بابا فزاري "دنيتنا الجميلة" تتسربل بالسواد..الموت يغيب رائد برامج الأطفال الفنان المربى بابا فزارى

اعداد: فاطمة بشير:
في الروضة دي..لمن نجي
نلعب كثير مانخلي شي
نعمل كدي ..ونعمل كدي
نقيف قيام ..ونقول سلام
فنان إنسان من طراز مختلف
بشرق النيل؛ في مطلع الثلاثينات، وفي منطقة (أم دوم ) تحديدا ولد عبد الله محمد الفزاري، وانتقل مع والده الذي كان يعمل تاجراً إلى الخرطوم، ودرس القرآن في خلوة الشيخ بابكر في الخرطوم جوار صينية "القندول "على يد الشيخ محمد بابكر، ثم خلوة أم دوم، ومنها إلى خلوة أم ضواًبان إلا أنه لم يمكث بها كثيراً ويقول: (شردنا بالليل وجينا أم دوم مما آثار غضب أهلي علىّ) فاجتمعت أسرة آل الفزاري للتشاور حول مصيره؛ بعد أن انشغل بالرياضة والفن والموسيقى عن الدراسة، وأجمعوا على ترحيله إلى الدويم ليدرس ببخت الرضا، ولج معهد بخت الرضا في العام 1940م وكان مديرا للمعهد في تلك الحقبة المستر "قريفث" وناظر المعهد، احمد أبكر من "القطينة "حيث كانت تؤول الإدارة للانجليز فيما تؤول النظارة إلى السودانيين إلا أن الدويم لم تقتل مواهب عبد الله فزاري الفنية؛ بل نمت وترعرعت هناك فأصبح كابتناً لفريق "الأشبال "الدويم الذي كان يحرس عرينه الطيب عبد الله، زعيم أمة الهلال.
عاد للخرطوم وهو في السنة الرابعة الوسطى في زيارة لحديقة الحيوانات "سابقا"وقد أبصر قبيل وصوله للحديقة رجلاً مصرياً يعزف على آلة الكمان فعرف أنه أستاذ للموسيقى، وأن الموسيقى تدرس في المنهج المصري، وحينها كانت الموسيقى تعد رجساً من عمل الشيطان.
قبل أن يغادر بابا فزاري الخرطوم! اشترى من المكتبة كتب المقرر المصري الذى وجد فيه ضالته، حيث قرر أن يدرس المنهج المصري حباً في الموسيقى، إلا أن المقام لم يطل به كثيراً في الدويم فهاجر منها إلى الأبيض، وأكمل دراسته بمدرسة "وليم نسيم " القبطي التي تحول اسمها بقدرة قادر إلى النهضة، ثم عاد إلى الخرطوم وامتحن بمدرسة فاروق جامعة النيلين" حاليا" بالمنهج المصري.
وكدأب مواطني" أم دوم "هاجر إلى جنوب السودان في رفقة أسرته، واستقروا في مدينة توريت، ولحسن حظ بابا فزاري كانت تلك الحقبة من الزمان تشهد ازدهارا للعلاقات السودانية المصرية؛ تصل لدرجة قريبة من التكامل الحقيقي.
ضربة حظ ..جعلته يزاحم الكبار
في العام 1954 حضر وفد مصري عالي المستوى برئاسة عبد الحكيم عامر، والكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، وصلاح سالم حضروا إلى مدينة "توريت "وكانوا في ضيافة آل الفزاري الذين أكرموا مثواهم، وقبل أن يغادروا المدينة اقترح صلاح سالم على محمد الفزاري أن يصطحبوا معهم ابنه عبد الله إلى القاهرة، لأنه ولد موهوب ولا يصلح للتجارة، على أن يتم استيعابه بالكلية الحربية المصرية.
بالفعل ادخل إلى الكلية الحربية إلا أنه لم يكمل الدراسة بها، فبعد أربعة أشهر فقط وجد لافتة مكتوب عليها معهد فؤاد للموسيقى فكانت نهاية فترة حياته بالكلية الحربية، حيث جاء إلى صلاح سالم وأخبره بأنه خلق فناناً، ويريد أن يدرس الموسيقى في معهد فؤاد وفعلا التحق بالمهد، وكان أمامه 300 طالب للقبول من كل العرب، وبعد معاينات كثيرة قبل منهم أربعون طالباً، كان من بينهم عبد الله فزاري، معهد فؤاد كان يعج بالموسيقيين، فقد كان أمامه الفنان عبد الحليم حافظ، والطاهر العطار والثلاثي المرح، وقبل أن يكمل دراسته تم تغيير اسم المعهد من "معهد فؤاد" إلى "المعهد العالي للموسيقى العربية" الذي منحه درجة الدبلوم في الموسيقي وعاد يتأبطها إلى السودان في العام 1961م.
سمع بعض التلاميذ بعد عودته إلى السودان يرددون نشيد " إلهي يا إله العالمين" بلحن العرايس، فقرر من تلك اللحظة أن يهب نفسه إلى تلحين الأناشيد التربوية وتأليف الأشعار للأطفال، وهذه كانت رسالته في الدنيا وبصمة واضحة في سجل تاريخ السودان.
الموعد كان "جنة الأطفال"
عمل بمدرسة آمنة عطية في المقرن يلحن الأناشيد ويكتب لهم القصائد حتى اتصل به الأستاذ محمد حسين بابكر وزوجته الأستاذة صفية الأمين، ليلتحق بتلفزيون السودان، وكان ذلك في العام 1964م.
رحب به مدير التلفزيون وقتها البروفيسور علي شمو وكان أول برنامج قدمه بعنوان "مع أناشيد الأطفال التربوية" ثم جنة الأطفال إعداد وتقديم صفية الأمين إخراج محمد حسين.
ظل بابا فزاري- ولأربعين عاماً- يجوب المدارس ويجمل جنة الأطفال بالأناشد وما زال.. وتخرجت على يديه المواهب: حنان الصغيرة"حنان الفزاري" وبنات الموردة وثلاثي الجنة والمجموعة وغيرها من الأسماء التي لم تسعها ذاكرة بابا فزاري
وسط الدموع.. وداعا بابا فزاري
في العام 2006م كرمته الدولة بزيارة علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية في منزله بأم درمان، وقام بتكريمه الشيء الذى وجد ترحيباً من محبيه.
وعن عمر يناهز الثمانين عاما- قضاها بابا فزاري داخل قلوب أطفال السودان الذين ودعوه أمس الأول ولسان حالهم يقول: إن أغنيات وأناشيد بطعم الشهد ستبقى في كل الرياض والمدارس التي ألفها ولحنها من اجل أطفال السودان.
الاخبار




االلهم اغفر له وارحمه رحمة واسعة تليق بعفوك وكرمك يا رب وارحمنا اذا ما صرنا الى ما صار اليه
كانت من ازهى فترات السودان تلك الفترة الجميلة الحلوة وكم غادرنا بها من زكريات حميمة ما زال طعمها كالشهد فى حلوقنا اللهم ارحم الفقيد واجعل مثواه الجنة ولا تحرمنا اجره ولا تفتنا بعده
اللهم أغفر لعبد الله محمد الفزاري , مربي الأطفال ومعلم الأجيال ….وارحمه اللهم برحمتك الواسعة وأدخله فسيح جناتك …..انا لله وانا اليه راجعون ….
اللهم اغفر له وارحمه و عافه واعفو عنه واكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس وجازه بالحسنات احسانا وبالسيئات صفحا وغفرانا واجعل الخير والصلاح في ذريته واحفاده وارحمنا برحمتك اذا صرنا الى ما صاروا اليه ..آمين .
وداعا يا بابا …علمتنا كيف نغني للزهور و العصافير و الطبيعة…علمتنا نحب الاهل ..الام و الاب و الحبوبة….علمتنا تبجيل المعلم. احببتنا الدنيا في طفولتنا عندما علمتنا كيف نستبشر بالمستقبل…ربيتنا!!!!…يا ليتهم تعلموا منك قبل الرحيل ان الاطفال مرح الدنيا و لا يجب لهم الغناء للحرب و الدمار مهما كانت الاوضاع في البلد…انا فتاة الجنوب التي ولدت و تربت في الشمال لكني احني راسي تقديرا لك يا بابا. شخصيات مثلك يا بابا جعلت الرحيل من الخرطوم امرا محزنا للغاية. اسال الصبر و السلوان للاهل و الاقارب.
وداعا ابونا وحبيبنا فزارى. والله حبيناك شديد واتربينا على اناشيدك الهادفة. اللهم ارحمه واكرم مثواه
وداعا ابونا وحبيبنا فزارى. والله حبيناك شديد واتربينا على اناشيدك الهادفة. اللهم ارحمه واكرم مثواه
ياسبحان الله قبل اسبوع وانا في رحلة جبلية تزكرت بلادي الجميلة من نمولي لي حلفا ومن الجنينة لكسلا ولاناقصة شبر ياحرامية الضياع الوطني وصعاليق زمان المهازل تزكرت الجميل والرايع بابا فزاري اللهم ارحم المربي الجليل بابا فزاري
الله يرحكم يا بابا فزاري..
والله قبل أيام قليلة قابلت شاب من أم دوم.. وسألته عنه… وطمنني عليه..
رحم الله المربي الفاضل.. والسوداني الرقم..
بابا فزاري..
(هذه دنيتنا الجميله) صدي اغانيك دائما في اذاننا ، ربنا يشملك بواسع رحمته ، يا معلم الاجيال ( إنالله وإنا اليه راجعون )
اللهم اغفر له و ارحمه وعافه وأعف عنه وأكرم مدخله وأغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وتعازينا موصولة للعم والأخ الفاضل الشيخ الفزاري بالمملكة العربية السعودية بمنطقة سكاكا الجوف .
هذا من جيل العقد الفريد من المبدعين الذي بدا يتساقط الواحد تلو الاخر دون وجود من يسد الفراغ الذي تركوه ، ألا رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا وإنا لله وإنا إليه راجعون