رسالة سلمية .. ( منع من النشر بأمر الرقابة الأمنية )

رسالة سلمية .. ( منع من النشر بأمر الرقابة الأمنية )

نورالدين محمد عثمان نورالدين
[email][email protected][/email]

من المبادي الأولية لممارسة الديمقراطية الإلتزام بالموضوعية والإبتعاد عن العنف بكل أشكاله .. من عنف جسدي وعنف لغوي .. فطالما هناك إلتزام من جميع الأطراف معارضة وحكومة بعدم الإنجرار للعنف حتماً ستكون هناك نهايات جيدة لكل مسألة يتم الإختلاف حولها .. ولكن أن يتمترس كل طرف حول رأيه رافضاً الرأي الآخر .. وبكل عنف وأحياناً كثيرة ترفع بعض الأطراف شعار ( يا فيها يا نطفيها ) كتحذير فى حالة عدم قبول رأيهم سيفرضونه بالعنف أو بالقوة حتى ولو كان هذا الرأي خطأ ..
ومايحدث اليوم فى السودان نتاج لعنف حدث وبطريقة منظمة للإستيلاء على السلطة .. فكان من الطبيعي أن ترفض باقى الأطراف هذا المسلك فمن غير المعقول أن تاتى جماعة وتستلم السلطة بالقوة وبدون وجه حق وبعدها تريد أن تجد كامل القبول .. هذا من المستحيلات .. وهنا بالضبط مربط فرس الأزمة السودانية.. نظام يفرض رؤيته بالقوة على الآخرين .. ومعارضة ترى أن هذه القوة يجب ان تواجه بقوة مماثلة فإتجهوا لحمل السلاح .. ومعارضة أخرى ترى أن النضال السلمي هو الطريق للتحول الديمقراطي وبهذا يدخل الجميع فى دوامة صراع سببه الأساسي عدم وجود نظام منتخب ديمقراطياً .. ومهما حاول هذا النظام أن يبرر لوجوده وأن يقنع الجميع بشرعية سلطته لن تكون هذه هى الحقيقة .. حتى ولو وجد تأييد من البعض .. وحتى لو كانوا هؤلاء البعض هم الأغلبية .. فعليه أن يتراجع عن هذا المسلك ويسلم السلطة لحكومة إنتقالية ممثلة من جميع الأطراف ويعاود الكرة .. مرة أخرى ليختاره الشعب بكل حرية دون قمع أو إستغلال لنفوذ أو إستغلال لمؤسسات واموال الدولة أو إستغلال لقانون.. هنا فقط سيقف الجميع وبحسم أمام ذلك الطرف الذى سيسعى للعنف .. أو الترويج للعنف .. فمن له رؤية ورسالة يريد أن يقدمها للمجتمع فعليه أن يسلك سلوك سلمي ديمقراطي سليم حتى يحترم رأيه الجميع .. أما أن يحاول الإصطياد فى الماء العكر والترويج بأن الآخرين هم من يسعون للعنف.. ويحاول قمع كل صوت سلمي يرتفع ضده .. حتما سيولد هذا العنف عنف مضاد .. وهذا بالضبط مايحدث الان فى الساحة .. كلما خرج نفر للتعبير عن رأيهم سلمياً وجدوا عنفاً لغوياً وجسدياً غير مبرر .. فلا يجدون أمامهم سوى الدفاع عن أنفسهم بعنف مماثل ..فلا حل للأزمة الحالية سوي إنتهاج سلوك ديمقراطي من كافة الأطراف ..
مع ودي ..