الحب فى زمن الثورة ..

الحب فى زمن الثورة ..
سيف الحق حسن
[email][email protected][/email]
متجاوزا كابوس الحب فى زمن الإنقاذ المشئوم، أستبشر قوة حب عنيفة متولدة فى هذا الشعب على غرار رواية ?الحب فى زمن الكوليرا” للكاتب الكولومبي جابرييل غارسيا ماركيز الحائز على جائزة نوبل في الآداب عام 1982. فكما ذكر النقاد أن أقوى ما فى الرواية هو توضيح قوة الحب فى تعضيد الصبر والعزيمة والإصرار للوصول للهدف بالرغم من التضاريس المختلفة والمناخات المتقلبة فى الحياة التى يواجهها المحب. فقد توج البطل حبه لفتاة أحلامه بعد أن بلغ من الكبر عتيا ولم يقل لقد هرمنا لقد هرمنا في إنتظار تلك اللحظة التاريخية.
لم يضمر حبه. تزوجت بطبيب وتنقلت معه فى مختلف البلاد. و مازال حبه معلقا بها ويتذكرها فى كل لحظة ولم يرتبط بأى فتاة. دام زواجها بالطبيب حوالى نصف قرن. بعد أن مات زوجها وبلغت هي أيضا السبعين لم ييأس وأقترب منها أكثر فأكثر بالرسائل واللقاء إلي أن أدركت بأنها تحبه رغم شعورها بأن عمرها لا يصلح للحب. ففي النهاية ركبوا سفينة واحدة لأمله معها برحلة لا تنتهي. تخلص من المسافرين الآخرين بخدعة أن السفينة عليها وباء الكوليرا. وهنا تنتهي الرواية والسفينة تعبر النهر ذهابا ومجيئا رافعة علم الوباء الأصفر دون أن ترسو إلا للتزود بوقود. وهم عاشقين حبيبين لا يباليان بكبر عمرهما ويقرران انهما الآن في مرحلة يمكن أن يحلقوا بعدها إلي ما بعد الحب.
أحسست بعمق حب هذا الوطن في قلوب الكثيرين الذين إلتفوا حول بعض فى هذه الأيام، أيام الثورة، ليظفروا بحبيبتهم عزة التى أسرت منهم. برزت الوطنية الحقيقية والإلتحام بين كل أفراد الشعب فى زمن هذه الثورة المباركة أكثر مما مضى و أصدق من خروجهم يوم تحرير هجليج.
برز المعني الواضح غير المدغمس للوطنية فى الآلاف التى خرجت للتعبير عن رفضهم للذل والإستبداد والقهر بعدما صبروا بحلم على الظالم الغاشم. وبرزت كثير من المقالات والتعليقات والرسائل والقصائد والكراكاتيرات التى توضح هذا الحب وخفة الدم من رجال ونساء. كل ذلك ينم على المثل العليا التى يتمسكون بها. والتى جعلت أنفسهم سامية تتحدث عن الحب والتضحية والإيثار وتقديم كل نفيس فداء ورفعة لهذا الوطن وشعبه الكريم.
فكما ذكرنا من قبل أن قضية الوطن ليس فيها مهادنة. قضية الوطن تضحية إلى النهاية. فهي ليست شعارا نرفعه فى دقائق معدودة ثم نستدير له ظهرنا أو نلقيه أرضا بعدها. قضية الوطن ليست للغناء أو الرقص لمدة خمس دقائق فقط. إنها سلوك يعايش فى الحياة اليومية والتزام مدى العمر بالحب وبفخر التراث وعز وكرامة الإنتماء للتراب وفوق كل ذلك الإستعداد للتضحية من أجله وفى سبيله فى أى وقت وفى أى مكان وبكل شئ وبدون معرفة الثمن. فالحب يقود إلى التضحية.
والأنانية والحب من أجل الوطن صفتان متناقضتان. فلابد أن لا تتعدى المصالح الشخصية أو الحزبية لأى مواطن مصالح الوطن حتى لا نسقط فى مستنقع الأنانية الشخصية أو الحزبية. فدعونا نتكاتف من أجل سودان واحد وسودان واعد. إخلعوا ملابس الأنانية والحزبية لنلبس لباس بلدى يا حبوب أبو جلابية وتوب.
“فالوطن شجرة طيبة لا تنمو الا فى تربة التضحيات وتسقى بالدم والعرق”. كما قال ونستون تشرشل.
فالنتكاتف من أجلها ولتكن ثورة مستمرة فى الحب والعطاء. فهذا الحب والتآخى بين الناس قوة كافية وكفيلة لخلع أى شرذمة أوباش كلما تشكلت ولبنات بناء لمستقبل مشرق. ولنكن الجدار الصلب الثابت الذى ينظر إليه أطفالنا ويرسموا فيه أحلامهم بثقة من دون إرتجاف أوخوف ولا حتى رعشة. فلنثبت لهم لكى يخطوا فوقنا بقوة فنحن جسورهم المعلقة فى بحر المستقبل. لتكون كلماتنا حضارة ومبادئنا عزوة وإرثنا لهم أصالة. لنكون لهم التراب الغض الذى يمشون فيه بسلام وأمن وأمان ليرتقوا فى مراتب العزة والإزدهار والرخاء. لنتمسك بحبنا لهذا التراب لآخر لحظة وليبقى الحب والمودة دوما بيننا..
* أحيي وأدعو بالحب والمودة والإخلاص جميع أفراد الشعب السوداني البطل الثائر للخروج يوم الجمعة القادم بإذن الله، الموافق 06-07-2012 فى (جمعة شذاذ الافاق).. إنتفاضة مباركة وثورة مستمرة حتى ينعم شعبنا بالحرية والعدل والكرامة والحب لنبنى الوطن سويا.
فما أعظم أن تضحي في سبيل الأخرين. تاملوا فى عنوان الرسالة التى بعثها لي الحبوب اخى سوداني جد سودانى جد أحد شباب التغيير المحب المخلص: جاهزين للموت في سبيل هذا الوطن الجميل مع احترام وتقدير كل شعب السودان للثورة ضد الظلم والحرامية بقيادة الرقاص…
فلنصطف جميعا استعدادا لجمعة شذاذ الآفاق
يجب على الجميع الخروج في الجمعة القادمة كبارا وصغارا رجالا ونساءا
نريده يوما عاصفا يهز أركان نظام الاجرام ويدخل الرعب والهلع في قلوبهم
لا جلوس خلف الكيبورد يوم الجمعة القادم لكافة شباب الداخل
دعوا اخواننا في الخارج يقودون النشاط الاسفيري يوم الجمعة ولنخرج جميعنا
الى الشارع بعد صلاة الجمعة في العاصمة وجميع المدن بالبلاد
لن أجلس خلف شاشة الكمبيوتر اعتبارا من مساء الخميس والى منتصف ليل الجمعة
لا تدعوا أجهزة أمن النظام تلتقط أنفاسها
ليس من المعقول أن يكون الخروج الى الشارع من مساجد محددة
الخروج واجب من كل المساجد في كافة الأحياء
الخروج الى الشارع في كل الأحياء يربك أجهزة النظام ويشتت جهودها ويقلل فاعليتها
لن نهاجم قوات الشرطة ولن نعتدي عليها ما لم تبادر الى التعدي علينا
هاجموا أفراد جهازالأمن والمخابرات وأحصبوهم بالحجارة (هم عادة يتجولون في عربات تويوتا هايلوكس) ولا تدعوهم يقتربوا من مواقع التجمعات
أقبضوا على أفراد جهاز الأمن المندسين في أوساط المتظاهرين وأنشرو أسمائهم وأرقام بطاقاتهم على مواقع النت
توحدوا وتكاتفوا وترابطوا وتماسكوا لتزيد قوتكم ويعلو صوتكم
لا تهابوا أفراد أجهزة النظام لأنهم خائفون ومرعوبون وسوف يسارعون للفرار عند أول ردة فعل لكم
نجاح جمعة شذاذالآفاق نجاح للثورة وسير في الطريق الصحيح للتحرر من طغيان الطغمة الفاسدة
النصر للثوار النصر للأحرار والعزة للسودان
(“فالوطن شجرة طيبة لا تنمو الا فى تربة التضحيات وتسقى بالدم والعرق”. كما قال ونستون تشرشل.)
هذه الجملة تكفي كتر الله خيرك الاستاذ سيف الحق وكثر من امثالك