نداء الخلاص لشباب التغيير!!

نداء الخلاص لشباب التغيير!!

تيسير حسن إدريس
[email][email protected][/email]

على قدْر أَهْلِ العزمِ تأتي العزائمُ… فقرارُ شباب السودان الخروج إلى الشارع في الغد القريب، لتَّعبير عن مدى سخطهم وغضبهم من السياسات الظالمة، والعشوائية التي ظلت متبعة زهاء ربع القرن، من قبل نظام الإنقاذ وسدنته من تيارات الظلام السلفية، واكتوى بنارها شعب السودان ، والنظام سادرٌ في غيِّه، غير مكترثٍ ولا عابئ بدموع الأرامل، واليتامى المشردين من أبناء الغرب في دار فور، ولا بآهات ومعانات مرضى الدرن و أمراض الجوع وسوء التغذية في شرق البلاد، ولا بتوسلات وشفاعات طائفة من أهل الشمال، الذين رحلوا قصرًا عن أراضيهم وقراهم، وخربت ديارهم من أجل مشاريع (شوفوني) الفاشلة، بسبب التسرع وعدم الدراسة وإقصاء الكوادر المؤهلة من الخبراء والاستشاريين، مما جعل مرددوها نكالاً ووبالاً على أهل تلك المناطق المنكوبة والمنهوبة باسم التنمية.

إن تاريخَ 06/07/2012م فيما عرف “بجمعة شذاذ الآفاق” الذي ضربه شباب السودان وحددوه كيوم للفرقان بين الحق والباطل- يكتسبُ قدسيةً ومصداقية خاصة، نلمسها في الإعداد الجيد المتواصل، والإصرار والعزيمة الشبابية الوثَّابة لإنجاحه، والرُّوح الثورية المتقدة للذَّهاب به لنهاية الشوط، نحو الأهداف المنشودة والنهايات المرتجاة، نحتًا بالأظافر والسواعد الفتية على صخر الدكتاتورية الأصم؛ لفتح كوةٍ للأمل، ونافذة لصباح الوطن الأجمل، تعبر من خلالها رياح التغيير من أجل غدٍ ومستقبل أخضر لوطن في نضارة وبهاء شباب السودان.

فجمعة “شذاذ الآفاق” لن تشبه ما قبلها؛ لأن فيها ستتمايز الصفوف، وتنكشف عورة المتخاذلين ويؤرخ لمرحلة جديدة في تاريخ السودان الحديث، ومسيرة شبابه السياسية؛ وذلك بأخذهم لكتاب النضال بقوة، وتصديهم لقضايا الوطن المصيرية، وإسهامهم المباشر في الحراك الوطني، والسعي الجاد لإيجاد الحلول، بعد أن بلغ سيل إخفاق الساسة من الحرس القديم حد تفتيت الوطن، والتفريط في عزته وكرامته، فضياع الجنوب واحتلال (حلايب) و(الفشقة) دلائلُ ساطعاتٍ على هذا الفشل، يصعب إخفاؤها أو حجبها بغربال الزيف والخداع.
والشباب هم الشريحة الأقدر على إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح.

إن أخذ شباب التغيير لزمام المبادرة والتصدي لقضية إزالة هذا النظام الفاسد بأيديهم، سيزيلُ الغَشَاوةَ عن أبصار القيادات الحزبية ، التي مازالت تساوم وظلت تظن أنَّ حراك الجماهير مرهونٌ بإرادتها وطوع بنانها، وبموجب هذا الاعتقاد العبثي أخضعت قضايا الشعب المصيرية للمساومات الرخيصة، ابتغاءَ مصالحٍ شخصيةٍ ومآربَ حزبيةٍ بعيدة كل البعد عن هموم وشجون الجماهير، صاحبة الوجعة التي ظلت تصطلي بنار تلك السياسيات الانتهازية العقيمة، وقد آن أوان إيقافها عند حدها ، وشباب التغيير بما أُوتُوا من وعْيٍ وعلمٍ وتجربة أهلٌ للقيام بهذه المهمة، التي عجزت الأجيال السابقة عن انجازها.

إنَّ لحظةَ الحقيقة قد أزفت؛ ليرى وهْجَها جهابذةُ المؤتمر الوطني، ومن شايعهم من المنتفعين، ويعلمون أنَّ (لحس الكوع) ممكن في عرف شباب السودان، الذين تعاهدوا وعقدوا العزمَ لتطويع المحال، وهزيمةَ المستحيل وإظهار أن (ضراع) الحقِّ أقوى وأخضر من (ضراع) الباطل، وأنَّ الصراعَ ضد الظلم والظلام يحتاجُ لعزائم الرجال، ولا مكان فيه إلا لمن تحزَّمَ وتلزَّم مشرعًا صدرَهُ للعاصفة هاتفا (من غيرنا يعطي لهذا الشعب معنى أن يعيش وينتصر).
فيا شبابَ الوطن الأبيَ يا أمل هذا الشعب الصابر… رصُّوا الصفوف واسْتووا …حاذوا بين المناكب وأكملوا الصف الأول فالأول وارفعوا تكبيرة التغيير يرحمكم وينصركم
تيسير حسن إدريس 05/07/2012م

تعليق واحد

  1. نداء من بروفسر عبد الله على إبراهيم لأفراد جهاز الأمن:
    هذه نداء استدرك به ما وجهته لكم الدكتورة ميادة سوار الدهب. فقد ناشدتكم بعبارة حرة واضحة باسم الجيرة والأهلية والأخوة والبنوة والوالدية والوطنية أن تقوموا إلى شغل الوطن على وجهه الشرعي. فأنتم جزء من وطن يحتضر وأمنه معلق في ذمتكم. وسألتكم أن لا يشتبه عليكم في هذا الظرف الدقيق أمنين: أمن الوطن وأمن حكامه. وحدثتكم بأنكم درع الوطن ولستم عبيداً لحكومة. فهذه أرضكم كما هي أرضنا جميعاً.
    وربما أزعج د. ميادة عيبكم البين في ذيل تظاهرات جمعة “لحس الكوع”. فقد صارت فيكم عادة التربص بالشابات الناشطات بعد اجتماع أو آخر وإيداعهن جهة توصف بالمجهولة حتى للأهل. حدث هذا لمروة التجاني ورشيدة شمس الدين ومي شطة. أما عن مها السنوسي فنقل شاهد عيان أن قوة منكم “تلبت” من فوق حائط بيت أسرتها في منتصف ليل 27 يونيو واقتحمت غرفتها وهي نائمة وأنتم مدججين يالسلاح. وأخذتم لابتوبها وتلفونها. وكان عقلاً منكم في ذلك الهرج أن تسمحوا لوالدها بمرافقتها. ولم يكن لأيا مما ذكرنا لزوم حيال شابات يقمن في وضح النهار بشغل الوطن ويعرفن أنهن سيخضعن للمساءلة ولكن ليس للترويع بخساسة ذكورية معروفة. وتعرف ميادة عن تعلق بنات جيلها بالوطن ما أملى عليها هذا النداء لكم لتتبعوا أحسنه. فهي نفسها قلادة يرتديها الوطن على صدره. كانت طليعة في الحركة النقابية للأطباء ثم صارت قائدة للحزب الليبرالي. وشهدتها في مواقع وقرأت لها وهي حالة من الوعي بالوطن يظن جيلنا أن نوعها قل وصبر على التبعة قيل أنها ذهبت مع جيل التضحيات. وهي تكتب لكم من فوق وطنية بلا ضفاف تثق بأن هناك من قد يتأخر من شغل الوطن ولكنه لن يغيب. وأنا أعرف كثيراً من شيعتها سيقولون لها كتابتك هذه “فو ساكت” لأن بجهاز الأمن صمماً. ولكن من شَغِف بالوطن مثلها يعرف أن له سحراً يدركك ولو جعلت في أذنيك وقراً. وتعرف، كقائدة، أنها لا تقود جمهورها خاصة ولكن الناس أجمعين. فميادة فخر لكل أسرة ومن نقول فيها: “أريتها بتي”.
    أرجو أن تتأدبوا في حضرة الاسر وبناتها المناضلات وأعرافنا. فتربصكم بهن على ما يذاع شين كبير ولا يأتي به ود ناس. فقد سبق لمثل لؤمكم هذا أن دق إسفيناً بين جهاز الأمن والشعب بعد انتفاضة ابريل 1985. وبلغت كراهة الشعب في الجهاز حد حله بغير هدي ولا كتاب منير في غلطة “ثورية” لا تغتفر. فكنت أعرف أنا مثلاً أن القسم الاقتصادي فيه كان يؤدي شغل الوطن بمهنية عالية. وما أذنت له الدولة بالإدعاءحتى أخرج وثائقه مخدومة بالدقائق والحقائق. وأنا متأكد أن بجهازكم اليوم أقساماً تلتزم هذه المهنية ما تزال. ولما يأذن الوقت ستخرج وثائقها عن تجنيب الأموال والعقودات الخاصة وسفه الحكام.
    لقد صدمني وجيلي من الشيوخ أن نسمع عن فتونتكم على خير بناتنا وأرشقهن في ساحة العمل الوطني. ووجدت في رسالة د. ميادة انفعالاً لم أملك معه إلا أن أختم عليه وأبصم. وآمل أن تكفوا عن ترويع المناضلات نهائياً. فهن، إذا قلنا جد، من يحمي مع غيرهن من الشباب بيضة الوطن. وذلك أقرب للتقوى.

  2. رسالة من د. ميادة عبد الله سوار الدهب
    أبناء هذا الوطن شرفاء بلادي:

    إن جهاز الأمن إنما هو منظومة كونت لتحمي الوطن وأبناءه ولكن للأسف الشديد هذا الجهاز أصبح يخدم مصالح النظام الذي يحكمه هو وأفراده وقياداته بدون الالتفات لمصالح الوطن وأفراد الشعب وأبناءه وبناته.

    ولكن انتم جزء من ذلك الوطن بل انتم حماة تلك البلد ودرعها الذي يحفظ أمنها ، لستم عبيداً لأحد،الآن الشعب يهتف من المعاناة وانتم جزء من تلك المعاناة كل فرد منكم يمر بنفس الظروف القاسية.في قلب كل واحد منكم حسرة وهو يرى الوطن يحتضر والأرض تسلب وتقسم.

    انتم الأهل والجيران أنتم الأخوة والأبناء – عن ماذا تدافعون هل خلقتم لقتل أبنائكم وأخواتكم واستباحة عرض نسائكم ؟ هل ولدتم لتصبحوا أسرى لأفراد بعينهم ؟ هل اخترتم الموت في سبيل أنظمتهم ؟

    نحن الآن نمر بمرحله مفصليه في تاريخنا . نكون أو لا نكون. أما الموت أو العيش تحت جناح الظلم والاستبداد. آن الأوان ليقول الشعب كلمته ويدافع عن حقه المسلوب ووطنه المقسم. حان الوقت لنقول لا لحكومة الفساد: ونقول لهم توقفوا عن نهب أموالنا . نحن لا نسمح بالمتاجرة بأرضنا وديننا أكثر من ذلك.

    صوت الشعب سوف يطغى على صوت الرصاص والمدافع والدبابات. صوت الحق سوف يعلو على صوت الباطل. السيد الرئيس آن لك أن تقول كلمة الوداع الآن. فالثورة آتيه لا محالة.

    المشاركة الآن واجب وطني بل فرض عين واجب على الكل. لم يفت الأوان بعد رجال الشرطة. لم يفت الأوان بعد يا رجال الأمن. انتم جزء لا يتجزأ من الشعب وهذه هي أرضكم ونحن أبنائكم. وهذا هو واجبكم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..