الشكوى.. الشكوى!!

صدي
الشكوى.. الشكوى!!
أمال عباس
٭ ام ذهبت الى زيارة ابنتها في مدينة اخرى.. ولاحظت ان لابنتها جارة.. تأتيها كل صباح.. وتأخذ في الشكوى تشكو من الفقر وضيق الحال وتشكو من معاملة زوجها وتشكو من اولادها وتشكو من أهل زوجها وتشكو من اخوانها واخواتها وجيرانها.. وكانت الام تراقب هذه الشكوى بالضيق وعدم الرضا.
٭ اقترحت على ابنتها ان تنتظر جارتها تحت شجرة النيم التي تتوسط الحوش.. استجابت الابنة للاقتراح بلا مناقشة.. وظلت الجارة تمارس هوايتها في الشكوى كل يوم كالعادة.. وبعد أربعين يوماً تحولت شجرة النيم الى اعواد جافة والماء يجري من تحتها.. تساءلت الابنة عن سر الخراب الذي لحق بالشجرة.. اجابتها امها بأن الشكوى والنقة تنشف الأخضر، والشجرة لم تحتمل ضربات الشكوى ومرارتها فأسلمت روحها.. فهمت الابنة حكمة الام ورددت في نفسها فعلاً الشكوى تنشف الاخضر لكن ماذا تفعل جارتي المسكينة ولم تجد اجابة لتساؤلها.
٭ فلاح مصري في عهدي الفراعنة اسمه ختوم انوب تعرض لحادث نهب فقد فيه كل ما يملك فصاغ شكايته في أسلوب فصيح بهر الذي رفعت اليه لأنه قدم لها بقوله ( ان منتهك حرمة القانون وخارق المتبع من الامور لا يستطيع رجل فقير ان يقاوم نهبه اذا لم تواجهه العدالة.. حقاً ان جوفي لملآن وقلبي لمفعم.
٭ وقد طفح من جوفي تقرير عن تلك الحالة.. لقد كان صدعاً في السد فتدفق منه الماء وقد انفتح فمي للكلام اكبح جماح السارق.. دافع عن الفقير ولا تكونن فيضاناً ضد الشاكي.. واحذر من قرب الآخرة.. وقع العقاب على من يستحق ولن يكون هناك شيء يماثل استقامتك هل الميزان يتحول؟ وهل يميل لسانه الى جهة). وشكاوي الفلاح الفصيح يعرفها الادب المصري واشار اليها دكتور سليم حسن في موسوعته عن مصر القديمة.
٭ قفزت الى ذهني هاتان الحكايتان وانا الاحظ تصاعد الشكوى في المجتمع السوداني.. الكل يشكو الزوجة تشكو الزوج يشكو.. الموظف يشكو العاطل يشكو.. الطالب.. الطالبة.. حتى الاطفال يشكون.. شكوى.. شكوى الكل ضرب بالمثل القائل الشكوى لغير الله مذلة.. عرض الحائط.
٭ كنا نعتقد ان الانسان السوداني لا يميل الى الشكوى وكشف الحال ويردد ( يا فصيح كان ابتليت ما تصيح) أى لا تكثر من الشكوى واصبر، وفي الادب الشعبي تجد الكثير من الامثال والحكايات التي تسخر من الشكوى وتحذر منها.
٭ ولكن الشكوى فاضت وكثرت هذه الايام.. شكوى مريرة ومطلقة وعامة تبدأ من ان يشكو المرء لخاصته لاصدقائه اي يكشف حاله سواء اكان من اجل الرجاء والامل أو من اجل فش الغبينة او التنفيس كما يقول علم النفس.
٭ وطبيعي ان يشكو الانسان اذا ما تعرض لظلم ما، او وقف حائراً أمام موقف لا حيلة له فيه.
٭ تساءلت الشكوى الى من.. والى متى؟ هل هى مثل شكوى الجارة في غير محلها.. (فضفضة) وكشف حال وتصدير نكد؟ هل هى شكوى الفلاح المصري ان منتهك حرمة القانون وخارق المتبع من الامور لا يستطيع رجل فقير ان يقاوم نهبه اذا لم تواجهه العدالة؟؟
٭ والشكوى الى متى وكاد كل الاخضر يتحول الى أعواد ناشفة.. ناشفة وفي كامل استعدادها وتأهبها الى الاشتعال ان لم تكن قد اخذت في الاشتعال فعلاً..
هذا مع تحياتي وشكري
الصحافة
شئ عجيب أن يصدر هذا الكلام البارد عن شخص مارس الكتابة منذ أمد بعيد؟ لماذا لاتكتب الأستاذة بوضوح وتبين سـبب الخلل الذي دفع الناس أن يجأروا بالشكوى وبمرارة؟ أم أن الكاتبة من خريجي مدرسة الوقوف بجانب الأنظمة الشمولية ابتداء من عبود ومرورا بنميري وانتهاء بالبشير.
THIS TEXT WRITTEN IN ALSAHAFA AN AND EVERY SUDANI KNOW WHAT IS AL SAHAFA NEWS PAPER IT IS A SERVANT FOR THE REGIME AND U CAN READ BEHIND THE LINE THAT NO BODY SHOULD V COMPLAIN BECAUSE ALL SUDANI LIVE IN PRADAISE IT IS NONSENSE AND WASTE OF TIME A
AND SPACE
نحن نشكو الى اله أحوالنا ونقول كما قال التلمسانى يوم ان هاجمه أنور الرئيس أنور السادات أمام كاميرات التلفاز وهو حضور ماكان منه الا ان خاطب الرئيس قائلا(كنت أظن أنه اذا ظلمنى أحد فإنى أشكوه لرئيس الجمهورية أما أن يظلمنى الرئيس نفسه شكوتك الى الله ياسادات)..ونحن نقول شكوناك الى الله يابشير…