مذبحة العدالة !ا

تراسيم

مذبحة العدالة !!

عبدالباقى الظافر
[email protected]

ساعتين من افطار رمضان ..رجل الاعمال الشهير يمتطى دابته الوثيرة ..اثنان من رجال الشرطة يعترضان طريقه ..وفي يدهما امر قبض بتهمة الاحتيال والتزوير ..الثرى يجعل عسكر الشرطة فى سيارته الفارهة ..ويتناول هاتفه الانيق متحدثا لمسئول رفيع ..شارحا له مأزقه .
رقيب الشرطة المسكين يجد نفسه يحادث رجلا قدم نفسه باعتباره النائب العام عبدالباسط صالح سبدرات ..رجل المباحث بدأ يدقق على مخارج الصوت حتى ايقن ان محدثه هو القائم على بيت العدالة فى السودان ..ولكنه فوجىء ان الوزير يأمره بالافراج عن المتهم اشرف سيداحمد الكاردينال ..صراع بين الواجب المهنى وقهر الساسة ..فى شجاعة نادرة يرفض الشرطى الافراج عن المتهم ..ولكنه يقبل بحل اخر ..ان يأخذ المتهم للجهة الشاكية بدلا عن حراسة الشرطة .
وكيل نيابة الجمارك يجد امامه متهما جاء الى العنوان الخطأ ..ويوجه الشرطى لاخذ الرجل الضخم الى مخافر الشرطة ..وما ان يصل الموكب الكبير الى حيث الحراسة ..حتى يجد الرقيب حشودا من البشر جاءت اثر اتصال من هنا وهناك ..يميز وجها من بين الحضور ..وكيل النيابة الذى امده بالعنوان الصحيح .
الشرطة الان فى حرج ..المقدم يشرح لوكيل النيابة الاجراءات المتبعة فى مثل هذه الحالة ..ووكيل النيابة يكتب امر الافراج عن المتهم على ذات امر القبض الصادر منه شخصيا..مستندا على توجيه من المدعى العام الاستاذ صلاح ابوزيد .
لم تنته القصة هنا ياسادة ..مواطن سودانى اسمه صلاح عبدالله تضرر من تدخل وزارة العدل فى هذه القضية ..وكتب طعنا اداريا ضد وزير العدل ..محمكة الطعون الادارية قبلت الطعن .وطلبت من وزارة العدل تقديم مرافعتها .
الوزارةوبدلا ان تدافع عن نفسها تقدمت بطلب الى المحكمة الدستورية يجعل قرارات وزير العدل عملا مقدسا لا يقبل الطعن فيه .. الا اذا انطوت القرارات على انتهاك حق دستورى .. المحكمة الدستورية توافق على رجاء الوزير..المحكمة التى تنظر فى شكوى المواطن تعتذر له عن مواصلة القضية بعد ان قطعت الدستورية قول خطيب .
هنالك بارقة امل عزيزى القارىء ..رجل الاعمال اشرف الكاردينال يتقدم ببلاغ ضد صحيفة الانتباهة التى نشرت تفاصيل القضية ..قاضى المحكمة الجنائية وبعد عام من التحقيق ..واستجواب ثمانية من الشهود من بينهم الشرطى الذى تلقى مهاتفة الوزير ..ووكيل النيابة الذى نفذ توجهات المدعى العام ..يجد ان ماذكر اعلاه كان صحيحا ..وان الصحافة لم تقم الا بواجبها المهنى .
حسنا فعلت لحكومة التى انعمت على الوزير الصالح سبدرات بالراحة بعد عشرينا عاما من التنقل بين الوزارات ..ولكن مازال مولانا صلاح ابوزيد يمارس مهامه مدعيا عاما فى زارة العدل .
من قبل كانت هنالك شبهات على ان الوزير والمدعى العام تدخلا لاعاقة العدالة ..الحكم الذى صدر امس الاول اثبت ان الشبهات هى حقائق ثابتة ..عليه يجب على المدعى العام التقدم باستقالته فورا ..وان لم يفعل على السلطات السياسية ان تتدخل وتقيله .
هذه سانحة طيبة لرد الاعتبار للعدالة فى السودان ..ارجو الا تضيع بمنهج الثورة تراجع ولا تتراجع .
الان ادركتم لماذا يمد لنا العالم لسانه كلما تحدثنا له عن النظام العدلى فى السودان .

تعليق واحد

  1. لا يوجد عدالة في السودان و الناس ليسو سواسية امام القانون و وزير "العدل" و المدعي العام للدولة يتدخلان ضد القانون و ضد العدل ….. حتي المحكمة الدستورية تتدخل فتحابي علي حساب ابسط قواعد العدالة و تعطي لشخص حق التدخل لايقاف الاجراءات القانونية و المحاباة علي حساب العدالة و قد سمعنا عن احكام لهذه المحمكمة الدستورية تجافي حتي المنطق و الذوق السليم ناهيك عن القانون! لمجلس الامن و محكمة الجنايات الدولية الف حق في مطاردة متهمين سودانيين لانه و ببساطة لا يوجد عدالة في السودان و لا يوجد حكم القانون و لا مساواة و تتدخل السلطة السياسية و تتغول علي القانون و علي السلطة القضائية و راينا رئيس الجمهورية يتدخل لايقاف حكم قضائي لصالح المتعافي والي الخرطوم في قضية التامين الصحي الشهيرة…. فاذا كان رئيس الجمهورية و وزراءه يملكون حق ايقاف الاحكام القضائية و الوقوف في وجه العدالة فيجب عليه ان يسلم نفسه طائعا لمحكمة الجنايات اذ ليس له حجة بوجود نظام قانوني و عادل في بلده لا يحابي و لا يجامل

  2. الان ادركتم لماذا يمد لنا العالم لسانه كلما تحدثنا له عن النظام العدلى فى السودان .

    الان ادركتم لماذا يمد لنا العالم لسانه كلما تحدثنا له عن النظام العدلى فى السودان .

    و ما خفي أعظم بكثيييييييير و غدا سينكشف المستوووووور !!!!!!

  3. اشرف سيد احمد الكاردينال.. اليس هو ابن مدير عام بوليس البحر الاحمر يرحمه الله سيد احمد الحسين.. هذا ايام طيب الذكر جعفر النيرى؟ اذا كان هو هو … فاقول : من شابه اباه فما ظلم…فساد ابن فساد…

  4. لقد اوشكت فيما مضي من عمري ان اصدق اكذوبة العدالة في بلادنا من كثر ما دقت الانقاذ طبول الدعاية حولها…اليوم , واليوم فقط تأكدت ان هؤلاء القوم…(اثــــــم.) يحيك في صدور الصادقين..

  5. من المعروف أنه في ظل الأنظمة الشمولية والديكتاتورية تنتهك العدألة وصورها متمثلة في أجهزتها العدلية كالقضاء والنيأبة والشرطة فكيف يستقيم الظل والعود أعوج ففأقد الشئ لا يعطيه

  6. صباح الخير عليكم
    معقول ياعبد الباقى مامصدق عيونى اوعه تكون بتنفذ فى اجنده خفية شفتو الراجل ورقو ناقص عايزين تفحسسو بره والعملية واللفة الطويلة دى كلها قلتو احسن من طيارة ولا كروزر جديد اصلن خسارة فيهو محامى كل الانظمة الفاسده سبدرات
    ماعلينا من سبدرات اذا دخلت فى المجال ده اكشف لينا فساد البطانة اى الفساد ابوراس .الدبيب كان ضربوه فى ضنبو مابموت وامسك عندك الضرب بنك النيلين لمن سالو البشير قالى انا تاجر ولد تاجر امسك مدير مكتبك البانى فيلا بى مئات الملاين من الدولارات والملفات كتيره برضو بتاع مدنى الطفشتو سفير فى القاهرة هو واخوه من وزارة الاعلام ضربة واحده مليار وقبلها كان مقتس حجر نادى الهلال وبى سببو صلاح ادريس قال مابسدد مديونة سابقة
    سبدرات زول مسكين ساكت ومعروف ومكشوف وشاعر كمان عليك بالتانين
    ………تصبحوا على وطن

  7. لقد اندثرت العدالة منذ عام 89 والمحاكم عبارة عن اشياء صورية فقط لقد رحلت العدالة فالشيطان والدالة لا يجتمعان فى مكان واحد الان حل الشيطان وذهبت العدالة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..