مقالات سياسية

أخلوا سبيل إلياس يا أهل اليأس

صلاح شعيب

منذ زمن ظللت أتحين الفرصة للكتابة عن مشاريع إلياس الثقافية المثمرة، في وقت يتعشعش الحسد في الساحة الثقافية، ويتناءى الأدباء، والإعلاميون، والمثقفون، دون الإشارة إلى جماليات بعضهم بعضا. وتلك ثقافة فرعية موروثة لدى المشتغلين في المجال الواحد. ولكنها للأسف تترافق مع ثقافة عريضة يريدون فرضها، أساسها تخليص الإنسان من نوازعه الشريرة، وترقية فضله، ولجم نفسه العمارة بالحسد، وكبت الضيم إزاء نجاحات الآخرين. وإلياس هو راهب الثقافة، وحامل رسالتها، الذي يعمل بمثابرة، وثقة متناهية في نفسه خلال الأربعة عقود الأخيرة. كنا نقرأ له منذ المرحلة المتوسطة عبر صحيفة الأيام. مجودا لصحافته الثقافية، ومهموما بتحديث أشعاره، وحفيا اجتماعيا بأكابر الكتاب، والمبدعين من لدن المجذوب، وباشري، وجمال، وأبكر، وأناي.

ولإلياس فضل كبير على الثقافة السودانية لا يدركه كثيرون، ولن يبينه هو بذاته لحيائه الذي يبعده من دائرة الضوء، بالرغم من أنه رجل إعلامي في الأساس. إنه كان قريبا من عبد القدوس الخاتم، وصلاح أحمد إبراهيم، وعبد الرحيم أبو ذكرى، وأحمد الطيب زين العابدين، ومحمد المكي إبراهيم، وعلي المك، وعلي عبد القيوم، ومحمد عبد الحي، وعبد الهادي الصديق، وآخرين، ولذلك كان يزين أسبوعيا ملف صحيفة الأيام الثقافي الذي أشرف عليه بإنتاجهم الأدبي. يذهب إلى هؤلاء النفر المبدع، ويشجعهم علي النشر، وأحيانا يقدم حوارات نقدية معهم، وهكذا كان ينمي سانحات القراءة الثقافية حتى لحظة اعتقاله. ويعد إلياس، كذلك، واحدا من أكثر الذين رصدوا التحولات الثقافية بالتغطية الإعلامية في فترتي السبعينات، والثمانينات. ولاحقا أدركته صديقا حميما، مؤثرا.

كانت فترة قاهرة التسعينات من أجمل تلك الأيام، وبقيت علاقتنا أسرية. وكلما ادلهمت أموري ذهبت إليه في منزله الجميل في المقطم، والذي فيه يكرمنا مع زوجته. ويزيد كرمه بمنحي آنذاك عشرات من إصدارات مكتبته. وحين أسسنا مركز الأبنوس في واشنطن قبل ثلاثة أعوام طلبت مساهمته بإرسال كتب لبيعها ثم لاحقا نبعث المبلغ بعد التوزيع. أرسل لي أكثر من ثلاثين كتابا من منشوراته داره، وغير داره، تبرعا لوجه الله. وقال لي عبر إيميل إنه في غاية السعادة بتجربة التأثيث الثقافي في الغربة، ولهذا فإنه يرفض استلام دولار واحد. وتلك هي عادة إلياس الكريمة مع أصدقائه، وأصحابه الأقربين. كذلك يدرك قليلون أنه من خلال دار مدارك للنشر التي أسسها قد تبرع لجامعات، ومراكز ثقافية، ومؤسسات في الدولة، بكتب كثيرة، بل إن تجربة النشر والتوزيع الصعبتين في السودان أضاعت الكثير من حقوقه لدي الموزعين. ولكن لا بد لمصير إلياس سادن الثقافة، ومشروعه، أن يصطدما بأهل اليأس، والبأس الشديد الذين لم ترقق حالة فؤادهم قصيدة، أو تهجعهم غنوة، أو تترطب قسوة داخلهم برسم مُوحٍ، أو أنس فني تتصاعد نغمات عوده حتى تخترق السقف.

-2-
أنباء موقع (حريات) أشارت إلى أن قوة أمنية داهمت نحو الثالثة والنصف من بعد ظهر الاثنين الماضي دار مدارك للنشر والتوزيع، بالعاصمة السودانية الخرطوم. وتشكلت القوة الأمنية من جهاز الأمن، الرقابة، والمصنفات الأدبية. وصادرت القوة الأمنية أعدادا من الكتب، والوثائق وجهاز كومبيوتر يخص الدار، ولم تُعاد بعد. بعدها اقتيد إلياس فتح الرحمن إلى مقر أمني، وتم التحقيق معه حول نشاط الدار ثم أطلق سراحه لاحقاً. وما زال قيد التحقيق الأمني حتى الأحد 20 مارس 2016. ويخضع للتحقيق الأمني على مدار أسبوع كامل، منذ يوم الاثنين 14 مارس 2016″. ولا بد أن هؤلاء الذين دهموا الدار لا يعرفون صاحبه كل المعرفة. فإلياس شخصية ثقافية بامتياز، فعلى مستوى إنتاجه ألف ثلاثة دواوين شعرية ظل النقاد يناقشون حولها احتفاءً في الداخل والخارج. ومن دواوينه: “ليست دموع اللات حزنا على العزى” و”لا أحد يسعف الخيل” و”صوت الطائف آخر الليل”.

وشارك إلياس في كثير من المنتديات الشعرية، وأقام الكثير منها أيضا بتنوعاتها الفكرية، والأدبية، والاجتماعية. وكما أشرنا فقد عمل محررا صحافيا محترفا في ظل مجد الصحافة الثقافية حتى وصل إلى مرحلة الإشراف على الملف الثقافي للأيام في زمن قل فيه الصحافيون. كذلك مارس النقد الأدبي، وكتب مقالات عدة تناولت العديد من قضايا الثقافة، بجانب تقديم قراءات لدواوين شعرية، وكتب جديدة، ودعم الكثير من الأصوات الشعرية عبر صحافته المثقفة. فضلا عن ذلك فقد أسهم إلياس في تحرير المجلات الثقافية. وفي هجرته التي كانت قد طالت في مصر أقام علاقات وطيدة مع المبدعين المصريين، وعرف بالكثير من ملامح الثقافة السودانية في الصحف، والمجلات، والمنتديات، القاهرية.

وتعاون مع الدكتور حيدر إبراهيم علي عبر مركز الدراسات السودانية وأثمر جهدهما عن تحرير كتاب عن الشاعر جيلي عبد الرحمن، رصدا من خلاله كل ما تعلق بالشاعر المجيد. وحمل الديوان عنوان “جيلي عبد الرحمن: شاعر الوقت في سياق آخر”. ثم كون دار نشر باسمه في القاهرة، والتي شكلت نواة لدار مدراك التي صار صاحبها، وبالتالي قدر له أن يكون من الناشرين المثابرين في مجال ظل مهابا عند الأدباء، والشعراء السودانيين. وفي فترة وجيزة تمكن من تأسيس دار مميزة للنشر، تدفع إلى سوق الكتب إنتاج عدد كبير من المؤلفين، والأدباء، المعروفين، والمغمورين، معا.

-3-
الملاحظ أنه ما من ناشر اهتم بصناعة الكتاب من ناحية تحديث شكله مثل إلياس فتح الرحمن. فقد ساعدته خلفيته في الوقوف على تصميم ملف صحيفة الأيام على تنمية ذوقه الفني في التصميم. ولذلك طور قدراته في هذا المجال، وأصبح مصمما للكتب، وأغلفتها بصورة إبداعية عالية النسق، والإتقان، والحرفية. وقد أعاد إلياس الاعتبار للخط العربي من بوابة أغلفة الإصدارات في زمن هيمنت خطوط الكمبيوتر على الكتاب، والتي تكاد تنسي، وتنهي، جماليات هذا الفن الراقي. وفي هذا المجال أتاح إلياس مجال الإبداع في خطوط الغلاف لواحد من أبدع الخطاطين في العالم، وهو التشكيلي السوداني تاج السر حسن، وهو الفائز مؤخرا بالمركز الثاني لجائزة البردة بأبي ظبي، إذ يتنافس عليها سنويا خطاطون مهرة على مستوى العالم. وقد تمكنت خطوط تاج السر من إكساب كتب مدارك شكلا باهرا، وملهما، ولافتا للنظر. وهكذا ساهم صاحب مدارك بحذاقته الفنية في الحفاظ على تراث الخط العربي، وتنبيه القارئ لمواهب واحد من أميز الخطاطين السودانيين.

ولئن كان شكل الكتاب السوداني قد ظل لفترات طويلة مليئا بالأخطاء المطبعية، ورداءة الصور، وضعف التصميغ، وفقر التبويب، وفرز الألوان، وهشاشة الورق، فإن إلياس عالج كل هذي الأخطاء، والتي تنكد المؤلفين، والقراء على حد سواء، وهكذا تمكن من صناعة الكتاب السوداني بتؤدة، وروية. بل اختار له أفضل أوراق الأغلفة، والمتن. بجانب ذلك وظف إلياس لغته الشعرية المجودة، والرشيقة، وتجربته المديدة في التحرير الصحفي، للسهر من أجل التدقيق الإملائي، واللغوي للنص المطبوع. واهتم كذلك بالترقيم اللغوي، ولذلك يندر أن تجد في إصدارات مدارك أخطاءً صياغية، أو إملائية، أو مطبعية، أو لغوية. وبحرصه النبيل صار من الممكن أن يحتفي القارئ للعربية في مهرجانات دور النشر السنوية بكتاب سوداني يوازي جودته أفضل جودة لكتب دور النشر الكبيرة في الشارقة، والسعودية، والكويت، والمغرب، والقاهرة، وبيروت.

إن رجلا مثل إلياس، عوضا عن اعتقاله، والتحقيق معه بتلك الطريقة المهينة، كان يجب أن يأتي إليه قادة القوم ليستأذنوه بأدب عن رؤيته في تطوير ضروب الثقافة، أو النشر، إن لم يحترموا وعيه السياسي ليسألوه عن نظراته حول كيفية الخروج من الأزمة. وإذ إنه فضل العيش في البلد وسط هذه الظروف الطاردة لكل المنتجين فلا ينوي إلا الخير الوفير لبلده. وقد تمثل عمله المكشوف، والمصدق عليه، في ترقية الكِتاب والكُتاب، وفي الاهتمام بالأدباء الزائرين، وتعريفهم بثقافة البلاد، وتنظيم زياراتهم للمواقع الأثرية. بل عرفت أن إلياس يدفع من جيبه ليحتفي بضيوف السودان في جلسات يدعوا إليها مثقفي السودان. ولئن هو يؤدي دور الدبلوماسية الشعبية بعرض ثمار الأبداع والفكر السوداني عبر معارض النشر الخارجية، ويشارك باسم السودان في النقاشات، فإن وزراء الثقافة في البلاد، والذين هم لا يعرفون شيئا عن تاريخ الإبداع في السودان، بحاجة إلى استشارته حول كيفية تطوير أجنحة السودان الفاضحة، والفقيرة، في معارض النشر العربية، والأفريقية. فلتطلقوا إلياس لتتعلموا منه محبة وطنه، وحتى يواصل في رعاية مشروعه الثقافي الذي يرقي أهله، ويقودهم إلى ثقافة التسامح، وينزع عنهم كل مسببات الانتقام، وتفجير الغبن الذي قد يعصف بكل شئ.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الاستاذ الياس فتح الرحمن يتمتع بأخلاق نبيلة وتواضع جم ..وصبر هائل لا تحده حدود .. واستغرب مثل هذا الهجوم الأمني الغادر على مؤسسة ثقافية عملها ونشاطها مكشوف على مصراعيه للأجهزة المالية الضرائبية وغيرها من إدارات الجبايات المنتشرة في كافة أرجاء العاصمة
    .. من تريد هذه الجماعة أن يشتغل بالشأن الثقافي بعد أن أغلقت كل المراكز الثقافية الفاعلة في البلاد ..؟!! وبعد أن أوقفت نشاط اتحاد الكتاب السودانيين وأغلقت دارهم ..؟!! والان وجهت فوهات ادواتها الامنية الباطشة تجاه الإنسان النبيل الاستاذ الياس فتح الرحمن وانا على ثقة تامة بان كل اوراقه ومستنداته الرسمية لمؤسسة مدارك سليمة مائة بالمائة وانه سدد كل التزاماته المالية المطلوبة فامثال الياس فتح الرحمن لا يعرفون الغش والخداع والتهرب من التزاماتهم الضرائبية .. تعرفت على الاستاذ الياس فتح الرحمن عندما كنت اعمل صحفيا بجريدة الأيام في مطلع الثمانينات ولمست منه الهدوء والتعامل الإنساني الرفيع .. وأمل أن يكون هولاء الاوباش قد لمسوا هذه الأخلاق الرفيعة في الياس واحسنوا معاملته وهم يستجوبونه. . نسيت ان أشير إلى أن الأستاذ الياس فتح الرحمن قد أسهم في طباعة بطاقة الدعوة لمناسبة زواجي قبل 30 عاما وصبغ عليه بصماته الفنية وما زلت احتفظ به حتى آلان .. متعه الله سبحانه وتعالى بالصحة والعافية وأخرجه من هذه المحنة قويا وان يوفقه في عمله ويسدد خطاه برغم الظروف القاسية والظلامية التي يعمل تحت ظلها راضيا ومتقبلا أهوالها وعواصفها الهوجاء من جماعة تريدها ثقافة على مقاسها ومزاجها الخاص .. وكان الله في عونك يا استاذ الياس فتح الرحمن .

  2. صلاح شعيب… تحياتي
    ذكرتني بنكتة المجنون المفتكر إنو حبة قمح وخوفه من الديك..
    بعد جلسات مضنية مع الطبيب النفسى, إقتنع المجنون انو هو ما حبة قمح…, وقال للطبيب انا مقتنع جدا اني ماحبة ولاكن البقنع الديل منو…?
    منو البقدر يقع الكيزان ديل انهم وصلو البلد لما بعد العصر الحجري… لا ماء والا مأكل ولا مسكن ولا أمن ولاعلم ولا فن…,
    ولسع بجادلوا فى انهم سبب النهضة ونحنا متصدرين قائمة الاكثر فشلا في كل المجالات….
    الدول بتقدم جوائز شهرية المبدعين في كل المجالات للرقئ بمواطنيهم وتشجيعهم للمزيد لحجز مقعد لهم ضمن مبدعي البشرية…, ومبدعينا رهن الاعتقال…عجبي

  3. يستحق الياس فتح الرحمن هذه التحايا اللطيفة التي تفضل بها اخونا صلاح والمعلقين على كلمته القوية في حق هذا الشاعر الفنان ومهم جدا ان تتوالى امثال هذه الشهادات وكلها تشهد للياس بمجده الادبي والانساني بعيدا عن الاعيب السياسة فهو شخص منذور للثقافة السودانية وخدمتها بلا من ولا انقطاع كما ان هذه الشهادات تمثل تحصينا للياس وشرحا لمواقفه عسى ان يتفهمها حملة قئوس السلطة وحرابها فيمتنعوا عن مهاجمة الدار التي يقف على رأسها.وانا لااستغرب لامثال هذه الشهادات قي حق الياس فقد فاجأ المجتمع الثقافي ليلة تكريمي من قبل اتحاد الكتاب بفرقة كاملة من الموسيقيين والموسيقيات السودانيين الموهوبين عملوا تحت رعاية مدارك لثلاثة اشهر ثم خرجوا علينا ليلة التكريم باعمال فنيةوالحان غاية في العذوبة مستوحاة بكاملها من ديوان أمتي وكان ذلك هو التكريم الحقيقي الذي اطمح اليه.ومن غرائب المصادفات ان منظمي الحفل فات عليهم ذكر ذلك الصنيع مما اصطرني شخصيا للتدخل وتقرير نسبة ذلك الصنيع لصديقنا الحبيب.وأخيرا ارجو ان انقل لكل من يهمه مستقبل الثقافة السودانية ان هنالك اخبارا تقول انه تم التحقيق مع الياس وانه جرى اطلاق سراحه إلا ان هذه الحملة يجب ان تستمر حتى تتأكد تلك الاخبار ويثبت للجميع ان دار مدارك دار للوطن تشمخ فوق السياسة وآنياتها ولكنها تخدم قضية الوطن في جبهته الثقافيةالتي ترفد السياسة بالوعي والمعرفة وتقليب اوجه الامور بدلا من استعجالها.

  4. الإجلال والتقدير للقامة السامقة إلياس فتح الرحمن وندعو الله أن يفك أسره

  5. لاأظن أن اللذين يعرفون إلياس أوحتى من لا يعرفونه لم يندهشوا لما حلّ به من غبن فامثال إلياس إخلاصا للوطن و للثقافة وإحترما للذات ومهنته هم الدروات المطلوبة لأعداء الثقافة.الحقيقة حاولت كثيرا أن أندهش أو استغرب لماذا تتم معاملة إلياس على هذا النحو؟ أنا اعرف إلياس كما اعرف ظاهر كفى و باطنها. ليس مثل إلياس من تشبهه التهم على اية صورة جاءت .و ليس مثل إلياس من يزايدونه على حب الوطن، و ليس مثل إلياس من يعرف حدوده و يدرك وضعه و يحترم ذاته بموجهات فى غاية الصرامة والالتزام . إذن من اين يجئ الغبن إن لم يك من الاجحاف الذى حلّ به و بالمنارة التى اسماها “مدارك” ليتهم تمعنوا فى هذا الاسم جيدا و ادركوا ان من يختار مثل هذا الاسم لدار تختص بالنشر لا يمكن ان يخون مقاصدهاو اهدافهاالتى لا يمكن ان يكون من بينها ما يمس الوطن وامنه.أنا احفظ إلياس الذى لم يبخل لا بعلمه و لا بماله فقد كان سباقا لكل الافعال الجميلة والجليلة التى تضئ طريق المعرفة والثقافة .وانا اعرفه لاننى اعاونه فى اعمال النشرالتى يقوم بها و اشهد انه كان يجودها حتى و إن كان فى ذلك خسارة مالية لداره. رافقت إلياس منذ الثمانينات وقد ضمتنا مهرجانات الثقافة و إحتفالات اكتوبر و اشهد له بالحنكة والدقة فى رسم المراد تنفيذه . ورافقته فى جولة صحبتنا للمرحوم الشاعر محمود درويش و كل الفعاليات الثقافية التى رافقت تلك الزيارةالمتفردة للشاعر المتفرد . دار مدارك للنشر منارة يضئ زيتها من دم وعرق وفكر و عقل إلياس فلا تطفئوا تلك المنارة. و لنرفع اصواتنا من اجل ذلك ونشد على يد إلياس فى محنته التى هى الى زوال إن شاء الله

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..