محللون: الغنوشي يريد التحول من الاسلام السياسي الى السياسة الاسلامية للإبقاء على السطوة العقائدية فاعلة داخل التنظيم الحزبي.

ميدل ايست أونلاين
تونس ? من منور المليتي
العريض واجهة متشددة للنهضة في زمن التمدن السياسي
يؤشر انتخاب علي العريض الأمين العام لحركة النهضة والمحسوب على جناح الصقور رئيسا لمؤتمر الحركة من جهة، وغياب عدد من القيادات المحسوبة على الجناح السياسي من جهة أخرى، إلى عمق الخلافات بين “الإخوة” فيما يعلق سياسيون على إعلان الغنوشي فصل الدعوي عن السياسي قائلين إنه بات يقود النهضة من الإسلام السياسي إلى “السياسة الإسلامية”.
وتم الجمعة انتخاب العريض رئيسا للمؤتمر بأغلبية لم تتجاوز 678 صوتا من أصل 1098 صوتا بعد أن نجح في إزاحة نور الدين البحيري رئيس كتلة الحركة بالبرلمان الذي يعد أحد أبرز الواجهات السياسية للحركة.
ويعد انتخاب العريض أحد أبرز القيادات المتنفذة سياسيا وتنظيميا والمقربين من راشد الغنوشي مؤشرا قويا على أن صقور الحركة يسعون إلى قطع الطريق أمام حمائمها للتموقع ضمن القيادة المرتقبة.
وبدا انتخاب العريض رسالة موجهة إلى قواعد النهضة المرتهنة للخلفية العقائدية والرافضة لتحويل الحركة الإسلامية إلى حزب سياسي مدني.
وتزامن انتخاب العريض مع غياب قيادات سياسية عن أشغال المؤتمر وفي مقدمتها سمير ديلو الواجهة السياسية والإعلامية للنهضة بامتياز، ما أثار عديد التساؤلات بشأن خلفية الغياب في أهم حدث تشهده النهضة.
وأرجعت تسريبات غياب ديلو إلى وجود خلافات عميقة بين جناحي النهضة حول تركيبة القيادة المرتقبة التي يراهن عليها الجيل الثاني الأكثر براغماتية لقيادة نهضة سياسية خلال السنوات القادمة تمهيدا لخلافة الغنوشي.
غير أن العجمي الوريمي القيادي في الحركة نفى أن يكون غياب ديلو بسبب خلافات كما روج لها، مشيرا إلى أنه أحد مهندسي أشغال المؤتمر دون أن يقدم أية إيضاحات اضافية حول دوافع غياب لسان النهضة السياسي.
ووفق تسريبات تتركز اهتمامات القيادات المتناحرة على ضمان أكثر ما يمكن من حظوظ التموقع في القيادة المرتقبة أكثر مما تتركز على أي شيء آخر باعتبارها ستمهد الطريق أمام إفراز خليفة لراشد الغنوشي.
ويقول متابعون لشأن النهضة إن أهم تحد يواجه الحركة هو مدى صدقيتها في فصل الدعوي عن السياسي ومدى نجاحها في إقناع اتجاهات الرأي العام بأنها قطعت مع خلفيتها العقائدية لتنشط ضمن اشتراطات العملية السياسية المدنية.
ولم تقدم كلمة راشد الغنوشي التي ألقاها الجمعة في افتتاح أشغال المؤتمر جديدا بالنسبة للرأي العام التونسي حيث اكتفى بالإشارة إلى مسألة الفصل التي كثيرا ما روجت لها قيادات الحركة لبناء نهضة سياسية.
ويعلق سياسيون على الإعلان الرسمي بالفصل بين ما هو دعوي وما هو سياسي، قائلين أن كل ما في الأمر هو أن الغنوشي بات يقود النهضة من الإسلام السياسي إلى السياسة الإسلامية، مشددين على أن هكذا إعلان لن يجرد الحركة لا من هويتها الإسلامية ولا من طبيعة تنظيمها الذي يرتهن إلى سطوة عقائدية من الصعب التخلي عنها بمجرد الإعلان.
واعتبر سمير الطيب الأمين العام لحزب المسار الديمقراطي الاجتماعي أن النهضة لن تتغير بعد المؤتمر مضيفا “قراءتي وقناعتي تؤكدان لي أن المؤتمر لن يفصل ولن يغير شيئا جوهريا داخل الحركة لأن كل حزب يقوم على الايدولوجيا ينهزم داخله المصلحون أمام المحافظين الرافضين للتغيير”.
وتتطابق رؤية الطيب مع رؤية خصوم النهضة الذين يشددون على أن ضغط القوى العلمانية داخليا وفشل رهان قوى إقليمية ودولية على الإخوان دفعت بالغنوشي دفعا إلى قرار يقضي بقيادة النهضة من جماعة تنتمي لتيار الإسلام السياسي إلى حزب يراهن على السياسة الإسلامية.
ويستدل خصوم الحركة على ذلك بتعبير الغنوشي في افتتاح أشغال المؤتمر عن استغرابه من إصرار البعض على إقصاء الدين من الحياة الوطنية، إضافة إلى تشديد القيادات على أن الحركة لن تتخلى عن هويتها.
ويبدو أن مسالة الفصل بين الدعوي والسياسي، كما يذهب إلى ذلك محللون سياسيون، ستقود بالحركة إلى الاستعاضة بواجهة سياسية تسعى إلى التفاعل مع مشهد سياسي علماني شرس ومجتمع منفتح متوجس، على خلفية عقائدية ستتكفل بها قيادات من خلال تركيز جماعات دعوية تكون رافدا انتخابيا.
وعلى الرغم من إقرار السياسيين بأن نهضة ما بعد المؤتمر قد تكون أكثر براغماتية في التعاطي مع الشأن الوطني ومرونة في ممارستها للنشاط السياسي إلا أنهم يستبعدون أن تقطع الحركة قطعا تاما مع مرجعيتها في ظل تنظيم يغلب عليه الولاء العقائدي عن الولاء السياسي.
ويرى السياسيون أن النهضة التي استماتت منذ تأسيسها العام 1981 في تطويع النشاط السياسي ضمن رؤية عقائدية تتناقض مع أبجدياته انتهت بها انتكاستها إلى تطويع الإسلام إلى اشتراطات العملية السياسية المدنية.
ويرجع السياسيون هكذا سعي إلى أن الحركة الإسلامية صدمت خلال فترة حكمها لتونس خلال 2012 و2013 بمؤسسات دولة مدنية قوية بدت عصية على مشروع الأسلمة ولم تقد النهضة الا إلى الفشل ثم التنحي عن الحكم.
غير أن أخصائيين في الجماعات الإسلامية يتوقعون أن تدفع الضغوط الداخلية والخارجية بالنهضة إلى الانزلاق شيئا فشيئا باتجاه تغليب البراغماتية السياسية على الخلفية العقائدية التي لم تقدها سوى إلى الانطوائية والتقوقع.
ويضيف الأخصائيون أن راشد الغنوشي الذي تحسس جيدا انهيار تنظيم الإخوان في المنطقة العربية سيسعى خلال فترة رئاسته الأخيرة إلى بناء نهضة سياسية ذات مسحة إسلامية على طريقة الأحزاب المسيحية الغربية منتهجا ما يسميه بـ”الإسلام الديمقراطي” في مواجهة الإسلام الجهادي.
وفي ظل الأزمة الهيكلية التي تعصف بتونس منذ خمس سنوات لن تواجه النهضة فقط مراقبة التونسيين لمدى النأي بنفسها عن استثمار الدين وإنما ستواجه ايضا وبشكل أشد حدة مراقبتهم لمدى تفاعلها مع مشاغلهم المعيشية والتنموية بعيدا عن الشعارات الفضفاضة التي عمقت تدني ثقتهم فيها.
الغنوشي تلميذ الترابي كاذب ومخادع مثل أستاذه .. وهو بإعلانه هذا يحاول تغيير جلده كالحرباء ليوهم الطبقة السياسية في تونس والمجتمع الدولي أنه يتبرأ من الإسلام السياسي .. أوهام المشروع الحضاري أوضح تجليات ضيق الأفق لدى بعض المسلمين ولا بد من القضاء عليها قضاءً مبرماً حتى في عباءته الجديدة التي يعلنها الغنوشي ..
يعطيك من طرف الحديث حلاوة ويروغ كما يروغ الثعلب ..
شايف حمار الحركة الاسلامية الزبير احمد حسن متواجد فى الحفل قاعد كعادته ذى الغنماية