تسجيلات ناجحة على الورق

حافظ محمد أحمد
لا ينكر إلا مكابر أن لجنة التسيير الحالية التي جاءت عندما أخذ الزمن (اتكاءة قليلة وغفوة صغيرة) لم تنل رضاء السواد الأعظم من شعب المريخ، وبدت وكأنها في جزيرة معزولة ما عدا قلة تناصرها، ضعف لجنة التسيير بدا أكثر وضوحا في الجهجهة التي حدثت لفريق الكرة الذي تراجع مؤشر أدائه ليصل مرحلة من الضعف كاد يخرج على إثرها أمام ود نوباوي قبل فترة قصيرة وفي بطولة حطم فيها الفريق كل الأرقام القياسية، وربما لم تر الجماهير فريقها بهذا السوء قريبا وفي نصف موسم كامل كانت المعاناة على أشدها.
والمستويات متراجعة والمعنويات منخفضة ومساحات القلق تتزايد.
لجنة التسيير التي جثمت على صدر المريخ أشهرا طويلة وامتد أجلها من ثلاثة أشهر إلى قرابة السبعة أشهر بلا مسوغ منطقي ومارست كنكشة مزعجة أقلقت مضاجع جل أبناء النادي وجعلتهم يتقلبون على جمر ذهابهم ملتحفين قلقا يتزايد يوما بعد آخر، خوفا من مصير أندية كبيرة عصفت بهم الخلافات الإدارية وجعلت فريق الكرة أثرا بعد عين.
تخوفت جماهير المريخ من اللجنة قبل التسجيلات الحالية خوفا من مصير تسجيلات الشتاء الماضية التي ضربت الرقم القياسي في الفشل إذ لم ينجح أي لاعب سجلته لجنة التسيير، ولم يتمكن أي منهم من وضع بصمته وحجز مكانة أساسية في التشكيلة على الرغم من أن الفريق عانى بشدة خلال النصف الأول من الموسم من إصابات مؤثرة جعلت التشكيلة نهبا لتغييرات متواصلة خلت من أي اسم وفد في تسجيلات نوفمبر.
الخوف من فشل التسجيلات الحالية كان منطقيا لاعتبارات عديدة أهمها نقص المال والخبرة وهما عاملان حاسمان في الانتدابات ومبني على تجربة ماثلة لم يتعد زمنها سوي أشهر فقط، ولكن حتى الآن زالت بعض المخاوف وتمكن النادي من تدعيم صفوفه بلاعبين مميزين مشهود لهم بالكفاءة في أنديتهم وقدموا مستويات متميزة للغاية فصلاح نمر، ألوك (الذي سيشارك بهوية الأجنبي) وعاطف لاعب الغزالة، وفي الطريق محمد الرشيد لاعب أهلي عطبرة جميعهم قادرون على النجاح إن توفرت لهم الأجواء الجيدة وتأقلموا على أجواء القلعة الحمراء وامتلكوا القدرة على التحدي والصمود وتحقيق النجاح.
ولكن الخوف ليس من ضعف كفاءة لاعبين لا يمكن أن يقدح أحد في ما يملكون من مهارات، الخوف من الآثار التي ستمتد إليهم وتجردهم من تلك الإمكانات، وتلحقهم بلاعبين مميزين، فحتي نجوم الفريق الذين قدموا موسما للذكرى تراجعوا كثيرا وظهروا في أسوأ حالاتهم، الخوف من استمرار (الجرجرة) والتحالفات القادمة التي قد تجعل المريخ زمالك ما قبل مرتضي منصور.
أضواء
مريخية صلاح نمر سهلت مهمته في ارتداء الشعار الذي عشقه وستسهل مهمته أكثر ليكون امتدادا للاعب مميز كان مريخيا حد الوله وقدم مستويات مذهلة خلال فترته وهو الضو قدم الخير.
النجاح في القمة ليس مرهونا بالإمكانات الفنية ولا علاقة له بمستويات اللاعبين الذين قدموها في أنديتهم، هو رهين التوفيق ومضاعفة المجهود والقدرة على الصمود وإزاحة العقبات والمتاريس دون الوقوف أمامها في حيرة ووضع اليد على الخد.
رشح المدرب على سومي نجم إكسبريس عطبرة محمد الرشيد لتحقيق نجاح ساحق، وسومي لمن لا يعرفه كشيف بدرجة مشير وعندما يقول إن الرشيد قادر على النجاح فانتظروا اللاعب أساسيا، فسومي وهب حياته سنوات للناشئين قبل أن يصل حتى لتدريب أندية الممتاز
اليوم التالي