انتفاضة (أم المدن) !! أم روابة …… الشعب عنيد يا رعديد ..

عندما تمتشق أم روابة حسام الثورة .. ويسيل زبد الغضب من نفسها الأبية الغيورة، تثور وتنتفض وتـهتز وتـهز الجبال وتوقد قلوب الخونة المروحِين بالزعر والخوف ، عندما تثور أمروابة اعلم أن عمر النظام قد شارف على النهاية، لأن إنتفاض مدينة بحجم مدينة أمروابة يساوي انتفاض جميع مدن السودان.
فأمروابة في حد ذاتـها نسيج اجتماعي مترابط تشكل في رحم هذه الرقعة الكردفانية الخصيبة في ظروف أشبه ما تكون بالاستثنائية، رحمٌ فار بالخصوبة فأخرج لكردفان مزيجاً متنوعاً من المتميزين والعباقرة والأفذاذ في قالب اجتماعي متماسك هو القالب الأمروابي الأصيل.
ولقد عرف الأمروابيون منعرجات السياسة منذ نشأة المدينة في العام 1912 تقريباً، حيث مثَّل النادي الثقافي منذ تأسيسه بوتقة سياسية وثقافية انصهرت فيها عقول أجيال المدينة المتعددة ، وقد ظل هذا النادي العملاق يرفد الجهد الثقافي المعرفي والاجتماعي الخلاق حتى قبيل نجاح انتفاضة مارس ابريل المجيدة في اكتساح مايو ، وإنا والله كنا شهود على فضل هذا الكيان الثقافي السياسي الاجتماعي الخلاق حيث كنا نتلقى الدروس السياسية على أيدي أفذاذ من شخوص المدينة المتخصصين في عالم السياسة بمعادلاتـها المعقدة في أعقاب نجاح انتفاضة مارس أبريل المجيدة.
لذلك ليس بالغريب أن تنتفض المدينة نـهار جمعة يوم أمس، بعد صمت مخيف أشاع تكـهنات الكثيرين بعدم إحتمال خروج انتفاضة في هذه المدينة العريقة ، ولكن منتديات كردفان الكبرى راهنت على خروج المدينة للإنتفاض لأنـها من أكثر مدن البلاد التي عانت من التهميش والتغييب والإفقار والتسطيح، ففي الفترة الممتدة من سحابة الخمسينات فالسيتينات وحتى ذيل السبعينات من القرن الماضي، كانت أمروابة حاضرة كردفان التي لا تنطفئ أنوارها ليل نـهار ، أسواقها عامرة بالحراك ومجتمعها آخذ في التوسع على سابلة التمازج والتلاحم والتوافق والتسامح ، ورجالها حضور دوما على الذاكرة الثقافية والرياضية والسياسية ، ولأن عصارة العنصر البشري في أمروابة قد أفادت كثيرا من التنوع وما رافقه من تسامح وتعاضد وتآلف ، فقد امتدت سواعد بنيها لتبني مُعتمدة على العون الذاتي وغير آبـهةٍ بإهمال الحكومة المركزية لهذه المدينة التي تمثل واحدا من أكبر أسواق المحاصيل في السودان ، مما شرد عددا كبيرا من خيرة أبنائها إلى المركز (العاصمة) ، بسبب تـهميش الحكومة لبرامج التنمية الإقتصادية التي كانت تقود عجلتها مدينة أمروابة كسوق محاصيل ثرّ، وكمركز تجاري وإداري حاضن لمعطيات القرى والمراكز الريفية .
واليوم بخروج (أمروابة) في انتفاضة سياسية شرسة ، قد إرتعدت فرائص النظام الحاكم بسدنته والمنتفعين من المتسلقين على أكتاف الشعب الذي جوعه النظام وأفقره وحرمه من الانتفاع بثروات بلاده من النفط والزراعة والثروة الحيوانية والمعدنية.
إن منتديات كردفان تعمل بجهد الجماعة من أجل متابعة ما يحدث في أمروابة لأن ما يحدث فيها يمثل ترمومترا تقاس عليه ما آلت إليه وما ستؤول إليه أوضاع النظام الغاشم الحاكم.
وترجمة لهذا الجهد ، ترغب منتديات كردفان الكبرى تنبيه قادة العمل الثوري في أمروابة من الناظمين السياسيين المحترفين ، وممثلي قطاعات شعبنا الأبي الهمام لضرورة الإلتفات للمندسين في وسط الصفوف من الأحلاس والأوباش ورخيصي الثمن ، فهم الذين يوشون بالآخرين ويقدمون تقارير كيدية في أغلبهم ، لأنـهم حفنة من السفلة المنحطين الرقعاء الذين إن ذهب النظام ستتقطع بـهم السبل وتقتحمهم عيون الناس أينما حلوا بالمهانة والاحتقار وبالخزي والعار.
إنـهم حفنة من الكلاب المندسين في وسط صفوف الشعب ، فتعرفوا إليهم ونادوا الواحد منهم بالكلب اللقيط المشرد ، لإنـهم يطعمون ذويهم من الرشى والأتاوات ومما يسرقونه من جيوب الأشراف، إنـهم يمشون بين الرجال على هيئة رجال وما هم بالرجال وما هم بالمرجلة.
لا نامت أعين الجبناء ، وإن غداً لناظره قريييييييييييييييييييييييييب.

تعليق واحد

  1. التاريخ يحدّثنا بأنّ أول زيارتين إستطلاعيتين سرّيتين قام بهما الإمام محمد أحمد المهديّ كانتا إلى هذه المنطقة لعلمه المسبق بأنها مكمن للرجال ومنطلق الثورة وكانت عند حسن ظنّه ومنها جاءت بشريات انتصارات المهديّة ومن منّا لا يذكر أبو البتول المنّا وعمر حوار الشيخ و …………

    ويذكر التاريخ أيضاَ أن هذه المنطقة (الرهد) كانت مكان تجمّع المبايعين للمهديّ من جميع أطراف السودان وقد شهدت أول عرض عسكريّ لجيوش المهدية وقد تمّ إختيارها لخصوبة أرضها وكرم أهلها وفدائيتهم.

    ونذكر أيضاَ وفي أخريات أيام المهديّة بأنّها كانت المكان الذي التجأ إليه خليفة المهديّ (نواحي الغبشة) وجعله قاعدة إرتكاز لتجميع الرجال ومعاودة الزحف على المستعمر لثقة الخليفة فيهم وأنّهم لا يسلمون من إلتجأ إليهم وكان ذلك بمثابة عود على بدأ. لقد إستشهد مع الخليفة في موقعة أم دبيكرات أعداد كبيرة من أجداد سكان هذه المنطقة مما دعى المؤرّخين أن يسجّلوا على صفحات التاريخ قولهم (لولا الحلاويين والجوامعة لما قامت المهديّة) ولله درّكم من رجال يكثرون عند الفزع ويقلّون عند الطمع.

    واليوم إذ تنتفض أمروابة حاضرة المنطقة والأبيّض حاضرة الإقليم وبالأمس كانت النهود فهذا يبشّر بفتح من الله ونصر قريب وثورة حتى النصر.

    للشمس النايرة قطعنا بحور
    حلفنا نموت أو نلقى النور

    وتعال نعلن عصيانّا المدنيّ

  2. التحية لأم روابة وأهلها .وما علينا إلأ تضييق الخناق على النظام من الأطراف .تليين صغار الشرطة الذين يعرفون من يقوم بالتظاهر وأنه أشرف من لصوص الإنقاذ , علينا تحييدهم وجذبهم لصف الثورة . وهذا ممكن . والآخرين الذين يأتون من مناطق بعيدةعن المنطقة يجب إيقافهم بطرق كيرة لكي لا يتصدوا بالقمع والتنكيل للشرفاء . وقبل ذلك كله على قوى الثورة وإن قل عددها في الأطراف , التنسيق مع بعضها لحماية ظهر الثوار . وتعليم فراد الشعب الذي يتفرج على اإعتقالات والضرب , أن يكون له دور ولو بالهتاف ضد قمع الشرفاء ومنع الوصول إليهم إعتمادا على سمعتهم وتأريخهم في المنطقة . هذه الكلمة ((التنسيق )) هي المفتاح الضائع الذي علينا إيجاده بالعمل معا لحماية الثورة . اتركوا الخلاف جانبا وتوحدوا حول هدفكم الأوحد وهو إزالة هذا الكابوس الجاثم على صدر الشعب .

  3. التحية لأبناء بلادي الشرفاء ولثوار امروابة ولتتواصل الثورة في أمروابة وفي كل مدن السودان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..