المركبات السفرية.. دماء على الإسفلت وعاهات مستديمة.. سرعة زائدة

الخرطوم – زهرة عكاشة
الطريق هو ذاك القاسم المشترك بين كل من يريد الوصول إلى أي مكان لا يستطيع الذهاب إليه أو الإياب منه إلا عبر المركبات العامة أو السفرية، والمتتبع لحركة مرور السيارات يجد ارتفاع نسبة الحوادث المرورية بشكل مريع، حتى صارت هاجساً يؤرق الجميع، وباتت معضلة لابد من إيجاد حلول جذرية لها، وإلا سنفقد يومياً عشرات الأرواح البريئة التي لا ذنب لها سوى أنها اختارت تلك المركبات قسراً وجبراً، ورغم أن تلك الحالة (السفر) قد تبعث في نفسك الأمل، إلا أن هناك أموراً يمكنها أن تدخل إلى قلبك حزن لا محدود، فقط علينا فعل ما هو صحيح وترك ما تبقى للأقدار.
بداية..
أجمل شيء أن تحس بأن الدنيا لا تزال بخير، وأننا لا نزال نخاف على بعضنا، وأن هناك مودة بين الناس، وأننا سودانيين لا نزال نحتفظ ببعض قيم وعادات مجتمعنا السمحة، وأن هناك ما يجمعنا وهو حق الحياة، بالرغم من الجرائم الكثيرة والغريبة التي طفت على السطح الآونة الأخيرة.
صفات مميزة
في طريقنا إلى مدينة كنانة بولاية النيل الأبيض في فبراير الماضي للمشاركة في دورة تدريبية نظمها المجلس الثقافي البريطاني برفقة عدد من الزملاء الصحفيين، احتاج إطار السيارة (الهايس) التي تقلنا لبعض هواء لأنه كان مرخياً ولم يع سائق العربة تلك المشكلة إلا بعد إشارات رفقاء الطريق وتنبيهه للمشكلة، وهذا يدل على أن هناك بارقة أمل في أننا لا نزال نهتم بأمور بعضنا بعد أن هزمتنا الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي فقدنا على أثرها الكثير من الصفات السودانية التي تميزنا عن سائر مخلوقات العالم.
مسؤولية مشتركة
وبحسب ما تناولت وسائل الإعلام أمس على لسان الخبير المروري العقيد شرطة مالك عثمان أن ألفي شخص يموتون بسبب الحوادث المرورية سنوياً في السودان معظمهم من المشاة. وقال: “إن تحقيق السلامة المرورية يعتمد بنسبة (85%) على الشخص نفسه، بينما (15%) على الظروف المحيطة بالطريق”. فيما أكد مدير دائرة الشؤون العامة بالإدارة العامة للمرور اللواء شرطة الوليد علي أن تحقيق السلامة المرورية مسؤولية مشتركة لكل قطاعات المجتمع وتتطلب المساهمة بالالتزام الكامل بقواعد ونظم المرور ونشر التوعية وسط السائقين لتقليل الحوادث المرورية. وقال: “للحد من الحوادث المرورية نهتم بالبرامج التوعوية والإرشاد المروري، حرصاً على الأرواح والممتلكات”.
نتيجة واحدة
قطعاً هي أرقام لا يسهل تجاوزها وتتعدد الأسباب لكن النتيجة واحدة، هكذا تقول حوادث الطرقات المتكررة، موت وعاهات مدى الحياة إن حالفك الحظ وخرجت حياً، وهذا يرجع للسرعة الرهيبة التي يقود بها سائقو المركبات العامة والسفرية، فضلاً عن رداءة الطرق والحفر التي تقسم الإسفلت وتحيل الطريق زاهق أرواح، بعد التخطي تفادياً للوقوع في الحفر، فالطريق المؤدي إلى مدن وحلال النيل الأبيض مليء بالحفر، ونجد بعض أعمال الترميم هنا وهناك، ينطبق عليها المثل القائل: “كأنك يا أبوزيد ما تغذيت ولا شفت الغذاء”، ولا ننسى أيضاً ضيق الطريق، وما يميز الطريق المؤدي ولاية النيل الأبيض أنه يخلو من القرى والحلال على جانبي الطريق، رغم الأراضي الشاسعة الخالية تماماً من السكان إلا من بعض المنازل التي تتراءى لك هنا وهناك.
ضيق وسرعة
وتقول أميمة الهادي (مواطنة): “الطرق السفرية تحتاج رقابة سرعة بوضع رادارات على طول الطرق، فشرطيو المرور الموجودون في تلك الطرقات يهتمون بتصريحات الرحلة والمخالفات الإخرى، بالإضافة إلى أن الطرق لا تحتاج لترتيق الإسفلت وإنما توسعت الطرقات وإجراء إصلاحات جذرية للحفر التي تملأ الطرقات وتتسبب في زهق الكثير من الأرواح”. فيما شكا الحاج محمد الصافي من سرعة المركبات الزائدة. وقال: “تسير المركبات في الطريق بسرعة بالغة وهذا أمر خطير، سيما في ظل ضيق الطريق والحفر التي تملأه، حتى صارت سمة سائقي المركبات العامة وسط المدينة، وهذا لن يحصد إلا الأرواح”.
مأثورات وروحانيات
الناظر للسرعة التي يقود بها اصحاب المركبات السفرية يجدها تتناقض مع كتب عليها من أقوال ومأثورات دالة على قوة الإيمان ومشبعة بالروحانيات، فتجد “في حوى الرسول” و”يكفيك شر خلقو”، “ما شاء الله تبارك الله”، “تنعدل عليك”، لكن الطريقة المتبعة في القيادة والتهور اللامحدود لا يمت لهذه الكلمات بصلة، وفي ذلك قال عبدالله أمين: “إن الكلمات المختارة لا بد وأن تتناسب مع السلوك المتبع فلا يمكن أن يكتب أحدهم على مركبته تنعدل عليك وسلوكه لا ينم عن فعله، وتساءل كيف تنعدل عليك وأنت تسير بهذه السرعة الجنونية؟”. وأردف: “حتماً ستنقلب عليك بالسوء لا محالة”.
مسؤولية مشتركة ولكن..
هي كما قال المسؤولون مسؤولية مشتركة، بين الدولة ومستخدمي الطريق، الأولى يجب أن تهتم بسلامة الطرقات وتهيئتها حتى تكون صالحة للاستخدام دون مشاكل تقود للحوادث البشعة التي لا تشهدها الطرق السفرية فقط بل تشاركها الطرق الداخلية في ذلك، مع تحديد سرعة السيارات سواء أكانت في الطرقات السفرية وغيرها، بوضع لوحات على جانبي الطريق توضح السرعة المسموح بها على هذا الطريق ومراقبة ذلك برادارات تحسب سرعة السيارات ومحاسبة المخالفين محاسبة رادعة، حتى يعي شركاء الطريق أن من يستقلون مركباتهم والراجلين أيضاً هم بشر وعليهم مراعاة ذلك بالحفاظ على أرواحهم لأنها مسؤولية في المقام الأول والأخير

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. اللهم اهلك عمر البشير واعوانة اللهم اقتلهم عددا ولاتغادر منهم احدا
    عليكم بالدعاء المتواصل علي هذه الفاشية في صلواتكم وحين تصبحون وتمسون
    فليكن دعائنا جماعيا حتي يخلصنا الله من هؤلاء المجرمين وتاكدوا ان الله سيقبل دعائنا ويخلصنا منهم
    فلنطلق حمله للدعاء الي الله ليخلصنا من هذه الطغمه الفاسده الفاجرة العاهره
    اللهم ارحم موتانا
    اللهم انصر اهلنا في دارفور وجبال النوبة وكل بقاع السودان
    اللهم احفظ بلادنا وادم علينا الامن والامان
    اللهم ولي علينا من يخافك ويرحمنا
    اللهم خلصنا منهم اللهم ارحنا منهم
    يامجيب الدعاء ارحمنا يارب

  2. السبب المخدرات يجب المتابعة فى كل 100 كيلومتر يجب الكشف على السائق بالنسبة للمخدرات فى اجهزة كشف للمخدرات

  3. السباب كثيرة جدا ومن أهمها نحن ليست لدينا طرق أصلا نحن عندنا طريق صراط والمرور فيه صعب ولاتوجد مواصفات والشئ عشوائي والأمانة في التنفيذ معدومة من تحديد الميزانية ، كل واحد عايز حقة حتى كبيرها .. فمتي نكون أمينين ومخلصين للوطن والمواطن ونخاف الله في ذلك الوقت يكون الحال مستور وتصلح الطرق والجسور . ولكن أين نحن من طرق الدول المجاورة خليك من العالم نحن بعيدين عن العالم بعيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييد للغاية وروح البشر عندنا عادية ما يموتوا كان بموتوا ننقص العدد شوية
    أين المحاسبة ومن يحاسب من ، ما كلنا في الهوا سوا ، ومافي حرامي أحسن من حرامي إلا بالفهلوة والشطارة والقبيلة الكبيرة المستنفذة

    اللهم ألطف بنا ألهم الطف بنا ولا تكلنا الى من لا يخافك فينا ودمر كل من يعمل لمصلحة نفسة لا لمصلحة المواطن السوداني ومصلحة الوطن . أللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك وأبدهم عن بكرة ابيهم واترك الصالح النضيف منهم ليخدم الوطن

  4. يا جماعة , يا ناس , يا رجال , كونوا واقعيين كل الحوادث التي تحصل في الطرق سببها معرف وهو ان الطرق سيئة جدا جدا جدددددددددددددددددددددددددددددددددددا ولا داعي لقول السرعة الزائدة أو تهور السائقين ارحموا السائقين الطرق الطرق الطرق رديئة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..