رئيس تجمع كردفان للتنمية – كاد يكتب : نقاط استرشادية لاهلي المسيرية

رئيس تجمع كردفان للتنمية – كاد يكتب : نقاط استرشادية لاهلي المسيرية

الطيب الزين
[email protected]

تحت هذا العنوان قد نشرت مقالاً في عام 2005 بعيد توقيع اتفاقية نيفاشا بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، هنأت فيه الراحل الشهيد الدكتور جون قرنق على نضاله وكفاحه الذي تكلل بالنصر التاريخي بتحريره ارادة ابناء جنوب السودان من هيمنة القوى الطفيلية التي استخدمت كل وسائل الخداع والنفاق السياسي لسرقة الموارد والسيطرة على ارادة ابناء الاقاليم المهمشة، لاسيما ابناء الجنوب طوال الخمسين عاما الماضية تحت شعارات الدين والدجل السياسي.

تلك الشعارات اطاحت بامال الشعب السوداني في حياة قائمة على اساس الديمقراطية والتنمية، اذ فشلت في إرساء دعائم حكم سياسي مستقر ، ينال احترام وقبول ابناءه في جهات البلاد الاربعة، ليس هذا فحسب، بل خربت تاريخاً مشرقاً مثله التلاقي الحضاري والتداخل الاثني والثقافي والاجتماعي بين مكونات المنطقة، خاصة بين قلبيتي المسيرية كفرع من فروع قبائل جهينة العربية، والدينكا حجير واخوانهم ماريق كفرع من فروع قبيلة الدينكا ، وبرغم ما شهدته المنطقة من نزاعات قبلية بين المسيرية والدينكا حول المياه والمراعي، إلا ان تلك النزاعات دوما يتم احتواء ها، في إطار العادات والتقاليد والعرفي الاهلي الذي تحقق في المنطقة، الامر الذي هيأ لهاتين القبيلتين مناخاً فريداً من العلاقات الاجتماعية لم تعرفه بقية مناطق السودان الاخرى، جاء نتيجة للعلاقات الانسانية بين العرب والدينكا، وتمتع المنطقة وابناءها بالاستقلالية والحرية فيما مضى، الامرالذي منح شيوخ وعمد ونظار المنطقة هامشاً ومتسعاً للتفكير والحوار الهادي، للحد الذي مكنهم من معالجة وحلحلة كل الازمات التي نشأت في الماضي، بسبب ضغط الحاجة، نتيجة لقلة الماء الصالح للانسان والحيوان، والمراعي التي تستوعب حاجة تلك الثروة الهائلة المقدرة بعشرات الملايين من قطعان الماشية،مما يضطر المسيرية وغيرهم من القبائل التي تمتهن الرعي عموما، والابقار على وجه التحديد، للتوغل في موسم الصيف الى داخل الجنوب وهناك تحدث بعض الاحتكاكات والمناوشات بين الرعاة الذين اغلبهم من فئات الشباب، لكن سرعان ما يتدخل عقلاء وزعماء العشائر من الطرفين لفض النزاعات وحسم الخلافات في مهدها، بهذه الوتيرة والنسق عاش المسيرية والدينكا مدة طويلة عامرة بالامن والاستقرار، وقد حدث قدرا كبيرا من التمازج والتزواج بين المسيرية والدينكا، اذ أن نسبة كبيرة من العرب المسيرية والحوازمة وبني حميد ، امهاتهم من الدينكا والنوبة ووصل امر التداخل الاثني والثقافي بانسان المنطقة، وهنا اعني المنطقة الممتدة من ابيي حتى ملكال، الى درجة يكاد يصعب على المرء ان يفرق بين العرب، والدينكا او النوبة، وبذلك تعتبر المنطقة عموما، وابيي على وجه الخصوص درة التلاقي والتلاقح والتمازج الاولى في السودان، اذ على رحابها التقت الثقافات والحضارات والملل وظلت تتفاعل بايجابية الى الحد الذي جعلها مضرب مثل لحالة التعايش الاهلي السلمي، وصيغة نموذجية لثقافة تقبل الاخر، ولعل هذا هو حال ابيي وحال المنطقة عموما، والذي يماثل الى حد كبير، حالة التشابه بين الاقاليم الثلاثة، اي مثلث التهميش، والذي يشمل الاقليم الجنوبي وكردفان ودارفور، اذ ان نمط الحياة وسبل كسب العيش في هذه الاقاليم تكاد تكون واحدة وهي الرعي والزراعة وقليلاً من التجارة، كما أن هذه الاقاليم ظلت تعاني التهميش المنظم من قبل زمرة المركز في الخرطوم، وهنا أقصد القوى الطفيلية ، تجار السياسة، الذين اعطوا صورة سيئة للسياسة والسياسيين رغم أن اهلنا قابلوهم بالاحترام والتقدير ، إن جاءوا تجاراً، او مرشحين لكنهم مع ذلك لا يفكرون سوى بمصالحهم الذاتية الضيقة والكسب الرخيص على حساب البسطاء، وهذا حالهم سواء في التجارة او السياسة، ولعل الكثير من ابناء الاقاليم المذكورة، قد لمسوا ذلك في كثير من مفردات الحياة اليومية، ان الفئة الطفيلية هذه تنطلق من فهم انتهازي استغلالي بحت للاخرين، اذ تحاول قدر الامكان أن تستأثر بكل شيء بدءاً من ببيع الشطة والملح والتنباك، انتهاءاً بسرقة السلطة، هذه الثقافة هي التي ملئت صدور أبناء الهامش بالتذمر والغبن ، بسبب ثقافتها وعقليتها النرجسية التي تسعى للعيش على حساب الآخرين، مثل القراد الذي يعيش على ظهور المواشي، تستخدم في ذلك كل ما جادت به قريحتها ومخيلتها المريضة للامساك بسدة القرار وسلطان المال، تاركة ابناءالاقاليم الاخرى للهيام على وجوههم في بيداء السياسة السودانية، ليتراءى لهم سراب الخديعة والوعود الكاذبة ماءاً، ولذلك ظلوا يسعون وراءه خمسون عاما، ليرووا ظمئهم بجرعة ماء، ناهيك عن شق قنوات مياه توفر حاجة الزرع والضرع، الامر الذي اقعدهم واقعد البلاد، بل وادخلها في اتون صراعات سياسية وحروب اهلية طاحنة استنزفت كل الموارد والطاقات، وحولت السودان المعول عليه سلة للغذاء العربي والافريقي، الى سلة الاستجداء العالمي، يتلقى المساعدات شرقا وغربا وجنوبا، بسبب الظلم الذي خطط له دهاقنة الطفيلية والاسلام السياسي، تحت عباءة الوطنية والاسلام، فباسم الوطنية والاسلام تم قمع ومحاصرة كل اصوات الشرفاء التي تنادي بالعدل والمساواة، اذ ظلوا يوصمون كل من يرفع صوته منادياً بالتنمية والتطور والتحديث، بانه عنصري واقليمي، او يساري، ظلوا يحاصرون ابناء مثلث الهامش بهذه المقولات الجاهزة التي لا تكلفهم شيء سوى القاء التهم جزافاً، وهم باسم الوطن والدين، يختطفون الديمقراطية وينتهكون سيادة حكم القانون واحترام حقوق الانسان، والعدالة والمساواة، التي يعول عليها ان تثمر الاستقرار والامن والسلام المستدام الذي طالما حلم به كل ابناء السودان الشرفاء واصحاب الضمير ،لاسيما أهلنا في مناطق التماس، الذين دفعوا الكثير من حاضرهم ومستقبلهم بسبب اخطاء ارتكبتها هذه الاقلية الانتهازية المولعة بحب السلطة والمال، التي تنسب نفسها زوراً وبهتاناً للعروبة، هذه الحفنة التي اجادت السرقة والاستجداء في دول الخليج باسم العروبة والاسلام، بممارساتها السيئة خلال الفترة الماضية قد وجهت ضربة ماحقة للعروبة والاسلام في السودان بافراغها للاستقلال من مضامنيه الاساسية، فاهلنا الذين عاشوا مع الدينكا والنوبة والفور وغيرهم من القبائل في غرب وجنوب السودان استطاعوا بعلاقاتهم الانسانية السمحة ان يكسبوا ود واحترام وتقدير كل تلك القبائل، مما ساهم ذلك في نشر اللغة والثقافة العربية في تلك الاوساط، لكن للآسف بعد مايسمى بسنوات الحكم الوطني حدث العكس، اذ بدأ بعض ابناء تلك القبائل يتحدثون اليوم، بنفس فيه الكراهية والبغض للعروبة واهلها، سببه ليس اهلنا في بوادي كردفان ودارفور الذين يقاسمونهم ذات المعاناة إن لم تكن اكثر، وانما سببه الذين ظلموا وطغوا باسم العروبة والإسلام.

ما كنا سنسمع هذه الاصوات لولا تقصير الدولة في القيام بواجبها المنوط بها منذ الاستقلال في ترسيخ الديمقراطية وإطلاق عجلة التنمية، والخدمات من تعليم وصحة وطرق ومصانع وشركات وشق قنوات مياه وتحديث المراعي للثروة الحيوانية التي لعبت وما زالت تلعب دوراً كبيراً في دعم الخزينة الوطنية بالعملات الصعبة، هذا بجانب الثروة النفطية المكتشفة في كردفان والجنوب ودارفور.

مضافاً اليها الدور الكبير التي ظلت تلعبه هذه الاقاليم سواء من خلال خدمة ابناءها في الجيش والشرطة، الذين يتم استيعاب اغلبهم كجنود وعمال في المهن الهامشية، وكل ذلك لم يأتي من فراغ وإنما هو عمل مخطط له من قبل الفئة المجرمة في المركز التي تنسج خيوط التآمر بشكل متقن، برغم اللافتات السياسية المختلفة إلا أنهم بالنتيجة يخدمون مصالح بعضهم البعض، وكل ذلك للحيلولة، دون تطور وتقدم الاقاليم ، بخاصة كردفان ودارفور والجنوب الذي حرر ارادته وغدا دارفور وبعده الشرق، وكردفان الصابرة التي ظلت تتوسم وتتوقع الخير ممن جاءوا الى السلطة باسم الوطن ان تنال حقها المشروع في التنمية والتطوير، بجانب دور ها الرائع، منها انطلقت معارك التحرر، اذ كان ابناءها ابكاراً في الثورة المهدية التي حررت السودان من الهيمنة الاجنبية.

الطيب الزين

رئيس تجمع كردفان للتنمية – كاد

تعليق واحد

  1. انت راس الشيطاااان وليس رئيس تجمع تنمية قاتلك الله يا راس الفتنة اما يكفي ما حل بدارفور من دمار على يد قلة من الانتهازيين والنفعيين الجالسين في الفنادق ويدفعون بالمهمشيييييين لساحات القتال ؟؟

    ابناء دارفور وكردفان يعملون في كل انحاء السودان وموجودون في بقعة من السودان ولا يوجد تدبير منظم لتهميشهم كما تدعي كفاكم نفاقا وعبثا وتلاعبا باستقرار السودان ؟؟

  2. يا أمجد الرزيقي انت لم تسمع ببعض منسوبي النظام يستنكرون عدم مشاركة المسيرية في استفتاء ابيي ؟
    وهم يعلمون تمام العلم أن إتفاقية نيفاشا لم تعطي المسيريه هذا الحق ووقعوا عليها وعندما حان الجد قالوا كيف لا يشارك المسيريه في الاستفتاء وذلك كي يجروا هذه القبيله الي حرب مع الجنوب تساعدهم في مبتغاهم وهو زعزعة استقرار الجنوب .. إذن السؤال من يجر الاهل الي الدمار والقتال بالإنابه .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..