إنها الحرب.. والعين الحمرة!ا

تراســـيم..

إنها الحرب.. والعين الحمرة!!

عبد الباقي الظافر

حاج ماجد ساتى سوار مواطن ضاق به بلده فهجره والثورة المهدية تتحسس اعداءها فى الداخل ..وتجعل مجرد الهجرة الى التماس العلم فى الازهر الشريف تهمًا تقذف بصاحبها بموالاة العدو ..والرجل الداعية لا تسعه مصر فيركب البحر الى بريطانيا ..ويسعى بين اهلها بالدعوة ..الشيخ ماجد ساتى يسمع بأن الصحافة الامريكية تشوه الاسلام وترمي المسلمين بسوء الاخلاق. يسعى الشيخ الى ماوراء المحيط الصاخب، ويصل الدنيا الجديدة فى العام 1904 ويبقى فيها لربع قرن من الزمان..ويجعل حياته كلها فى سبيل الله ..ويقيض الله على يديه خيرًا وافرًا ويدخل الامريكان الى دين الله افواجًا ..وتسمو مكانة الرجل بين الناس ويطلق عليه لقب مرشد المسلمين ..بعد ان يكمل الشيخ ساتى رسالته يعود بهدوء ووقار الى اهله فى الغدار نواحي منطقة الدبة. لا ادرى ما الذي جعل هذا الشيخ يطل فى ذاكرتى .وانا اقرأ مخرجات المؤتمر الصحفى للوزير حاج ماجد سوار ..وزير الشباب السودانى دعا الى مؤتمر صحفى حاشد ..تدافع له الاعلاميون بالمناكب ..حسبت بداية ان الوزير الشاب يريد ان يصلح ما افسده الناطق باسم الحكومة ..فى حديثه الموسوم بحقنة الجنوبيين التى لن ينالوها فى مشافي الشمال بعد الانفصال. لا، ربما الوزير المسؤول عن التعبئة الشعبية يريد ان يصب ماءً باردًا على تصريحات اطلقها رجل الدبلوماسية الاول فى السودان ..ولم يترك فيها زعيمًا وطنيًا الا واصابه برمية رمح او طعنة سيف ..لعل الوزير اقتناعًا بنظرية اقرع الواقفات اراد ان يمدد الوصل مع ماتبقى من القوى الوطنية فدعا الى هذا المؤتمر الكبير. الوزير حاج ماجد مضى على طريق رفيقيه فى الوزارة علي كرتي وكمال عبيد.. وحدد شروطًا خمسة بنى عليها صحة الاستفتاء القادم ..وحكم على اي مخرجات تزيغ عن اركانه الخمسة بالهلاك والبوار..قلبت الشروط فوجدت بين شروطها عجبًا. المسؤول الرفيع يجعل ايفاء المجتمع الدولى بالتزاماته المالية الداعمة لاتفاق السلام الشامل شرطًا من شروط الاستفتاء ..ويحدد المبلغ بدقة اربعة مليارات ونصف المليار دولار ..ان لم تحضر على الطاولة فلا استفتاء ولا يحزنون. وذات الوزير يأتى بشرط يناقض شرط المليارات الاربعة ويكاد يجبه ..اذ يطلب من المجتمع الدولى ان يضع (الخمسة فوق الاثنين) ..ولا يتدخل حتى ولو حدثته نفسه بدعم وحدة السودان.. وعلى منطق وزير الشباب يعتبر حديث الرئيس الاثيوبى فى منصة الامم المتحدة والذى المح فيه الى دعم وحدة السودان حديًثا غير مقبول (وطنيًا). تصريحات شباب الحزب الحاكم من لدن كرتى الى كمال عبيد ومرورًا بالوزير الشاب تحدث اثرًا سالبًا فى صورة السودان فى الوجدان العالمى ..نحن الآن بلد يمنع بعض جيرانه مجرد حقنة دواء ..ودولة يرى وزير خارجيتها ان الحزب الذى يرأسه نائب رئيس الجمهورية مجرد حركة عميلة.. وأخيرًا دولة ذات سيادة تبيع ثلث اراضيها بأربعة مليارات وشوية. آه.. الآن أبكيك ياوطني الحبيب الذي أنجبت حاج ماجد وحاج ماجد.

التيار

تعليق واحد

  1. إسمه الشيخ / ساتي ماجد سوار الذهب من أسرة الزياداب بدنقلا العجوز. لم يضيق به الحال في بلده, بل خرج مهاجراً في سبيل الدعوة الإسلامية,
    طالع مقال الدكتور / أحمد إبراهيم أبوشوك علي الشبكة عن هذه الشخصية.
    أرجو التثبت من المعلومة قبل الكتابة.

  2. يا عبد الباقي الظافر .. ثلث الوطن ذاهب ذاهب سوى ب4 مليارات أو بغيرها .. ولماذا هذا التحامل على كلام كرتي وكمال عبيد .. هل تعودنا على الخنوع والتنازل حتى أصبحنا نعاير الذي يقول الكلام المنطقي والقانوني .. من المنطق أن يذهب الجنوبيون الى وطنهم الجديد الذي اختاروه عبر صناديق الاختراع .. الم يطالبوا بالتحرر من عبودية الجلابة حسب إدعائهم ؟ فكيف نرضى بأن يكون لهم حقوق كما كانت فى السابق ..
    يجب يا عبد الباقي أن لا يتشابه علينا البقر .. وأن نخلط بين حكومة الانقاذ والوظن أي بمعني كرهنا للانقاذيين لا يتعارض ومصالح الوطن وكرامة أهلنا .. لو أختاروا الانفصال والاستقلال بدولتهم فيذهبوا لدولتهم وإذا استقروا معنا نعاملهم معاملة الاجانب وتسرى عليهم القوانين التي نتعامل بها مع الاجنبي .. والكلام واضح !!

  3. حسب علمي يا ود الشيخ ان الاجنبي اذا وجدناه في حاجة الي حقنة لن نتردد في صرفها له دون ان نطالبه او نطالب سفارة بلده بفاتورة بل وصل بنا الامر ان تبرعنا بخمسة مستشفيات بكامل تجهيزاتها قبل ايام قليلة لاحدى دول الجوار رغم ما نعانيه من شح في الدواء والادوات الصحية ؟
    وحسب علمي ان انقاذ النفس من صفات المسلم لان رجلا دخل الجنة بسقيه لكلب عطشان وليس انسان جنوبي ام غير جنوبي مسلم ام لا ديني….!
    وحسب علمي ان البيع والشراء مسموح به للاجنبي والاجنبية ولو كانت صينية مليحة تبيع الفكس في الطرقات دون ان يسألها رقيب او تهوب نحوها محلية؟
    لكن الجنوبي غير المسلم والجنوبي المسلم الذي وصانا به الرسول صلى الله عليه وسلم وقال في حقه (لايؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه) صار بقدرة قادر دون ذلك الكلب الذي دخل بسببه رجل الجنة لان منع الدواء اشد من منع الغذاء بل هو في درجة القتل للنفس التي حرمها الله
    ام ان هناك فرق بين السياسة والاخلاق والدين؟
    انها العلمانية اللاانسانية اذن……………!!!!!!!!!!!!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..