الريس مرسي معانا ..معانا ولا معا البشير ؟؟؟

الريس مرسي معانا ..معانا ولا معا البشير ؟؟؟

سارة عيسي
[email][email protected][/email]

إندلع جدال في المنتديات الصحفية قبل عدة أيام ، فقد إحتفى بعض الإخوة بتصريح لرئيس جمهورية مصر الجديد السيد/محمد مرسي أكد فيه أنه أتى بثورة شعبية ولذلك لن يدعم نظاماً يضطهد شعبه ، وقد غالى البعض في تطلعاته وذكر أن السيد/مرسي قفل السماعة في وجه الرئيس البشير ، لا أريد أن احبط كل هؤلاء ، وكما قال المثل :
( سيد الرايحة فتح خشم البقرة )
قبل الغوص في طبيعة العلاقة بين إخوان مصر و إخوان السودان علينا الرجوع إلى محطات العلاقة بين البلدين ، في القرن التاسع عشر جلبت مصر الإستعمار العثماني للسودان ، وفي نهاية ذلك القرن شاركت في الغزو البريطاني للسودان بقيادة الجنرال كتشنر ، وثوار يوليو 1952 بقيادة جمال عبد الناصر دعموا إنقلاب النميري ضد حكومة إسماعيل الأزهري في مايو 1969 ، تكرر السيناريو مع مبارك الذي دعم النميري ثم منحه حق اللجوء السياسي بعد سقوط حكم الأخير في أبريل 85 ، ناصبت حكومة حسني مبارك الديمقراطية الناشئة في السودان ، فحكومة مبارك كانت تخشى أن يطالب المصريين بالديمقراطية، فالشعوب تتاثر ببعضها ، ولذلك دعمت إدارة مبارك الرئيس البشير عندما أعلن إنقلابه في يونيو 89 ، تحول هذا الدعم لعداء صارخ عندما أعلنت الإنقاذ مشروعها الإسلامي وهيأت نفسها لتصدير الثورة ، عندها أستغل نظام مبارك إنهماك حكومة البشير بالحرب في جنوب السودان فغزا شمال السودان وأحتل حلايب ، عادت مصر لدعم نظام الإنقاذ من جديد ولكن بمعادلة جديدة تقتضي خروج الترابي من صيغة الحكم ، وقد كان لمصر ما أرادت ، ودعمت الرئيس البشير ضد المحكمة الجنائية الدولية وفتحت له أراضيها ، وحققت مصر الكثير من المنافع على حساب السودان في عهد مبارك . وبعد سقوط نظام مبارك ركبت الإنقاذ الموجة وأعلنت دعمها للثورة ، ويقول الرئيس البشير أن الربيع العربي بدأ في السودان قبل أكثر من 23 وعاماً وهو بذلك يقصد الربيع الإخواني من دون الإشارة لكيفية الوصول للحكم ، هرع رجال الإنقاذ إلى مصر الجديدة وقد إستقبل مرشد الإخوان الرئيس البشير ، بالمقابل رد إخوان مصر التحية بأحسن منها وزاروا السودان وتلقوا هدية الابقار الشهيرة من مزرعة المتعافي .
وعلىّ أن اذكر شيئاً عن تنظيم الإخوان المسلمين الذي وصل للسلطة عن طريق الثورات التي حركها الشباب ، هذا التنظيم يؤمن بثلاثة قضايا وهي حماس وإيران والرئيس البشير ، لذلك كات تأييد إخوان مصر للثورة السورية متواضعاً وذلك لأنهم يأملون في الحصول على الدعم الإيراني ، ولذلك نلاحظ أن يصعدون لهجتهم مع دول الخليج وبالذات الإمارات ، بالنسبة للسودان في عهد البشير ، فكلنا نعلم أن كل إستثمارات الإخوان في زمن مبارك كانت في السودان ، وقد كانت الدولة السودانية توفر لهم غطاءً بإسم رجال أعمال سودانيين ولكن في حقيقة الأمر كانت رؤوس المال تخص الإخوان المسلمين ، الكثير منا تعجب لماذا رفع عبد الرحيم محمد حسين العلم المصري في ليلة تحرير هجليج ، وقد غاب عن المتابعين أن هناك وفداً من الإخوان كان في مقصورة الإحتفال ، وقد حضر لتأمين الدعم المادي والمعنوي الذي تحتاجه حكومة الرئيس البشير ، غير كل ذلك إعلام الإخوان في مصر في ايام حرب هجليج كان يتحدث عن مؤامرة صهيونية كبيرة تستهدف الإسلام في السودان ، وهذا الحديث أعاده الدكتور نافع يوم أمس عندما ذكر في لقائه مع زعماء الطرق الصوفية أن المستهدف هو الإسلام وليس الحكومة ، وزاد على ذلك عندما أعتبر أن كل من يقف ضد السياسات الإقتصادية الأخيرة هو علماني أو شيوعي يستهدف العقيدة الإسلامية .
إذاً من المخاطرة المراهنة على جواد الريس مرسي ، أما تصريحه الغامض والفضفاض بأنه لن يدعم نظاماً يقمع شعبه فهذا تصريح فيه نوع من ( التقية ) ، جماعة الإخوان في مصر وعدت بأنها لن تخوض إنتخابات رئاسة الجمهورية ، ولكنها لم ترضى بالكعكة اليسيرة ، فقررت السيطرة على كافة مراكز الدولة ووصلت للرئاسة ، وحزب المؤتمر الوطني السوداني يملك في مصر سفارة ومكتب جالية ومقر حزبي كبير ، ويدير شبكة من رجال الأمن والبلطجية مهمتها مراقبة الناشطين السودانيين في القاهرة ، وسفير السودان في مصر كمال حسن علي منذ سقوط النظام أصبح لا يفارق مكتب المرشد العام ، إذاً علاقتنا مع مصر الآن هي بيد الجماعة والمرشد وليست بيد المؤسسات كما كان في عهد مبارك ، فالجماعة ترى الأحوال في السودان من منظورها الفكري وهو أن شعب السودان بسبب تمسكه بالعقيدة الإسلامية يتعرض لإبتلاء من الله سبحانه وتعالى ، وهذا الإبتلاء خص الله به هذا الشعب وهو نقص في الأنفس والثمرات والأموال ، وبعد هذا الإبتلاء هناك قوى صهيونية ودوائر غربية يقلقها تطبيق الشريعة الإسلامية في السودان ولذلك هي تضيق عليه في الرزق ، إذاً ما هو المخرج في فكر الجماعة ؟؟المخرج يكمن في شعار الإسلام هو الحل ، فعلى السودانيين الصبر على هذه الإبتلاءت وتفويت الفرصة على المتربصين ، وبعد الصبر يأتي الفرج ويكثر الزرع والثمر ، هذه هي رؤية الجماعة لحل الأزمة السودانية ، وخوفي أن يكون هذا هو خطابها للشعب المصري عندما تفشل في توفير الكساء والدواء والخبز . عندها سوف تصف 85 مليون مصري بأنهم شيوعيين وعلمانيين
سارة عيسي

تعليق واحد

  1. الاخت سارة ، سمعتي اكيد بقصة الثعلب يبيض ولا يولد ((مدرس سأل طالب غبي :الثعلب يبيض ولا يولد ؟؟ قال :والله الثعلب مكار كل شئ )) تعرفي ان الكيزاان ديل ثعالب يعني تتوقعي منهم اي حاجة واي كوز مكار… وبس ….موجوع والله

  2. عندما انفجر بركان ثورة 64 ضد نظام عبود ، و85 ضد نظام النميري ، كان الشعب السوداني البطل هو المحرك والوقود لهما ولم ينتظر دعما من أي شعب في الدنيا ، لذا سوف يتحرك التسونامي قريبا ليكتسح هؤلاء الفاسدين السارقين العنصريين القبليين القتلة الفجرة وإنها لثورة حتى النصر .

  3. يا سارة .. هذا الكلام غير سار وغير مار .. الله يهديك ..

    فالفرق بين مرسى وشفيق كان 800 الف صوت فقط رغم اصطفاف اغلب القوى الشبابيه والديمقراطيه مع مرسى العداله خوفا من اعادة صياغة النظام القديم حال فوز شفيق .

    وكذا الحال مع نهضة تونس التى لم تسطيع تامين الفوز الا بارادة القوى التونسية الحيه .. وهاهى ليبيا تتخبط فى قوضى لا يعلم منتهاها الا الله ، رغم نزق المجاهدين واموال الاسلاميين .

    وفى سوريا حتى اليوم لم تسطيع المعارضه بلورة موقف موحد رغم الصوت العالى للاسلاميين من خلال بوق قناة الجزيرة الشريرة ..

    فلا عليكى يا سارة ، ولا تحزنى ، فارادة الشعوب هى الغالبه دوما بلا من او ضن من احد ..

  4. نحنا ولا دايرين ..دعم من مرسى..ولاغيره

    إعملوا بالمثل الذى يقول…( ماحَكَ جَلدك مثل ظُفرك…فتولى أنت جميع أمرك)

    الكتابة فى الصحف ومواقع التواصل لن تسقط نظام متسلط لعقدين ونصف..تقاعس الناس فى الخروج إلى الشارع…سوف يقوى من تقوية القمع …يا نا س ضحوا بوقتكم الآن لترتاحوا إلى الأبد..الوقت يمضى والمشوار ليس بقصير..

  5. يااخوانا قوموا وروقوا المنقة مصريين شنو الراجيين منهم خير ديل لو بقوا الاخوان ولا الشيوعييين كلهم واحد اولاد بمبه يلقوا مصلحة فى السودان دة احنا اخوات وعاشت الوحدة العربية والخعبلات اياهاوالكلام الفارغ مافى مصلحة يبيعوك وانت بتتضحك خلونا مركزينا فى المغصة بتاعتنا اخير لنا منهم

  6. اوفقك الرأى سيدتى بأن جمعية الاخوان المسلمين العالمية هى التى تحرك الاسلام السياسى فى العام العربى ومنذ قديم الزمان يبشرون بنمكين فكرهم الارهابى على مفاصل معظم الدول العربية وهم بفكرهم الكهنوتى واستثماراتهم الواسعة تمكنوا من السيطرة على الشارع المصرى ومنذ قديم الزمان والارهاب هو القاسم المشترك فى كل ادبيات هذه الجماعة ، فلا تظنوا ان الدكتور مرسى بغافل عن هذه الحقيقة وهو ومرشده من اشد المدافعين لنظام البشير/الترابى لا ولن ننسى عندما فتح لهم نظام الانقاذ السودان ليعيثوا فيها فسادا وما حادثة محاولة اغتيال الرئيس المصرى السابق ببعيد عن الاذهان.
    ان نظام الانقاذ الان فى ورطة كبيرة مع شعبها ويستندون على اخوان مصر فى اجتياز هذه المحنة فلا نعول على كلام الدكتور مرسى كثيرا -ومصرالرسمية لعبت ادوار قذرة تجاه السودان منذ الاستعمار المصرىالخديوى مرورا بالاستعمار الانجليزى المصرى وحديثا موقفهم الفاضح من نظام الانقاذ مرورا بأحتلالهم مثلث حلايب وغدم السماح لمستشار رئيس الانقاذ بدخولها وتسويقهم لنظام الانقاذ فى العالم العربى عندما قامت الجبهة الاسلامية بأنقلابها المشئوم فى 89
    ان معظم النخب السودانية الحاكمة ( وخاصة طائفة الختمية الذى اتى رائدها السير على الميرغنى اب الخيانة والذى اتى بمعية اللورد كتشنر ) يدينون بالولاء لمصر ويدركون جيدا لولا السند المصرى الرسمى واموال المخابرات المصرية لما تمكنوا من الحكم ابدا ومن غرائب الاشياء ان الشأن السودانى قابع فى دهاليز اروقة المخابرات المصرية تحت اشراف مباشر من رئيس الجمهورية المصرية مهما كان ذلك الرئيس مرتديا زى عسكرى اومدنى او طربوشا – فيا سادتى نرحب بثورة الاخوة المصريين ولا تركنوا لمصر الرسمية ابدا

  7. لا ياسارة انا لااوافقك الراي. نحن لانتظر احدا . نحن من ابتدعنا الثورات ولنا خبرة كبيرة في ادارتها . مصر الدولة عمرها 7 الف سنة لكن عمرها الدمغراطي اسابيع فقط؟؟ كيف يستقيم الظل والعود اعوج… نحن قادريين اذا لم نسمح لاي قوة اقليمية بالتدخل في ادارة الثورة وفرض شروطها ومصلحتها. اما مرسي واخوان مصر فهم مع الترابي قلبا وقالبا وليس مع البشير….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..