وغادرت أيقونة الصحافة السودانية الساحة

نعي الناعي رحيل صحيفة الأحداث باسقة الظلال
صلاح الباشا
[email][email protected][/email]
*********
كان خبرا حزينا طالعناه في صفحة الفيس بوك لزميلنا مدير تحرير صحيفة الأحداث السودانية الأسبق الأستاذ عثمان فضل الله والذي إلتحق بصحيفة البيان الإمارتية في دبي مؤخراً ، حين فاجأنا بتوقف ، بل إغلاق صحيفة الأحداث التي وضع لبناتها الجريئة الزميل الأستاذ عادل الباز كرمز جديد من رموز صحافة بلادي الجادة والمسؤولة ، فحدث ما حدث ، توقف الإعلان – ربما بفعل فاعل – وتراكمت الأشياء ، وهكذا النهايات الحزينة كما الحمامات الحزينة لأنبل صفحات الصحف السودانية ، فقد كانت الأحداث تفرق مابين الحق والباطل دوما ، وقد خبرناها لعدة سنوات مضت ، حين كانت بعض الصحف تحجب مقالاتنا الناقدة وبلا إسفاف عن مصير الوطن ، كانت والله الأحداث تفرد لنا أشرعتها بكل ثبات وإيمان عميق برسالة الصحافة الجادة ، فتنشر وبلا حذف كل ما كنا نكتبه .. نعم والله فقد رحلت أيقونة الصحافة الجادة وتبقت شذرات الصحافة الباهتة التي تلتف حول الحقيقة وبكل لؤم ، ظانة بأنها تقنع القاريء بالباطل ، فيمد لها القاريء ( التفتيحة جدا ) لسانه ، ويستاء منها السلطان أيضا لأنه يدرك بأنها تلعب لمصلحتها… خبر أليم ياعثمان ، لكنها ستعود حين يعود الوطن إلي أحضان الجماهير ، وحينذاك سنيجلي الحق وإن طال الأجل … ولا حول ولا قوة إلا بالله.
الاستاذ /صلاح الباشا.
لمل لانقول انه توقف مؤقت كهجرتنا هذه.وغدا سيذهب الذبد جفاءا ويبقى ماينفع الناس .
نعم الأحداث كانت موضوعية وتنشر مقالات متعددة من رأي حكومي ومعارض حتى تمتص غضب الشارع ، وأيضاً وبذكاء شديد لتزيد نسبة التوزيع ، وفى بدايات إصدارها الأولى كانت تباع بربع جنيه ورويدا رويدا فرضت نفسها بالساحة وتعود عليها جمهور القراء وأنتعش سوقها فى التوزيع وأيضاً حصولها على نسبة لابأس بها من الأعلانات الحكومية التى دعمتها . وهذا لاينفى أن رئيس ومدير تحريرها موالين للنظام بطاعة عمياء .
اعلاميو الجبهة الاسلامية يتوغلون الآن فى دبى والبى بى سى وحتى فى هيئة رجال أعمال وينافسون الشرفاء الذين تركوا لكم الوطن بما حمل وتركوا لكم السودان لانهم لم يجدوا فرصتهم كمواطنين ، فلماذا تأتون الى الغربة وتلتحقون بالوظائف بعد أن أتخمتكم شهوة السلطة ؟