وثيقة البديل الديمقراطي: بين الاقصاء والاستغباء

وثيقة البديل الديمقراطي: بين الاقصاء والاستغباء

عثمان نواي
[email][email protected][/email]

بينما يتحدى الشباب السودانى نظام البشير فى مظاهرات تعد الاطول فى استمراراها منذ بداية نظام الانقاذ , تصر المعارضة السودانية على اقصائهم عن ما سموه بمشروع البديل الوطنى الذي يراد به صناعة بديل لانقاذ فى ” حال سقوطه ” , وحيث لا تقوم اغلب الاحزاب الموقعة على الوثيقة بتحريك حقيقي للشارع السودانى قام بعضها باطلاق دعوات للاعتصام والعصيان المدنى لم يستجب لها احد الى الان . وفى الوثيقة التى لايمكن وصفها سوى بانها تعبر عن ” قوى الاجماع الوطنى “التى اعدتها ووقعت عليها دون مشاورة حقيقية او شراكة فى صناعتها من قبل القوى الفاعلة الحقيقية على الارض . وتلك القوى الفاعلة تنقسم الى قسمين فى ظل الواقع الراهن , القسم الاول هو الشباب ومنظمى الحركات الاحتجاجية والنساء والطلاب والذين هم وقود الاحتجاجات الحالية فى الخرطوم ومدن السودان الاخرى , والقسم الاخر هو الهامش السودانى ممثلا فى الحركات المسلحة والمجموعات المهمشة فى الاقاليم وفى الخرطوم والقوى السياسية والمدنية التى تمثلهم , وهؤلاء لم تتم مشاورتهم سواءا على مستوى الحركات المسلحة او المجموعات التى تعمل على التغيير السلمى وخاصة الشباب .

وتستمر الاحزاب السياسية فى المركز تواصل عملية ابوية تحاول بها قيادة مستقبل لا تسهم فى صناعته الان ولا تقوم باللازم حتى لتشارك فيه , فباى منطق يشارك حزبى الاتحادى والامة فى الوثيقة التى تدعو لاسقاط النظام الذى يشاركون فى حكومته هل هذا ضحك على ” الدقون ” ام استغباء و استهتار بعقول هذا الشعب , ثم باى منطق تقبل الاحزاب الموقعة الاخرى بقبول مشاركة هذه الاحزاب , ناهيك عن تاريخها الاسود فى تضييع الثورات واالانتفاضات السودانية ومساهمتها فى ايصال البلاد الى الازمة الحالية , وتجاهل هذه الاحزاب المسماة ” بالكبيرة ” لاصوات شبابها الداعية للتغير داخلها وقمعهم بقوة , ففاقد الشىء لا يعطيه , كيف لمن لا يسطتيع التغيير فى نفسه ان يصنع التغيير للاخرين ؟؟!!
ان الوثيقة التى تم التوقيع والاعلان عنها فى الاربعاء الماضى بدار الحزب الاتحادى الذى لايتوانى رئيسه عن تاكيد عدم انسحابه من الحكومة التى يريد اسقاطها ” كما يدعى ” , الوثيقة تجاهلت فى محتواها احد اهم اسباب الازمة الحالية فى البلاد وهو عدم محاكمة مجرمى الحرب فى البلاد وتقديمهم للعدالة الدولية واولهم البشير , فقامت بالنص بخجل فى البند 12على ” محاكمة كل منتهكي حقوق الانسان والفاسدين ومبددي المال العام،وتعويض الضحايـا مادياً ومعنوياً، مع اعلاء قيم الحقيقة والمصالحة وفق مبادي ونظم العدالة الانتقالية.” فلا يوجد نص واضح يؤكد محاكمة مجرمى الحرب وتسلميهم للعدالة الدولية التى ادانتهم حين فشل ليس فقط القضاء السودانى بل ايضا القوى السياسية بادانتهم بصورة وواضحة واتخاذ مواقف شجاعة ضد الجرائم التى ارتكبها البشير فى دارفور ولا زال يرتكبها فى جبال النوبة والنيل الازرق اليوم .
الوثيقة التى تدعى انها البديل لا تبالى بتكرار التهميش لجبال النوبة والنيل الازرق حيث تنص بقدر عالى من الابوية وانكار حق المشاركة فى اتخاذ القرار وبعبارة تنم عن تحديد مسبق لصاحب السلطة حيث تقول الوثيقة فى البند 23 ” الإستجابة لمطالب مواطني جنوب كردفان والنيل الازرق المشروعة , السياسية والخدمية والتنموية والتوافق على مشاركتهم في الحكم ، وعلي اساس اتفاق سياسي وأمني يضع حداً للاقتتال ” فمن الذى” سيستجيب” لمطالب جنوب كردفان والنيل الازرق ؟ وفى هذا الدلالة الاكبر على عدم مشاركة او مشاورة اهل تلك المناطق فى صناعة هذه الوثيقة او القوى السياسية والمدنية المعبرة عنهم , حيث اذا كانوا مشاركين فانه يجب النص على مطالبهم تلك كجزء من الوثيقة تثبيتا لحقوقهم , ثم تاتى عبارة اخرى وهى ” التوافق على مشاركتهم فى الحكم ” ويبدو ان الموقعين قد امتنوا على اهل تلك المناطق بان توافقوا على ان يعطوها نصيبا من الحكم . وهذا الاتجاه الاقصائى , والشديد البعد عن واقع الفيسفاء السياسية والاجتماعية السودانية , انما ينم عن ان وثيقة البديل هى حقا ليست اكثر من كونها استبدال نظام مركزى تقليدى وومستفرد بالسلطة باخر , ولا تعبر عن اى تغيير جذرى حقيقى يضمن المشاركة فى صناعة سودان المستقبل لجميع السودانيين بكافة الوانهم السياسية والاثنية والاجتماعية .
وفى ظل استمرار الاحتجاجات واستمرار غياب القوى السياسية عن اى تنفيذ حقيقيى لما سمته بالتصعيد , فان بديلا اكثر واقعيةواكثر انفتاحا وقدرة على صناعة التغيير ياخذ فى التشكل فى الشارع السودانى , وتتوالى الحوارات بين ما يمكن تسميته بالقوى الفاعلة وقوى التغيير لاجل المشاركة الفاعلة للجميع فى صناعة التغيير والذى سيؤدى الى اقتلاع النظام المركزى الاحادى والاقصائى , بنظام ديمقراطى ومتنوع ومبنى على المساواة والمشاركة الحقيقية فى صناعة واتخاذ وتنفيذ القرارات بين كل القوى التى تسهم فى صناعة التغيير
, وان الشعب السودانى الذى لم يستجب الى الان لدعوات المعارضة ,يستجيب الى هتافات شذاذ الافاق فى الشارع ولو على استحياء فقط بان يفتح احدهم منزله لشاب هارب من مطاردة اجهزة البشير القمعية .و فى ظل المقارنة بين من يخرجون الى الشارع ومن يجتمعون وينفضون لتقرير مصير الصناع الحقيقيين لحرية السودان من النظام القائم , يبدو ان الخاسر هو من يظن ان السودانيين فى 2012 لا زالوا هم السودانيون الذين كانوا قبل نصف قرن او ربع قرن , ان ما يبدو من مشاهد فى الشارع الان وفى نقاشات وحوارات شباب وقوى التغيير على اختلافها , ينم عن ان الشباب السودانى قد تغير بالفعل الى حد كبير ,و يرغب الان فى ان تلحق به بلاده كلها , متطلعا الى غد افضل لكل السودانيين ,ومن غابت عنه هذه الحقيقة فان مسيرة الاحداث القادمة ستاخذه غالبا الى مذبلة التاريخ .

[url]http://osmannawaypost.net/[/url]

تعليق واحد

  1. والله ما تميت المقال من لقيتك قلت الوثيقة تم توقيعها في دار الاتحادي الذي لايتوانى رئيسه عن تاكيد عدم انسحابه من الحكومة !!! المعروف ان التوقيع تم في دار الحزب الوطني الاتحادي وليس الاتحادي الأصل الذي لا ينتمى لقوى الإجماع اصلا….لكن نعمل شنو لللفح والرواشة جاي هايج باتهامات جاهزة ومعلبة لتصور ان قوى الإجماع انتهازية ووو الى آخر الكلام المكرر والممجوج وكله يدور في نقطة واحدة ذكرها عرمان في بيانه .انتهى

    خلوها الأحزاب السجمانة على قولكم…ياهو داااك الشارع وياها ديييك الإنقاذ امشي سقطها وتعال اعزل الأحزاب

  2. السيد عثمان نواي
    تحياي
    الوثيقة عبارة عن خطوط عريضة قابلة للإضافة والتطوير ,… ثانيا كيف تدعو لإقصاء الامة والاتحادي وجماهيرهم في قلب الثورة? وبالحساب كدة أمشي وتدقق في أسماء المعتقليين ستجد أن الامة والشيوعي وحق والمؤتمر السوداني لهم أكثر من الف معتقل في السجون!! تجاوز قوي الاجماع لايكون بالمزائدات والشناف وإنما بإثبات الذات وبتقدم المظاهرات وبالتضحيات – ويحمد لحركة قرفنا أنها لم تزائد وإنما تقدمت في المظاهرات والمعتقلات وأوقدت شمعة بدلا من
    تلعن الظلام !! قرأت في الأسافير توقيعك ياعثمان علي وثيقة- نكرة – مع ما يسمي بالحزب الليبرالي وهو كيان مشبوه- ليس لهو وجود في أرض الواقع- لم يشارك في المظاهرات الحالية ولم يتم إعتقال عضويته- ولايقوم الا بالدور المشبوه معارضة المعارضة – ويكفي بؤسا بهذا الكيان الهلامي أن زعيمته السابقة-وقبل تقبل إستقالاتها-أو تقال- إنحازت لمجرم الحرب هارون ودافعت عن جهاز الامن وهاجمت الحلو وعرمان! تري كم عضو من الليبرالي جندت هذه السيدة لجهاز الامن?
    وكيف تمسح تاريخك ياعثمان بالتحالف مع حزب يقوده الموهوم عادل عبد العاطي? ……. يحمد للجبهة الثورية وأحزابها بأنهم رحبوا بإتفاق قوي الإجماع ودعو لتطويره وإبدوا تحفظا علي بعض النقاط ودعما للاخر … حصل نفسك يانواي ولاتنزلق في مستنقع القوي المشبوهة والمخترقة

  3. …………..
    وقع عثمان نواي علي وثيقة أو سليقة ما يسمي بالحراك المدني الشبابي
    (. جبهة الحراك المدني الشبابي للتغيير 4/7/2012الموقعون : التنظيمات: 1- تجمع شباب جبال النوبة ? عنهم : عثمان نواي 2- شباب الحزب الديمقراطي الليبرالي ? عنهم : د. ميادة سوار الدهب 3- منبر شباب دارفور ? عنهم : ي ? عمر 4- مركز السودان المعاصر للدراسات والإنماء ? عنهم: منعم سلمان عطرون 5- شبكة حقوق الإنسان والمناصرة من أجل الديمقراطية ? عنهم : عبد المجيد صالح أبكر الأفراد: 1. الأستاذة آمنة أحمد مختار 2. الأستاذ محمد عبد الخالق بكري 3. مهندس / أمين السيد مختار )
    ميادة سوار الدهب دي الواجهة والدمية التي يحرك خيوطها عادل عبد العاطي- من وراء البحار زي ما كان بعمل مع نور تاور اللي طلعت أحرف منو وإنكشف تعاونها مع جهاز الأمن ومع هارون والي جنوب كردفان
    …………. بالباري الجداد بوديهو الكوشة يانواي !

  4. يا أخي بالرغم من تقديرنا لمحاولتك ( الكتابة) فيما يتعلق بالإنتفاضة نقول لك خليك واقعي و خلي حديثك يكون مبلوع ..

    هي فكرة تجول في رأسك و في رأس كل من لم يجدوا إجابة لمشكلة الصراع بين المركز و الهامش و بدون أن تتوغلوا فيها كنظرية ( مجرد تناول سماعي ) و أنتم لا تشكلون إلا أنصاف متعلمين فيما تلوكه ألسنتكم فأختزلتم الفكرة في جزئية ( الثقافة ) و وظفتموها بشكل مخل للتنديد بالعنصرية و الإستعلاء و الإقصاء ليوصلكم علمك و معرفتكم المبتسرة للدوران المستمر حول ( التهميش ) دون لمس للواقع ..
    أقول لك و بكل تجرد و لمصلحة السودان الجديد ( أمشوا أقروا شوية و أبحثوا في الكتب ) لتكونوا معينا للسودان الجديد بقهم و وعي ..

    و الله أنا لا أتفاعل مع كل المقالات التي نجدها هنا لكتاب معظمهم ( مغمورون) و ليتهم كانوا بارعين مجرد كتابات تخلوا من التزود بالمعرفة اللازمة لتناول ما يروجون له فبالله كفوا أقلامكم ( الغير مؤهلة) عن الثورة في هذه المرحلة بالذات …

    الفكرة المركزية في مقالتك ( تجاهل المعارضة للشباب من الثوار ) ..

    هل سألت نفسك من هم هؤلاء الشباب ؟؟؟ هل هم نبت شيطاني أم ماذا ؟؟؟
    يا هداك الله 90 % ممن خرج من طلاب الجامعات ( منظمون و أعضاء ناشطين في تنظيمات سياسية معروفة في الساحة ) يضاف لهذا الزخم بقية أبناءنا من أصحاب الإرادة في التغيير الحقيقي ..
    هذا من ناحية و من ناحية أخري فلنسلم بطرحك اللاعقلاني و الغير مدرك لحساسية المرحلة مما يجعل مقالك يصب في خانة ما يحتاج إليه و يعمل النظام على تكريسه ..

    أين قيادة هولاء الشباب ( الذين أفترضت أنهم قايمين بروس)لنتفاوض معهم حتى نعطيهم الحق الذي تتصور أننا سلبناهم أياه ..؟؟؟

    أن أجبت على هذه الجزئية جاريناك في الحوار أما لجوئك لعقد المقارنات التاريخة و إصدار الصكوك و عنونة مقالك بشكل ( ضار و مريب) فلا يمثل إلا شكل من أشكال الإستعراض الغير حكيم و الضار ..

    خلال 21 يوم شكلت الثورة لنفسها أدبيات تميز بها الخطاب السياسي فهل أنت من النوع الذي يقرأ و لا يتصحب المواقف أم هي كتابة لمجرد الكتابة ..؟؟

    بصراحة نحن لسنا في حوجة لثورة ضد النظام فقط لكن ضد الكتاب الخارجين و المغردين خارج السرب دون تناسق أو تجانس مع حركة الثورية و الفكرية و مع أدبيات الثورة ..

    لو أنا في محل إدارة الراكوبة لما جلبت لفضاءها الكثير من المقالات التي تساوي قيمة الزمن الذي نهدره في قراءتها? و ثق بأن آلاف القراء مروا على مقالك هذا و المقالات الأخرى المشابهة و تركوها خاوية على عروشها بدون ترك أي تعليق لما تحمله من رسائل تصب في خانة (ضرب الثورة) ، إلا أنه بين الفينة و الأخري يجب أن نتصدى لكم و نظهر لكم عيوبكم فلستم أغزر علما أو أكثر فهما من جماهير الشعب السوداني ..

  5. ياسيد نواى أنت كيف تنقد وثيقه ما عارف حتى اتوقعت وين…والغريبه دى الوثيقه الوحيده اللى فىهاشبه اجماع وقد وافقت عليها الحركه الشعبيه مع بعض التحفظات.

  6. يأ أخ نواي أرجو أن لا تذهب بعيدا دائما وإن الأمور الوسط هي دائما الأفضل ,وإن مثل هذه الموقف تؤتي بنتائج عكس ما كان براد لها ،فمن قال لك أنه لم تتم مشاورة الحركات الأخري ؟ ويجب أن تعرف أن الصلاة فيها سر وجهر وليس كل التفاصيل تنشر غلي الملأ في مثل هذه الأحوال وحتي لو فرضنا أن هذه الأحزاب همشت بعض الجهات حتي تؤول لها السلطة بعد التغيير،فإني اسألك هل من الأفضل لهذه الحركات أن تتعامل مع الأحزاب عندما يحدث التغيير أو تتعامل مع السلطة الحالية وأيهما أقل تكلفة ، أرجو التريث قبل كتابة مثل هذه الأراء لأنها تفرق ولا تجمع وتتأتي بنتائج عكسية0

  7. كمرد نواي دعهم يكتبون ويوقعون ما يشاءؤون فالثورة مستمرة فنحن كفصائل جبهة ثورية سودانية بفصائلها الاربعة من حركات وقوة الهامش المسلحة سنعمل ما يلزمنا ميدانيا وعسكريا وجماهيرنا وتنظيماتنا المدنية والسلمية بالداخل ملتحمة مع الشباب لانجاز التغيير ونجاح الثورة اقتناعا منا بتكامل الوسيليتين الكفاح المسلح والعمل الجماهيري حينها نقولها بصريح العبارة اننا قادرون علي اثبات وجودنا ودورنا بكل الطرق والسبل ونحن نعي ما نقول ونفعل يا كومرد لقد ولي عهد سرقات الثورات ثورة 2012م دمها مر ولم تكن قطعا كاكتوبر 1964 او ابريل 1985م تنجزها الجماهير وتسرقها القوة التقليدية والاقصائية هذا الزمن ولي من غير رجعة ………. مستمرين وملتحمين مع الشعب السوداني لاسقاط النظام وبذات القدر حاميين للثورة من سرقتها من قبل النصابيين .. الثورة مستمرة والشعب اقوي والردة مستحيلة …

  8. يانواي
    معلقي الراكوبة ديل واعين ولو عايز تستمرتـكتب كلام كويس زي زمان الناس حاتساندك أما لو إخترت زي هباب الليلة ومباراة المشبوهيين والمنبوذيين فأكتب نهايتك بيدك!! يا أخي باللاي أمشي أقرأ رد قطاع الشمال وناس العدل والمساواة علي وثيقة قوي الاجماع وشوف نقدهم وإضافاتهم بناء لي ياتو درجة!! تقعد تباري لي ناس زعيط ومعيط وعبد العاطي اللي لا في العير ولا في النفير! يا أخي دا تلقي أكتر حاجة متمنيها أنو البت ميادة يعتقلولها عشان يقشربيها بينما هو قاعد مرفه ومنعم في وارسو!
    عطا السيد10

  9. في صغرنا كنا نعتقد ان الأسرتين المقدستين وأتباعهم من الجهلاء الفقراء وبعض المتعلمين المنتفعين الذين يركعون ويبوسون الأيدي انهم أحزاب ؟؟؟ وقد يكون من الصعب الأعتراف او تصحيح خطأ ترسخ في الأذهان لعشرات السنين وعندما كبرنا وتعلمنا وأزداد وعينا عرفنا ان الحزب هو تنظيم ديمقراطي تحكمه لائحة تنظيمية وله برنامج وطني لتطوير الوطن موضوع من لفيف من المتخصصين علماء اقتصاد ، قانون ، صناعة، زراعة، تعليم أبحاث الخ وهذا البرنامج يكتب وينشر ويروج له ليقرأه الجميع ومن يقتنع بهذا البرنامج والتوجه يلتحق بالحزب ويناضل ليتم تطبيقه ؟؟؟ ويسير اعمال هذا الحزب مجلس منتخب ورئيس منتخب لمدة محددة ويمكن انتقاده وتوجيهه وأقالته في أي وقت تري فيه الأغلبية ذلك ؟؟؟ كما يمكن إقالة أي عضو من أعضاء المجلس في حالة عدم رضاء الأغلبية عن تصرفاته التي لا تتماشي مع لائحة الحزب او اي تصرفات مشينة تضر بسمعة الحزب ؟؟؟ وهذا بأختصار وعجالة تعريف الحزب ؟؟؟ وأن كنت مخطيء في هذا التعريف فلتصححوني ؟؟؟ اما ان نسمي الأسر الطائفية التي تتاجر بالدين ولمة الفتة حزب فهذا هراء وخطأ جسيم يقع فيه الكثيرين والحقيقة دائماً ما تكون مرة ؟؟؟ كيف يمكن تسمية تنظيم أسري رئيسها أبدي ويتوارس رئاسته احد كبار الأسرة وهو أبدي لا يقال ولا يخطيء او ينتقد أو يوجه أو يصحح وتنفذ أوامره بالأشارة ؟؟؟ وكل من يعترضه لهو قليل أدب خارج عن الملة ويبعد فوراً عن قطيع الجهلة المغيبين دينياً ؟؟؟ وهذا الجهل هو سبب تخلف السودان وتزيله لجميع دول العالم في كل المجالات الا في الفساد فنحن الأوئل ؟؟؟ ان شباب اليوم الثائر والمتطلع للتغيير الجزري لن يركع ويبوس الأيدي ويؤيد الكهنة المتواطئين مع حكومة الكيزان الفاسدة ؟؟؟ انهم يضحون بدمائهم ليس لصالح أسر بعينها وانما لسودان ديمقراطي ينعم بالرفاه للجميع انشاء الله ؟؟؟ ثورة ثورة حتي النصر لا نريد عواجيز بالقصر ؟؟؟

  10. اوافك الرأى بأن هذه الاحزاب طفيلية لاتريد للسودان مصلحة وهمشت الشباب الثائر وهمشت اهل الهامش السودانى
    كما كان ينبغى عليك ان تتحدث عن الجبهة الثوريه السودانيه رغم جسارتها الا ان تشكيلها ينبت الشك فى نفوس الكثيرين فعقار ومنى وعبدالواحد وجبريل اثنية واحده وحاجه واحدة من المفترض يكون فى وسطهم واحد بقارى وواحد ادروبى وواحد محسى حتى تكتمل الصورة

  11. ان وثيقة البديل الديقراطي المزعومه ما هي الا تكريس لنظام قائم منذ استقلال البلاد من الاجنبي و لن يتنازل اهل السودان النيلي من الثوابت التي وضعوها لانفسهم مهما كان شكل التغيير في السودان فعليه اما ان يسفر الهامش السوداني عن رايه بصراحة في شكل حكم السودان و اما ان يطالب بحق تقرير مصير شعوبه المقهورة و بلاش من وجدع راس ناس الصادق بن المهمدي و المولانا المرتشي

  12. الأخ عثمان نواي
    مع أحترامي لشخصك العظيم أرجو فقط قرأة الوثيقة أدناه . وأعلم بأن النوبة علي الرغم من الظلم الواقع عليهم من الانقاذ ما زالوا يطولون عمره بمثل الذي كتبته لتوك بدلاًً من تحميس النيران ضد من يقذفون أهلنا ليل نهار . المعركة المهمة الآن هي معركة دحر الكيزان .

    الموجهات الأمنية للتخريب المعنوي
    May 1, 2012
    نشر أدناه مقتطفات مطولة من وثيقة أمنية رسمية، تتحدث عما يسمى بـ(موجهات التحطيم المعنوي)! وتكتسب هذه الوثيقة اهميتها من عدة نواح- من أهمية الموضوع، حيث، وكما يرد لاحقاً، فان التحطيم المعنوي يهدف الى شل عزيمة المستهدََفين، مما يجعل جهاز الأمن يقتصد في استخدام الاجراءات (العملياتية) الأخرى ، كالإعتقال والمحاكمات والتعذيب، او القتل، كملاذ أخير(!).. أو غيرها من الاجراءات التي ربما تستثير الرأي العام ومنظمات حقوق الانسان، وبالتالي فان سياسة تحطيم المعنويات لهي السياسة الأكثر إستخداماً وخطورة وثباتاً وإستمرارية!
    * كما تنبع أهميتها من كونها وثيقة رسمية، صيغت بصورة رسمية، وننشر كلماتها حرفياً، فلم نصل الى محتوياتها من تعميم الملاحظات او عبر الاستنتاجات! وكذلك فإنها تصف بدقة طرائق وممارسة أجهزة الأمن في النظم الشمولية، وبالتالي، والأهم، أنها تصف أوضاعنا حالياً في السودان، ومدى ما وصل إليه تخريب الحياة السياسية والمدنية.
    * تسمى الوثيقة (موجهات التحطيم المعنوي) وتعرِّف هذه السياسة بالآتي:( تهدف اجراءات تحطيم المعنويات الى اشعال والاستفادة من التناقضات والاختلافات بين القوى ذات التوجهات السلبية المعادية، وعبر هذه الإجراءات يتم تقسيم تلك القوى وتخريب صفوفها، وعزلها، بحيث ان انشطتها المعادية، إما يتم عكسها أو تقييدها أو وقفها بالكامل.
    ويمكن توجيه إجراءات تحطيم المعنويات ضد المجموعات والتجمعات والمنظمات، كما يمكن توجيهها نحو الأفراد. وتستخدم كإجراءات مستقلة نسبياً، ضمن إجراءات الحسم النهائية، في الإجراءات العملياتية، أو في ارتباط مع الأنواع الأخرى من أنواع إجراءات الحسم..
    ويجب إستخدام إجراءات التحطيم المعنوي، تحديداً، حين تنهض دلائل على جريمة ضد الدولة، أو أية جريمة أخرى، ضمن عملية متابعة عملياتية، ولكن يكون الأفضل، لأسباب سياسية، أو سياسية عملياتية، بحسب تقديرات تحقيق منفعة اجتماعية أعظم، يكون الأفضل ألا تحول هذه الإجراءات الى نيابة الجرائم..)
    * ثم تنص الوثيقة على أهم أساليب تحطيم المعنويات (المجربة)، التي يجب استخدامها:
    ( التشويه المنظم لسمعة (المستهدفين)، ولمكانتهم واحترامهم وتقديرهم، ولمقامهم الاجتماعي، وذلك على أساس حقائق ومعلومات مشينة متحقق منها، يتم ربطها مع بعضها البعض، وكذلك على أساس أكاذيب، ولكن الأكاذيب التي يمكن تصديقها ويصعب التحقق منها، وبالتالي تستخدم بنفس القدر كمعلومات مشينة.
    * التخطيط المنظم لفشل ?المستهدفين? مهنياً واجتماعياً، بهدف تحطيم ثقتهم في أنفسهم.
    * الإضعاف الممنهج لقناعات المستهدفين، خصوصاً، في علاقة القناعات مع المبادئ، والاشخاص القدوة، وخلق شكوك لدى الأفراد حول تصوراتهم ومنظوراتهم.
    * خلق مناخ من عدم الثقة والشكوك المتبادلة داخل المجموعات والتجمعات والمنظمات.
    * خلق وتقوية واستخدام الخصومات داخل المجموعات والتجمعات والمنظمات، وذلك عبر الاستخدام المخطط لنقاط الضعف الشخصية لدى الأفراد.
    * اشغال المجموعات والتجمعات والمنظمات بصورة كاملة بقضاياها (الداخلية مع نفسها)، بهدف تقييد أنشطتها المعادية السلبية.
    * وضع قيود تتعلق بالزمان والمكان والعلاقات المتبادلة بين الأفراد، وبذلك بإستخدام إجراءات قانونية صحيحة، كمثل تحديد مكان العمل، أو التكليف بمهام عمل في مناطق بعيدة.. الخ) انتهت المقتطفات.
    * والوثيقة المنشورة أعلاه، من وثائق جهاز أمن الدولة في ألمانيا الشرقية إبان سيادة النظام الشمولي ? وقد بلورت كسياسة عملية للجهاز في عام1976م، ونشرت ضمن وثائقه التي تم فتحها للجمهور والباحثين بعد سقوط النظام اوائل التسعينيات. وقد صدرت في سلسلة منشورات (المفوضية الألمانية الاتحادية لوثائق جهاز أمن الدولة) في كتاب يحمل عنوان:(جهاز أمن الدولة في ألمانيا (GDR): درع وسيف الحزب)، من إعداد (جينس جيسيكي)، برلين2006م، بالانجليزية ص48. وقمت شخصياً بترجمة الوثيقة من الانجليزية الى العربية، وقد رأيت تأخير ذكر مصدر الوثيقة، حتى يتأمل القارئ في حقيقة انها لا تتعلق بألمانيا الشمولية وحدها، وانما بكل الشموليات، بما فيها وعلى وجه الأخص، أوضاع السودان حالياً، وهذا طبيعي، فسواء شرقاً او غرباً، يميناً او يساراً فان الشمولية واحدة، ربما تختلف في شعاراتها، ولكنها في الجوهر واحدة ? ذات المؤسسات، وذات الأساليب، وبالتالي ذات النهايات!
    * وأبرز ما يميز النظم الشمولية تمدد وشمول الوظيفة الأمنية لكافة مناحي الحياة ? الفكرية والسياسية والاجتماعية.. الخ- ذلك ان الشمولية انما تهدف الى صوغ كافة مناحي الحياة بصورة شاملة وعلى اساس رؤية الحزب الشمولي، وجهاز الأمن في هذا الإطار انما (درع وسيف) هذا الحزب الشمولي! فيتمدد ليلامس كل شرايين المجتمع، ولأنه يتمدد من أجل (السيطرة والتحكم) او (اعادة الصياغة) فانه يمتص ما في شرايين المجتمع من قدرة على المبادرة والاستقلالية اي يمتص ما فيها من رواء ودماء وعافية! وهكذا كلما انتصر جهاز الامن الشمولي في تحقيق مهامه كلما انهزم المجتمع، وفي النهاية, يتحول المجتمع الى غابة من الأفراد المعزولين عن بعضهم لا يعنون ببعضهم البعض ، ولايثقون في بعضهم البعض! أفراد كالذرات المنفصلة , بلا روابط قيمية أو أخلاقية أو اجتماعية، وبلا قيادات أو رموز ? فالجميع يتم تشويه سمعتهم , وبالتالي ينتج أفراد خائفون أذلاء، يبحثون عن سلامتهم الشخصية بكل ثمن، حتى ولو بخيانة قيمهم وجماعاتهم وأهاليهم، بل وأسرهم! (في ارشيف جهاز أمن الدولة الالماني كثير من الوقائع المذهلة والمحزنة عن أفراد من الأسرة الواحدة يبلغون عن اقربائهم!) ومع كل ذلك فان النظام الشمولي ينهار في النهاية! لأنه ضد طبائع الأشياء وضد اتجاه التاريخ! ولكنه ينهار بعد ان يحطم كل أعمدة المجتمع ? من استقامة ونزاهة وتضامن وروابط قيمية وقدوة أخلاقية! ولذا فانه لايكلف المجتمعات حاضرها وحسب، وانما كذلك مستقبلها, على المديين القصير والمتوسط! ذلك أنه وبمجرد انهيار الروابط الشمولية البرانية تخرج من أقفاصها الوحوش الباطنية التي خلقتها الشمولية، ، لتبدأ حرب الكل ضد الكل، تماماً كما في الغابة، بلا روابط اجتماعية أو إنسانية، وانما بأقماط ما قبل الانسانية- أقماط القطيع- العرق و القبلية و الطائفية- فتدور طاحونة العنف والدماء الى ان ترهق الأطراف جميعاًّ. هذا ما حدث في يوغسلافيا السابقة، وفي الصومال، والعراق، بعد انهيار نظمها الشمولية! وشبيه كذلك بما حدث في التجارب الاخرى, حين تفسخ النسيج الاجتماعي وتهرأت الروح المعنوية للمجتمعات، فانهارت البلدان امام الاعداء الخارجيين، كما في ألمانيا وايطاليا- الفاشيتين- ومصر الناصرية! وحتى في الاتحاد السوفيتي (العظيم)، كانت (ثمرة) النظام الشمولي ? رغم إختلاف جذوره الاجتماعية وبالتالي تحقيقه انجازات اجتماعية واضحة لصالح الغالبية ? كانت ثمرته تمزيق الاتحاد السوفيتي الى عدة دويلات!
    وهكذا فالأنظمة الشمولية بهزيمتها لمجتمعاتها تمضي بهذه المجتمعات إما الى الفوضي أو التمزق أو الإحتلال الأجنبي! والاستثناء الوحيد المانيا الشرقية- بحكم وضعها الاستثنائي- فقد كانت متجانسة قومياً، و وجدت مساندة استثنائية من الشطر الغربي الديمقراطي، والذي يحاددها كجار ، في وضع استثنائي! واما أسوأ الكوارث الانسانية فقد حدثت في البلدان المتعددة عرقياً وقبلياً- كما في البلقان والصومال والعراق- فلا تزال بعد سنوات- من سقوط الانظمة الشمولية، طواحين القتل تدور على أساس الهوية! والسودان كما لايخفى ? بتعدده الديني والثقافي والقبلي- يحتاج الى أكثر من معجزة، كي لا ينزلق الى الفوضى والخراب الشامل!
    * ولا تغرن أحد قوة أجهزة الأمن في النظم الشمولية- فهي قوة على حساب المجتمع، ضد قواعد الإجتماع البشري ، وضد اتجاه التاريخ، ولذا فإنها ومهما عتت فإلى زوال، ولكن زوال بأكلاف باهظة الأثمان. خذ كمثال جهاز أمن الدولة- صاحب الوثيقة المنشورة نفسه- كانت قائمة المرتبات للعاملين بدوام كامل به تضم91.015 عنصر اي انه بالنسبة لكل الف مواطن هناك 5.5 يعملون في جهاز الأمن! وله كذلك175 الف مصدر (بغير دوام كامل) اي (أمن شعبي)، وهؤلاء يفتحون عيونهم وآذانهم لكل ما يجري من حولهم ويسارعون الى التبليغ عنه، إضافة الى قيامهم بالمهام التي توكل اليهم ووضع منازلهم تحت تصرف جهاز الأمن كبيوت آمنة!.. فاذا جمعت العاملين زائدا مصادر (الأمن الشعبي) فان العاملين والمتعاونين يصلون الى 266 الف عنصر! فاذا حذفت الأطفال والعجزة من تعداد المواطنين فالنتيجة انه بالنسبة لكل الف راشد وفاعل من المواطنين كان هناك حوالي 30 عنصر أمن ومتعاوناً! ومع ذلك حين أزفت الآزفة انهار النظام الشمولي كبناء الكرتون! ولكن ألمانيا، محظوظة، واستثنائية، وأما في البلدان الأخرى، فقد ظلت الدماء (تبقبق) لسنوات وسنوات.. ألا فليحفظ الله السودان!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..