البرلمان البولندي يندّد بانتهاكات بروكسل لسيادة بلاده

وارسو- أ ف ب- اتّهم برلمان بولندا الجمعة بشكل ضمني المفوضية الأوروبية بانتهاك سيادة بلاده، في إشارة إلى انتقاد مرتقب من بروكسل لوضع ?دولة القانون? في البلاد.
فمن دون ذكر المفوضية مباشرة، صوّت البرلم،ان حيث الأكثرية لمحافظي ياروسلاف كاتشينسكي، على قرار يندّد ?بانتهاكات سيادة? الدولة البولندية ?المرتكبة مؤخراً، والتي تنسف كذلك المبادئ الديموقراطية والنظام القانوني والسلم الاجتماعي?.
ودعا الحكومة، التي تخوض خلافاً مع المفوضية بشأن إصلاح المحكمة الدستورية، إلى ?رفض أي عمل موجّه ضد سيادة الدولة?.
وصدر القرار بتأييد 257 نائباً، في حين صوّت أربعة ضده، مع امتناع نواب حزبي المعارضة الرئيسيين، المنصة المدنية (وسطي) ونوفوتشيسنا (ليبرالي)، عن التصويت.
وقال النص إن ?برلمان الجمهورية البولندية يؤكد أن الحقوق والحريات المدنية ليست مهددة في دولتنا?.
وفي وقت سابق الجمعة، شهد البرلمان جدلاً صاخباً صرّحت رئيسة الوزراء بياتا شيدلو خلاله أن حكومتها ?لن ترضخ أبداً للتحذيرات?، مستهدفة المفوضية الأوروبية قبل أيام من إصدارها ?مذكرة? هي بمثابة انذار لوارسو.
ودعت رئيسة الوزراء البرلمان إلى ?ردّ متضامن على الهجمات التي تتعرّض لها بولندا?.
وتصريحات شيدلو بمثابة ردّ غير مباشر على ما نشرته صحيفة ?رجيتزبوسبوليتا? اليومية من تسريبات حول مذكرة ستنشرها المفوضية الأوروبية الاثنين، تتناول وضع ?دولة القانون? في بولندا ويتوقع أن تكون شديدة اللهجة حيال حكومة (حزب) القانون والعدالة المحافظة.
وتتصل مخاوف المفوضية بشكل أساسي بإصلاح المحكمة الدستورية، الذي باشرته حكومة شيدلو وأثار أزمة كبرى في بولندا، وتسبّب باختبار قوة مع بروكسل.
ويعتبر المحافظون أن المفوضية سهلة التأثر بالمعارضة الوسطية البولندية، التي تعجز في رأيهم عن التعامل مع هزيمتها الانتخابية في تشرين الأول/أكتوبر.
وقال النائب بيس ماتشيش ماليكي، في أثناء تقديمه الجمعة لمشروع القرار، إن ?قادة المعارضة المزعومين يجوبون العواصم الأوروبية، ويفترون على الحكومة البولندية المنتخبة ديموقراطياً?.
لكن المعارضة سارعت إلى الرد، وقال رئيس ?المنصة المدنية? غجيغوش سخيتينا، مخاطباً شيدلو، إن ?بولندا تشعر بالخزي تجاهكم، لقد دنّستم الدستور?.
كما أكد النائب السابق لوزير الخارجية للشؤون الأوروبية رافال تجاسكوفسكي أن ?جسوراً إضافية أحرقت? مع أوروبا، فيما حذّر رئيس حزب الشعب البولندي، فلاديسلاف كوسينياك-كاميش، من أن يتسبب المحافظون بـ?حرب اهلية?.