هل هو لازوردي أم اختلط الزمرد بالأصفر..المرأة والألوان

الخرطوم – زهرة عكاشة
يقولون إن أناقة المرأة تبدأ ببيتها، فالسيدة الأنيقة داخل بيتها أنيقة في كل مكان، وتميزت حواء السودانية منذ سنوات خلت بالمظهر الجميل لاختيار ما يناسبها من ألوان، سيما ذاك الثوب محط أنظار الجميع في شتى المجتمعات.
لكن مع انتشار التكنولوجيا واتساع رقعة الوسائط الثقافية تغيرت المفاهيم المجتمعية وسط السيدات والفتيات، وبتنّ يملنّ إلى اتباع خطوط الموضة، حتى على مستوى الألوان اختلط فيها الحابل بالنابل وصار ليس غريباً ارتداء الأحمر أو الأصفر في وضح النهار، ولسان حالنهنّ يقول: “لو عايز تظهر البس أصفر”.
الوان فاتحة
تحرص وفاء ناصر على اختيار الألوان التي ترتديها بدقة، ولا ترضى إلا أن تكون متناسقة مع بعضها. وتقول: “اختيار الألوان المناسبة شيء مهم للغاية لأنها تعكس شخصيتي، لذلك أحرص على اختيارها بدقة”. وأضافت: “لا أميل ارتداء الألوان الصارخة في النهار، وأفضل الفاتحة منها”.
ألوان فسفورية
فيما تحب لين عبدالله الألوان الفسفورية الصارخة. وقالت: “أنا أفضل الألوان الصارخة وارتديها في أي وقت لا يهم إن كان نهاراً أم ليلاً”. ذهبت أميمة رمضان في ذات الاتجاه وأضافت: “رغم أنني أحب الألوان الصارخة، إلا أن أمي دائماً تقول إنها لا تناسب النهار وخاصة الجامعة، لكنني لا أستطيع أن أطاوعها فهو أمر صعب”.
لفت للأنظار
فيما انتقد صلاح أمين وربيع عمر، ارتداء الفتيات للألوان الصارخة نهاراً، واعتبراها نوعاً من الجهل ولفت الأنظار إليهنّ خاصة الأحمر والأصفر. وقال ربيع: “إن الأمر لم يتوقف على الأحمر وغيره بل هناك من يلبسنّ طرح وتنورة مذهبة وهو أمر غير لائق، وأظن أنه شكل من أشكال لفت النظر اليهنّ وجهل بالموضة وما تقتضيه”. ومضى قائلاً: “يجب عليهنّ مراجعة أنفسهنّ”.
الطقس والبشرة
من جهته، يرى الفنان التشكيلي سامي المك أن اختيار الألوان يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالطقس ومجرياته. وقال موضحاً: “بشكل عام الألوان الصارخة تجذب أشعة الشمس لذا لا ينصح لبسها نهاراً، خاصة اللون الأسود الذي يضاعف درجة الحرارة”. وأضاف: “لكن يمكن ارتداؤها ليلاً بجانب الألوان الغامقة واللامعة التي خصصت للسهرات”.
ولفت إلى أن الألوان يجب اختيارها وفقاً للون البشرة وما يناسبها من ألوان، وقال الفنان التشكيلي: “الألوان الفاتحة تناسب أصحاب البشرة السمراء، أما الذين بشرتهم بيضاء يمكنهم ارتداء كافة الألوان، رغم ذلك عليهم الابتعاد عن الألوان الغامقة نهاراً لأنها لا تناسب طقس السودان بشمسه الحارقة”. وأضاف: “دائماً في اختيار الألوان تتطلب المسألة استخدام نظرية السالب والموجب، كما الكهرباء تماماً، لذلك على الفتيات والسيدات اختيار ما يناسب بشرتهنّ”. ونصح الفتيات بالابتعاد عن لبس العباءة السوداء. وتابع: “غير أنها لا تناسب طقسنا، فهي ليست من ثقافتنا”.
انعكاس نفسي ومجتمعي
فيما تؤكد الاختصاصية النفسية سلمى جمال أن الألوان تلعب دوراً كبيراً في تشكيل وتحديد حالة الأشخاص النفسية. وقالت: على سبيل المثال أن اللونين الأخضر والأبيض يحركان أجزاءً محددة في المخ تعزز السلوك الأيجابي ويبعثان الراحة والطمأنينة في النفس، لذلك نجدهما بصورة كبيرة في المستشفيات العصبية والمصحات النفسية”، وأضافت: “ومن هذا المنطلق أي لون له دلالاته ويعكس جانباً مجتمعياً محدداً”.
ونبهت إلى أن الألوان الصارخة تعزز الطاقة الإيجابية وتمتص الطاقة السلبية في جسم الإنسان. وقالت: “منذ القدم تهتم المرأة بالألوان وانعكاساتها لما لها من تأثير إيجابي على مظهرها ومنزلها، والمتتبع لمزاج المرأة يجدها تميل للألوان المشعة، إلا أن النساء الكبار في السن لا يلبسونها لاعتقادهنّ بأنها لا تناسب سنهنّ، رغم أن الألوان علمياً لا ترتبط بسن محدد، كل الألوان تناسب جميع الأعمار وتعطها مظهر جمالي.
وأكدت سلمى من خلال تجاربها أن المرأة تختار ألوانها بحسب حالتها النفسية. وقالت: “دائماً نجد أن المرأة التي تفضل الألوان المشعة (أصفر، أحمر، برتقالي، وغيرهم) تكون مرحة وأكثر حيوية ومتواضعة، بعكس تلك التي تفضل الألوان الغامقة (بني، أزرق، وغيرهم)، فدائماً ما يكون هناك أثر في نفسيتها ويظهر في سلوكها”، مشيرة إلى ارتباط الألوان بمفاهيم غريبة، مثل اللون اللبني للولد والبمبي للبنت عند الولادة، وكلها – بحسب سلمى – مفاهيم خاطئة.
ولفتت الاختصاصية النفسية إلى ضرورة مرعاة الظرف الاجتماعي والوقت وحجم الشخص عند اختيار الألوان، ونصحت الفتيات والسيدات ذات الوزن الزائد بارتداء الألوان الغامقة لأنها تخفي الوزن الحقيقي بينما تظهر الألوان الفاتحة وزنهنّ الزائد

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..