“بعت ريدك اشتريت غنم” الحب.. تعبيرات قاسية مردها القهر والإحباط

الخرطوم – زهرة عكاشة
في الوقت الذي تغنى فيه الفنانون للحب ومجده عبر الوفاء والإخلاص اللامتناهي بين الأحباء، حتى أن الفنان الكبير النور الجيلاني عندما رفضت محبوبته الكدراوية الاقتران به، لم يقل لها اذهبي غير مأسوف عليك، بل تأسف على رحيلها بود وتقدير متناهي.
غني طرزان: “ﻣﺎ ﺣﺮﺍﻡ منك أﺯﻳﺎ ﻭﻣﺎ ﺣﺮﺍﻡ انت ﺍلأﺯﻳﺎ وانت أقرب ﺯﻭﻝ ﺍﻟﻴﺎ ﺑﺸﻜﻲ ليك ﻣﺮ الشكيا والقليب نيرانو ﺣﻴﺔ والعيون ﺩﺍﻳﻤﺎ ﻣﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻡ ﻓﺎﺭﻕ ﻋﻴﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻲ ﺭﻭﺣﻲ الوفية ﺷﺎﻳﻠﺔ ريدك ﻭﺍلأﺳﻴﺔ ﻣﺎ ﺑﺘﺤﻦ ﻣﺮﺓ ﻭﺗﺮﺿﻴﺎ ﻗﺎﻳﻠﻪ إﻳﻪ الدنيا ﻓﻴﻬﺎ الدنيا ﺭﺍﻳﺤﺔ ﻓﺎﻳﺘﺔ ﺭﺍﻳﺤﻪ ﻻ ﺩﺍﻳﻤﺔ ليك ﻭﻻ ﺩﺍﻳﻤﺔ ﻟﻴﺎ”، وختم كلماته الجميلة التي ظلت عالقة بالأذهان مدة من الزمن ولا زالت يـ “العاملة هجرك ليا كيا ليه كيا لشنو كيا” واكتفى بذلك.
مسار سخرية
ومع تطور الزمن وتطور العلاقات التي باتت هشة مثل القشة، وفقدت قيمتها ومعناها، وباتت بلا طعم ولا معنى ومسار سخرية خرج أحدهم كاتباً على ظهر (ركشته) “بعت حبك اشتريت غنم”، يا لهذا الحب الذي بيع واستبدل غنماً، لماذا غنم تحديداً، أظن وإن بعض الظن إثم أن ذلك كان بحجم حبه وتقديره لم يحب، فلم يكن مقدار حبه لها سوى قيمة عدد من الأغنام، باع حبها وابتاعهم بها، وهو أجدى لها وأفيد أن علمت ذلك في وقت مبكر، لكن السؤال المهم هنا هل يمكن أن يباع الحب هكذا وبكل سهولة واستبداله بحب آخر أو شراء عدد من الأغنام كما كتبا أخينا، وهل هناك حب من الأساس، ولماذا أصبحت أسمى العلاقات الإنسانية محط سخرية بعد أن كانت مقدسة وتستحي الفتاة والفتى من البوح بما يجول في خاطرهما، وما يكنه لبعضهما من مشاعر نقية؟
مشاكل اجتماعية واقتصادية
ولأن الإنسان يرتبط بالعوامل النفسية والاقتصادية والاجتماعية نجده شديد التأثير والتأثر بما يدور حوله من ضغوطات، لذلك أرجعت الباحثة الاجتماعية د. ثريا إبراهيم أسباب ذلك إلى ما يعانيه المجتمع من مشاكل تدعو إلى بروز مثل تلك الظواهر السالبة. وقالت: “التعبيرات بهذه الطريقة القاسية غالباً يكون مردها القهر وعدم الحيلة، وأحياناً الإحباط وما يلوج داخل الفرد من اضطراب نفسي جراء صدمة عنيفة، وتابعت: تلك الصدمات سواء أكانت اجتماعية أو نفسية أو اقتصادية غيرت مسار الفرد، فباتت هناك جرأة في التعبير والبوح بالمحظورات حتى في العلاقات الإنسانية.
ولفتت د. ثريا إلى أن تلك العبارة أعلنت استهتار الشخص وتقليله من شأن العلاقة التي وصلت حد الاحتقار وإهانة المرأة بهذه الكيفية، وأبانت عدم التوازن الذي يعيش فيها ذلك الشخص، منبهة إلى أن ما يحدث من حراك داخل المجتمع سيما الهجرة بشتى أنواها، غيّر اتجاهاته ومفاهميه ونتج عنها كل هذه المظاهر السالبة، لكن في نهاية الأمر لا يجب أن نعمم التجارب الذاتية الفاشلة لأن هناك أخرى ناجحة لابد من الاقتداء بها.
مشاعر إيجابية
من جهتها، أوضحت الاختصاصية النفسية سلمى جمال الدين أن الحب موجود منذ بدء الخليقة. وقالت: “يعد دينمو الحياة، وسر وجودها، فهناك الحب الذي فطرت عليه الأم نحو أبنائها، وكذلك حب الأبناء لوالديهم وإخوانهم، ووجود نوع من الإلفة بينهم، وبالرغم من ذلك هناك شح في التعبير عن المشاعر، سيما في الحب الذي يجمع بين الفتى والفتاة”. وتابعت: ذلك لأن الاختلاط كان محدوداً ولا يسمح بذلك، وكان من الصعب حدوثها، لكن نجد الفتيات كنّ يلجأنّ لصديقاتهنّ ويحكينّ لهنّ ويبحنّ لهنّ عن مكنونات صدرهنّ من عاطفة نبيلة وبنفس مهذبة، أما ما يحدث في زماننا هذا لا تعرف كننه ومزج بالمصالح الشخصية، وباتت السمة الغالبة، لكن الحقيقي موجود والمشاعر أيضاً.
ثقافات دخيلة
وأعابت سلمى على التطور التكنولوجي والثقافي الذي أدخل ثقافات دخيلة على مجتمعنا الذي كان يرتبط بالقيود والضوابط المجتمعية التي أتاحت الفرصة للتخلي عن المحبوب بسهولة ويسر. وقالت: “حتى أغنياتنا الحديثة عضدت ذلك مثل (هكرت لي قلبي) فيما كان سابقاً.. أسامحك يا حبيبي ولو بهمسة”، وكلها تعبر عن الحالة الاجتماعية في ذلك الوقت، وتابعت: “في وقت تردي الأوضاع الاقتصادية كان المغنيات في الأفراح يغنين ملء فمهنّ “سجل لي عرباتك وسجل لي شركاتك”، وعندما ارتفعت نسبة العنوسة في البلاد أصبح “راجل المرا حلو حلا” وكلها مضماين هشة لمجتمع هش، وتوجيه للعاطفة.
أما الذي باع حبه واشترى به غنم لم يعبر إلا عن انهزامه بالإضافة إلى أنها علاقة غير جادة، وقالت سلمى: “بالتأكيد له دور في خسارة علاقته العاطفية وإنهائها بتلك الطريقة بعلمه أو غير ذلك، لأن العلاقات التي تنتهي ببساطة لا تخلو من الاحترام وتوقير العلاقة. وأكدت أن القيم دائما ما يستقيها الإنسان من أسرته وعلى الأسر تهذيب نفس أبنائها بالضوابط وتوجيه المشاعر الإيجابية.
اليوم التالي
ما تعقدو الامور ساكت الحب ما زال موجودا وبخير كمان . بس يفوتو الكيزان ههههههه .
ما تعقدو الامور ساكت الحب ما زال موجودا وبخير كمان . بس يفوتو الكيزان ههههههه .
الرجل صاحب العبارة المكتوبة على الركشة فهمتوه غلط ، اكيد هو ما قاصد البيع بمعناه المعنوى ، والغنم المقصودة هى (غنم ابليس) وقد درج اهلنا غلى اطلاق عبارة (قاعد يرعى فى غنم ابليس) لكل من اقعده الهم بامر فاطلق العنان لخياله وسرح بعيدا بتفكيره ،لينسى همومه،الفيلسوف صاحب الركشة اراد عتاب محبوبته فذكرها بانه لايستطيع نسيانها دون مساعدة من غنم ابليس.