كتاب: وثائق الشهيد الشفيع أحمد الشيخ

عبدالوهاب همت
صدر هذا الاسبوع كتاب وثائق: الشهيد الشفيع أحمد الشيخ ضمن سلسلة وثائق الحركة النقابية السودانية (الكتاب الثاني )عن مركز آفاق جديدة للدراسات , والكتاب من تحرير الدكتور صديق الزيلعي الباحث الاكاديمي والصحفي والسياسي ,وقد ظل الزيلعي ومنذ فترة يولي اهتماماً كبيراً بقضايا النقابات والنقابيين السودانيين وأصدر كتابه الاول ثائق الحركة النقابية السودانية.
يقع الكتاب في 6 فصول , يتناول الفصل الاول لمحات من حياة الشهيد الشفيع أحمد الشيخ , والفصل الثاني يضم بيانات الفترة الاولى من العمل النقابي , والفصل الثالث عبارة عن كتب ومقالات الشفيع. أما الفصل الرابع يتناول دفاع الشفيع أمام المحكمة العسكرية1958.
ويتعرض الفصل الخامس لمقالات كتبت عن الشهيد الشفيع أحمد الشيخ منها مقال بعنوان (تفتيش الشفيع احتقار للحركة النقابية) بقلم محمد الحسن أحمد رئيس تحرير جريدة الطليعة , ومقال آخر بعنوان (المهام المطروحة أمام الحركة النقابية) كاتبه عوض برير وقد نشر بجريدة أخبار الاسبوع العدد بتاريخ 1-5-1969
وهناك (شهادة للتاريخ يرويها د. الهادي أحمد الشيخ) الساعات ال72 من عمر الشفيع بعد19 يوليو1971
ويكتب الشاعر العظيم جيلي عبدالرحمن (الشفيع يافاطمة في الحي) مفتتحاًمقاله ب(هذا القديس الذي رفع يديه الى أعلى بحماماته البيضاء على رأسه , وفكره الناصع يهزأ بالبنادق المشرعة رأيت صورته على امتداد القارات والمدن, فبيوت الثوريين والبسطاء وقصائد الشعراء لوحات الفنانيين..رمز العقل في تصديه وتحديه الغوغائيه السافله. ليس العقل السائد البائد بالطبع, المستكين تمحكاً بالحكمة والموعظة الحسنة.. والصبر الجميل كما يتوهم العض متمسحاً به ..متملقا منافقاً.
مهرجان حقيقي حين كان يأتينا الى القاهرة ضمن مهامه الكثيرة في اتحاد نقابات العمال العرب وغيره.
فقد كان يطمح دائماً الى الترشيد والتوحيد..كنا نتعلم منه معنى الحقيقة والوصول للحقيقة في أقصر الطرق. سألته يوماً عن أمر استعصى علي تعليله فقال ببساطه عميقة:(يا أخي لوكان الموضوع ضد الرجعية والامبريالية قف معه وأنت مغمض العينين والتفاصيل تأتي فيما بعد).ويواصل جيلي العظيم في وصف الشفيع قائلا: هذا وعي يقود دفة التاريخ, ينحاز للطبقة التي رشحت لتصفية الفقر والجهل والتخلف. أكان ينبغي للشفيع الوديع , العاصف اذا ادلهمت الخطوب واندلعت المعارك الجامعة للرقة والدعة أن يعلق على مشنقة ليفتدينا ويسوق الوعي الحقيقي للمهزومين من أصحاب الرأي الراجح والموعظة الحسنة , وكنا ندخره كنزاً ثورياً وثروةً قومية…..الخ….
أما رفيقة دربه أُم الشعب السوداني السامقة الباسله فاطمة أحمد ابراهيم فهي تكتب عدة رسائل منها (رسالة فاطمة أحمد ابراهيم الى جعفر نميري) يكفيه مجداً وسام الاستشهاد ويكفيكم عاراً سلب أكفان الموتى. وتبدأ مقالها الاول ب… لقد وصلنا مندوبكم لاستلام وسام النيلين , وهاهو الوسام مردود اليكم , ولم شعر براحة في حياتي مثلما شعرت بها الان اذ أن تجريد الشفيع منه منحه فرصة اختتام حياته بما يتناسب مع الطريق الذي اختطه لنفسه.. فرصة تتناسب مع تاريخه النظيف وكفاحه الصلب الغيور وتضحياته العظيمه من أجل شعبه عامة والطبقه العامله خاصة. يكفيه فخراً أنه ورفاقه الرواد الاوائل الذين رفعوا شعار الاشتراكيه وناضلوا من أجل توعية الشعب والدفاع عن مصالحه ونظموا الطبقة العامله والفئات الشعبيه في منظمات ديمقراطيه كان لها الفضل الاول في تثبيت أركان الحكم الذي تتمتعون به , وتعرضوا في سبيل ذلك لكل أنواع الاضطهاد وقدموا أعظم التضحيات.
ورسالة أخرى من فاطمة أحمد ابراهيم الى جعفر نميري تقول له .. دعني أناقشك في هدؤ لاخوفاً منك , ولكنه هدؤ الواثق من الحقيقة المؤمن بعدالة قضيته, المُصر على ابرازها والاخذ بحقوقه_أُناقشك وأنت في مركز القوة من حيث امتلاك السلطة وبالتالي المقدرة على الانتقام مني وأنا بالرغم من أنني لاأمتلك داخل بلادي حق الدفاع عن نفسي, الا أنني أيضاً أتحدث من موقف قوة استمدها من كل مصادر هدوئي التي أعددتها واستمدها من ثقتي التامه بأن جيوش الظلام مهما تضافرت لن تستطيع اطفاء شعلة الحقيقة. قد تنجح الى حين في طمس معالمها ولكن هيهات أن تستطيع اخفائها.
ورسالة ثالثة من رسائل فاطمة أحمد ابراهيم الى رئيس المحكمة العليا وتستهل رسالتها ..أنا فاطمة أحمد ابراهيم أتقدم لسيادتكم بظلامتي وشكواي ضد جعفر نميري رئيس الدولة الذي قتل زوجي ظلماً وعدواناً تحت اسم محاكمة صورية لم توفر له أبسط حقوقه كانسان يكفل له القانون حق الدفاع عن نفسه بالاستعانه بشهود دفاع أومحامين أو أصدقاء… وتمضي لتقول أن عمليات التعذيب الوحشيه والتي تمت أمام سمعه وبصره فانها تتنافى مع القوانين والعرف والاخلاق . وهكذا يتضح ان نميري قدم زوجي لمحكمة غير مختصه وحرمه من كل حقوقه القانونيه وانتهك القانون وخنق العدالة. ورسالة أخرى الى رئيس المحكمة العليا ورسالة بعنوان (بلد اغتيلت فيه العداله:أين قبر الشفيع يانميري؟) الى وزير العدل السيد بابكر عوض الله.
ومقال لشوقي بدري بعنوان 19 يوليو وجريمة اغتيال الشفيع احمد الشيخ.
وفي باب القصائد يبدأ ب.. العصافير عزت عصافير
والنجوم وقفت طوابير.. العبرة سدت حلق البوابير
كل منجل كشر بكى .. صر وشو القمح اتكى
عز جدول لمن سمع.. فك مويتن كان ماسكا
وغرق الناس بالسكاليب
واحلالي أنا واحلالي
أموت شهيد جرحي بلالي وأخلف اسماً لي عيالي
وقصيدة أُخرى بعنوان دعاء طفل
وليد من اليتم يبكي فأين أبوه
أبوه الذي عذبوه
ودون محاكمة جرموه
وماسمحو بدفاع ولااذنوا بالوداع
وقصيدة (الشهيدالمظلوم) لصلاح أحمد ابراهيم يقول : حدثني المرحوم الرشيد نورالدين (وجدت سته وثلاثين جندياً يلعبون الكرة بالشفيع يحرشهم أبوالقاسم محمد ابراهيم)أوصى الشفيع من كان بمقربة منه أن يبلغ أهله أن شنقه رحمة اذ كانت جراحه الكثر ملء بدنه كفيلة بموت بطئ وهو مريض السكر, كانت بشاعة التي سبقت الشنق أفظع من الشنق كل ذلك والشفيع برئ تماماً مما نسب اليه , مأمون عوض ابوزيد على علم تام بذلك مما سأبينه في مكانه.
ومن استشعر كصلاح الذي يقول: قدل أبو رسوة للموت الكلح بتضرع
خاطئ العيبة ماختات عيون في مطمع
أب أحمد تقييييل وقت التقل بتسرع
أب أحمد وراك الحق بشوفو مشلع
فارس الساحه جياب الحقوق للناس
سناد الضعيف وقت الضعيف بنداس
ياجبل الدهب انت الوضعتالساس
وما اتزعزعت يوم درعوا الحبل في الرأس
سموك الشفيع بيك الحقوق تتشفع
ناصر الكادحين كنت بتشيلنا وترفع
وقصدة لمحمود شندي بعنوان (نبي في المشنقة)
الى الانسان الذي كان عاشقاً للحياة فتألم كثيراً ولم يفقد الامل الى الشفيع أحمد الشيخ).
بيني وبينكم ياقتلة يوم تمور الدماء
قوة مزلزلة..تزحف في طريقها
تهدر سيلاً عارما
بيني وبينكم ..حين ترون العاصفة ..تطبق في أعناقكم
وتستشير في الجموع النازفة ..دموعها أشجانها ..أحشاها المحترقه
ويوم تثور في الحقول السنبله .. وتستحيل كل ذرة..رصاصة وقنبلة
تحصد أوكارك
تأكلكم نيرانها المجلجلة.
وقصيدة أخرى لصلاح أحمد ابراهيم بعنوان (نحن والردى)
يازكي العود بالمطرقة الصماء والفأس تشظى
وبنيران له ألف لسان قد تلظى
ضع على ضوئك في الناس اصطباراً ومآثر
مثلما ضوع في الاهوال صبراً آل ياسر
فلن كنت كما أنت عبق فاحترق.
ذهب الشفيع محلقاً في السماء باسمه ورسمه وتحول الى أُنشودة في أفواه شعبه ورمزاً من رموز طبقته العامله بعد أن نافح عن قضاياهم داخلياً وخارجياً ودفع أثمان ذلك اعتقالاً وسجناً ودفع روحه فداءً لشعبه وطبقته ويكفيه أن يتغنى به الشعب : الشفيع يافاطنه في الحي
في المصانع في البلد حي
.. سكتيها القالت أحي
وماحصادوا الاخضر الني ,
لان كل ماحصده الشفيع كان خيّراً وخيراً ومثمراً وحلواً, ويكفي أنه ترأس اتحاد نقابات عمال السودان وذاع اسمه في البوادي والحضر وذلك مما أهله أن يقود اتحاد النقابات العمال العالمي.
أما الهالك جعفر نميري يكفيه عاراً أنه لايذكر الا بالسؤ وكلب حراسته البائس البئيس لاعق أحذية الحكام أبوالقاسم محمد ابراهيم الذي أصبح يتجول مابين موائد التعساء البؤساء فان خير مكان له يمكن أن يضمه هو مكب للنفايات يطمر فيه غير مأسوف عليه.
التحيه للباحث المثابر أبوبكر الصديق دفع الله (صديق الزيلعي) الذي رفد المكتبه السودانيه بكتابه الثالث وفي الطريق كتب أخرى, وتحية خاصة للفنان التشكيلي والمصمم الفنان صلاح سليمان بخيت والذي قام بتصميم الكتاب.
ولاُمنا فاطنه أحمد ابرهيم الامنيات بدوام الصحه ومديد العمر.
لمن يودون الحصول على نسخة من الكتاب الاتصال بالدكتور صديق الزيلعي في ايميله
اخطاء المقال كثيرة جدا
جمعت المصاهرة بين هؤلاء الناس الاستثناءيين:الشفيع وفاطمة وصلاح احمد ابراهيم ووضعتهم جملة واحدة امام”الردى” الذي اخجله صلاح بديوان كامل من المناشدات والتحديات والمناكفات.والابيات التي اتحتمونا بها نقلا عن هذا السفر القادم من اروع ما كتب بالعامية السودانيةويمثل القدال -اذن-امتدادا لمدرسة صلاح في الكتابة بلغة الشعب.اقرأ هذه الكلمات وقل لي هل شعرت بالنار تشتعل في يأفوخك حيث مكامن المروءة والاريحية وايضا الفراسة:
قدل أبو رسوة للموت الكلح بتضرع
خاطئ العيبة ماختات عيون في مطمع
أب أحمد تقييييل وقت التقل بتسرع
أب أحمد وراك الحق بشوفو مشلع
فارس الساحه جياب الحقوق للناس
سناد الضعيف وقت الضعيف بنداس
ياجبل الدهب انت الوضعت الساس
هذه مناسبة طيبة لازجي تحياتي للاستاذ الكريم الهادي احمد ابراهيم الذي سبق الجميع الى نشر تراث شقيقه الشاعر الفارس نثرا وشعرا مهديا للمكتبة السودانيةياسمينة بيضاء تعبر عن الحزن والحداد كما تعبر بـأريجها النفاذ عن قدرة وانتصارات الحياة.حيا الله عمله الطيب وعمل من قام على اخراج الكتاب الحالي تقديرا لمجموعة من أجمل وأنبل ابطالنا القوميين.
محمدالمكي ابراهيم
رحم الله الشفيع أحمد الشيخ..
والشكر كل الشكر لمن قاموا بالكتاب.
بس كيف نحصل على الكتاب
.
ظلّ ولم يزل شخص الشهيد : الشفيع احمد الشيخ محفوراً في وجدان الشعب السودني رسماً ملهماً ثورياً وفكريا ثري ، له التحية في قبره ولرفيقته المناضلة الصامدة ( فاطنة السمحة )الانموذج الفريد للمرأة السودانية بكل شموخها وعزتها ..
وفاطنة في ليل الأماسي
وشوشات شايلة البشاشة
فاطنة في حرّ الهجاير
همبريب شبعان دعاشة
وفاطنة بتذوب زي سحابة
صابة شان تسقي العطاشة
.
…………..علي احمد جارالنبي ………..
اخطاء المقال كثيرة جدا
جمعت المصاهرة بين هؤلاء الناس الاستثناءيين:الشفيع وفاطمة وصلاح احمد ابراهيم ووضعتهم جملة واحدة امام”الردى” الذي اخجله صلاح بديوان كامل من المناشدات والتحديات والمناكفات.والابيات التي اتحتمونا بها نقلا عن هذا السفر القادم من اروع ما كتب بالعامية السودانيةويمثل القدال -اذن-امتدادا لمدرسة صلاح في الكتابة بلغة الشعب.اقرأ هذه الكلمات وقل لي هل شعرت بالنار تشتعل في يأفوخك حيث مكامن المروءة والاريحية وايضا الفراسة:
قدل أبو رسوة للموت الكلح بتضرع
خاطئ العيبة ماختات عيون في مطمع
أب أحمد تقييييل وقت التقل بتسرع
أب أحمد وراك الحق بشوفو مشلع
فارس الساحه جياب الحقوق للناس
سناد الضعيف وقت الضعيف بنداس
ياجبل الدهب انت الوضعت الساس
هذه مناسبة طيبة لازجي تحياتي للاستاذ الكريم الهادي احمد ابراهيم الذي سبق الجميع الى نشر تراث شقيقه الشاعر الفارس نثرا وشعرا مهديا للمكتبة السودانيةياسمينة بيضاء تعبر عن الحزن والحداد كما تعبر بـأريجها النفاذ عن قدرة وانتصارات الحياة.حيا الله عمله الطيب وعمل من قام على اخراج الكتاب الحالي تقديرا لمجموعة من أجمل وأنبل ابطالنا القوميين.
محمدالمكي ابراهيم
رحم الله الشفيع أحمد الشيخ..
والشكر كل الشكر لمن قاموا بالكتاب.
بس كيف نحصل على الكتاب
.
ظلّ ولم يزل شخص الشهيد : الشفيع احمد الشيخ محفوراً في وجدان الشعب السودني رسماً ملهماً ثورياً وفكريا ثري ، له التحية في قبره ولرفيقته المناضلة الصامدة ( فاطنة السمحة )الانموذج الفريد للمرأة السودانية بكل شموخها وعزتها ..
وفاطنة في ليل الأماسي
وشوشات شايلة البشاشة
فاطنة في حرّ الهجاير
همبريب شبعان دعاشة
وفاطنة بتذوب زي سحابة
صابة شان تسقي العطاشة
.
…………..علي احمد جارالنبي ………..