الهجرة إلى الله بالعدل والشورى

محجوب عروة

الشعار الذي رفعته الحركة الإسلامية مؤخراً تحت اسم، (الهجرة إلى الله)، عبر ما طلقت عليه تجاوزاً، فتنة أمراض السلطة من خلال التقرب إلى الله بالعبادات والتزكية، بأداء الفرائض والنوافل وقيام الليل والإعداد الروحي والتربية والعمل الجماعي والتنظيمي هي في تقديري أمر يحتاج الى صدق مع النفس وإلى مراجعة المنهج الذي قامت عليه الحركة الاسلامية السودانية أولاً قبل كل شئ فهذه الحركة كما ذكر المرحوم د. حسن الترابي، فى إفاداته لقناة الجزيرة مؤخراً، قد اختارت منهج العمل السياسي الجماهيري الواسع بديلاً عن منهج التربية الضيق ذلك أن المنهج السياسي، الذي اشتهر بالاسلام السياسي قد أوصلها الى السلطة ولكن لغياب التربية الصحيحة أدى إلى إنحرافات كبرى في طريقة إدارتها للدولة حيث أن السلطة المطلقة أدت الى مفاسد كثيرة منها انعدام العدل الشورى وضعف الأمانة وغياب الحريات والتعامل المتشدد والمتعسف مع الآخر الفكري والسياسي بل أدى الى انفصال ثلث الوطن وهو منهج ينافي قيم الاسلام الأساسية.

ولذلك أرى أن الحركة الاسلامية السودانية، إذا أرادت أن تهاجر إلى الله فعلاً لا قولاً عليها أن تمارس أولاً قبل العبادات والنوافل التوبة إلى الله مما فعلت طيلة فترة ما أطلقت عليه التمكين فرد المظالم وتعود لمنهجها الذي قامت عليه أصلاً في إحترام الحريات والشورى ?أي الديمقراطية? وهي التي مكنتها من الصعود وأن تكرس العدل والأمانة في إدارة الدولة اعمالاً لقوله تعالى (ان الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات الى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) صدق الله العظيم ذلك أن أداء الأمانة والحكم بالعدل، هي الأساس الصحيح للحكم بالشريعة التي هي ليست مجرد قوانين للعقوبات الحدية بل منهج متكامل فالاسلام كما يعتقد أهل الفكر الأصيل هو دين وأمة وليس فقط دين ونظام دولة وحكم، فالدولة أو الحكومة هي أمر طارئ بحسب التطور البشري الذي يقبل الاجتهاد فيه أما الدين والأمة فهما الأصل ولذلك اجتهد بعضهم امثال الرئيس رجب طيب أردوغان بإعطاء مفهوماً صحيحاً للعلمانية وهي أن تكون الحكومة محايدة بين الأديان أو كما فعل حزب النهضة بزعامة السيد الغنوشي بفصل العمل الحزبي عن العمل الدعوي وقال بأن تُمارس السياسة بعيداً عن الدين حتى لا يستغل البعض شعار الدين لفرض اجتهاد أحادي يراه على باقي الأمة ويجعل من ممارساته واجتهاداته السياسية التي ربما تكون خاطئة أو ظالمة أمراً مقدساً مثل الدين..

ولعل ذلك التصرف والخلط المفاهيمي وعدم ضبط المصطلح في العلاقة بين الدين والسياسة في تقديري هو الذي أوقع الحركة الاسلامية السودانية في مأزقها الحالي بعد توليها السلطة عبر المغالبة الانقلابية وصندوق الذخيرة وليس صندوق الانتخابات، ولو استمرت الحركة الاسلامية في الممارسة الديمقراطية كما كانت منذ تكوينها ومارست نفس منهج حركة النهضة الحالي أو حزب العدالة والتنمية التركى حتى بعد توليها السلطة لكان لها شأن آخر أكثر فائدة لوطنها السودان بل لكل الحركات المشابهة.. ولعل ذلك الخطأ ما وقعت فيه جماعة الاخوان المسلمين في مصر فحدث لها ما حدث.. على الحركة الإسلامية السودانية أن تتوب إلى الله صدقاً وعدلاً..
الجريدة
______

تعليق واحد

  1. بقليبك تقول لي تعال وتعال وبعيونك تقول لي مافي مجال ههههههههههههههههههههه يامسافلر جوبا قوم قوم قوم بل يخومك ههههههههههههه قال هجره قال

  2. وكيف يتوب هؤلاء الجيعانين الشرفانين وقد ولغوا في مواعين الدولة وصارت لهم أحواض سباحة وحدائق غلبا في قصورهم وأبراجهم، مثلما دهشوا عندما أتوا فسقطوا في مواعين المال العام سقوط الذباب على جيف الكلاب لعدم التربية والتدين الجاهلي فكيف يتوبون من تلقاء أنفسهم المريضة وأدمنوا الولائم والبوفيهات المفتوحة فشبعوا وشابوا وما زالت شهيتهم وشهواتهم مفتوحة وما زالوا يرمرمون ويدغمسون الدين لمزيد من الكنكشة والنتيجة كما قلت فكيف يؤدون الأمانات إلى أهلها وقد قتل من قتل واغتصب من اغتصب بالآلاف وبتر ما بتر من أطراف البلاد حتى ذهبت أكثر من ثلثها، وكيف التوبة ولا ولن يستطيعوا رد حقوق العباد وهي شرط التوبة عند الله لو يعلمون أو يسمعون أو يعقلون؟؟؟

  3. يامحجوب مقالك دا التفاف وتستر علي جرائم الحركة الاسلامية . كنت اتوقع ان تكتب
    ان مفهوم الهجرة الي الله يبدا برد الاموال التي سرقت وبتكفير الجرم الذي وقع علي
    البلاد والعباد . ثم بعد ذلك الزهد في مطالب الحياة الدنيا . الم تري كيف اهلنا الصوفية
    عندما يرغب في تصفية قلبه لله . يترك الدنيا ويصعد اعالي الجبال او مغاراتها اويسحوح
    في الارض متعبدا ومتأملا ومسبحا لله تعالي . الاجماعتك ديل الهجرة لله عندهم تعني
    الولائم والذبائح والماء البارد والبيبسي كولا. والكسب السياسئ الرخيص .
    مقالك صفر كبير

  4. * يا أخى عروه, انت أول العارفين, أن “الحركه الإسلاميه” فى السودان و مصر و تونس و بقية الدول العربيه و الاسلاميه, و منذ تأسيس تنظيم ل”الأخوان المسلمين” فى مصر عام 1928, مرورا بمشروعها المسمى “الإسلام السياسى” الذى يهدف بالاساس لتسلم السلطه ب”الحسنى” أو “القوه”..و حتى بلوغها مراميها فى السودان و مصر, أى على مدى ال88 عاما الماضيه, لم تفكر “الحركه الإسلاميه”, مجرد تفكير, فى إمتلاك “مشروعا تنمويا وطنيا”, ينهض بالأوطان و يعنى برفاهية مواطنيها المسلمين!
    * إن “الحركه الإسلاميه” الفاسده الضاله المضله, ظلت تعتمد منذ تأسيسها على “الشعارات الإسلامويه”(و حتى بعد استلامها السلطه فى السودان و مصر), على “الحشد”, و على خيانة “العهود”, و “العزف” على وتر “الدين” لضغضغة مشاعر المسلمين و خداع الناس!..و حين فشلت, كما هو حالها فى السودان, أنتهجت أساليب الكذب و النفاق و التضليل و التدليس و الغش و شراء الذمم, مع الإنبطاح الكامل أمام كل “غريب”!..
    * و إنتهت إلى ما هى عليه الآن فى السودان, و غيره من الدول العربيه و الإسلاميه:- مجموعات من “العصابات”, و اللصوص و القتله و الدواعش و الإرهابيين,
    * “الحركات الاسلامويه” يا عروه, دمرت الأوطان و مواطنيها, و أساءت للدين أيما إساءه و ضعضعته!!..الأوطان سيتم إعادة بنائها مستقبلا إن شاء الله..لكنهم كسبوا الدنيا فقط, و خسروا الناس و الأوطان و الآخره..و هذا تستطير من رب العالمين..و جزاء كل من يتلاعب بإسم دين الحق, و كفى,,

  5. “إحترام الحريات والشورى ?أي الديمقراطية”
    هذه الجملة من حديث الأستاذ عروة لا تعني غير التناقض في فكر الأخوان المسلمين الذي يمثله السيد محجوف عروة.

    فالشورى ليست ديمقراطية يا أستاذ عروة، فالذي يستشير له حق قبول أو رفض إستشارة المستشار بينما الديمقراطية ملزمة لأنها بعكس الشورى يشارك فيها الجميع بالأصالة أو بالحوالة.

    الشورة هي حكم الرشيد على القصر.
    “والآية التي تقوم عليها وصاية النبي على الرجال، هي آية الشورى وقد أوردناها من قبل ونصها:(فبما رحمة من الله لنت لهم، ولو كنت فظا، غليظ القلب، لانفضوا من حولك.. فاعف عنهم، واستغفر لهم، وشاورهم في الأمر.. فإذا عزمت فتوكل على الله.. إن الله يحب المتوكلين)).. قوله: ((فإذا عزمت فتوكل على الله))هو الذي يحمل سر الوصاية.. فكأن الشورى مأمور بها، ولكن رأي المستشارين غير ملزم…” من كتاب تطوير شريعة الأحوال الشخصية للأستاذ محمود محمد طه

    لحل هذا التناقض طرح الأستاذ محمود محمد طه مسألة تطوير التشريع في كتاباته وفي محاضراته العديدة نذكر هناه على سبيل المثال:
    الرسالة الثانية من الإسلام
    الإسلام برسالته الأولى لا يصلح لإنسانية القرن العشرين
    تطوير شريعة الأحوال الشخصيةية
    الدستور الإسلامى؟ نعم .. ولا !!
    زعيم جبهة الميثاق فى ميزان: 1) الثقافة الغربية 2) الإسلام
    أسس حماية الحقوق الاساسية

    يمكن الرجوع لكتابات وأقوال الأستاذ محمود على صفحات موقع الفكرة الجهورية هنا: http://www.alfikra.org

  6. هل الهجرة الى الله تحتاج لخطط وبرامج ومنتديات واعلام…الهجرة الى الله سبحانه وتعالى يمكن ان تكون مستمرة طيلة حياة الانسان…ان يبعد عن المحرمات والظلم والبغى والعدوان واكل مال السحت…ان يكون محسنا فالله سبحانه وتعالى يحب المحسنيين

  7. يا ناس الحركة الاسلاميةانتم نكستم الإسلام نفسه ، وهل الله منتظر من فاشلين من امثالكم لكي يهاجروا اليه الله ؟ ليس في حاجة لكم وعليم بانكم افشل من تفوه بكلمة الإسلام ولم تاخذوا من الإسلام إلا اسمه فقط ،

    للأسف لم نجد الإسلام الذي تتحدثون عنه لا في تشريعاتكم ولا في الحياة العامة بالسودان ولا مطبق قوانينه في من يفسد منكم أولا .

    فالله غني عنكم وعن امثالكم لكي يهاجر اليه وسيحاسبكم على ذلك يوم تقبرون لا محالة لان حياة وعمر الانسان قصيرة وحتما سيذهب لعالم الجد يوم الجمع الأكبر.

    لم تعملوا للسودان بل عملتم لانفسكم وعلى تدمير السودان لماذا؟ رسالتكم كانت هي تدمير الوطن بمن فيه ؟؟؟؟ آلا تخجلوا على أنفسكم تتحدثون عن الإسلام وانتم ابعد الناس عنه إلا في السنتكم نسمعه؟ انه النفاق المنهي عنه في كل الشرائع السماوية .

  8. ، لم تبدأ الدعوة بنص القرآن ولا بنص الحديث، أي لم تكن نصوصا ولا كتبا، بل بدأت بقرآن يمشى (الصادق الأمين) ‏هكذا عرف بين قومه، فلما أمر بالرسالة نادى بطون قريش فاجتمعوا إليه وسألهم، أو لو أخبرتكم أن خلف هذا الجبل ‏خيلا يطلبونكم أأنتم مصدقي؟ قالوا نعم فأنت الصادق الأمين.
    هكذا بدأت الدعوة إلى الله ولم تبدأ بنص من كتاب ولا بنص يثبت أو يكذب، هكذا بدأت الدعوة بصفة النبي ص وفعله.
    ولما تنزلت عليه آيات الكتاب مفرقة كانت] قُمِ اللَّيْلَ [2 المزمل -أسبق في التنزيل من] قُمْ فَأَنْذِرْ [2 المدثر -لتكون نبراسا ‏للدعاة بأن قيام الليل والاجتهاد في العبادة لصلاح نفس الداعية لابد أن يكون أسبق من الاجتهاد في الدعوة إلى الله.

  9. ودى يركبو ليها ياتو بص ولا طياره ..نعرف السفر الى بيت الله الحرام والحج…والله معنا فى كل زمان ومكان ولايحتاج لهجره .. فقط اعدلو ولا تظلمو الظلم التى حرم الله على نفسه ولاتفسدو فى الارض ايها الكيزان كفى استخفافا بعقول الناس .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..