن الترابي.

وبرغم أن الحوار مع رجل كهذا كان بالنسبة لى فرصة للاشتباك فلم أسافر وجرى بيننا على الهواء هو فى الدوحة وأنا فى القاهرة، واشتبكنا اشتباكا حادا أشعلته ناران نار سودانية فبعد الإعلان المبكر على غير المعتاد عن هذا الاشتباك انهالت علىّ مكالمات من رفاق سودانيين من بقاع مختلفة ليس السودان من بينها فقد كان البطش هناك طائشا وكل منها يهدينى تشجيعا ومعلومات وأسماء وبيانات وجرائم يرتكبها النظام السودانى آنذاك حيث كان الترابى المهندس الأساسى لمسيرة النظام وللانقلاب الذى أتى به، وبالمقابل ?وكما أبلغنى د. حسن الترابى فيما بعد? اتصل به صديقى العزيز الذى لا أنسى صداقته مهما كان اختلافنا وخلافنا المرحوم عادل حسين الذى حذره بشدة من ?طول لساني? ومن استخدامى مفردات مثل التأسلم والإرهاب المتأسلم والإرهاب يبدأ فكرا، واتصل القاسم صاحب البرنامج راجيا ألا أستخدم هذه المفردات ورفضت وبعد إلحاح قلت له يتوقف على مجرى الحوار.

وبدأنا فإذا بالدكتور الترابى يأتى عاصفا مزودا بتاريخى السياسى فى الحزب الشيوعى وبسجنى فى زمن عبدالناصر كدليل على وطنيتى وكان ردى عاصفا وحاول القاسم الانحياز للترابى ليحميه فظل يقاطعنى فصحت به بينى وبينك هذا الميكروفون ونزعته من الجاكت فإما أن تصمت وإما سألقى بالميكروفون فى وجهكما وعند هذا ظهر الترابى مبتسما وقال عبارة غريبة ?نختلف ولكن ليس لهذا الحد? فعاتبته على عبارة قالها عندما عددت له بالأسماء والوقائع عمليات اغتيال لطلاب جامعة الخرطوم الذين أضربوا عن الدراسة فى ذلك الزمان فأعرض بوجهه بحركة مسرحية وقال ?وأعرض عن الجاهلين.. صدق الله العظيم? وردد هذه حيلة الديكتاتور المستبد العاجز عن الدفاع عما يفعل، وبعد ?ليس إلى هذا الحد? والعتاب من جانبى لنبدأ بمناقشة فكرة بعيدة عن الوقائع اليومية فلعلها مليئة بالأخطاء فلماذا لا نناقش رأيك فى قيام حكومة تعلى شرع الله، ولماذا تعارضها هل بسبب انتمائك الأيديولوجى أم هو اعتراض مبدئي.

وقلت رأيى وأجابنى ببرود من شعر بألا جدوى للحوار مهما استطال، وما أن انتهى وقت البرنامج حتى لحقنى بمكالمة تليفونية قال فيها أشياء غريبة فقد تبدى مندهشا من أننا نحن الاثنان مثقفان عصريان وكلانا درس فى أوروبا هو فى لندن ثم باريس وأنا فى ألمانيا، وكلانا يسعى لفهم حقائق العلاقة بين الإسلام والمجتمع ونحن الاثنان على طرفى نقيض، فلماذا لا تزورنى فى الخرطوم ونجلس معا نعصف البعض بما نعرف فانفجرت ضاحكا وسألنى فأجبت لقد كتبت فيكم مقالا أزعجكم وكان عنوانه ?هذا الجراد المرتدى زيا عسكريا? فقال قرأته ولهذا أدعوك لترى بنفسك، وأعترف لك مقدما أننا ارتكبنا ونرتكب أخطاء أنا لا أرضى عنها فقلت ومن يدريك أن أحدا ينتقم منى من ظهرك؟ فكان الدور عليه كى يضحك ولكن ضحكة صارخة كضحكتي، ثم قال دعها للظروف فزيارتى للقاهرة ليست يسيرة فى هذه الأيام.

.. ومضت أيام واختلف الترابى مع شركائه فى الحكم وأدخلوه السجن وأفرجوا عنه وظل معارضا لكن الأهم أنه ظل مفكرا، يسعى نحو التلاؤم شبه المستحيل بين حكم يرتدى ثيابا دينية وبين ديمقراطية وعدل.

ومضت سنوات حتى زارنى سودانى من رجاله وأعطانى مظروفا به كتاب للترابي.. كنا فى بداية 2004 والعلاقات مع الترابى من الجانب المصرى لا بأس بها لكنه لم يأت، تأملت العنوان ?السياسة والحكم.. النظم السلطانية بين الأصول وسنن الواقع? وكعادتى قرأت ما هو مكتوب على ظهر الغلاف وقرأت ?يجدد الدكتور حسن الترابى مفهوم السلطان ويصله بالناس والشورى والمجتمع مصدر الإجماع والسلطة فى الإسلام، ومهما انحرف التاريخ بالمصطلح إذ استبد الفرد دون الشعب أو أخذ السلطة بالوراثة أو غصبها بالقوة أو بالانقلاب، فإن بناء أنظومة الحكم الإسلامى لا يكون إلا بالحرية الأتم والشورى الأوسع والعقد الاجتماعى المؤسس على الرضا والاختيار? ونحيت الغلاف لأبدأ فى مطالعة الكتاب فأدهشنى الأهداء الذى جعلنى أتمنى أن ننفذ حلمنا القديم بأن نجلس جلسات طوال منفردين ليعصف كل منا الآخر بأفكاره..

أما الإهداء فهو..

الأستاذ الدكتور رفعت السعيد

العقل المشتعل تحررا وتساؤلا.. سعيا أن

يسود العدل.. العدل كل هذا الكون

عزيزى حسن الترابي.. ألهبت الهموم والاهتمامات ظهورنا وغمرتنا الأحداث بطوفانها ونسينا أن نحقق حلمنا باللقاء ونسيت أنا أن أشكرك على هذا الإهداء الملهم، لقد استهلكتنا أحلامنا، فهل تقبل الآن شكرى لك واعتذارى على تعسفى فى الحوار معك.

الاهالي

تعليق واحد

  1. الترابى رجل وصولى فعل كل مافى وسعه للوصول الى كرسى الحكم و حاول ازاحة البشير عن الرئاسة لكن الاخوه الاعداء افشلو مخططه و لكن البشير تعشى بهم جميعا فجعلها عسكريه و حكوما مخابراتى عسكرى و ازاح كل الجناح المدنى للجبهه القوميه الاسلاميه من اتخاذ القرار

  2. مشكلتنا في هذا السودان يا دكتور أن الإطراء يؤثر فينا كثيراً.. وإلا فما معنى عبارة الترابي ( العقل المشتعل تحررا وتساؤلا.. سعيا أن
    فلو كان يحترم ونظامه العقول المشتعلة تحرراً وتساؤلاً لما قُتل الكثيرون ممن عارضوا بالفكرة ولم يحملوا سلاحاً في وجه أحد، أليس كذلك!! هي محاولات ذكية من رجل عرف التركيبة النفسية الهشة لأبناء شعبه ولعب عليها كثيراً وهو بمثل هذه الإهداءات والمناقشات الجانبية يريد أن يسحر خصومه مثلما سحر أنصاره لا ويفرقكم أكثر..

  3. يا زول انت بتاع الأهالي هذا الترابي ذقناه فماً وشممناه أنفاً وعرضنا عنه أذناً لا تجئ إلينا بالمثقف الخالي تعال إلينا بالمثقف العضوي للمكان حتى لا تجد وجبتك الأخرى؛
    لا تقل أهداني فهو يعرف تماماً كيف يحيدك فهو قد حيدك بهذا الإهداء والكتاب والإهداء فراغان لا فاصل بينهما .. فهذا سياسي ما بال كتبه لا تغني ولا تسمن من جوع المواطن السوداني؛

    يا رفعت السعيد انت شيوعي مجرد أم ماذا يحصل لك ؛؛ نفهم الشيوعي يفهم المكان أكثر من الكتب والإهداء .. أأنت تقف مع الإهداء في موت ملايين السودانيين من جراء هذا الترابي؟؟

    عجبي

  4. يازول انحنا بنعرفو كويس وشايفنو هسي في كل القتلي والارامل واليتامي وعارفين كان بفكر كيف ربنا ينتقم منو ويقتص لكل من ظلمه هذا الترابي

  5. ماذا يساوي هذا الرجل المدعو رفعت سعيد اصلا امام قامه مثل الترابي لا فكريا ولا سياسيا ولا دينيا ولا اجماعيا ….ده واحد عايز يلمع نفسو وبس كعاده اهل مصر
    ياناس اعرفو للرجال قدرهم اولا ….. بعدين اتفلسفو
    وعشان ماف زول يجيني ناطي انا مويد للنظام ولا الترابي لكن يظل رقم يصعب تجاوزه ليس في السودان فقط بل للمجتمع الفكري الاسلامي

  6. ان الانقلاب على حكم ديمقراطي قائم مهما كانت الاسباب خطأ لا يغتفر وكان الاولى ان يتم معاجلة الحكم الديمقراطي بطريقة ديمقراطية كانتخابات مبكرة او غيرها.

    ومع الانقلاب استخدمت الحركة الاسلامية المكر والخديعة والتخفي عن الشعب لدرجة دخول رموز الحركة للسجن وهو سلوك مشين ومعيب ان يفعل الفعلة ثم يختبى ويحاول تبرير فعلته بالدول الغربية الالتي يسعى اليها النظام جاهدا في التعاون معها في شتي المجالات.
    فطالما رضيت الحركة الاسلامية بالانقلاب ونجاح الانقلاب فلماذا الكذب والتخفي والخداع وهو سلوك مشين في حق الافراد كما في حق الجماعات..

    فالذي يقوم بأنقلاب يأتي لإصلاح الحالة السيئة فلم نرى في العالم ان تأتي جماعة بانقلاب تسميه الانقاذ فتبدأ في القتل والنحر والمعنوى وتبدا في الفصل الجماعي وتمكين المحاسيب وسحل المعارضين وتشتيت الاحزاب وبناء حزبها بمال الدولة والشعب ؟

    ان الاحداث والانتهاكات والظلم والتشريد التي حدثت العشرية الاولى وقت ان كانت للترابي وجماعته السطوة والقوة والامر والنهي تفوق حد الظلم ولم يشهدها التاريخ لا من مستعمر ولا من غازي منذ ان نزل الانسان على وجه البسيطة والمؤسف ان يتم كل هذا باسم الدين؟؟

    كما ان عدد القتلى لاي سبب كان من جانب الحكومة او بسببها او من غيرها والمشردين والمهاجرين بسبب هذا الحكم يفوق ما حدث في السودان منذ دخول محمد على باشا الى السودان عام 1820 وحتى تاريخ قيام انقلاب الانقاذ على يد الحركة الاسلامية.

    ومع ذلك من المبكر جداً الحكم على هذا النظام لأن الطامات الكبرى لم يتم اكتشافها بعد نظراً لتمسك الحركة بذمام السلطة حتى الآن وتصادر حتى الان الحريات وتصادر الصحف وتقف بالمرصاد لكل تجمع بشري من غيرهم يضم اثنين فما فوق.

    نقول من المبكر جداً الحديث عن صحة او خطأ الترابي لأن الايام حبلى وكما قال الشاعر
    ستبدي لك الايام ما كنت جاهلا ويأتيك بالاخبار من لم تزود

  7. ذكي لكن الترابي باهداء بس اكل عقلك ،، صدق من قال تهادو تحابو … ويظل الترابي الاسوأ في تاريخ السودان فنحن لا تهمنا افكاركم في شي يهمنا ان ننعم بسلام في وطننا وقد ابتلانا الله بافكاركم انت وهو

  8. عشرتك للترابى لا تعنى شئ لنا ولا تمثل ذره مما عاشره الشعب السودانى لهذاالترابى .واذا اهداك كتاب تعال نهديك كتب تشيب رأسك وتصلع مما عمله فى هذا الشعب خلال عشرة 84 سنوات كاملات حتى مثوا الاخير.فمن الافضل لك ان تلتزم الصمت .(بلاش اوربا ولا المانيا).

  9. بل نعرفه تماما مثل جوع بطوننا ولن تنفعنا جملة كتبها لك فى كتاب يفعل عكسه فى دنيا الواقع

  10. عنوان كبير وجذاب والمحتوى ضعيف .. بحثنا عن مضامين العنوان ولم نجدها في لب الموضوع .. تسويق الموضوع للقراء كان عالياً ولكن الإنطباع الذي تركه كان بائساً

  11. سيظل الترابي يحكمنا من داخل القبر الي ان تتزال قوانينه التي صاغها وطبقها منذ عام 1980 .

  12. شيئنا ام لا نشاء الترابي رجل رغم ومقارنة بدراستك في اوروبا والترابي درس في اوروبا لاتجعل الكتوف تتلاحق شتان بينكما هو رجل نابغه ووف يذكره التاريخ كثيرا وبعدين مقالك خارج عن سياق الزمان من المفترض الكلام ده يكتب في حياة الرجل

  13. وانت يارفعت السعيد انتهازي كبير
    كنت شغال في نظام مبارك رئيس حزب في ظلو واضفيتو عليه شرعية

    شفتو كل شىء من سكات ، لماذا؟

  14. لا أؤمن بأنه يمكن أن يكون هنالك مُفكر بلا مبادي، والترابي مجرد سياسي إنتهازي وصولي، ميكافيلي، مُخادع، وسوف تلاحقه لعنةكذبته البلقاء إلى أبد الآبدين(أذهب إلى القصر رئيساً، وسوف أذهب إلى السجن حبيساً). إنها تلخيص وتجسيد للأزمة والتناقض الذي وسم منهجه الفكري والسياسي.

    إن الطموح الشخصي الزائد بدون كوابح أو معايير أخلاقية، لا يقود إلا إلى الدمار على المستويين الذاتي والعام.

  15. ايها المصريون لا زلتم تثبتون كل يوم بأن الأخوان المسلمون يستغلون غباءكم
    لعن الله مصر التي أتت بفكر حسن البنا و سيد قطب وأفسدت العالم

  16. يعني انت عايزنا نعرفه بس عشان الاهداء الفي كتابه ونقول والله زول كويس ومفكر حركات المصريين دي اعملها لغيرنا قوم لف بلا اروبا بلا الدقي بلاء يخمك يلحقك صاحبك اللي عرفته بعد مات ههههههههههه

  17. هو ديدنكم معظم اهل اليساري في المنطقة العربية تمجدون الحكام وتحجبون العسكر في السلطة او في الثكنات.., دكتور رفعت دكتور الترابي امتهن الكذب و(_اكل بعلقك حلاوة) حين اهداك كتابة الذي ذكرت جعلك تنسي ما احدثه عراب نظام اتلقتلة بالشعب السوداني ونسيت قوافل الشهداء ومن ماتو في اقبية التعذيب وفيهم عدد كبير من الشيوعين السودانين.
    ومن معدنك لايستغرب فانتم مع الاشياء وضدها اما الشعوب فلا قدر من الاحترام عندكم , تتحلقون حول السلطة مهما كان صلفها ودكتاتوريتها…شعب السودان عرفكم ..وشعب مصر ان مقالك يتملق انصار الترابي…فاسعد بهديتك وابتعد من جماهير الشعب السودان…ولولا احترامي لمن لهم علاقة بك , لاسمعتك ماتستحق سماعه..

  18. من عاش في زمن عبدالناصر.. كان عبدالناصر اولي بمعرفتك منا ؛اما نحن الشعب السوداني فنعرف هذا الرجل الترابي جيدآ. اقول لك دعنا وشأننا ياهذا

  19. خلينا مع الترابي وبقية ناسنا وامشي شوف السيسي بيعمل فيكم إيه .

    ياخي السيسي ما ترك مصري وحالف يدخل المصريين كلهم في السجن

  20. د. رفعت السعيد نأسف لاي إساءه تجاهك ولقد خسرت كثيرا بعدم مقابلتك للدكتور الترابي فهو نابغة بمعني الكلمة ولكن كما تعرف هناك إختلاف كبير مابين النظرية والتطبيق حتي الدين الاسلامي تم تشويهه عند التطبيق والدكتور الترابي أخطأ في حق السودان والسودانيين نسأل الله أن يغفر له.

  21. لا أتفق مع الرجل فهو إن أخطأ في حق خالقه و شاق الرسول من بعد ما تبين له الهدي ألا يشاقق سائر البشر و لكن الحق يقال لو لا أن الترابي داهية لما شغلكم في حياته و من بعد مماته.

  22. هذا الرجل الذي لم تعرفوه حتى رحل الى مولاه نسأل الله له الرحمة والمغفرة الواسعة انه مجتهد ومجدد الكثير لا يفهم خطابه لأنه فوق العقول ذات الفكرة المحددة ورجل له عقل واسع جدا و مفكر إسلامي عملاق وكان حماسه لجميع المسلمين ويسعى دائما لوحدهم وكان صنديد في وجهه اعداء الاسلام خاصة اليهود والنصرى إنه فقدي جم الامة الاسلامية والعربية جمعا ان لله وان اليه راجعون

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..