حريق “الوحش” المستمر بكندا منذ 9 أيام يظهر من الفضاء

أطلقوا على حريق نوعه جهنمي، ومستمر في كندا منذ 9 أيام، اسم The Beast أو “الوحش” الذي انتشر سريعاً وتضخّم في غابات مجاورة للسكن، إلى درجة بات معها يظهر لكاميرات “ناسا” من الفضاء، فقد دمر 1600 منزل ومبنى، وشرد 100 ألف، وأتى للآن على منطقة كخمس مساحة لبنان، فيها أكبر مركز لاستخراج النفط الرملي بالعالم، وهو إلى مزيد من السعير والتوحش، وأحدث خبر بشأنه أنه قد يستمر لأشهر قبل إخماده.
خصصوا للحريق المهدد مقاطعتين أعلنوا فيهما الطوارئ، جيشاً من 500 إطفائي يكافحونه ليل نهار، ومعهم 88 عربة و15 هليكوبتر و16 طائرة صهريج مكافحة للحرائق، إلا أنه يعاند ويحتدم، وطعام ناره الزاحفة أكثر من شجرة يلتهمها كل ثانية، وقرأت “العربية.نت” بوسائل إعلام كندية، نقلاً عن خبراء، أنه افترس حتى أمس الأحد مليون شجرة، وهو طامع بالمزيد، وبات قريباً 30 إلى 40 كيلومتراً من مقاطعة “ساسكاتشوان” وغاباتها المجاورة لمقاطعة “البرتا” بالغرب الكندي، وهي المقاطعة التي دمر وحرق ما مساحته 2000 كليومتر مربع من غاباتها وأريافها.
وبدأ الحريق الذي يبحثون عن أسبابه المجهولة للآن، عبر تقفي أثره بطائرات “درون” من دون طيار، في أول مايو الجاري، بالجزء الجنوبي الغربي لمنطقة وبلدة Fort McMurray الريفية النفطية، حيث يوجد أكبر مركز لاستخراج النفط الرملي بالعالم، وهي بمحافظة “وود بوفالو” في “ألبرتا” الموصوفة بأنها خزان كندا النفطي الكبير، فاحتياطاتها منه هي الثالثة عالمياً بعد السعودية وفنزويلا، وبعاصمتها Edmonton تقيم جالية عربية كبيرة، معظم أفرادها لبنانيون عددهم 6000 تقريباً، ولا يوجد ما يشير إلى أن أحدهم تضرر أو تشرد.
رفع الحرارة إلى 32.8 مئوية وخسائره للآن 7 مليارات
كل المعلومات عن The Beast أعلاه، هو مما بثت بعضه الوكالات، ونشرت بعضه الآخر وسائل إعلام كندية، جمعت منها “العربية.نت” ما تيسر من تفاصيل، وأهمها ما ورد بشبكة CBCnewsالمتابعة الحريق بعواجل تبثها تلفزيونياً وفي موقعها، ومنه ما بثته الثلاثاء الماضي، أي في اليوم الثالث من الحريق، بأن ما سببه من نزوح سكاني هو أكبر إجلاء طوارئ بتاريخ مقاطعة “ألبرتا” إضافة إلى أنه تسبّب بارتفاع الحرارة بشكل غير معتاد بالنسبة لبدايات مايو، فقد جعلها تصل إلى 32.8 مئوية، كما تسبّب بتسخين الرياح، فكان لسرعتها التي بلغت 72 كيلومتراً بالساعة دور كبير في نمو الحريق وانتشاره.
ثم انقلب الطقس إيجابياً يوم الجمعة، فأصبح بارداً وبدأت تمطر السبت وأمس الأحد، وشاع جو من التفاؤل بنجاح عمليات المكافحة، وعقد تشاد موريسون، مدير هيئة مكافحة الحرائق في مقاطعة Alberta مؤتمراً صحافياً بعد ظهر الأحد، عبر فيه عن تفاؤله بالوصول إلى بؤر الحرائق المشتعلة وسط الغابات لإيقافها عند حدها، إلا أن خبراء توقعوا سابقاً بأن “الوحش” المستعر، قد يستمر لأشهر قبل إخماده، ما زالوا متشائمين، مع أنه تحرك بعيداً عن بلدة “فورت مكموري” وهي التي نرى في الفيديو الذي تعرضه “العربية.نت” الآن، كيف هجرها سكانها البالغون 88 ألفاً بصعوبة، وكيف أصبح معظمها خراباً كأنه لم يكن.
ويتجه الحريق لأن يصبح أكبر كارثة طبيعية بتاريخ كندا من حيث الخسائر التي قدر محلل أتت وكالة “رويترز” على ذكره، بأن خسائر التأمين وحدها قد تزيد عن 9 مليارات دولار كندي، أي 7 أميركي، فيما أكد وزير السلامة العامة، رالف غودال، أن التكلفة الاقتصادية لحريق “الوحش” قد تتخطى تكاليف فيضانات ضربت “ألبرتا” في 2013 وكبدتها 6 مليارات دولار خسائر.
وقد ظهر الحريق، لضخامته وسعة انتشار بؤره المستعرة، في صور التقطها الأربعاء الماضي قمر Landsat 8 التابع لوكالة “ناسا” الفضائية الأميركية، وهي التي تنشر “العربية.نت” اثنتين منها، نقلاً عن الوكالة، وفي إحداها نرى دخان الحريق وبعض البؤر المشتعلة في غابات ألبرتا، كما نجد “الوحش” في الثانية وقد غطى بدخانه بلدة فورت مكموري، وعبر إلى مناطق سكنية أخرى بالمنطقة، مهدداً مقاطعة ثانية.
[SITECODE=”youtube yGtZuTkcRQM”].[/SITECODE]العربية