رسالة إلى الرئيس عمر البشير بشأن مقتل الشهيد الطالب الصديق حسن محمد طه الحوري

عثمان أحمد المصطفى

رسالة إلى الرئيس عمر البشير بشأن مقتل الشهيد الطالب الصديق حسن محمد طه الحوري …….

استنادا على ما وقع من أحداث أليمة بجامعة كردفان أدت إلى مقتل الشهيد الصديق وجرح أربعين من رفاقه ، وانطلاقا من كون سيادتكم رئيسا لهذه البلاد ، نرفع لسيادتكم بعض المآخذ والملاحظات والتساؤلات والإقتراحات بشأن هذا الموضوع ، والتي نأمل أن تجد من سيادتكم الأذن الصاغية لتجنيب البلاد ثورات بدأت ملامحها تلوح في الأفق بسبب هذه الممارسات اللاإنسانية وغير المسؤلة والتي تعد غباءا قد يصل حد الانتحار السياسي ، فالبلد يكفيها ما فيها من مشاكل اقتصادية وسياسية واجتماعية بسبب سياستكم الخاطئة وفسادكم المالي والإداري ، وتريد أن تضيفو لنا مشكلة جديدة ، وهي سلبنا من ابسط حقوق الانسان وهو حق الحياة ، وبدون ادنى ذنب نقترفه ، واليك سؤال بسيط سيادة الرئيس ، وهو فيما قتل الشهيد الصديق ؟؟؟؟؟
وانوه سيادة الرئيس الى ان الشهيد الصديق ليس ابن المعيلق فحسب ، بل هو ابن لجميع السودانيين ، فالشهيد الصديق تحول الى ظاهرة اجتاحت كل بيوت السودان ، والسبب ان كل بيت سوداني لديه ابن في عمر الصديق ، وبراءة الصديق ، وصدق الصديق ، وأمل الصديق ، وأحلام الصديق ، وهذا الابن يدرس في جامعة ، يخشى عليه اهله ان يموت بلا ذنب كما مات الصديق ، وان لا يعرف قاتله كحال قاتل الصديق ، فتدارك الأمر سيادة الرئيس قبل ان يصبح الصديق قرشيا اخر وتصبح انت عبودا ثاني .
وأذكر سيادتكم ان مشهد اغتيال ، هو مشهد متكرر وبنفس السيناريو في عهد حكومتكم وبنفس مخرجات التحقيق والتي تقيد ضد مجهول ، ومثالا لا حصرا لمن قتلو في الجامعات السودانية في عهد حكومتكم ، بشير الطيب البشير -جامعة الخرطوم*
التايه ابو عاقله -جامعة الخرطوم*
ابوبكر سليم -جامعة الخرطوم*
ميرغني النعمان -جامعة سنار*
طارق ابراهيم -جامعة الخرطوم*
نصر الدين الرشيد-الاهليه*و
مما يثير بعض التساؤلات والتي ترقى إلى مستوى الشك في تواطؤ حكومتكم مع من قام بهذه الاحداث خصوصا أن حزبكم هو المستفيد الأول من سيطرة الطلاب الإسلاميين على اتحادات الجامعات والذي يساعده على
التجنيد والحشد وافشال الحشود المضادة وتمرير بعض الاجندة التي تخدم مصالحكم في الجامعات السودانية .
والسناريو السمج الممجوج المتكرر هو ، ان تاتي الانتخابات ومحاسبة الجمعية العمومية او تسجيل قوائم الترشيح فيتوتر الجو ، فيسمح الحرس الجامعي المؤخون بدخول الاسلحة ، لطلاب الحركة الاسلامية ، مثل الاسلحة البيضاء والملوتوف واسلحة الكلاشنكوف ثم ينتشر جهاز الأمن في الجامعة ثم تبدأ الاشتباكات ثم تأتي الشرطة والتي تحمل ايضا أسلحة الكلاشنكوف ، والملاحظة في تعدد الجهات المسلحة في مكان الحادث وحملها لنوع موحد من السلاح وهو الكلاشنكوف هو لتفرق دم الضحايا بين هذى الجهات وتقيده ضد مجهول .
لذلك نطلب من سيادتكم الآتي
1/ التحلي بالمسؤولية الكاملة بما يتناسب مع كونكم رئيسا لكل السودانيين ، وذلك بالوقوف على مسافة واحدة من كل الأطراف وعدم التحيز لجهة دون الأخرى .
2/ تكوين لجنة من امنيين وقانونيين تحت اشرافكم المباشر للبدء في مباشرة التحقيق الجاد والشفاف في أحداث جامعة كردفان .
3/ يجب محاسبة الحرس الجامعي الذي تواطء وسمح بدخول أسلحة منها الكلاشنكوف للحرم الجامعى ، فيجب إقالة رئيس الحرس الجامعي وإحالته للتحقيق
4/ ويجب محاسبة جهاز الأمن والشرطة وإدخالها في دائرة الاتهام وذلك لأن طريق اغتيال الشهيد الصديق تمت بحرفية ومهنية عالية لا تتأتى إلا لجهات أمنية مدربة مثل الأمن والشرطة فالاصابة كانت من قناص ماهر مباشرة في الرأس.
5/ لا نريد أي تلاعب في التحقيقات وتقديم كباش فداء من صغار القناصين والذين لانعفيهم من المساءلة ، ولكن ما نريده هو كشف من أمر وخطط ونفذ .
ملاحظة :-
لمن لا يعرف الشهيد الصديق ،فهو الصديق حسن محمد طه الحوري ، حفيد رجل البر ، خادم العلم الحاج محمد طه الحوري ، والذي لا يقل خدمة للعلم من الشيخ بابكر بدري ، ولكنه بعيدا عن الإعلام ، حيث كان يقطن في ديوانه العامر ما يقارب ال 100 طالب ، اكلهم وشرابهم وعلاجهم على نفقته الخاصة ، وأتحدى أن يوجد شخص في السودان خدم العلم أكثر من الحاج محمد طه الحوري رحمه الله ، فبدلا من أن يكرم هذا الحفيد لما فعله جده للعلم …… قتل …… عفوا حاج محمد طه ، هكذا كرم حفيدك بأن قتل غيله وبدون سبب .