تصريحات الوزير استباق لترتيبات الانفصال

رأي

تصريحات الوزير استباق لترتيبات الانفصال

عبد الرحمن زروق
[email protected]

يتعين على الجنوبي في الشمال، حتى ذلك الذي يصوت للوحدة، أن يغادر إلى الجنوب في حال أدى الاستفتاء إلى الانفصال، وهذا هو المفهوم من تصريحات وزير الإعلام مطلع الاسبوع، وبدت التصريحات غير مواتية للتوجه الحكومي الذي يشجع على استمرار السودان على وحدته ونبذ المحاولات الانفصالية، من جهة أنها قد تنبه الجنوبيين إلى المصير الذين ينتظرهم خاصة اولئك الذين وطنوا انفسهم للعيش في الشمال..
إن الجنوبيين الذين يسمعون مثل هذا الكلام، الذي بدا وكأنه انفعالي، قد يتململون كثيرا، وقد تنتابهم الكثير من الهواجس والمخاوف بما في ذلك شبح الأثنين الأسود بكل تجلياته المأساوية المريرة.. فقد وردت على لسان الوزير عبارة، أن الجنوبي لن يكون باستطاعته التمتع حتى بالحقنة التي يحصل عليها المواطن السوداني، في حال حدوث الانفصال..
ويفترض أن الفترة الحالية هي فترة الدعاية والترويج للفريقين ( الوحدوي والانفصالي )، ولهذا ينبغي أن تكون التصريحات، وخاصة تلك التي يطلقها المسؤولون، موزونة بميزان الذهب الحساس، نسبة لدقة المرحلة، ونسبة لأن القضايا المصاحبة للاستفتاء تحظى بقدر وافر من الاهتمام، ونسبة لأن السياق العام ينبغي أن يكون حذرا من أجل بناء رأي عام مساند ومؤيد للوحدة في مقابل الانفصال اللعين الذي يبدو أن ادبياته تطغى على كل الساحة، ليس لأنه الخيار المفضل، ولكن لأن المروجين له في مركز يتيح لهم ايصال اصواتهم بسرعة ومن ثم يتمتعون بمساحة انتشار أوسع..
وبدت تصريحات السيد كمال عبيد وكأنها استعداد للتخلي فورا عن مواطنين أعزاء وسلخهم هكذا من مواطنتهم، وهم الذين صرح الكثيرون منهم، «هؤلاء الذين يعيشون في الشمال انهم مع الوحدة»، وانهم لن يطيقوا العيش بعيدا مما هم فيه، بينما يتحدث مسؤولون حكوميون في ذات الوقت بحماس شديد من أجل الحفاظ على الوطن وضرورة تجنيبه ويلات الانفصال..
وفي ذات الوقت يعتقد أن الوزير استبق نتائج الكثير من النقاط التي لا زالت مدار بحث ونقاش، خاصة تلك التي تتعلق بالجنسية، وما إذا كان بالإمكان السماح بجنسيتين مزدوجتين شمالية وجنوبية في حال الانفصال، وإذا تمت مثل هذه الترتيبات، فإن الذين يودون العيش في الشمال بإمكانهم البقاء حيث هم، وكذلك سيكون حال بعض الشماليين في الجنوب..
صحيح ان الانفصال يعني قيام دولتين، وصحيح ايضا أن الجنوبيين في الشمال، وكذلك الشماليين في الجنوب سيعتبرون رعايا أجانب، ومع ذلك لا يتوقع أحد، أو ليس متصورا ان نقوم بطرد كل جنوبي في الخرطوم، أو في أية جهة أخرى بالشمال، حالما يتم الاعلان عن الانفصال، فهؤلاء من الجانبين لهم وجود متجذر حيث يعيشون، وينبغي أن نضفي على كل الترتيبات المقبلة الروح السودانية السمحة، دون المساس بسيادة دولة الشمال أو الجنوب، خاصة وأننا نسعى، حتى في حال الانفصال إلى قيام دولتين تتمتعان بأفضل الروابط، ولدينا اصلا روابط طبيعية، وهي روابط الدم والمعايشة والإخاء التي تغنيننا بها كثيرا ومارسناها على أرض الواقع طوال عقود عديدة رغم الحروبات والصراعات.. ومن ثم فالأمل هو استنفاد كل الوسائل التي من شأنها الابقاء على هذه الصلات حية على الدوام، وإذا كان البعض يتشوق للانفصال، فإن الغالبية العظمى هي مع الوحدة، حتى وإن جاءت النتيجة لصالح الانفصال وفقا للترتيبات التي تستطيع تجاوز الكثير من الأصوات الوحدوية أو عدم تمكينها من الوصول إلى صناديق الاقتراع، حيث إن طريقة الاستفتاء تستوجب أن تكون النتيجة المقبولة وفقا لتصويت 60 بالمائة على الأقل من الذين سجلوا أسماءهم، لكن ليس هناك إلزام معين بعدد الذين يصوتون، ويبدو من هذا السياق أن الذين بيدهم الأمر، وخاصة الانفصاليين في الجنوب، ذوي الصوت العالي في كامل هذا الشأن بإمكانهم تدبير الوضع بالطريقة التي يريدونها.

تعليق واحد

  1. والله تصريحات السيد الوزير مية مية اذا كان القيادات الجنوبية هى التى تجبر المواطنين على التصويت للانفصال فما بالنا ندافع عنهم فليذهبوا الى وطنهم المزعوم ولا اسفا عليهم وكفاية اموال الشمال التى اهدرت فى تنمية الجنوب بقصد الوحدة ولن تكون هنالك وحدة اما انفصال او الحرب -هذا ما يلوح به قادة الحركة الشعبية بعدما اختاروا اسم لدولتهم الوليدة

  2. ايها الاستاذ الكاتب اوافقك الراي ان كلمات السيد الوزير حول منع الحقنة من الاخوة الجنوبيين فيه شي من الشدة ولكن اظنه قصد ما تحدثه من اعلام واهتمام بما اراد ان ينبه اليه القادة الذين يتحدثون عن الاستقلال والانعتاق من الرق وكذلك للصامتون الخائفون من ةالاخوة الجنوبيين ان يتداركوا الموقف قبل فوات الاوان. لان من يتحدث باسمهم يستعد تماما وعمليا للانفصال فكثيرون لايعرفونمعني الانفصال ويظن ان الامر مساجلات مثل ما يحدث في اركان نقاش طلاب الجامعات. ارجو ان ينبه الجميع وخاصة مؤيدي الحركة من الشمالين فعندما تتمايز الصفوف لا اظن بعض العنصريين من الاخوة في الجنوب قد يميز بين من ناصرهم ومن وقف بعيدا عنهم.
    وشكرا لناس الراكوبة لاتاحة الفرصة

  3. بدون نقاااااااااااش د . كمــــــــتال عبيد اشجع سوداني وبدون منازع لانه قال الكلام الصحيح وفي الوقت الصحيح حتى لا يتبجح باقااااان عايز انفصال وعايز الجنوبيين يقعدوا عالة على الشمال وكاتب المقال مع احترامنا له لكنه لم يفهم المعني الحقيقي لتصريحات السيد الوزير ارجو منه ان يفهم ما بين السطوووور والكثيرين لم يفهموا موضوع الحقنة وتفلسفوا فلسفة فارغة بدون فهم ؟؟

  4. التصريح الذي أدلي به وزير الأعلام ينم عن جهل قائله وهو الذي يعبر عن سيأسة الحكومة مما يدل علي النية المبيتة لفصل الجنوب عن الشمال من قبل الحكومة وذلك عن طريق التصريحات الأستفزازية وإلا فماذا يعني قول الوزير حقنة ما حنديها للجنوبيين،ولكن الحقنة دي ممكن يلقاها المصري والحبشي والأرتيري وجميع الأجانب في البلد إلا الجنوبي ود البلد الأصلي،عشان كده أنا شايف أحسن لإخوانا في الجنوب الأنفصال لان ناس الشمال بينظروا ليهم نظرة دونية بحق وحقيقي

  5. شعار دولة الجنوب الجديدة ( دولة بلا مواطنين ) لان مواطنى الدولة استوطنوا دولة انفصلوا منها والدولة التى انفصلوا منها كريمة كرم يفوق حاتم الطائى لانها سوف تستضيف مواطنى الدولة الوليدة وتزيح عنها عناء مشاكلهم لانهم سوف يكونون تحت مسئوليتها المباشرة وتتحمل كامل منصرفاتهم ومصروفاتهم من توفير السكن والعلاج والتعليم وتبسطهم غاية الانبساط … ياخى شفت ليك دولة حلوة زى دى … ياخى ده ولافى الاحلام وكما يقول الفنان ابوداوود ( فى حب ياأخوانا اكتر من كده )

  6. ياجماعه خليكم واقعيين وبطلو العنصريه والتفكير الثنائي الدغومائي دا الكيزان منذ الانقلاب صرفوا علي منو من ابناء الشعب قولو الجنوب انفصل والجنوبين طرتوهم الغرابه يمشو وين والفلاته والنوبه والانقسنا والبجاء الكيزان ايام الحرب اكلو البلد قالو ماشه الحرب وقفت الحرب والاكل ماوقف هسه بعد الانفصال ياكلو باقي البلد ودايرين يقولو اكلوها الجنوبين الفي الشمال والله السودانين الفي دول المهجر اكتر من الجنوبين الفي الشمال

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..