شاهد الصور: البيان الختامي لاجتماعات قوى نداء السودان

البيان الختامي لاجتماعات قوى نداء السودان
يا جماهير شعبنا الأبي
كما كل النظم الشمولية المستبدة، بعد أكثر من ربع قرنٍ من الحكم العضوض انتهى نظام الإنقاذ بوطننا السودان إلى واقع مأساوي يتجلى في انهيار وحدته الجغرافية بانفصال الجنوب ليستمر ما تبقى من تراب الوطن مُهيمَناً عليه بثنائية الفساد والاستبداد التي أوصلته إلى أزمة شاملة، حيث يخوض النظام حروباً ذميمة ينشر بها الموت والخراب والترويع والتشريد في دارفور والنيل الأزرق و جنوب كردفان، ويترافق ذلك مع استبداد سياسي يصادر الحقوق الأساسية وينتهك الكرامة الإنسانية واحتقان اجتماعي جراء الظلم والتهميش وأزمة اقتصادية طاحنة أفرزت توحشاً في الفقر والبطالة وضنك العيش والمرض وتردي الخدمات الأساسية، وذلك في إطار حالة عامة من الفساد المؤسسي وغياب الشفافية والمحاسبة، وفشل السياسة الخارجية في ظل وجود رئيس تطارده العدالة الدولية.

إن الخط الأساسي لقوى نداء السودان- الذي لا حيدة عنه – هو المضي في مواجهة نظام الانقاذ بوسائل المقاومة السلمية المجربة و المستحدثة وتحويل الغضب الجماهيري المكظوم إلى انتفاضة شعبية سلمية شاملة في مواجهة الشرعية الزائفة والفساد والاستبداد حتى يسقط النظام أو يوقن أنه لا محالة ساقط أمام الإرادة الشعبية الطامحة للتغيير فيقبل صاغراً بحل سياسي شامل وعادل يحقق السلام و الحرية و العدالة ويضمن تفكيك دولة الحزب لمصلحة دولة الشعب.

اجتمعت قوى نداء السودان في العاصمة الفرنسية باريس، في الفترة من 18 إلى 21 من شهر أبريل الجاري، مسنودة بالنهوض العظيم في صفوف الحركة الجماهيرية وجسارة السودانيين والسودانيات في الارياف والمدن وجبهات الحرب، و في وقت تصاعدت فيه مطالب شعبنا المشروعة في الحرية والحياة الكريمة ووقف نهب موارد البلاد وبيعها وتحطيم مؤسساتها القومية ومقاومة سدود التهجير والتشريد ومقاطعة الاستفتاء الإداري بدارفور الذي أراد به النظام شرعنة الواقع المختل هناك بسبب سياساته الرعناء، وفي وقت تم فيه إنزال الهزيمة بالنزعة العسكرية للنظام واعتماده العنف والحرب سبيلاً لحل القضايا السياسية، وتمسك المعارضة برؤيتها المعروفة للحل السلمي الشامل المفضي للتغيير الحقيقي حيث رفضت محاولة النظام، في الاجتماع التشاوري الذي انعقد في أديس ابابا خلال مارس الماضي، اعادة انتاج مشروعه الفاسد باسم الحوار الوطني دون دفع استحقاقات الحوار الجاد و المنتج.

وحيا الاجتماع شهداء القضية الوطنية وكل ضحايا آلة نظام الانقاذ القمعية وحيا النازحين واللاجئين وخصَّ بالتحية الطلاب و حراكهم الجسور في الجامعات المختلفة، كما حيا كل شرائح المجتمع السوداني في ميادين النضال السلمي المطلبي والاحتجاجي المختلفة التي تشهد حراكاً جماهيرياً باسلاً من اجل اسقاط النظام واستعادة الحق المشروع في الحرية والحياة الكريمة .. أدان الاجتماع التصعيد العسكري من قبل النظام والذي راح ضحيته مدنيون عزل بين قتيل وجريح ومشرد ونازح في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق. كذلك رحب الاجتماع بإعلان أعضاء النداء من الفصائل المسلحة وقف العدائيات من جانب واحد لمدة ستة شهور لأسباب إنسانية تتعلق بإغاثة المدنيين.

في اجتماعات متصلة و بعد نقاش عميق وشفاف تمكن المشاركون في اجتماع باريس من التوافق على:

* الميثاق السياسي لقوى نداء السودان لإعادة هيكلة وبناء الدولة السودانية: يحدد الميثاق الأسس والمبادئ التي أجمعت عليها قوى النداء لإدارة سنوات الانتقال الأربع بما يحقق السلام والأمن والتحول الديمقراطي في السودان، و فصَّل المهام التي تضطلع بها الحكومة الانتقالية.

* الهيكل التنظيمي القيادي لقوى نداء السودان: ينسق عمل قوى النداء بصورة تحقق الفعالية والكفاءة وأفضل مستوى لإدارة المجهودات والموارد بما يدعم صمود شعبنا العظيم في مواجهة نظام الانقاذ وينجز واجب الخلاص منه بأسرع ما يمكن .. يشتمل الهيكل التنظيمي على مجلس رئاسي تنسيقي ممثلة فيه كل كتل قوى نداء السودان، تساعده في اداء مهامه سكرتارية، و مكتبان تنفيذيان أحدهما داخل السودان والآخر خارج السودان ويضم كلٌ من المكتبين لجاناً متخصصة لمختلف أوجه نشاط المقاومة.

* الطريق إلى الانتفاضة الشعبية السلمية: إن التعبئة الجماهيرية لتفعيل وسائل شعبنا في التصدي المدني السلمي المجرب في إسقاط النظم الشمولية؛ وذلك عبر العمل المقاوم التراكمي الذي انتظمت فيه مختلف الشرائح من طلاب وشباب ونساء ومهنيين في مختلف أنحاء السودان الرافض لحكومة المؤتمر الوطني.

* الحل السياسي الشامل: الذي ننشده ونعمل له هو المفضي الى سلام عادل شامل وتحول ديمقراطي كامل في السودان وتفكيك دولة التمكين الحزبي لمصلحة دولة الوطن. وفي هذا السياق استعرض الاجتماع ما حدث في اديس أبابا مؤخرا وخارطة الطريق التي تقدمت بها الآلية الافريقية الرفيعة. وحيا المجتمعون فصائل قوى نداء السودان الأربع التي دعيت لهذا اللقاء للموقف الموحد والصلب الذي وقفته بانحيازها لإجراء حوار وطني شامل جاد و منتج ورفضها محاولة النظام جرها لحواره العبثي الانصرافي، وهي المحاولة التي انحازت لها الآلية الرفيعة متجاوزةً ما أوصى به مجلس الأمن والسلم الأفريقي في اجتماعه رقم 539 بتاريخ 25/8/2015 والذي جاء فيه ضرورة عقد لقاء تمهيدي يشمل كافة الأطراف السودانية، يناقش القضايا الإجرائية للحوار ومطلوبات تهيئة المناخ له، برئاسة الاتحاد الأفريقي بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا.

* التنسيق مع قوى المعارضة الأخرى: تم إقرار مبدأ التنسيق مع أية منظومة معارضة للنظام تعمل من أجل التغيير لتحقيق السلام والتحول الديموقراطي.

إن قوى نداء السودان إذ تؤكد على وحدتها وإلتزامها بقضية شعبها، فإنها تدعو كافة السودانيين والسودانيات لتصعيد الحراك السلمي في مختلف ميادين المواجهة مع النظام لقهر الظلام واستدعاء فجر خلاص الوطن والعبور إلى رحاب السلام والحرية والعدالة وشقِّ الدروب للنهوض والتقدم.

قوى نداء السودان

باريس ? 21 أبريل 2016

تعليق واحد

  1. كلام كلام كلام خلاص متنا من الاجتماعات والنداءات والتكوينات والمناشدات

    بهذه الطريقة حكم الكيزان السودان 27 سنة ولازالوا وانتو شغالين اجتماعات وكلام فارغ

    الكيزان لن يتركو السودان بالنداءات وكثرة الكلام

    حمل السلاح ومواجهتهم من الداخل والاطراف هو الحل والا سيحكمنا هؤلاء اللصوص المجرمين الي ما شاء الله

  2. بيان إنشائي كالعادة

    نريد موقف واضح

    نقل الحرب إلى المركز أو التفاوض .

    مسك العصامن المنتصف غير مُجدي، لا بُد من إتخاذ قرارات شجاعة يا حرب في المركز بدون تفاوض، يا تفاوض في أي مكان، بدون شروط مُسبقة من الطرفين.

  3. على مايبدو كفاية بيانات و خطابات ,
    الشعب يريد فعلاً لا قولاً , الشعب التغيير بأى شكل من اشكاله و ليس الإنتفاضة فقط ,لماذا لا يتم تفعيل خيار العصيان المدنى و بقاء المواطنين بمنازلهم لا مظاهرات , لا خطة “ب” لا ضرب رصاص .. اعملنو العصيان المدنى الشامل فى كل ارجاء البلاد و سترون كيف سينخار هذا النظام الضعيف المتهالك الذى هو فعلاً نمر من ورق ..

    إتحركو و سيتبعكم المواطن الجاهز للتغيير الذى فى فى حوجة للقيادة و للتنسيق و إدارة العصيان المدنى ,

  4. كلام رائع ومهم
    لا نريد أن يحدث لنا مثل ما حدث لثورات الربيع العربي
    نريد درجة عالية من التنسيق والتنظيم والتخطيط
    وعبور سلس لدولة المواطنة والديمقراطية والعدل والحرية والرخاء

    شكراً لكم ..لكم التقدير جميعاً

    والتحية لحكيم الأمة

  5. بسبب الضائقة المعيشية الخانقة…والفقر المدقع والجوع الكافر.. بالاضافة لتداعيات الحروب الداخلية التي امتضت ما بقي من دم في عظم السودان.. فإن الشارع العام مهيأ تماما لانتفاضة شعبية تتقدم صفوفها قيادات لها كارزما قيادية حقيقية رشيدة.. من الطرائف ان الضجر وعدم الرضى قد انتاب واصاب الكثيرين من منسوبي المؤتمر الوطني الذين كانوا مُستغَلين ومُستغفَلين و”مهمشين”….

  6. فعلا ستقهروا الظلام من عاصمة النور باريس؟ عاين فى الصور عجايز وسمان وامان عكس ناس الداخل تعبانين منو البصرف على الاجتماعات دى سؤال برئ طيب وين قضايا الوطن التانية فى البيان مثل حلايب وشلاتين ام الناس المقيمة فى مصر بخافوا يرجعوا فلم طويل بدون نهاية سعيدة

  7. لم تستطيعوا حتي الاتفاق علي رؤية واضحه بخصوص اكبر ازمه للسودان منذ الاستقلال وهي هويه الدوله والشعب فكيف تطالبون الناس بالانتفاضه والشيئ الوحيد الذي اتفقتم عليه وخرجتم به هو التفصيل والتقسيم والدقيق للسلطة والمناصب التنفيذية لكم ولا تعشموا الشعب السوداني لن يسلم السلطه مره اخري لأحزاب طائفيه وحركات مسلحة يقودها انتهازيون وإسلاميون حاقدون….

  8. قوى نداء لسودان هم شريحه من المجتمع تكونت من تلقاء نفسها نتيجة ما رأته من أخطاء فى حق البلد ولهم جزيل الشكر فى هذا.
    مالفت نظرى من تعليقات كلهم يطالبون بأن يشمل البيان كذا وكذا وكأن تراكم سنين من المشاكل فاقت نصف القرن أدراجها فى البيان يعنى إنها اتحلت.
    التعليقات تعكس الرأى العام والرأى العام مشغول بتوافه الامور وحيطتهم المايله قوى نداء السودان او الحركه الشعبيه او العدل والمساواة يطالبونهم بما فوق طاقتهم بالبر وينسون انفسهم…ولما يجى السؤال عن ماهو دور الشعب من هذا يتوارون خجلا وجبنا بطقم عبارات جاهزه زى الشعب المسكين..الشعب المغلوب على امره…محمد احمد..الغبش…حتى يخيل لك بأن الناس حلجت بتلك العبارات ولم يعد فى مقدورها تأمل خطورة ما يحيق بالبلد من مؤامرات النظام الحاكم.

    لكم هذا التعليق كمثال (عايزين نعرف البمول ليهم الاجتماعات دى منو) ياأخى بتمولها اسرائيل..ما أهو عندك المؤتمر الوطنى بتمولوا قطر عشان يظل جاثم فوق صدرك إيه الفرق على حسب المنطق..ولا إنت فى رأيك التمويل القطرى إستثمار.
    باب العضويه مفتوح للافراد من أبناء هذا الشعب على مصراعيه لنداء السودان او الحركه الشعبيه او حركة مناوى وعبدالواحد والمؤهلات بسيطه جدا وهى الانتماء لهذا الوطن والخوف عليه من المجهول ومن يرى فى نفسه الكفاءه فليشد الرحال لجنوب كردفان والنيل الازرق ومن لا يرى فى نفسه الكفاءه فليعيش على وعد البشير لحد سنة 2020..
    والله الموفق

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..