المريخ السوداني على صفيح ساخن والمدرب البلجيكي يرفض العودة

كووورة- بدر الدين بخيت
كشفت الأيام التي تلت خروج المريخ السوداني من بطولة كأس الكونفيدرالية الأفريقية الأسبوع الماضي بخسارته لمباراة العودة من الكوكب المراكشي بنتيجة 0-2 بمدينة مراكش عن واقع فني وإداري تشتت بفعل تلك الخسارة ولأسباب أخرى قد تكون بعيدة عن الموضوعية.
فبداية بالوضع الإداري دخل النادي في ورطة مع الإتحاد الأفريقي لكرة القدم “كاف” حين اثبتت كاميرات التلفزة حالة الإعتداء التي قام بها عضو مجلس الإدارة حاتم محمد أحمد على حكم مباراة الفريق الأخيرة ضد الكوكب المراكشي.
وعلى ضوء تلك الواقعة، أعلن اليوم الثلاثاء حاتم محمد عبر إحدى الصحف الرياضية إستقالته عن مجلس الإدارة المؤقت”لجنة التسيير”.
صعوبات في عمل لجنة التسيير
الاستقالة زادت في إرباك الواقع الإداري للجنة التسيير، التي أعلنت خلال هذا الأسبوع أنها لن تستمر في عملها بعد يوم 4 يونيو/حزيران القادم، وتمسكت بقيام الجمعية العمومية للنادي بانتخاب إدارة جديدة في 27 مايو/ايار الجاري.
لكن تصريحات للدكتور الفاتح حسين المفوض الرياضي بولاية الخرطوم، كشفت مفاجأة جديدة في هذا الجانب جاءت عكس تصريحات مسؤولي المجلس المكلف، فعلى ذمة صحة صحيفة “الصدى” قال المفوض الرياضي أن الجمعية العمومية لن تنعقد يوم 27 مايو ولا يوم 4 يونيو وهو الموعد الجديد الذي حددته لجنة التسيير لا نعقادها.
انعقاد الجمعية العمومية ضرب من الخيال
وشدد د.الفاتح على أن خطوة الجمعية العمومية مستحيلة، لأن مجلس المريخ لم يسلمهم كمفوضية كشوفات العضوية “التي تملك حق التصويت بالجمعية العمومية” وأن المفوضية لا علاقة لها بإعادة كشوفات العضوية لمجلس المريخ، وأن كل ما حدث ان كشوفات العضوية تم سحبها بخطاب رسمي من المهندس أسامة رئيس مجلس المريخ، وأن الحديث بأن المفوضية قامت بإعادتها للمجلس من جديد غير صيح على الإطلاق.
وفي تصريح ل”” قال عضو مجلس المريخ النشط محي الدين عبد التام :” لن أستمر مع المريخ كلجنة تسيير بعد يوم الرابع من يونيو لأن الأجواء بالنادي لا تساعد على العمل”.
حديث المفوض الرياضي وهو جهة تشرف فقط على إجراءات الجمعية العمومية يعني أنه بات من غير الممكن إجراء جمعية لإنتخاب مجلس إدارة “إرادة أعضاء النادي” ما يعني أن المريخ مقبل على مرحلة إدارية حساسة ودقيقة تتطلب خضوع النادي الأحمر لتعيين لجنة تسيير للمرة الثالثة، لأن العديد من التيارات أحجمت عن خوض الإنتخابات بسبب العجز عن إدارة نادي المريخ ماليا.
المريخ بدون مدرب
الوضع الفوضوي الآخر في المريخ والذي يسير جنب اإلى جنبا مع الوضع الإداري ويصدع بجدران النادي، هو الوضع الفني، فالمريخ حتى الآن بدون مدير فني ولا مساعدا للمدرب، فالمدير الفني البلجيكي لوك إيمل غادر إلى بلجيكا مباشرة بعد نهاية مباراة الكوكب المراكشي، لحضور مراسم دفن والده الذي توفى قبل يوم من من تلك المباراة الحاسمة ولم يعد للسودان بعد.
وكان لوك إيمل قد أدلى بتصريحات صحفية قال فيها أنه لن يعود للسودان ما لم يقرر مجلس المريخ بشأنه وبشأن متأخراته المالية.
وعمد المدرب البلجيكي على التعامل بذكاء مع وضعه بالمريخ فهو صرح بأنه مستمر مع الفريق وفق عقده، ولا يريد في ذات الوقت تقديم إستقالته بل يهدف لقرار إقالته لأن ذلك يلزم المريخ بدفع الشرط الجزائي للعقد بين الطرفين.
الاستنجاد بمدرب وطني
وفي وقت لم يحسم مجلس المريخ الوضع المعلق للمدرب البلجيكي بعد، أعلن المدرب السوداني المعروف برهان تِيَّة أن مجلس المريخ إتصل به لتولي منصب المدير منذ مباراة العودة أمام الكوكب المراكشي وأنه بإنتظار ما ستسفر عنه الأيام القادمة.
وعلق محي الدين عبد التام على وضع الجهاز الفني بالمريخ وقال:”مجلس المريخ لم يتخذ بعد قرارا نهائيا حول وضع المدير الفني لوك إيمل لأننا بإنتظار تقرير رئيس بعثة الفريق إلى مراكش صادق حاج علي وحضور بعض الأعضاء للإجتماع القادم الذي سوف نتخذ فيه آخر قرارات للمجلس قبل إنتهاء فترة عمله في الأسبوع الأول من الشهر القادم”.
وأضاف عبد التام:” الإتصالات بالمدرب برهان كانت صحيحة، ولكنه ظروفه في الشهر الماضي لم تكن مناسبة لتولي المهمة وايضا القرار النهائي حوله سوف يكون في آخر إجتماع للمجلس وسيكون خلال الأيام القليلة القادمة”.
أزمة المحترفين
وكشفت الفوضى عن نفسها بقوة في فريق الكرة الذي سافر منه لاعباه الغانيان أوجستين أوكراه وفرانسيس كوفي إلى بلادهما بينما يتواجد المالي مامادو تراوري ببلاده ولا ينوي العودة نهائيا، بينما أدلى قائد الفريق راجي عبد العاطي بتصريحات، اتهم فيها مجلس المريخ المؤقت ضمنا بإهماله، على خلفية قراره بالسفر إلى مصر ، ودفع كامل تكاليف علاجه، في ظل عدم إلتفات لجنة التسيير لإصابته منذ أكثر من شهر.
حريقة تحرق ام بدة والعرضة (جنوب).
حريقة تحرق ام بدة والعرضة (جنوب).