رجل الكهف الأفلاطوني السوداني !!

رجل الكهف الأفلاطوني السوداني !!
*عزالدين صغيرون:
[email][email protected][/email]
الفكرة أساسا جاءت من الصديق شريف البشاري المقيم في ألمانيا، والمناسبة كانت تعليقا منه، على تعليق لي، على فتوى أزهرية (طلع) بها أحد الشيوخ، يفتي بأن لحم الجن حلال، الشريف قال في تعليقه (والله في جمهورية أفلاطون القادمة، نأكل لحم جن ونشرب لبن طير ونقبض هواء، وعجيب الفتاوى قادم)، لا أدري لماذا استفزني تعليقه !.
تذكرت للتو قصة أفلاطون ونظريته، فهو (هداه الله وهدانا) يعتقد بأن الإنسان يعيش وهما ما، هو يشبهه بإنسان يعيش في كهف من مداركه الحسية، لا يدرك من هذا العالم إلا ما تمده به مداركه هذه، وهي قاصرة عن إدراك الحقيقة الكلية (دائما هم مهووسون بالحقيقة الكلية!)، فهو في ذلك الكهف يرى الأشياء تترى أمام ناظريه، وهو يرى ظلالها تمر.
تمر الأشياء والأحياء، وهو في كهفه، يرى ظلالها..
يرى ظلال الأشياء ويظن بأنها هي الأشياء ذاتها ..
يعني: المسكين يرى ظلال الواقع ويظن بأنه يرى الواقع !.
فالنور في الخارج يضيء الأشياء التي تمر بالكهف، هو يرى ظلال الأشياء التي تنعكس على الحائط أمامه، ولكنه لا يراها على حقيقتها، هو يرى ظلال الرجل، يرى ظله، ولكنه لا يرى الرجل الحقيقي .
وهكذا، فكل شيء يراه ليس هو الشيء نفسه.. ولكنه (شبه) الشيء .
هذا حالنا تماما.
لذا كتبت للشريف أقول له (أصحى يا بريش (أقصد يا الشريف).. أنحنا عايشين في جمهورية أفلاطون دي من زمان.. تتذكر قصته بتاعت الرجل في ظلام الكهف وبيشوف ظلال الأشياء منعكسة على حائط الكهف.. يعني بشوف ظلال الأشياء.. مش الأشياء ذاتها؟.. أنحنا رجل الكهف ذاته.. بنشوف ظلال الدولة ما بنشوف الدولة ..وبنشوف ظلال الحرية والديمقراطية ..وهكذا) .
حين تتأمل حالنا، ليس في السودان فحسب بل وفي دول العالم الثالث كلها تقريبا، تجد أن هذا هو واقعنا السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، نحن نتعرف على هذه المبادئ والنظم والمؤسسات في الكتب وفي وسائط الإعلام الجماهيرية وفي خطب السياسيين، ونلوكها في جدالاتنا وحروبنا الشفاهية اليومية في الشوارع والمجالس وأركان النقاش، نتقاذفها ونطعن بعضنا بعضا بها، دون أن نعطي أنفسنا فرصة تأمل ما بيدينا من هذه «الأدوات» و «الآلات».
نعم لقد تحولت بين يدينا هذه المبادئ والقيم، وما تمخضه من نظم ومؤسسات واقعية، إلى مجرد أدوات وآلات نستخدمها كأسلحة في صراعاتنا السياسية والاجتماعية والثقافية.وكما ترى فإننا هنا أمام إشكالية ثلاثية الأبعاد :
* فمن ناحية : نحن نعيش وهما مترسخا بأننا «نعرف» هذه الأشياء (أعني القيم والمبادئ) التي نلوكها معرفة حقيقية.
* ثم نحن نظن بأن نظمنا ومؤسساتنا المتمخضة عنها (ويمكنك أن تقول المجسدة لها أيضا)، مثل الدولة والحزب والدستور والمدرسة والبرلمان ومؤسسات الحكم ومؤسسات المجتمع المدني وغيرها من النظم والمؤسسات، إنما هي التعبير «الواقعي» والمتعين لهذه القيم والمبادئ.
* ولأن كل أولئك مجرد أوهام لا غير، فإننا جعلنا منها (بعد تفريغها من مضامينها ) مجرد أدوات وآلات نستخدمها في صراعات اجتماعية، لتحقيق أهداف وغايات في فضاء آخر.
بمعنى أننا بعد تفريغها من مضامينها الحقيقية قمنا بإعادة إنتاجها لتصبح أداة تصلح للاستخدام في مجال آخر غير مجالها وفي فضاء آخر غير فضائها الذي صممت للعمل فيه، ولتحقيق أهداف تتناقض تماما مع الأهداف التي صُممت من أجل تحقيقها.
هل يبدو لك هذا مأساويا بدرجة لا تُحتمل؟.
نعم هو كذلك، ولكنه هو الواقع الذي لا يريد الجميع الاعتراف به، ربما بسبب مرارة مذاقه، والإنسان هو الحيوان الوحيد الذي يتفوق على النعام في تقنية (الخداع الذاتي)، ورفض الواقع بـ»نفيه».
فهو الحيوان الوحيد الذي يستطيع، لا أن يكتفي برفض الواقع، بل وينكر الواقع نفسه، وينفي وجوده تماما، وله في ذلك طرقا لا تحصى .
وعودة إلى تعليق الشريف فإننا لسنا في حاجة لانتظار جمهورية أفلاطون لنأكل لحم الجن ونشرب لبن الطير ونقبض الهواء، لأننا مواطنون أصلا في هذه الجمهورية.
لسنا الآن بصدد تحري الدقة الشرعية لهذه الفتوى، ولكن دلالاتها هي، وشرب لبن الطير وقبض الهواء هي ما يشغلنا، فمن الواضح أن الجمهورية تعدنا ما تعدنا به «الخرافة»، أي رابع المستحيلات.
وهي «ما فوق» الاستحالات الثلاث : الغول والعنقاء والخل الوفي .
حسب معلوماتى-الغيرأكيدة-بأننا قد تجاوزنا نقطة اللاوعى ودخلنا فى مرحلة أقل ما يمكن أن نوصف بهاوبسهولة هى أننا قد (بارينا الجداد)ومآل من تابع الدجاج أن يورده موارد (الكوشة)الخراب.فمنذ أن تم تعديل قرارات مجلس الأمن بواسطة مجموعة من المجاهدين فى ساحة من ساحات الخرطوم،وتباعآ تم إكمال عجز الميزانية بواسطة الجن المسلم(أفتكر الجن من أتباع كونفيشوس ما أتدخل لحدى اللحظة ديك).فى خضم هذه التجليات (حلوة-خضم دى!!)دخلنا الى دهليز الأغراء (الناس الما قروهو فى كتاب المطالعة ممكن نعمل ليهم مراجعة صغيرةواحد ملك عاوز يعين ليه مسؤول(كل التسميات أصبحت مبتذلة-نائب وزير..الخ)وطلب حضورهم أليه فى قصره للمعاينة والدخول كان عبر دهليز ملئ بالحلى والدرر وعند الخروج من الدهليز طلب منهم الملك الرقص فى حضرته وهنا أنكشف الجميع الذين لم يستطيعوا الرقص بمهارة لأنهم قد ملأوا جيوبهم وأجنابهم بالمال ما عدا واحدآ…..الخ)ومن هنا بدأت الأبداعات فقد تسابق الشجر فى التكبير والقرود فى أزاحة الألغام، والميتين فى أكفانهم، ينفثون الأنفاس الحارة، المعبقة بالمسكّ والصندل، وكل واردات باريس من العطور،فى جِماع شهوانى شَبق مع بنات خيالات المآتة،وذلك الغفير المسكين الذى كان يحرس مخزن من السُكر،ولما أدلهمت عليه الخطوب فقام ببعه وألقى بالجريرة على نفرِ من الجن وقال للمسؤولين لقد رأيت منهم عجبا!ومنذ ذلك التأريخ لم يبق فى قريتنا(السودان)مجالآ للأبداع لم يطرقوه فقد شيدو الكبارى(إن لم تخنى الذاكرة فأن وحدآ من هذه الكبارى والذى لما لم يجدوا ولا حتى بارقة أمل فى جدواه الأقتصادية ،تعلقوا بالأبقار وقالو أنه مخصص لسير البقر!(وهنا فّغر فاهه المهاتما غاندى!فقد سبقوه أليهاأبطال الرفاهية الأجتماعية للبشر ومعبوديهم!) وناس توتى مايفتكروا الموضوع ده بيخصهم!!!!