شعب مهدد بالانقراض

هنادي الصديق

* شعب الخرطوم مهدد بالإنقراض في أقل من عشر سنوات قادمة، بفضل سياسات وزير الصحة بالولاية مامون حميدة، والتي لم يسبقه عليها أياً من كل الوزراء السابقين في مختلف الحكومات المتعاقبة.

* فبينما تعتبر معظم دول العالم بما فيها دول العالم الثالث صحة المواطن أولى أولوياتها، وتمنحه حقه كاملاً في مجانية العلاج، يجد المواطن السوداني نفسه محاصراً مابين نيران ابوقردة وطوفان حميدة، خاصة فيما يسمي (التأمين الصحي) الذي وضح أنه يخلو تماما من ابسط انواع الأدوية المعالجة والذي تمتلئ صيدلياته بالأسبيرين والبنادول، ويفتقد لأهم أنواع العلاج التي يحتاجها المواطن وهو يواجه أقسي أنواع الامراض وأبسطها، فالمراكز المعنية بالتأمين الصحي لا حول لها ولاقوة، يتدافع فيها المرضي بالساعات الطوال دون أن يجدوا العلاج الكافي بل تتزايد وتتفاقم آلامهم وأمراضهم نتيجة الجلوس لساعات دون اكل أو شرب في إنتظار دورهم في القائمة الطويلة، والتي يتعذر إكمالها في كثير من الأحيان نسبة لإنتهاء اليوم العلاجي ليعود المريض أدراجه ويأت في اليوم التالي ليواجه ذات الرهق.

* وبالأمس وحتي لا يكون ما نكتبه محض إفتراء، تحصلت (الجريدة) علي التوجيه الصادر من وزارة الصحة بولاية الخرطوم، والقاضي بإلغاء مجانية علاج الاطفال دون الخامسة فيما عدا (20) نوعاً من الادوية، بجانب الغاء مجانية العلاج بمستشفى الخرطوم داخل اقسام العناية المكثفة، حيث تقرر ان يكون السرير للعناية المكثفة للمريض من داخل المستشفى برسم (150) جنيهاً في اليوم، وللمريض من خارج المستشفى برسم (500) جنيه في اليوم.

* وهذا القرار إن تم تطبيقه في ظل الظروف العصيبة التي يعاني منها المواطن السوداني خاصة في الاطراف، مؤكد سيكون له تداعيات سالبة.

* فإذا كان المواطن البسيط موظفاً كان أو عاملاً يكافح من أجل إيجار المسكن وتوفير وجبتين فقط أو وجبة واحدة لعائلة مكونة من خمس اشخاص وتوفير المياه والكهرباء والمواصلات، ورسوم الدراسة وغيرها من أساسيات الحياة ورغم ذلك لا يقوم بتغطية 50% فقط من تلك الإحتياجات، فما بالك عندما يزور المرض احد افراد عائلته خاصة إن كان المرض يتطلب البقاء مدة في العناية المكثفة!* والعناية المكثفة التي نتحدث عنها لا تعني بالطبع السرير فقط الذي يكلف 150 أو 500 بحسب قرار حميدة، بل ملحقاته من أدوية معالجة تصل قيمتها لأكثر من 1000 جنيه في اليوم واستدعاء طبيب وغيرها من المطلوبات، فهل هناك أي تكافوء أو عدل في هذه المعادلة الصعبة؟

* وفقاً لهذا القرار وزير صحة الخرطوم مأمون حميدة يضاعف من أزمات المواطن بسياساته الغريبة والتي تؤكد مع كل قرار صادر عنه أو عن وزارته ان آخر أولوياته المواطن، سيما وأن مستشفياته الخاصة لا تستوعب أصحاب الدخل المحدود، بعد أن جفف مستشفيات الفقراء والمساكين من العاصمة وخارجها، التي كانوا يلجأون إليها وقت الحاجة ولا تكلفهم الكثير رغم بؤسها.

* قرار تجفيف المستشفيات وتحويلها إلى الأطراف، وزيادة رسوم العلاج في المستشفيات الحكومية، وإنعدام الأدوية المنقذة للحياة من صيدليات العاصمة ، وخلو قائمة التأمين الصحي من أبسط أنواع الادوية والتي يزيد سعرها عن 20 جنيها، وغيرها من الأساسيات التي يحتاجها المريض، هو خطأ إرتكبه الوزير حميدة ولكن يدفع ثمنه الآن المواطن بولاية الخرطوم و بالولايات الأخرى.

* علاج هذا الأمر يتطلب رفضاً قاطعاً من كل فئات المجتمع، والعبء الاكبر يقع علي منظمات المجتمع المدني المعنية بالصحة، وأطباء السودان أيضا يقع عليهم عبء، والإعلام بالتأكيد مطلوب منه وقفة جادة لحماية المواطن وخاصة الأطفال من غول الصحة بولاية الخرطوم.
الجريدة
______

تعليق واحد

  1. اللهم يارحمن يارحيم يا ربنا الكريم يالله جل جلالك
    اللهم ارنا في مامون حميدة عظة لغيره
    اللهم عجل له بالمصائب في الدنيا
    اللهم انزل عليه الكرب والبلاء ولاتبارك له في عمره ولا ماله يارب
    اللهم انت تعلم كم يعاني أهل السودان من هذا الرجل ومن معه اللهم اكثر عليهم البلاء وامراض لا يوجد لها شفاء
    اللهم انت تعرف انه تاخذه العزة بالاثم ويشعر بانه لا كبير ولا حسيب عليه في هذه الدنيا اللهم انت الواحد الأحد ارنا في مامون حميده عجاءب قدرتك
    ااااااااااميييييييين

  2. الأخت هنادي…
    بارك الله فيك وحفظك وكل صحفي السودات ااشرفاء..يا أختي مامون حِميضة
    إنسان حاقد والحقد ظاهر عليه في وجهه…هؤلاء أختي ربنا إستدرجهم لأنه بعلم
    مافي قلوبهم وهو علام الغيوب…كلهم قلوبهم مريضة ومليئة بالحقد حتي علي
    الفقراء…الشهر الكريم علي الأبواب وأوصي كل مؤمن وكل صائم الإخلاص في
    الدعاء عسى الله أن يرفع هذا البلاء عن الشعب السوداني….

  3. نهج معاداة المواطن السوداني البسيط نتاج لسيطرة الرأسمالية الطفيلة الاسلاموية علي مفاصل الدولة — الدولة هي دولة البوليسية الفاسدة و الفاشلة و المستبدة و كذلك دولة عنصرية اقصائية و احادية و داعشية تحلم باقامة دولة الخلافة الاسلامية و تحكم كل العالم الاسلامي — هذا الخيال المريض دفع ثمنه المواطن السوداني اثمان غالية — فكر سقيم يعتبر ان الدولة الوطنية صنم من اصنام العلمانية و ان المواطن الحقيقي هو عضو جماعة الاسلام السياسي و ما عداه فهو من سقط المتاع لا تكترث له و لا توليه اهتمامها — و ان في قتله و تشريده منفعة للدولة —
    السودان يحكم بواسطة عصابة اجرامية ماسونية لا قلب و الرحمة و لا شفقة لديها — لصوص و قتلة أفاكون و مخادعون و كاذبون — يكذبون كما يتنفسون —
    انكشف القناع و بانت الحقيقة —
    ( و سوف يتكشف للشعب السوداني زيف و خداع و كذب شعارات جماعة الاسلام السياسي في السودان — و سوف يقتلعون من ارض السودان اقتلاعا — ) — الاستاذ / محمود محمد طه — في 1977 —

  4. الصورة بتاعت الوزير مع الدجال ده صورة معبرة وتجيب علي اسئلة اي شخص بيقول لماذا وصل حال البلد الي هذه المرحلة البعيدة من الفوضي في كل شي اذا كان المسؤولين برقصو مع الدجالين ؟؟؟؟؟؟ البلد ماتنهار كيف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  5. نسأل الله تعالى ان يعافى الشعب السودانى فى بدنه ويبعد عنه الامراض نتمنى ان تكون شركات التامين هذه تكافلية بمعنى الكلمه وان لا تفكر فى جنى الارباح نعم ل مرتبات موظفيها وتشقيل هذه الشركات ولكن ان تكون كما هى الان فهذا ما لايطاق تأمين ولا تأمين نتمنى من وزراء الصحه والمسؤليين تحقيق هدف التأمين الحقيقى اى حمة مشروعية التأمين الصحى .
    نتمنى ان يشفى الله المرضى ويقدرهم على نفقات العلاج . والله المستعان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..