هذا الخوف من الحرية!

أحمد الحناكي
يقال أن إحدى النساء العجائز بكت بشدة عند وفاة «دكتاتوري»، وعندما سألوها عن السبب؛ قالت: «يا ويلنا ستأتينا الحرية!».
هذه المرأة لا تستوعب معنى الحرية ولا تفهم معناها، بل سمعت أن هذه الكلمة شيء مشين، وروج لهذا الوصف أعداء الحرية من جهل بمعناها، أو كره لما تفضي إليه.
بالمقياس نفسه يطلق المتشددون أو المتطرفون على كل إصلاحي أو مستنير أو تحديثي وصف «ليبرالي»، وهم بزعمهم هذا أنهم ينتقدونه. إذ إن مفهوم الليبرالية لديهم مرتبط بالتجديف نحو الكفر أو الانحلال، أو ما يعني شيئاً غير أخلاقي. وهذا أيضاً فهم قاصر لليبرالية التي تعني باختصار: «احترام رأي الآخر مهما كان الخلاف الفكري أو العقدي، بما لا يضر الآخرين أو ينتهك كرامتهم».
السؤال الذي يطرح نفسه هو؛ لماذا يكره المتطرفون أنموذج الحرية، أو التوجه الليبرالي؟
تفسيري البسيط هو أن المصطلح لا يتناسب والآيديولوجية المتشددة، فالاصطدام بينهما سيحدث فوراً، فرجل الدين عادة لا يقبل رأياً مخالفاً، ولا حرية اختيار الدين، أو نمط حياة مختلف.
الإسلاميون عموماً لا يفهمون معنى الليبرالية أو الحرية أو العلمانية، وحتى من يفهمها من القلة منهم (معظمهم من دول عربية أو إسلامية خارج منطقة الخليج) يمقتها قطعاً؛ لأن العلمانية تفصل بين الدين والدولة.
بعض الإسلاميين يزعمون أن العلمانية شر خالص، مستشهدين برؤساء كصدام حسين أو القذافي أو الأسد أو علي صالح، وهو تفسير ساذج، فعلمانية الشخص لا تنفي إيمانه كالطيب أردوغان والمنصف المرزوقي، وإسلام الشخص لا ينفي دكتاتوريته كالبشير وضياء الحق سابقاً.
من دون ريب، مفاهيم الحرية والليبرالية والديموقراطية والعلمانية، تعبِّر عن الإيجابية؛ لأنها ضد التطرف، والاحتجاج الذي تسوقه الحركات المتطرفة ضدهم بتهم كثيرة لا يعني إلا عدم فهم، فمثلاً يقول المنتقدون: «إن العلمانية في الجزائر رفضت الإسلام»، وهذا تعبير خاطئ، فالعسكر هم من رفضوا النتائج، وليس للعلمانية ذنب. والأمر نفسه حدث في انتخابات إيران الماضية، عندما عُرقل الإصلاحيون.
قد يتساءل الإسلامي، ولماذا هذا الخوف؟ لماذا لا تترك الأحزاب الإسلامية ترشح نفسها، وإن نجحت تصل إلى السلطة، والحكم بعدها للشعوب تقومهم؟ أعتقد أن جوابي لن يرضي كثيرين منهم من ناحية أن برنامج الأحزاب الإسلامية ليس علمانياً صرفاً، وهذه مشكلة كبيرة، وخصوصاً في الدول التي لديها مواطنون غير مسلمين، أو تلك التي دساتيرها أقرب للعلمانية، ومن جهة ثانية، علَّمنا التاريخ أن الأحزاب الإسلامية التي حكمت أثبتت فشلها الذريع، مثل السودان وباكستان، والمفارقة أن هذين البلدين تحديداً تولى الإسلاميون فيهما السلطة بعد الانقلاب على أحزاب منتخبة في بلديهما، وهو ما يعني صراحة عدم إيمانهم بالديموقراطية، ورسالة أخرى تقول إن وصولهم يعني بقاءهم في الحكم قسراً، أي أن الهدف تكتيكياً.
أتمنى ألا يردَّ أحد بما حدث في معظم دول الربيع العربي، من حيث أن الرؤساء الذين ثارت عليهم شعوبهم أنهم علمانيون، لسبب بسيط جداً هو أن العلماني قد يكون مسلماً أو شيوعياً أو قومياً أو ملحداً أو يهودياً أو مسيحياً أو سيخياً أو هندوسياً أو بوذياً، كما قد يكون دكتاتورياً – كما أشرنا سابقاً – لكن الأهم من هذا وذاك أن يكون الدستور علمانياً، والبرلمان منتخباً، ومجتمعات المؤسسات المجتمعية المدنية فاعلة وراسخة، عندها لا يستطيع هذا الرئيس أو ذاك خرق الدستور مهما كانت طموحاته أو أهدافه أو أفكاره.
مختصر الكلام، الديموقراطية أو الليبرالية أو الحرية التي يخشاها بعضنا هي في «الصالح العام»، مهما كان معارضوها. ولعل من عاش في الغرب من المسلمين عرف أن حريته الدينية مصانة هناك أكثر بكثير من بلدانهم الأصلية ذات الغالبية الإسلامية، فهي إن لم تنفع لا تضر، لكن الآيدولوجيات، وبالذات التي لا تؤمن بدستور عادل، بل بما هي تؤمن به فقط، تشكل خطورةً على المجتمعات والإنسان، بما يتجاوز تأثير التدخين على صحة الجسم فاجتنبوها تصحّوا!
الحياة
[email][email protected][/email]
يا أستاذ احمد نشكرك كثيرا على هذا المقال ونقول لك انت تملك فكرا متقدما ونشد من إزرك ويمكنك ان تكون كاتبا راتبا عن موضوع الحريه والديمقراطية والعلمانية اليه وغيرها من المفاهيم العصرية التى نفتقده ٍا فى عالمنا العربي والإسلام ًى اولا كتابتك تتميز بالرصانة والموضوعية والاعتدال دون ان تخدش جمة ما ونحن نحتاج لأمثالك ليكونوا قدوة لكل كاتب ومصلح
مقال جيد وفي الصميم لمن يشغل عقله بعيدا عن التطرف
مهاتير محمد إسلامي بتفكير ومكنه علمانية وقال قولة مشهورة
عندما اصلي اتجه نحو الكعبة
وعندما افكر في التعليم اتجه نحو اليابان
والله يا ناس الخليج انتو ما عندكم مشكلة ابدا فى الحياة وناس عايشين فى بحبوحة من العيش والترف والان الشيخ محمد بن راشد عمل وزارة سماها وزارة السعادة عايز يخليكم زى مواطنى الدول الاسكندنافية لكن الكلام كلامنا نحن ناس السودان عندنا حكومة عايشة فى النعيم ونحن فى الجحيم وبعد كل هذا الظلم كمان عندهم خطاب اعوذ بالله ففى افضل حالاتهم يخاطبونا باننا قبل مجيئهم كنا شحادين واخر يقول علمناكم اكل الهوت دوق واخر يقول العايز السلطة يقوى ضراعو وغيرها من الالفاظ الساقطة والسوقية القذرة فيااخى الكريم والله وتالله حكام الخليج اهل مكارم ومناقب عربية واسلامية لاتتوفر لدى كثير من الحكام العرب خاصة رئيسنا الراقص على جماجم شعبه الذى يكذب علينا 27 عاما ولايزال .
لقد ناديت ولا حياة لمن تنادي ؟؟؟ وكفيت ووفيت لمن يعمل عقله ؟؟؟
أي حرية التي يطالب بها الكاتب ؟
أمهاتنا ولدتنا أحرارا . لكن الكاتب يطالب بحرية الانسلاخ عن الدين
وحرية نشر الفجور في بلاد المسلمين
الحمدلله أنا حر آكل ماأريد وألبس ماأريد وأنتقد ماأريد لكن بشرط أن لاأتعدّى على حرية غيري
أو أن اتخطّى الخطوط الحمراء .
أروع وأصدق جملة وردت في هذا المقال هي: (وإسلام الشخص لا ينفي دكتاتوريته كالبشير وضياء الحق سابقاً.) البشير قد فاحت رائحة ظلمه ودكتاتوريته حتى عرفهاالقاصي والداني
المشكلة التي تواجه فهمنا للديمقراطية في مجتماعاتنا الإسلامية، في عالمنا المعاصر عظيمة ومعقّدة.. فالديمقراطية تتيح حرية تكوين الأحزاب وتداول السلطة سلميا في وطن يتساوى فيه الجميع .. هب أنّ هنالك حزبا يدعو في برامجة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية (وفق رؤيته) وفاز في الإنتخابات التعددية لفترة محدّدة، كيف ينجح في تنفيذ برامجه ودواوين الحكومة تعجّ بالمخالفين لتلك الرؤى؟ كيف يمكنه الحفاظ على ديمومة تطبيق رؤيته إذا فشل في الإنتخابات التالية؟ هذه هي المعضلة الحقيقية التي يجب أن تبحث حولها المجتمعات الإسلامية للخروج بمعادلة تُبقي الفرد على ما يؤمن به وتتيح للمخالفين العيش معا في تداول سلمي للسلطة، ويكون فيه البقاء للأصلح ومتى ما أخفق تولى غيرُه مقاليد الأمور وفق إختيار الشعب له من أجل القيام بذلك الإصلاح المنشود .. وإلا سيظل البعض يسعون بكل الوسائل على ركوب الإنقلابات العسكرية لفرض رؤاهم الأحادية مهما كان الثمن .. ويتم إلغاء من خالف فيضيع مفهوم الديمقراطية التي أضحت فقط معبرا للوصول إلى الأهداف لا الإيمان بجدواها .. وحتى يحين ذلك الوقت ونكون قادرين على تحقيق تلك المعادلة، سنظلّ ندور حول حلقة مُفرغة ونعيد تكرار الفشل وإستنساخه مرة تلو الأخرى.
يا أستاذ احمد نشكرك كثيرا على هذا المقال ونقول لك انت تملك فكرا متقدما ونشد من إزرك ويمكنك ان تكون كاتبا راتبا عن موضوع الحريه والديمقراطية والعلمانية اليه وغيرها من المفاهيم العصرية التى نفتقده ٍا فى عالمنا العربي والإسلام ًى اولا كتابتك تتميز بالرصانة والموضوعية والاعتدال دون ان تخدش جمة ما ونحن نحتاج لأمثالك ليكونوا قدوة لكل كاتب ومصلح
مقال جيد وفي الصميم لمن يشغل عقله بعيدا عن التطرف
مهاتير محمد إسلامي بتفكير ومكنه علمانية وقال قولة مشهورة
عندما اصلي اتجه نحو الكعبة
وعندما افكر في التعليم اتجه نحو اليابان
والله يا ناس الخليج انتو ما عندكم مشكلة ابدا فى الحياة وناس عايشين فى بحبوحة من العيش والترف والان الشيخ محمد بن راشد عمل وزارة سماها وزارة السعادة عايز يخليكم زى مواطنى الدول الاسكندنافية لكن الكلام كلامنا نحن ناس السودان عندنا حكومة عايشة فى النعيم ونحن فى الجحيم وبعد كل هذا الظلم كمان عندهم خطاب اعوذ بالله ففى افضل حالاتهم يخاطبونا باننا قبل مجيئهم كنا شحادين واخر يقول علمناكم اكل الهوت دوق واخر يقول العايز السلطة يقوى ضراعو وغيرها من الالفاظ الساقطة والسوقية القذرة فيااخى الكريم والله وتالله حكام الخليج اهل مكارم ومناقب عربية واسلامية لاتتوفر لدى كثير من الحكام العرب خاصة رئيسنا الراقص على جماجم شعبه الذى يكذب علينا 27 عاما ولايزال .
لقد ناديت ولا حياة لمن تنادي ؟؟؟ وكفيت ووفيت لمن يعمل عقله ؟؟؟
أي حرية التي يطالب بها الكاتب ؟
أمهاتنا ولدتنا أحرارا . لكن الكاتب يطالب بحرية الانسلاخ عن الدين
وحرية نشر الفجور في بلاد المسلمين
الحمدلله أنا حر آكل ماأريد وألبس ماأريد وأنتقد ماأريد لكن بشرط أن لاأتعدّى على حرية غيري
أو أن اتخطّى الخطوط الحمراء .
أروع وأصدق جملة وردت في هذا المقال هي: (وإسلام الشخص لا ينفي دكتاتوريته كالبشير وضياء الحق سابقاً.) البشير قد فاحت رائحة ظلمه ودكتاتوريته حتى عرفهاالقاصي والداني
المشكلة التي تواجه فهمنا للديمقراطية في مجتماعاتنا الإسلامية، في عالمنا المعاصر عظيمة ومعقّدة.. فالديمقراطية تتيح حرية تكوين الأحزاب وتداول السلطة سلميا في وطن يتساوى فيه الجميع .. هب أنّ هنالك حزبا يدعو في برامجة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية (وفق رؤيته) وفاز في الإنتخابات التعددية لفترة محدّدة، كيف ينجح في تنفيذ برامجه ودواوين الحكومة تعجّ بالمخالفين لتلك الرؤى؟ كيف يمكنه الحفاظ على ديمومة تطبيق رؤيته إذا فشل في الإنتخابات التالية؟ هذه هي المعضلة الحقيقية التي يجب أن تبحث حولها المجتمعات الإسلامية للخروج بمعادلة تُبقي الفرد على ما يؤمن به وتتيح للمخالفين العيش معا في تداول سلمي للسلطة، ويكون فيه البقاء للأصلح ومتى ما أخفق تولى غيرُه مقاليد الأمور وفق إختيار الشعب له من أجل القيام بذلك الإصلاح المنشود .. وإلا سيظل البعض يسعون بكل الوسائل على ركوب الإنقلابات العسكرية لفرض رؤاهم الأحادية مهما كان الثمن .. ويتم إلغاء من خالف فيضيع مفهوم الديمقراطية التي أضحت فقط معبرا للوصول إلى الأهداف لا الإيمان بجدواها .. وحتى يحين ذلك الوقت ونكون قادرين على تحقيق تلك المعادلة، سنظلّ ندور حول حلقة مُفرغة ونعيد تكرار الفشل وإستنساخه مرة تلو الأخرى.