عيب أم ميزة؟ تقدم العمر.. فك الاشتباك بين النجاح والشيخوخة

الخرطوم – صديق الدخري
في مجتمعنا ما إن نأتي على ذكر شخص، حتى نشير إلى أنه ومن ضمن صفاته (صغير في السن)، وكأنها ميزة تستحق الإطراء والمدح وعكسها تماماً صفة (كبير في السن) تطلق وكأنها قدح وذم، كثيرون يشيرون إلى صغر سنهم، وكأنهم يحققون بذلك أهدافاً في مرمى من هم أكبر منهم عمراً.
إذ يعتقد هؤلاء أن صغر السن إنجاز في حد ذاته، بينما التقدم فيه يعد سبباً كافياً للتقليل من شأن ونجاحات الآخر، امرأة كان أم رجلا.
عنصر محايد
في حالة المرأة يشير كثيرون إلى تقدمها في السن باعتباره جريمة لا تغتفر، متناسين أن التاريخ لا يحتفي بأعمار البشر ولا يحفل لها كثيراً بقدر ما يخلد منجزاتهم وأدوارهم المهمة في الحياة، باعتبار العمر مجرد مساحة زمنية نتحرك فيها لتحديد أهدافنا وتحقيقها، وهو بتلك الصفة يعد عنصراً محايداً تماما.
التاريخ البشري به الكثير من قصص النجاحات والإنجازات التي تؤكد أن العمر ليس عائقا، في سبيل أن نحيا حياة صحية حافلة بالعطاء والإنجازات، وهناك من هم في أعمار أقل من 17 عاماً حققوا نجاحات خالدة، وآخرون اعتلوا قمة الشهرة والمجد، وهم في الستين أو الثمانين من العمر.
نماذج عالمية
إذا كنت ترى نفسك صغيراً في العمر، فنابليون حكم نصف العالم وعمره 29 عاماً، وفي مثل عمره هذا لا يزال كثيرون يبحثون عن وظائف ولا يزالون ينظرون إلى أنفسهم وكأنهم صغار، كما أن فئات كبيرة في مثل عمر نابليون، حين آلت له (نص الدنيا) يشغلون وظائف عادية ويحققون فيها نجاحات متواضعة، بينما هناك من هم أصغر منهم سناً مثل (جاستن بيبر) الذي تفتقت موهبته، وهو في الرابعة عشرة من عمره، وبعد خمس سنوات حقق نجاحاً ساحقاً في مجاله وحقق من عمله في الغناء (110 ملايين دولار)، بينما نسفت تجربة (كاترين جوستين) التي كانت تعمل ممرضة وتزوجت ثم تفرغت بعد ذلك لتربية أبنائها في أعقاب فشل زواجها، فلما رأت جذوة حلم طفولتها تنطمر بفعل السنين وظروف حياتها القاسية، قررت أن تشق طريقها نحو الألق والشهرة، وهي في الستين حين خاضت أولى تجاربها في عالم التمثيل، لتصبح نجمة مشهورة، أجادت وأبدعت في العديد من الأدوار التلفزيونية.
وفي الدجاج مذاق النجاح
لكن تظل قصة (كولن ساندرز) واحدة من القصص التي تفند كل الاتهامات المتصلة بقلة الإنجاز حين يتقدم العمر، وإن (كبار السن) أشخاص مصابون بالاستكانة والخمول والضياع، وليس لديهم حل سوى الاستعداد للموت، وهم يتأرجحون أمام منازلهم على كراسي من القماش.
بدأت قصة (ساندرز) صاحب أسطورة كنتاكي، وهو في الستين من عمره، فبعد أن أحيل إلى التقاعد، لم يكن التقدم في السن عقبته الوحيدة، بل عانى من صعوبات جمة كـ (شح الإمكانيات)، وجوبه بالرفض في كل مرة كان يتقدم فيها إلى عمل ما، لكنه صمد حتى بلغ عدد محاولاته (1009)، وقال إنه كان في كل مرة يرفض فيها طلبه يسمع صوتاً داخله يقول له تقدم، فيقطع مئات الأميال، وهو في خضم كل هذا بدأ رحلته في صناعة وجبات الدجاج الشهيرة (كنتاكي)، فذاق طعم النجاح بعد مواجهته الفشل مرات عديدة

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. فى السودان وفى ظل نظام الكيزان الطفل بعد يعملوا ليه حفل التخرج من الروضة لدخول المدرسة مرحلة الاساس يصاب بالاحباط ويفقد الامل فى المستقبل ويعيش باقى عمره خمسين ولا ستين ولا سبعين سنة يحسب الايام والشهور والسنوات فى انتظار النهاية بلا طموح ولا مستقبل. والامثلة الذكرتها ديل خواجات وشروط وظروف النجاح ما بتنطبق علينا نحن المحكومين بقوانين ال كوز المشرعة قبل 1500سنة وخليك مع الزمن

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..