هل لعمر البشير وبطانته، اى علاقه بالمتصوفه أو التصوف؟؟

هل لعمر البشير وبطانته، اى علاقه بالمتصوفه أو التصوف؟؟

تاج السر حسين
[email][email protected][/email]

مدخل أول :
الأديبه اللبنانيه (غاده السمان) كتبت عن أديبنا الراحل الطيب صالح حينما التقته لأول مرة فى لندن، فى كتابها الجسد حقيبة سفر .. (انه متواضع كالعشب .. لا يدرى كم هو مبدع) .. والتواضع علامه من علامات التصوف.
والزعيم السودانى الراحل المقيم (جون قرنق) قال ذات مرة واصفا ويلات الحرب المفروضه عليه والتى كان يخوضها من اجل تحقيق طموحات شعبه، فى السودان الكبير شمالا وجنوبا (حينما تتقاتل الفيله الضخمه فى الغابه، فالذى يتاذى هو العشب الذى تدوس عليه باقدامها) .. وهذا فهم (صوفي).
مدخل ثان:
كما توقعت خرج البعض معلقا على مقالى السابق عن (الشريعه) بعبارات مثل انها شريعة (الله) وعلينا الا نخالفها. وهذا فهم خاطئ فالله سبحانه وتعالى تعليماته واحكامه موجوده فى (القرآن) يفهمها الناس بحسب علمهم وثقافتهم و(زمنهم) والظروف التى يعيشون فيها.
فا الله من وراء كل شئ فى الكون، لكن من يحكم بصورة مباشرة (عمر البشير) فى السودان و(مرسى) فى مصر، ويحكمون بفهمهم (القاصر) للقرآن الذى يصور لهم أن الشريعه صالحه لكل زمان ومكان، مع أن شيخا آخرا ينتمى لذات الفكر، وهو (راشد الغنوشى) يقول عكس ذلك وبالحرف الواحد (ان الشريعه لا تصلح لكل زمان ومكان) لذلك لم نضعها فى دستور تونس، واضاف أن احد التابعين حينما ارتحل من المدينه لمصر أدرك بعد أن قطع تلك المسافه، بأن الفقه السائد يومها يحتاج الى تغيير، فما بالك بفقه كان سائدا فى القرن السابع الميلادى ؟
وهل يعقل ان تكون كلمة الله الأخيره لعباده هى التى نزلت قبل 1400 سنه على سبيل المثال (الشريعه) ولو كان الأمر كذلك فما هى قيمة الآيه التى تقول ( قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي)، وكما هو واضح فالمقصود (بالكلمات) معانيها لا الكلمات بالمعنى الحرفى أو الظاهرى.
وهل يعقل أن (التشريعات) التى صدرت فى زمان مثل زمان المفسر المشهور (ابن كثير) الذى قال ان (الكره الأرضيه) جالسه على (قرن ثور)، تناسب عصرنا هذا الذى حدثت فيه اكتشافات ضخمه مثل الكمبيوتر الأنترنت و(الحامض النووى)؟
وما يهمنى لا ان يكتفى البعض اؤلئك بكلام مثل هذه (شريعة) الله، ثم يصمت، وأنما عليه أن يجيب على ما قررناه بأن اى حاكم يدعى بأنه سوف يطبق الشريعه الأسلاميه فى نظام دوله حديثه، فهو كاذب، فذلك الحاكم يمكن أن يجعل من دولته دوله ظلاميه (طالبانيه)، لكنه لا يستطيع ان يجعلها دوله (حديثه) وفق المقاييس المعروفه، ولن يستطيع أن يفعل ذلك الا ان يعلن خروج دولته من الأمم المتحده ويلغى الأتفاقات والمواثيق الموقعه مع المجتمع الدولى وكافة منظماته والا يعترف بحق لأمراة أو صاحب ديانة أخرى فى دولته ، وعلي من يقولون بأنها (شريعة) الله ونحن مأمورين بتطبيقها أن يوضحوا لنا هل يصدرون تشريعات واضحه تمنع تبوأ المرأة والمسيحى لمناصب عليا فى دولتهم، وعليهم أن يصدروا تشريعات تمنع سفر المرأة لزوجها من السودان لجده دون محرم، بل تمنع سفرها لوحدها لأداء فريضة الحج، لا أن يكتفوا بجلد السكارى ومن يرتدين ملابس قصيره ويعتبروا أنفسهم قد طبقوا حكم الله وشريعته.
وعليهم أن يتأملوا معنى الحديث، البسيط الذى يقول ((أن أعرابيا جاء إلى النبي (ص) يسأله عن الإسلام ، فقال له الرسول خمس صلوات في اليوم والليلة فقال الرجل : هل علي غيرها ؟ ، قال : لا ، إلا أن تطوع ، قال الرسول وصيام رمضان ، قال الرجل : هل علي غيره ؟ ، قال : لا ، إلا أن تطوع وذكر له الرسول الزكاة ، قال : هل علي غيرها ؟ ، قال : لا ، إلا أن تطوع ، قيل : فأدبر الرجل وهو يقول : والله لا أزيد على هذا ولا أنقص ، فقال الرسول(ص):أفلح إن صدق)).
فهل قال له انت غير مسلم الا اذا اعلنت التزامك بالشريعه؟ احدهم كتب باللغة (الأنجليزيه) معلقا على مقالى السابق وقال عنى ، بأنى غير (مسلم)، مع ان بعض الجهات (الأسلاميه) تعتبر من يكتب أو يتحدث باللغه التى كتب بها ذلك الأخ الكريم، كافر وخارج عن المله لأنه يستخدم لغة الكفار ويتشبه بهم!
ومن ثم اعود لعنوان مقال اليوم، وابدأ بتعريف اصل كلمة (التصوف) ومن أين أتت ومن هم رموز (الصوفيه).
كلمة تصوف نجدها فى الآيه التى تقول: ((يامريم ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين)).
البعض يقول ان كلمة (تصوف) جاءت من جماعه من الصحابه فى زمن النبى كانت ترتدى (الصوف).
وبعض آخر يقول أن (التصوف) جاء من (الصفة) وهو مكان في مؤخرة المسجد النبوي الشريف، في الركن الشمالي الشرقي منه، غربي ما يعرف اليوم بـدكة الأغوات.
وأطلق عليهم اسم (اهل الصفه) وقد أُعدت الصفة لنـزول الغرباء العزاب من المهاجرين والوافدين الذين لا مأوى لهم ولا أهل فكان يقل عددهم حيناً، ويكثر أحياناً، وكان النبي كثيراً ما يجالسهم، ويأنس بهم، ويناديهم إلى طعامه، ويشركهم في شرابه؛ فكانوا معدودين في عياله.
وكان الصحابة يأخذ الواحد منهم الاثنين والثلاثة من أهل الصفة فيطعمهم في بيته، كما كانوا يأتون بأقناء الرطب ويعلقونها في السقف لأهل الصفة حتى يأكلوا منها.
وفى حديث لأبى هريره رواه البخارى قال فيه (( كنت من أهل الصفة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كان ليُغشى عليّ فيما بين بيت عائشة وأم سلمة من الجوع)) وقال: ((لقد رأيت سبعين من أهل الصفة ما منهم رجل عليه رداء. إما إزار وإما كساء قد ربطوا في أعناقهم منها ما يبلغ نصف الساقين، ومنها ما يبلغ الكعبين فيجمعه بيده كراهية أن ترى عورته)).
وهذا هو اقرب مصدر تقريبا اتت منه كلمة (صوفى) و(تصوف) لأنه مرتبط بالزهد والفقر وتمرين النفس على الجوع وكبح شهواتها وهكذا كان حال كبار المتصوفه حتى وقت قريب..
اما عن شيوخ المتصوفه وزعمائهم:
فالبعض يقول أن (على ابى طالب) يعتبر امام المتصوفه لأنه كان ورعا زاهدا، وكثيرا ما خلى بيته من الأكل وهو متزوج من بنت رسول الله، حتى أن الرسول (ص) مر على بنته فاطمه فوجدها نائمه وابنها الحسن يبكى من شدة الجوع، فأسرع وحلب لبنا وساقاه وسقى معه اخيه الحسين.
لكن التصوف على النحو المعروف به الآن، فالكثيرين يرون أن (الشيخ عبدالقادر الجيلانى) هو شيخهم الأكبر، الذى تندرج تحت لواء طريقته كافة الطرق الصوفيه، ولذلك نجد المدحه التى كتبها الأخ/ عوض الكريم موسى، تقول : ((جيلانينا قد شد نحو خيامنا الخيل آيا قدم الهدى والنور كِلنا سيدي كيلا)).
ومن الطرق الصوفيه المعروفه منذ قديم الزمان، القادريه،الرفاعيه، السهرورديه، الأحمديه، البرهاميه، الشاذليه، السنوسيه، الأدريسيه، الختميه، الكيلانيه، الأحمديه، النقشبنديه .. وغيرهم من طرق فاتنا ذكرها.
ومن بعد اعود للأجابه على السؤال الذى طرحته فى عنوان المقال (هل للبشير وبطانته الفاسده، أى علاقه بالتصوف أو المتصوفه)؟ الأجابه قولا واحدا (لا) ثم (لا).
بالطبع من لا علاقة (للبشير) وبطانته الفاسده بهم، لا أعنى أدعياء (التصوف) الذين اساءوا اليه واصبح همهم الدنيا وعطاء الحكام الفاسدين المجرمين، فهؤلاء للبشير وزمرته علاقه بهم، بل علاقه قويه ووطيده .. فالمتصوفه الحقيقون الذين نعرفهم لا يشبعون من أكل الحلال دعك من الحرام ويخشوشنوا ويهينوا انفسهم ويذلوها ويعودوها على الحياة القاسيه الصعبه بكثير الصيام والقيام وأكل (القرض) وشد الأحزمه دونما ندرة وعدم وجفاف فى البلاد ، خشية من ملاقاة ربهم وحساب يبدأ من القبر، مـتأسين بنبيهم الذى رفع يديه ذات مرة مكبرا للصلاه، ثم انزلهما وهرع مسرعا الى داخل منزله ثم عاد وكبر وصلى، وحينما انتهى من صلاته سأله الصحابه مستغربين، مالك يا رسول الله بعد أن كبرت قطعت صلاتك وأسرعت الى داخل المنزل، فرد عليهم بأنى تذكرت بأن فى بيت محمد درهما، فخشيت أن الاقى ربى وأنا كانز!!
هكذا التصوف الحقيقى أسرع النبى لينفق درهما واحدا كان فى بيته، حتى لا يقابل ربه ويدخل فى الصلاه ويقول الله أكبر، لأنه يشعر لو فعل ذلك يكون قد كذب على ربه (حاشاه) وأنه أدعى بلسانه ما لم يطبقه بفعله وبأن الله فى قلبه فعلا (أكبر)، لذلك كانت دعوات اؤلئك المتصوفه المتأسين بنبيهم مستجابه وكراماتهم مبذوله ومشاهده، واستطاعوا ان يدخلوا اهل هذا الوطن فى الأسلام الذى ما كانوا سوف يدخلوه بالعنف والقوه.
هذا ما كان عليه المصطفى وحبيبه على بن ابى طالب الذى كان يقول (يا دنيا غرى غيرى)، أما اهل (الأسلام السياسى) وشيوخهم وفى وقت يعانى فيه الناس من الفقر والمجاعات، تنقل الأخبار عن أن لصا سرق منزل الشيخ (القرضاوى) فى مصر وهو فى (قطر) وكان المبلغ المسروق 40 الف يورو، ومن قبل سرق من منزل (قطبى المهدى) القيادى فى تيار الأسلام السياسى السودانى، كميات متنوعه من العملات الصعبه، وهم الذين اعدموا مجدى وجرحس لذات السبب!!
لكن هذا كله لا يمنع وجود (صوفيه) حقيقيون على ارض السودان التى لن ينعدم فيها الخير والأخيار الى قيام الساعه، بل هى ارض موعوده بتحقيق خير البشريه كلها، لما لشعبها من طبائع اصيله، وسوف يأتى يوم تملأ فيه الأرض عدلا بعدما ملئت ظلما جورا ويرتع الذئب مع الحمل فلا يأكله ويلعب الطفل مع الحية، فلا تلدغه وتخضر الأراض والحقول وتهب النسائم ويتغير المناخ ويصبح صحوا بتغيير النفوس، لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا أنفسهم.
والصوفى الحقيقى (موحد) لا فرق عنده بين كافر أو مؤمن وبين مطيع أو عاص وبين سليم أو سقيم، وعنده أن هذا الكون وبكلما فيه لا يوجد فيه غير الله، ولا فاعل فيه لكبير الأشياء أو لصغيرها غيره، وهذه الثنائيه والأضداد لم توجد الا من اجل المعرفه فبالليل يعرف النهار وبالأبيض يعرف الأسود وبالحق يعرف الباطل وبالصدق يعرف الكذب، وهى فى نهاية الأمر فى الوجود شئ واحد يمكن تلخيصه فى خير مطلق بدون شر.
قيل أن الشيخ فرح ود تكتوك كان يقف على قصبه فى فتحة البئر يذكر الله فيها فلا يقع فى البئر ولا تنكسر القصبه.
الشاهد فى الأمر هذه الزمرة الفاسده بقيادة (عمرالبشير) ، كلما حصلت (الزنقه) اتجهوا نحو الصوفيه بكافة انواعهم حقيقيين وغير حقيقيين متعمدين نقل تلك اللقاءات على الهواء مياشرة ، يعنى (نحنا ناس دين .. ونحنا على خلق .. ونخشى الله ونهتم بعباده وذاكريه) !
وكلى ثقة أن الصوفى الحقيقى لا يقبل ذلك ولا يرضى أن يستغل ذكره وقومه ودراويشه، لتثبيت اقدام حاكم طاغية ظالم شجع بطانته على الفساد والنهب ومهد لها الأرض وغض طرفه من اجل (التمكين) ومن أجل ان يبقى الحزب (العصابه) مسيطرا على الأجواء السياسيه، وأن تبقى المعارضه ضعيفه مهلهله وممزقه بسبب المضائقات الأٌقتصاديه، قبل أن تحل الضائقه على الجميع.
وما هى علاقة البشير بالتصوف وهو من وقع بيده على اعدام 28 ضابطا فى نهاية شهر (رمضان) وهو من الأشهر الحرم، خلال ساعات محدوده دون ان يتيح لهم محاكمه عادله، وهذا فعل اجرامى لا يمكن أن ترتكب مثله جماعة (طلبان) المتطرفه التى لا علاقة لها بالتصوف، ولا يمكن ان يسقط بالتقادم.
وماهى علاقته بالتصوف وهو لم يكشف حتى اليوم عن المكان الذى قبروا فيه حتى ترتاح امهاتهم وزوجاتهم وبناتهم واولادهم واخوانهم واخواتهم؟
وهل هذا اللؤم والقبح الذى نراه ونسمعه فى كل يوم والعبارات الخارجه مثل (شذاذ افاق) و(الحس كوعك) و(شحادين) و(حشرات)، لصاحبها اى علاقه بالتصوف من قريب أو بعيد؟
والصوفى ابن الفارض الذى كان يلقب بسلطان العاشقين يقول: (زدني بفرطِ الحبِّ فيكَ تحيُّراً .. وارحمْ حشى بلظي هواكَ تسعَّراً.. وإذا سألتكَ أنْ أراكَ حقيقة فاسمَحْ، ولا تجعلْ جوابي ، لن تَرَى).
أما (الحلاج) لدرجة ما ترقى فى العشق الألهى وبلغ الدرجات العليا، كان يقول حينما كانت اوصاله تقطع بواسطة جلاديه ( ركعتان في العشق لا يصح وضوؤهما الا بالدم) !
وفى رواية أخرى قيل انه كان يبتسم فى تلك الحاله التى تقطع فيها اطرافه وتسيل دماؤه ويقول : (التزام الحق ادناه ما ترون)!
والمتصوف الحقيقى لا يستهين بحشرة أو باعوضه ، دعك من انسان كرمه االله على كآفة مخلوقاته بغض النظر عن ديانته.
آخر كلام:-
? النظام الذى ينتمى له (البشير) هو اقرب للوهابيه (انصار السنه) الذين فرقوا الصوفيه من جزيرة العرب والفرق الوحيد بينهما أن انصار السنه يكرهون الصوفيه جهرا ويعتبرونهم دجالين ومتشعوذين، اما التيار الذى ينتمى له (البشير) فيكرهونهم (سرا) ويستفيدون منهم على طريقة (المغفل النافع) لتثبيت اقدامهم كلما حصلت الزنقه ولكى يظهروا بأنهم ناس دين!
? حكيت فى مرة أن كادر مهم من كوادر المؤتمر الوطنى، التقيته فى دوله خليجيه فقلت له، وظننت بأنه سوف يفرح، بأن الشيخ (عبدالرحيم البرعى) سوف يأتى فى الغد زائرا لهذه الدوله، فجاءنى رده صادما وقال لى والله على ما اقول شهيد، (شيخ البرعى بتاع كم . هو فى زول غير ديل ضيع الدين)؟؟

تعليق واحد

  1. يوجد هذا المقال والمقال السابق هم إرتباط البشير بالطرق الصوفية وهذا ما حصل مع تالائيس السابق جعفر نميري في أواخر سنوات حكمه إمتلأ القصر الجمهوري بمئات الدراويش وأصبح حتى المواطنين الذي يريد أخذ موافقات أو أراضي يصطاد ليهو واحد درويش من القصر ويعطيه طلباته ويحضر ليك التصاديق الظاهر البشير ماشي في نفس طريق النميري والأمر الثاني ناس المؤتمر الوطني لم يستطيعوا جمع المؤيدين للبشير فأسهل طريقة أن يعطوا ناس الطرق الصوفية والمشائخ عدة ملايين وجمعوا المريدين والحواريين حول الرئيس وهذا ما فعلوه .

  2. 1.الشريعة التي نعلمها هي الشريعة التي أنزلها الله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ومحلها القرءان الكريم و سنة النبي و تابعها اجماع علماء الامة و القياس الصحيح قال تعالى “فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما } (النساء:65)، هذه الآية تسلب وصف الإيمان عن كل من لم يحتكم في أمره كله إلى شرع الله ورسوله.

    2.تصلح الشريعة لكل زمان ومكان لأن الله سبحانه و تعالى هو الذي أنزلها قال تعالى “ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ” و الشريعة قسمان : أ.أحكام ثابتة مثل ما يتعلق بأصل الايمان و الحدود و حكم الربا و غير ذلك.
    ب. احكام تعتمد على الحالة أي على الزمان و المكان و الملابسات و تعرف بالمصالح المرسلة و ضابطها أن لا تعارض نصوص الشرع .و تقاس الضرورة في هذه الحال بقدرها من دون توسع و لو قيد أنملة

    3.الغنوشي رجل مجتهد و ليس بنبي و بالتالي علينا أن نضع افكاره و اعماله في الميزان و ان لا نعتبره مرجعية أو مصدرا للتشريع و حسب اعتقادي أن الغنوشي و امثاله يقيسون الامور بمبدأ ارتكاب أخف الضررين و سكوتهم عن بعض الامور لا يعني رضاهم و لكن من قبل ليس في الامكان فعل احسن مما كان . كما أنه في بعض الاحيان يسلك الانسان مبدأ التدرج حتى يبلغ الهدف

  3. صدقني مقال مرجع حتى للصوفية الجدد في الفهم الحقيقي لصوفية بعد أن ملؤها تخريف ودجل وذات السلفية في تقطيعها .. لم يزد أهلها بصلابة الحجة .. أشكر حقيقة على هذا المقال والذي يعد دراسة مصغرة نأمل منك أن تقدم دراسة وافية عن التصوف وحقيقته والصوفية وماهي حتى يعرف الناس الحق ويفرقوا بين الصوفية وبين ادخلوا في الصوفية السحر والدجل واباحوا لأنفسهم تعلم السحر بكل اشكاله بدعوا انهم يساعدون الناس ..
    وفقك الله وجزل إليك الثواب .. أما عن قضية أهل النظام صوفية لا أعتقد أن ذلك فأت على أهل الصوفية فهم يعلمون رأي الترابي وحزبه في الصوفية قبل أن يأتي السلطة ..

  4. الساده الصوفيه ديل بحرهم واسع مفتوح لكل من اراد العوم .. بس فى واحدين بيعوموا وبطلعوانضاف وواحدين يدخلوا جوه البحر ويطلعوا زى الظلط بل اكعب .

  5. بارك الله فيك الاخ (ود الحاجة) وقد أسمعت لو ناديت حياً لكن … !!!!!

    الاخ والاستاذ تاج السر

    لاحظت اصرارك على تناول هذا الموضوع وبصورة تفتقر الى ابسط قواعد العلمية التي كنا نتوقع ان يلتزم بها المثقفاتية العلمانيون أمثالك (وامثال المعلق الذي قال في تعليق على مقالك السابق واصفا امثالي ممن سيكتب مدافعا عن الشريعة “بأشباه المثقفين” ولو صدر هذا عنا لاتهمتمونا بمحاولة الحجر والتسلط ووووووو) و ماعلينا!

    المهم …

    لدي الكثير من الملاحظات على طريقتك في لي معاني الايات والاحاديث وتفسيرها على هواك وبصورة بعيدة كل البعد عن قواعد تفسير القران وايضا دون أيراد اسم المفسر الذي استندت اليه قديما كان او معاصرا وتناولك الابات على طريقة (لا تقربوا الصلاة) لتوافق ما تقوله بالرغم من انك انت نفسك تحدثت في مقالكيك عن خطورة تناول معاني الايات بصورة ظاهرية، في حين تناولتها انت بصورة سطحية (والله اعلم ان كنم تفعل ذلك عن قصد ام لا). و اريد ان اعلق فقط على استدلالك بالحديث الذي ذكرته عن الرجل الذي سأل الرسول (ص) عن ما يجب عليه وانه (ص) لم يقل له (يجب ان تؤمن بالشريعة) وأقول لك بانه وفق هذا المنطق فأنه(ص) لم يقل للرجل لا تكذب ولا تأكل الربا ولا تزني ووو وعليه هذه الاشياء ليست مطلوبة من المسلم، وبهذا المنطق ايضا فأنه (ص) قال (الحج عرفة) وأما الطواف والسعي والجمرات فهي ليست من الحج لانه (ص) لم يذكرها في هذا الحديث، وبمنطقك هذا ايضا فأنه (ص) قال: (الدين النصيحة) وعليه يمنكك اختزال الدين كله في النصيحة فقط وبالتالي يصبح الامر اسهل وبدلا عن ان نلغي الشريعة فقط فيمكن ان نلغي الصلاة والزكاة وووو. (للتوضيح فان ما ذكر هو فقط لبيان خطأ الطريقة التي اتبعتعها في الاستشهاد بالحديث المذكور وارجو عدم اضاعة الوقت في حالة رغبة احد الاخوة في الرد في ان يبين لي ان هذه الاحاديث لا تعني ما ذكرته انا، فانا اعلم ذلك (والله اعلى واعلم) ).

    ما هكذا تورد الابل يا أستاذ تاج السر وانت رجل مفكر وتعرف ان الحديث عن اي علم بما فيها علوم الدين (وهي مجموعة علوم مرتبطة ببعضها تدرس الان في جامعات متخصصة) لا يقل خطورة عن حديث مثلي في الطب، وقولك بأن الاسلام لا يريد ان يحجر فكر الانسان لا اعتقد انك جاد في انه يعني ان اي انسان يمكنه الحديث عن علوم الدين دون دراسة ومعرفة لهذ العلوم كعلوم القران وتفسيره والحديث والفقه وغيرها من العلوم الشرعية التي ضربت بها جميعا عرض الحائط. ولتعلم استاذي الكريم ان عدم حجر الفكر واطلاق الحرية للابداع هو امر محمود في الاسلام الذي بدأ قرآنه بـ (إقراء)، واشارت الكثير من الايات الى ضرورة (التفكر والتدبر). ولكن يا استاذي (الابداع) يقتضي المعرفة ولا يمكن ان تبدع في شئ لم تدرس وتعرف اصول علمه وإلا لاصبح الامر (سلطة) ولوجدت امثالي غدا ينشرون في الراكوبة مقالات تحوي اراؤهم الطبية وربما ايضا الفلكية وفق مجموعة معلومات أجمعها من الانترنت و شوية مجلات وكتب!

    على العموم، الشئ الوحيد الذي تركز عليه في مقاليك بوضوح هو فشل التجارب (المسماة بالاسلامية) في السودان وغيره، وقلنا مرارا وتكرارا ان هذا الفشل لاينقص بأي حال من الاحوال من الشريعة وكما زكر لك احد المعلقين بالامس ان فشل طبيب في علاج مريض لا يطعن في صحة الطب ولكن يطعن في مقدرة الطبيب نفسه ومدى فهمه للطب.

    وإذا كنت تعيب على الشريعة أنها قد نزلت في زمان سابق فإن العلمانية ايضا نشأت في زمان سابق وقد جاءت نتيجة تسلط الكنيسة في أوربا في العصور المظلمة ثم تم تطويرها بعد ذلك عصر النهضة في أوربا وإذا كنت تعيب على الشريعة انها كانت في زمن المفسر إبن كثير الذي لم يعرف عن كروية الارض فإن العلمانية قد ظهرت بصورة واضحة لاول مرة على يد الفيلسوف اليهودي الملحد إسبينوزا (إرجع الى موقع وكيبيديا لتعرف ماذا كان يعتقد فيلسوفك الملحد هذا).

    وعليه فكما يعتقد انصار العلمانية امكانية تطويرها فإن الشريعة ايضا يمكن تطويرها حيث انها صممت لتراعي اختلاف الازمنة وذلك بأنها قد تركت ما يسميه العلماء منطقة الفراغ من التشريع، والإلزام في شئون الحياة والمجتمع، والتي يطلق عليها ايضا “منطقة العفو”، أخذاً من الحديث النبوي: “ما أحل الله، فهو حلال، وما حرمه فهو حرام، وما سكت عنه، فهو عفو، فاقبلوا من الله عافيته، فإن الله لم يكن لينسى شيئا، ثم تلا (وما كان ربك نسياً) (سورة مريم:64) الحديث.

    إن ما ينص عليه في مصادر التشريع المعروفة، إنما يتناول في الغالب المبادئ والأحكام العامة، دون الدخول في التفصيلات الجزئية، إلا في قضايا معينة من شأنها الثبات، ومن الخير لها أن تثبت، كما في قضايا الأسرة والميراث ومثلها، التي فصل فيها القرآن تفصيلاً، حتى لا تعبث بها الأهواء، ولا تمزقها الخلافات. ولهذا قيل إن الشريعة (تفصل فيما لا يتغير)، و(تجمل فيما يتغير، بل قد تسكت عنه تماماً). أي أنها تجمل او تسكت عن كل ما يتغير وفق الزمان او المكان والذي علمه الله سبحانه بعلمه الاذلي قبل خلق الانسان نفسه ولكن وكما قال الحق (وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً ) [الكهف : 54]

    وختاماً: ركزت في تعليقي على تناول اسلوب طرحك لاثبات وجهة نظرك والذي لم أجده منطقيا ولا علميا، ولم اجد بصراحة نقاط قوية في طرحك للرد عليها وربما إذا طرحت افكارك في مقال قادم عن الشريعة وعن العلمانية بصورة علمية ووفق نقاط واضحة عندها يمكن الرد عليه بطريقة علمية ووفق نقاط واضحة ايضا.

    وأما بخصوص نحديك الذي أطلقته فأجد أنه غير موضوعي ولا يزيد او ينقص من الموضوع حيث ان وجود شخص يمكنه تطبيق الشريعة من عدمه في زماننا هذا ايضا لا يقدح في الشريعة ولا ينقص منها بل يقدح فينا نحن الذين لا نستطيع تطبيقها، وهو كالسؤال (اتحدى اي دولة او مواطن مسلم ان يطبق لنا علوم ناسا الفضائية للوصول الى المشترى؟ – حيث ان السؤال يقدح فينا نحن العاجزين عن فهم وتطبيق علوم ناسا ولا يقدح او ينقص من علوم ناسا الفضائية).

    وأما بخصوص الجزء الاخر من التحدي في تطبيق الشريعة مع إرضاء أمريكا والمجتمع الدولي فقد قال الحق (أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ )[التوبة : 13]، وعليه فالسؤال والتحدي المفترض طرحه هو (ما الذي يريده الله ورسوله وما الذي يرضيهم؟) وليس ما الذي يرضي أمريكا والمجتمع الدولي! وبالتأكيد فأن اجابة هذا السؤال ليست حكرا على احد او جماعة، ولكن في نفس الوقت يجب البحث عن الاجابة وفق الاسس العلمية للعلوم ذات الصلة بهذا الموضوع (العلوم الشرعية) لتنطلق عندها الطاقات المبنية على (المعرفة) لـ (تبدع) في الاجابة على هذا السؤال بما يتوافق مع الفهم الملائم لزماننا والمبني على (صحة تأويل النصوص والادلة) المتعلقة بالمواضيع المختلفة في زماننا هذا، وحينها تأكد بأننا سنجد الاجابات التي تتوافق مع طبيعة البشرية عموما ولن يجد أحدا في امريكا او المجتمع الدولي حجة مقبولة عقليا ليأخذوها علينا لان مصدرنا هو خالق هذه البشرية. وإلا فان تناول الامر دون علم ودراية سيصبح (اتباعا للهوى) وقد قال سبحانه (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ )[الجاثية : 23]

    اللهم اهدنا سبيل الرشاد ولا تكلنا الى انفسنا ولا لاهوائنا ولا تضلنا بعد اذ هديتنا فانك تعلم ولا نعلم وانك انت علام الغيوب تعلم ما تخفي انفسنا وما في الصدور.

    والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل

  6. يعتقد كل المسلمون بأن مصطلح (الصوفية) قد نشأ في التاريخ الإسلامي، و هذا خطأ كبير! و لكن، كم من الأخطاء التاريخية و العلمية و المنهجية تقدح بها علوم العرب و المستعربين و المسلمين و المتأسلمين!!!

    أولاً، الصوفية (Sophism) مصطلح كان يوصف به الفيلسوف سقراط و مجموعة أخرى من الفلاسفة في ذلك الزمان السحيق، قبل الديانات الكبيرة المعروفة، فلكم أن تتخيلوا ضحالة الفكرة القائلة بأن التصوف جاء من (إرتداء الصوف) أو ما شابه ذلك من التبريرات العربية الغريبة!!

    و لكم في هذا الرابط معلومةً يا أولي الألباب!!

    http://en.wikipedia.org/wiki/Sophism

    و تلاحظون في هذه الصفحة، التي تتحدث عن تاريخ المصطلح اليوناني القديم، و هو مستخدم إلى اليوم في اللغات مثل الإنجليزية، أن التصوف يحمل معاني متعددة منها (الحكمة) على سبيل المثال.

    و لكن ماذا نقول عندمل تسيطر ثقافة المناهج المدرسية و المجلات و التلفزيون و الإعلام المؤدلج على عقول الناس، بمن فيهم العلماء!!!!

    أما فيما يختص بلب المقال، و تناوله للشريعة و فهمها، و إستدلاله بالآيات و الأحاديث، فلي كلام كثير و ملاحظات عديدة، لا يتسع المجال لها، و لكني سأحاول أن أختصر وجهة نظري.

    إن إختزال الساسة و تجار الدين لمعنى الشريعة في مفاهيم (الحدود) المعروفة لهو أمر مؤسف، و لكنه متوقع منهم، فالغاية تبرر الوسيلة في عقول هؤلاء. إن مفهوم الشريعة يحمل كل ما هو من شؤون الناس في علاقتهم ببعضهم البعض، و علاقتهم بالله.

    يجب أن يعي الناس أن كل الرسل (و ليس بالضرورة الأنبياء فقط) قد جاؤوا و بجعبتهم ثلاث أشياء، هي الآتي:

    1) نبوتهم، حيث أن الرسول نبيٌ بالضرورة. و النبوة من الأصل (نبأ) و هو من الإخبار. النبوة علومٌ و ليست لها علاقة بالإيمان أو الكفر، تماماً كعلم الطب. و مجال النبوة ليس فيه حلال و حرام، بل هي تفرق بين (الحق) و الباطل) في الوجود الموضوعي للكون و كل ما فيه. و لكن الإستخدام الدارج لمعنى (حق) و (باطل) مع مرور الزمن أصبح يحمل معاني تميل إلى القرب من الحلال و الحرام. و لتوضيح المعنى أعقد هذه المقاربة من اللغة الإنجليزية. (حق) هي كما يقال بالإنجليزية (True)، أما (باطل) فتقابل (False).

    2) رسالتهم، و هي مجال التشريع، فنقول شريعة عيسى و شريعة موسى، و هكذا. و الرسالة، أو التشريع، هي مناط التكليف و مجال الحلال و الحرام.

    3) التصديق! و هذا يعني (الختم الإلهي) الذي يقنع الناس بأن الرسول هو رسولٌ حقاً و يوحى إليه. و كان هذا التصديق يأتي قبل الرسالة المحمدية في شكل معجزات حسية، من إحياء الموتى و شق البحر. كان السبب في ذلك بعد العقلية الإنسانية في ذلك الزمان عن القدرة على التجريد و إنتاج و تصور المعاني بصورة عقلية بحتة، دون الحاجة للحواس المباشرة. كان وقع المعجزات الحسية قوياً على من يشاهدها، و لكنه لا يدوم طويلاً لعدم إرتباطه بأي عمليات عقلية مجردة، و نعلم من التاريخ كيف تنكر اليهود لمعجزة شق البحر بعد وقت وجيز من حدوثها، و عبادتهم للعجل الذهبي! أما في حالة سيدنا محمد (صلعم) فقد جاءت المعجزة بشكل مختلف تماماً، جاءت (عقلية) و قرر القآن بشكل لا لبس فيه أنه يمتنع عن تقديم (الآيات) الحسية، بسبب أن الأولين قد كذبوا بها، و أتهموا الأنبياء بالسحر! و لكننا نجد أن من يدعون أنفسهم بالعلماء قد جعلوا لنبينا من المعجزات الحسية ما يفوق كل من سبقه!

    كانت هذه المكونات الثلاثة (رسالة، نبوة، تصديق) تأتي منفصلة في حالة الأنبياء و الرسل قبل محمد (صلعم)، فكان لعيسى عليه السلام الكتاب و التوراة و المعجزات، كل واحد من هذه يؤدي إحدى الوظائف الثلاثة أعلاه. أما في حالة محمد (صلعم) فكان الفرق كبيراً، حيث جُعلت كل هذه الوظائف في نفس الكتاب، و هو التنزيل الذي بين دفتي المصحف. و لم ينتبه كثيرٌ من المسلمون لهذه النقطة، فراح بعضهم يبحث للنبي عن معجزات حسية، متناسين قوله تعالى في سورة الإسراء-59 (و ما منعنا أن نرسا بالآيات إلا أن كذب بها الأولون و آتينا ثمود الناقة مبصرة فظلمو بها و ما نرسل بالآيات إلا تخويفا)

    فالشريعة، إذاً، أكبر من مجرد الحدود المعدودة التي يرفعها البعض في وجوه الآخرين بين الفينة و الأخرى.

    هذا من جهة. و من جهة أخرى فهنالك فرق جوهري بين شرائع موسى و عيسى عليهما السلام و شريعة محمد (صلعم). هذا الفرق لم يكن من السهل إكتشافه على مفسري الماضي، و ليس للموضوع علاقة بعبقرية أو تقوى، و لكن بكل بساطة الأمر يتعلق بتطو (أدوات المعرفة) من زمن لآخر، و هذا مربط الفرس في صلاحية القرآن عبر العصور. لا يفهم معظم الناس المعنى الحقيقي لصلاحية القرآن لكل زمان و مكان، و يفترضون فقط أن (ما يفهمونه) من القرآن اليوم (يمكن تطبيقه) على مر الزمن، حتى إن كان ذلك يعني (تطويع) الأزمان و الحضارات قسرياً لتلائم (ما نفهمه اليوم)!!

    و لكن السر في نزول معظم القرآن بصيغة متشابهة (الآيات المتشابهات) يمكن في إمكانية تأويل الآيات على مر العصور و إنتاج نظريات جديدة. و لكن هذا التأويل يحتاج لأدوات، و الأهم من ذلك أنه يعتمد بالضرورة على الأرضية المعرفية السائدة في الزمن الذي يتم فيه التأويل.

    قلت أن هنالك فرقاً جوهرياً بين الشرائع الثلاثة المذكورة. هذا الفرق يكمن في أن شريعتي عيسى و موسى (عليهما السلام) كانتا (حديتين)، أي أن هناك حداً واضحاً لكل مخالفة أو فعل خاطئ، لا يقبل النقاش أو التخفيف و التصعيب، فهي حدية بمعنى أن العقوبة تقف (على الحد) المنصوص عليه تماماً. أما شريعة محمد (صلعم) فهي (حدودية). ماذا يعني ذلك؟!

    يعني ذلك أن الشريعة المحمدية ذات حدود دنيا و قصوى، هذا من جهة. و من جهة أخرى يختلف التعامل مع الحدود المختلفة، فهنالك حدود يمكن (الوقوف عليها) دون أن يكون في ذلك إثم، و لكن الإثم في تعديها. مثال ذلك حد الطلاق حسب الآية 229 من سورة البقرة (الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان..) إلى قوله (تلك حدود الله فلا تعتدوها و من يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون). نلاحظ هنا أمراً في غاية الأهمية، و هو أن المسلم يستطيع أن (يقف على الحد) في مسألة الطلاق، رغم إختلاف البعض في معنى الآية و هل الحد طلقتان أو ثلاث. المهم هو إذا إفترضنا حد الطلاق ثلاث فيمكن للمسلم أن يطلق حتى ثلاث مرات، أما أكثر من ذلك فلا يجوز و لا يستقيم أصلاً. هذا معنى الوقوف على الحد، و قد حذرت الآية من (تعدي) هذه الحدود.

    حسناً، هنالك نوع آخر من الحدود لا ينفع فيها الوقوف على الحد، فذلك يكون إثماً. مثال ذلك حد الصوم و الإفطار. تأمل الآية 187 البقرة (إحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم…) إلى قوله (و كلوا و أشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل و لا تباشروهن و أنتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون). نلاحظ هنا أن الأمر يقضي بعدم (الإقتراب) من الحد (فلا تقربوها). فنفهم أن الإقتراب المفرط من الحد فيه مشكلة، و في حالة الصيام يعني الإستمرار في الأكل حتى لحظة بزوغ الخيط الأبيض، و يدخل المسلم هنا في حالة شك. إذا فالمطلوب عدم (الوقوف على الحد) و عدم الإقتراب.

    أما بالنسبة لما ذكرته سابقاً حول الحدود الدنيا و القصوى للشريعة المحمدية فيمكن ضرب مثال واحد في حالة حدود النكاح، أو محارم النكاح.

    آية المحارم واضحة و أوردت كل المحارم الذين لا يجوز نكاحهم. يعتبر هذا الحد حداً أدنى للنكاح، أي لا يجوز (إنقاص) المحارم بأقل مما في الآية. و لكن ألا يجوز زيادتهم؟ ذلك جائز تماماً و يتبع الأعراف المختلفة للمجموعات الإنسانية المختلفة، طالما لا تتجاوز الحد الأدنى نزولاً. نرى مثال ذلك أن العرب مثلاً يتزوجون من بنات عمومتهم، و لكن ذلك من المقززات لدى المجتمعات الأخرى كالغربية مثلاً. هل نجبرهم بزواج بنات عمومتهم لمجرد إعتناقهم الإسلام؟ تلك الأمور متروكة للناس على قاعدة المعروف و المنكر، و ما يستجد من علوم. فعندما يتضح علمياً خطورة زواج الأقارب على الأطفال يتصرف المجتمع تبعاً لذلك و يحاول منع هذه الزيجات بالآليات التي يراها مناسبة، و لا إثم في ذلك!!

    هذا جزء قليل من فقه معاصر للحدود و الشريعة، يتضح معه ضلال الشعارات المنادية بشريعة قطع اليد التي لا تفرق بين الحد الأدنى و الأقصى للعقوبة، و تعتبر الشريعة المحمدية حدية كشريعة عيسى و موسى، التي قال القرآن فيها (العين بالعين و السن بالسن).

  7. يا أخي تاج السر باين عليك عايز تعمل دعاية لمنهج الصوفية المكعوج المليء بالشرك بالله ، صدقني يا ود حسين الوهابيين (أنصار السنة) الذين أقحمتهم في دعايتك دي هم أهل السنة والجماعة وأهل التوحيد رضيت أم أبيت … وأقول للأخوة أتباع المتصوفة أن يتركوا عبادة العباد ويتجهوا لعبادة رب العباد.. هذ هو المخرج الوحيد لإصلاح حال البلاد والعباد…إن الله لا يغير من بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم… ولقد صدق كادر المؤتمر الوطني الذي قال لك أن البرعي هو من ضيع الدين وهذه حقيقة لا تنتطح فيها عنزتان.

  8. اصطلح علماء الاسلام على تصنيف المتمسكين بالدين “الاسلاميين بلغة العصر ” الى متفقهة و متصوفة
    1.فالمتفقهة هم من غلب عليهم طلب العلم و التخصص في فنونه مع القيام بواجبات العلماء الاخرى من واجبات تعبدية و معاملية
    2. و المتصوفة من غلب عليهم الاكثار في جانب العبادات المحضة مثل الصلاة و الصوم مع طلب ما يحتاج اليه من العلم الشرعي و التركيز على الزهد و التأليف في هذا الجانب و ومن أئمتهم الحرث المحاسبي .قال الحافظ في «تهذيب التهذيب»:
    «وقال أبو القاسم النصرأباذي: بلغني أن الحارث تكلم في شيء من الكلام، فهجره أحمد بن حنبل، فاختفي، فلما مات لم يصل عليه إلا أربعة نفر.
    و منهم الامام أبوحامد الغزالي صاحب كتاب احياء علوم الدين .وقال الذهبي أيضاً: وقد ألّف الرجل في ذمِّ الفلاسفةِ كتابَ “التهافت”، وكَشَفَ عوارَهم، ووافقهم في مواضعَ ظنًّا منه أن ذلك حقٌّ أو موافقٌ للملَّةِ، ولم يكن له علمٌ بالآثار، ولا خبرةٌ بالسنَّةِ النبويَّةِ القاضيةِ على العقلِ، وحُبِّبَ إليه إدمانُ النظرِ في كتابِ “رسائل إخوان الصفا” (1) ، وهو داءٌ عضالٌ، وجَربٌ مردٍ، وسمٌّ قتَّال، ولولا أنَّ أبا حامد مِن كبار الأذكياء، وخيار المخلصين لتلِف، فالحذار الحذار مِن هذه الكتب، واهربوا بدينكم من شُبَه الأوائل وإلا وقعتم في الحيرة… أ.ه?ـ ? “السير” (19/328).

    أما المتصوفة المتأخرون فقد ضلوا و أضلوا كثيرا حيث قسموا المسلمين الى طرق ما أنزل الله بها من سلطان و فرضوا على المريد طاعة شيخه مقدمينها على طاعة أمه و أبيه حتى في الامور التي لم يوجبها الشرع مثل خدمة الشيخ . واهملوا العلوم الشرعية و اعتمدوا على الاهواء .
    و من أسوء بدعهم تعظيم الاضرحة و القبور وخلطهم العبادة بالرقص و طاعتهم المطلقة للشيخ حتى لو أمر بمحظور .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..