أخبار السودان

و ما نزال، جنوبيا هوانا !

حسن وراق

@ قرر مجلس الوزراء معاملة مواطني الجنوب بوصفهم أجانب عند تلقي الخدمات الصحية والتعليمية وإتخاذ الإجراءات القانونية حيال كل من لا يحمل جواز سفر و تأشيرة دخول رسمية خلال أسبوع والتهديد بقفل الحدود مع دولة الجنوب في حالة لم تتراجع جوبا عن دعم الحركات المسلحة في دارفور و النيل الازرق و جنوب كردفان . هذا القرار عبارة عن رد فعل غاضب و انفعالي وانعكاس لحالة الحروب الدائرة في دارفور و المنطقتين ، افتقد هذا القرار للحكمة وضبط النفس ومراعاة خصوصية العلاقة بين شعب واحد ، لعبت العديد من العوامل دورا كبير أدي لانفصاله في دولتين .
@ بعد سبعة أعوام من قرار الانفصال ما يزال الشعور قائم بين ابناء الوطن الواحد ، شعب واحد ما تزال تحكمهم ،علاقات نفسية و اجتماعية وثقافية وشعور بالوطن الواحد الذي تلعب فيه أواصر أخري إزدادت حميمية رغم الانفصال الذي كان رغبة سياسيين. كما هو واضح أن الانفصال لم يصمد ولم يأتي بنتائج ايجابية للطرفين في الشمال وفي الجنوب لتصبح الحكومات القائمة الآن سبب مباشر في ما يحدث بين الشعب الواحد الذي يدفع الآن ثمنا غاليا للإنفصال . فشلت حكومتنا في خلق علاقة مميزة مع دولة الجنوب لأن الذهنية الحاكمة ما تزال تنظر للدولة الوليدة وكأنها جزء من حكومة الشمال كما كان في السابق بالإضافة الي النظرة الدونية التي لم تبارح شعور ابناء الجنوب .
@ الحقيقة التي لابد من ذكرها أن بعد الانفصال حدث تحول ايجابي في علاقات المواطن الجنوبي مع اخيه الشمالي وقد لمس الجميع شكل هذا التحول في تلاشي وذوبان العقد التي كانت موجودة قبل الانفصال وقد أدرك الجميع ان النخب السياسية المختلفة قد أخطأت في تقييمها لطبيعة المشكلة بين أبناء الوطن الواحد وفات عليهم ، أن مايجمع ابناء الوطن الواحد أكثر مما يفرقهم رغم تنامي الظلامات الاجتماعية والاخطاء المشتركة التي خلقت بيئة و كأن الانفصال هو الخيار الذي يحمل الحل .بعد سبعة أعوام من (تجربة) الانفصال كان لابد من تقييم (التجربة) بحسابات الربح والخسارة لاقتصاديات الدولتين والعلاقات الاجتماعية السودانوية وكذلك الرؤية للمستقبل القريب و البعيد وكل دول العالم تتجه نحو الوحدة كأحد مطلوبات التنمية و القوة في مواجهة تحديات العصر .
@ لابد من الاعتراف بإرتكبنا جرم جعل الانفصال حقيقة ولابد من الاعتراف اننا لم نحترم قرار الانفصال بخلق علاقات الاخوة حسن الجوار ولم يترك الجانبان سياسة الكيد والاستفزاز وعدم التعاون وترقب السوانح للانتقام و خلق العوائق و افتعال المشاكل . حكومة الشمال تدرك مدي ارتباط المواطن الجنوبي (نفسيا) بالشمال الذي يدين له بكينونته الثقافية والاجتماعية. بعد الانفصال بدأ إحساسه بالانتماء للشمال أكثر من ذي قبل خاصة بعد أن اتيحت الفرصة للمقارنة بعد الانفصال والشعور بالغربة عن الوطن الذي كان يلم الجميع في وحدة نفسية لا فكاك منها خاصة بعد معايشتهم بعضهم بعضا بجانب مواطني دول الجوار الجنوبي الذين يختلفون عنهم كثيرا ولا يشكلون بديلا لإخوتهم في الشمال وهم يتقاسمون الخصائص السودانوية التي تغلغلت في مساماتهم وصارت مكون اساسي للمواطن الجنوبي .
@ من أكبر الاخطاء التي ارتكبتها حكومتنا انها اغلقت الحدود بين الشمال و الجنوب و منعت التجارة بين البلدين لتتجه علاقات دولة الجنوب الي دول الجوار وبالتالي فقد الشمال فرصة ذهبية في (إعادة استعمار) الجنوب إقتصاديا حيث فقدنا مليارات الدولارات عندما كانت حكومة الجنوب (دولة بترولية) تنتج 500 الف برميل يوميا ذهبت معظمها الي دول الجوار .من الاخطاء التاريخية أن الاستثمارات الجنوبية اتجهت ايضا الي دول الجوار لانتاج السلع التي كانت تاتي من الشمال وكذلك المنتجات الزراعية لتصبح دولة جنوب السودان جزء من شمال يوغندا التي استأثرت بإمكانيات السوق الجنوبي . عندما أفاقت حكومتنا في الشمال الي هذه الحقيقة وقامت بفتح الحدود واستئناف التجارة كانت الأوضاع في الجنوب بدأت تشهد تردي اقتصادي و امني أدي لاتخاذ القرار الأخير الغير موفق بمعاملة الجنوبيين كأجانب .
@ التعامل مع ابناء الوطن الواحد بتلك الحدة وبهذا الانفعال لن يستفد منه الشعب الواحد في البلدين وجميع الاخوة ابناء الجنوب الذين فضلوا البقاء في الشمال لهم الحق لانهم سودانيون في المقام الاول ولدوا وعاشوا ويزاولون اعمال مختلفة ساهموا في البناء و التنمية ولا ذنب لهم في حالة الاحتقان بين الحكومتين والاهم من كل ذلك ،لم يساهموا في تدمير الاقتصاد القومي وتهريب العملة مثلما يفعل بقية الاجانب الذين يرتكبون في الجرائم الإجتماعية والاقتصادية و لا يحملون أي شعور بالإنتماء لهذا التراب . إذا كان الخيار للشعب السوداني في من يقاسمه العيش والوجود فلن يختار سوي إخوته من ارض جنوب السودان الذين لا يستحقون معاملة الاجانب و تحريض السلطات عليهم لتوفيق اوضاعهم خلال اسبوع ، ما يحدث من حالة احتقان بين الحكومتين لا يجب ان يدفع ثمنه الأبرياء أخوتنا من جنوب السودان وحتما ستذهب حكوماتنا في البلدين ويبقي الشعب السوداني واحدا موحدا في البلد الواحد ما قد كان و ما سيكون .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الجنوب اصبحت دولة ذات سيادة وتحكم مواطنيهاالمعاملات الدولية بين الدول والاجراء الحكومي طبيعي ويتماشي مع القوانين الدولية . ونحن كمواطنين نؤيد الدولة في هذا الامر .
    كفاي عاطفة اذهب الى الجنوب وشوف معاملة الجنوبين للشمالين .

  2. يعني إنتوا طوال الخمسه سنين الفاتت منذ حدث الإنفصال كنتوا بتعاملوا مواطني دولة جنوب السودان كالمواطنين أبناء البلد!!!!!!!

  3. صحى كانوا مواطنين سودانيين ولانزال مع عودة الوحدة خاصة ان الجنوب لم يكن فى يوم من الايام دولة مستقلة بل مواطنيه احد مكونات النسيج السودان مثله مثل المكونات الاخرى ونحن نعرف سبب الانفصال ويمكن منح الجنوبيين وضع خاص لكن ايضا قيادات البلدين تسمم هذه العلاقة وانطلاق الحكومة من حيث ان الجنوب دولة مستقلة ومواطنيها اجانب لكن الخصوصية الجنوبية تفرض ان يتعاملوا كمواطنين مثل البقية ولاتنسوا حلايب

  4. صحى كانوا مواطنين سودانيين ولانزال مع عودة الوحدة خاصة ان الجنوب لم يكن فى يوم من الايام دولة مستقلة بل مواطنيه احد مكونات النسيج السودان مثله مثل المكونات الاخرى ونحن نعرف سبب الانفصال ويمكن منح الجنوبيين وضع خاص لكن ايضا قيادات البلدين تسمم هذه العلاقة وانطلاق الحكومة من حيث ان الجنوب دولة مستقلة ومواطنيها اجانب لكن الخصوصية الجنوبية تفرض ان يتعاملوا كمواطنين مثل البقية ولاتنسوا حلايب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..