أخبار السودان

السودان ما بين العلمانية والدولة المدنية

سعد عثمان

مصطلح (الدولة المدنية) موجود في الساحة الفكرية والسياسية في العالم منذ وقت ليس بالبعيد، ويعتبر حديث نسبياً، ولا نجده مضمنا في أي من دساتير دول العالم. في السودان أشهر الأحزاب التي تنادي بمفهوم “الدولة المدنية” هما حزبي الأمة والحزب الشيوعي. ومن المعروف الاختلاف الأيديولوجي الكبير بين هذين الحزبين. حيث نجد ان الأول توجهاته اسلاموية، بينما الأخير توجهاته يسارية، ولا يدخل أي فكر ديني في ادبياته السياسية. أذن ما زال مفهوم الدولة المدنية مفهوماً مشوشاً، وغير واضح المعالم. وانه من المفيد ان يتطور المفهوم وفقاً للواقع السوداني، وثقافة المجتمع السوداني، لتحقيق احلام النخب السودانية التي تتواجد في الاحزاب غير الدينية في تأسيس دولة خدمية غير دينية، تبعد الفكر الديني من السياسي. الفكر الديني ليس مقصودا به الدين، وانما المقصود به أفكار وتنظيرات الرجال منذ وفاة الرسول (ص) في النصوص الدينية الخام، هما القران والسنة النبوية. ادي تدخل الفكر الديني في السياسة الى تشويه الدين الإسلامي نفسه، باستخدامه كوقود للصراع السياسي، وجعله “حصان طروادة” للوصول للسلطة، والتحكم عن طريق أفكار الزعماء السياسيين الدينية في رفض الآخر وظلمه وقمعه تحت دعاوى انهم ضد الدين وضد الله.

أدى تدخل رجال الدين -وفكرهم الديني -في الكثير من دول العالم العربي والاسلامي الى عدم الاستقرار السياسي والمجتمعي، والى انتشار الفوضى، وتدهور مريع في ركائز التنمية. من امثلة هذه الدول (السودان، اليمن، العراق، ليبيا، باكستان، البحرين، سوريا، لبنان، مصر، تونس). إذا تتبعنا تفاصيل الكوارث الحاصلة في كل هذه البلدان، وبحثنا عن الأسباب الحقيقية لهذه الفوضى، فأننا سوف نخلص الى تدخلات رجال الدين في السياسة. حيث نجد في معظم هذه الدول انتشار الحروب الطائفية الدينية ما بين السنة والشيعة، وظهور حركات أصولية جهادية مثل القاعدة وداعش تستخدم القوة المفرطة لتغيير المجتمع، ولا تعترف بالآخر او الوسائل السلمية لتداول السلطة. هنالك الأحزاب الدينية-مثل الاخوان المسلمين-التي تتضمن ايديولوجيتها التحكم في المجتمع وتغييره وفقا لرؤى وأفكار قادتها الدينية، من خلال السيطرة على السلطة بالقوة، او عبر الطريق الديمقراطي، ومن ثم افراغ الديمقراطية من مضمونها، وتحويل السلطة الى شمولية دينية، يستحوذ افرادها على الحكومة، ونبذ وفصل الاخرين-غير المنتمين لهم-من كل مؤسسات الدولة.

الذين ينادون بتطبيق العلمانية في المجتمع السوداني، يهدفون من وراء ذلك الى تحييد الدين عن التدخل في السياسة والى انشاء حكومة تعمل على خدمة المواطن، وفقا لتعيين الأكفأ بالجهاز التنفيذي لإدارة الدولة. هذه الكفاءة تعتمد على الخبرات العملية والعلمية في إدارة شؤون المواطن. خدمة تعتمد على إنجازات العلم والتفكير العلمي في ابتكار أفضل الحلول والاستراتيجيات طويلة الأمد. اذن الهدف النهائي لهم هو رفض الدولة الدينية في السودان، والحفاظ على قدسية الدين بعدم اقحامه في معترك السياسة.

مصطلح (العلمانية) الذي صيغ معناه وتطور وفقا للواقع الاجتماعي والسياسي والثقافي في الدول الغربية، تم تشويهه تماماً في العالم العربي والاسلامي، واصبحت دلالته في الوعي العام الشعبي، غير تلك التي يعنيها المثقفون او بعض النخب السياسية المؤمنة به.

لنفترض مثلاً إذا وقف سياسي ما في اي منطقة بالسودان، وحاول القيام للترويج للعلمانية وذكر انه (علماني)، فإن دلالات هذا المصطلح الموجودة في قاع دماغ من يستمعون له، تكون كما يلي: “الزول دا علماني معناه كافر. الزول دا ضد الدين. العلمانية تعنى انها ضد الدين. تطبيق العلمانية معناها انتشار الدعارة وشرب الخمر. العلمانية معناها الالحاد والترويج له”. وكلها معاني ودلالات مكتسبة، لا تعبر عن المعنى الحقيقي الموجود للعلمانية في الفكر الانساني العالمي. وبمجرد تفاعل هذه الدلالات في اذهان المستمعين من افراد الشعب السوداني، فأي حديث آخر يلقيه هذا السياسي، عن التنمية او الحريات او تحسين معاش الناس، سوف يكون غير مرحب به. ويعنى هذا ان تتصلب عقول المستمعين بعد افصاح المتحدث عن علمانيته، حيث لا تفاهم، ولا تفكير جدي في اي برنامج سياسي اقتصادي اجتماعي لمصلحة المواطن قد يتم طرحه للجماهير المستمعة.

كيف اكتسب الوعي الشعبي العام في السودان هذا المعني “الجديد” لمصطلح (العلمانية)؟!

اكتسبه من تحميل مفهوم العلمانية بمعاني سلبية عبر الحديث عنه من قبل الرافضون له من النخب الاسلاموية ورجال الدين في المساجد (خطب الجمعة) والاعلام المحلي والعالمي (التلفزيون والراديو والصحافة)، والتي تتحكم به هذه النخب داخلياً وخارجياً. وكذلك عبر التثاقف الشعبي، مثل جلسات (الونسة) اليومية في الافراح والاتراح داخل المجتمع السوداني، تخلَق في الوعي العام، معني جديد للعلمانية مأخوذ من المصادر أعلاه. دولة مثل السعودية، تتحكم في معظم القنوات الإعلامية في الوطن العربي، ضمنت في الموسوعة العربية العالمية الصادرة منها، ان العلمانية جزءاً من (التيار الإلحادي)!

ما الذي ساعد على سرعة اكتساب هذا المعاني الجديدة (السلبية)؟!

الشعب السوداني ذو ثقافة اسلامية عميقة، ويرفض اي مفهوم جديد، يتم تحميله معاني توصف بانها ضد الدين الإسلامي. الناس العامة تفكر وتحلل ببساطة، وعندما يلتصق بأذهانها كلمة ومعناها (دلالتها)، بصورة مكررة، فإنها ترسخ بشكل ثابت، وتصبح جزءا من وعيهم. ومتى ما استمع الناس لهذا اللفظ او المصطلح مرة أخرى، فأن الدماغ يعيد كل حمولات المعاني التي تترابط معها، والتي تم حفظها من قبل. وقياسا على هذا؛ تصبح الدعوة الى العلمانية هي دعوة الى الكفر والالحاد والخمر والدعارة، او بالمجمل دعوة ضد الدين الإسلامي. وهو ما يمكن تسميته بالدلالات “المزيفة” والتي ترتبط بمصطلح ثقافي ما في مجتمع ما، نتيجة للتشويه المستمر لمعانيه الحقيقية عبر مجموعات أيديولوجية لا تتفق مع معناه الأصلي. لذا نجد انه من الصعوبة تغيير هذا الوعي المرتبط بمفهوم العلمانية بسهولة. تغيير هذه المعاني الجديدة او الدلالات “المزيفة” في الوعي الشعبي في السودان بمعاني جديدة إيجابية او المعاني (الحقيقية) المتعارف عليها، يتطلب سنوات عديدة من التنوير، وتحت شروط وجود حكومة غير دينية، مع حريات كاملة واعلام محايد. وهي شروط يصعب تواجدها تحت ظل حكومات دينية شمولية.

ماذا يهدف الذين يدعون الى تطبيق العلمانية في السودان!!

انهم يهدفون مجملا الى قيام حكومة مدنية، لا دينية، لا يتحكم فيها رجال الدين او فكرهم الديني. فصل الافكار الدينية من السياسة. انهم يهدفون الى تشكيل حكومة خدمية، تشتغل على الامور الدنيوية، وليس الدينية للشعب السوداني؛ مثل تطوير الصحة والتعليم، توفير مياه نظيفة وكهرباء في كل انحاء السودان، تأسيس بنية تحتية حديثة. الى تأسيس نظام سياسي، لا يدعى القداسة، او طاقمه التنفيذي لا يدعى انهم “حكومة الله” في الأرض.

يهدف كل الذين يدعون الى الدولة العلمانية في السودان الى ان تكون قوانين الدولة غير دينية، يتساوى عبرها كل المواطنين، بغض النظر عن اديناهم او اعراقهم او اختلافاتهم المذهبية الدينية.

اذن لماذا لا تقوم النخب السياسية السودانية التي كانت تدعو الى الدولة العلمانية بتبديل طرحها والدعوة الى (الدولة المدنية)! حيث أن كل مبادئ وقيم العلمانية كذلك يمكن تنفيذها او حتى تضمينها عبر مفهوم (الدولة المدنية). وبما ان مفهوم الدولة المدنية جديد على الساحة العربية والإسلامية، ومقبول من النخب الدينية، وكذلك من المواطنين، فانه يمكن اتفاق كل الأحزاب السياسية الغير دينية في السودان على خلق هذا المفهوم الجديد ووضع اسسه وأهدافه، وتسويقه للراي العام، بل وحتى تروجيه للأحزاب الدينية للاتفاق على محدداته العامة.

مفهوم (الدولة المدنية) مقبول تماماً في العالم العربي والإسلامي، وعبر هذا القبول من الممكن ان يحدث اختراق كبير في الحياة السودانية، بالدعوة اليه، وتبنيه من كل الاحزاب غير الدينية في السودان (المؤتمر السوداني، البعث، الحركة الشعبية، حق، الحركات المسلحة).

هل في موضوع تخلي الأحزاب السودانية عن العلمانية وتبنى الدولة المدنية أي انهزام او تدليس او أي شيء من هذا القبيل!؟ لا أجد أي انهزام في هذه الناحية، ولا يوجد تدليس او انتهازية، فطالما انه عبر الدولة المدنية يمكن تحقيق اهداف فصل السياسة عن الفكر الديني، فلماذا لا تتبناه هذه الأحزاب؟!

الهدف النهائي لتطبيق الدولة المدنية في السودان، هو تأسيس دولة قائمة على ( المواطنة) و (الديمقراطية). والخطوة الذكية هنا هو كيف نستطيع تحقيق هذه الأهداف دون الاصطدام مع الوعي الديني للشعب السوداني الرافض للدولة العلمانية. الدولة المدنية هي المدخل المناسب في واقع معقد كالواقع السوداني؛ حيث ارتفاع نسبة الأمية، مما يسهل تغبيش الوعي العام عن العلمانية عبر النخب الاسلاموية. هدف السياسي في السودان لكي يجد القبول لبرنامجه، أن يرتكز على عدم التصادم مع الثقافة العامة لدي الشعب السوداني، وهي (ثقافة اسلامية) ترفض اي مفهوم جديد يكون ضد الدين. وهنا المقصود واضح، حيث صورت العلمانية على فترات طويلة بانها ضد الدين.

القضية هي ان الأحزاب السودانية غير الدينية، وحتى تستطيع الترويج لبرامجها التنموية والمبادئ القائمة على الحريات والمواطنة واحترام حقوق الاسنان، لابد ان تمر عبر الدعوة الى الدولة المدنية. لأن الدعوة الى الدولة العلمانية لا تخدم قضية تطبيق هذه البرنامج الموجهة للجمهور السوداني. فالجمهور يجب كسبه أولا لصالح هذه الأحزاب غير الدينية، حتى ينال التصويت ومن ثم الوصول الى السلطة لتطبيق هذه البرامج، واي عداء مع الجماهير سوف يخلق في النهاية احزاباً تصنف على انها أحزاب معادية للدين لا يخدم أهدافها في التغيير عبر التحكم في قمة الدولة. يبقى المحك هنا هو كيفية تجاوز مصطلح العلمانية واحلاله بمصطلح الدولة المدنية في الخطاب السياسي في السودان. اي مفهوم يكون ضد ما يقدسه الشعب، لا يمكن ان يرتضيه، او حتى الارتباط بمن يبشرون به. نموذج الدولة المدنية يمكن أن يفي بالغرض في فصل السياسة من الفكر الديني، وهو مفهوم مقبول في الوعي العام، وهنا مربط الفرس.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﻔﺎﺿﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺁﺧﺮ ﺳﺠﺎﻝ ﻣﺨﺘﻠﻖ ﻭﻳﺨﺪﻡ ﺍﻏﺮﺍﺽ ﺃﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ !
    ﻟﻼﺳﺒﺎﺏ ﺍﻵﺗﻴﺔ :

    1. ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ = civil state ‏( ﻣﺸﺘﻘﺎﺓ ﻣﻦ ﻣﺪﻧﻲ = ﻟﻴﺲ ﻋﺴﻜﺮﻱ = civil ‏) ﻫﻮ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺗﻀﺎﺩ ﻝ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ‏( ﻛﻜﻮﺭﻳﺎ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻣﺜﻼ، ﺍﻭ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻵﻥ ‏)
    ﻭ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﺭﺍﻳﺊ ﻻ ﻳﻘﺎﺑﻞ _ ﺗﻀﺎﺩﺍ ﺍﻭ ﺗﺮﺍﺩﻓﺎ _ ﻣﺴﻤﻲ ﻭﻣﻔﻬﻮﻡ

    2. ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ = secular state ‏( ﻣﺸﺘﻘﺔ ﻣﻦ ﻭﺿﻌﻴﺔ = ﻟﻴﺴﺖ ﺩﻳﻨﻴﺔ { ﺳﻤﺎﻭﻳﺔ } = religious/theocratic state ‏) ﻫﻮ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺗﻀﺎﺩ ﻝ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ( ﻛﺎﻟﻔﺎﺗﻴﻜﺎﻥ ﺍﻭ ﺍﻳﺮﺍﻥ ﺍﻭ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻣﺜﻼ، ﺍﻭ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻵﻥ)

    ﻓﻌﻼﻡ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ؟ !

    ﻭﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎﻥ ﺍﻋﻼﻩ ﻓﻲ ﺭﺍﺋﻴﻲ ﻻ ﻳﻘﺎﺑﻼﻥ _ ﺗﻀﺎﺩﺍ ﺍﻭ ﺗﺮﺍﺩﻓﺎ _ ﻣﺴﻤﻲ ﺍﻭ ﻣﻔﻬﻮﻡ

    3. ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ = democratic state ‏( ﻣﺸﺘﻘﺔ ﻣﻦ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ = ﻟﻴﺴﺖ ﺩﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ = dictatorial/totalitarian state ‏) ﻫﻮ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺗﻀﺎﺩ ﻝ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ / ﺍﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ ‏( ﻛﺎﻟﺼﻴﻦ ﺍﻭ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﺍﻭ ﺑﻼﺭﻭﺳﻴﺎ ﺍﻭ ﻛﻮﺭﻳﺎ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻭ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻵﻥ ﻭﻫﻠﻤﺠﺮﺍ)

    【 ﻭ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﺍﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻤﺎﻧﻴﺔ (ﻛﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻭﺍﻣﺮﻳﻜﺎ ﻭ ﺳﺎﺋﺮ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ) ﺍﻭ ﺩﻳﻨﻴﺔ ‏( ﻛﺎﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻣﺜﻼ )】

    ﺍﻭ

    4. ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ = justice state ‏( ﻣﺸﺘﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻝ = ﻟﻴﺴﺖ ﻇﺎﻟﻤﺔ ﻭﻣﺘﺤﻴﺰﺓ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ ﻟﻔﺌﺔ ﺍﻭ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻭ ﺍﺛﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﺘﺴﺒﻴﻬﺎ / ﺍﻭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻌﻠﻮ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﺩﻝ، ﻭ ﻻ ﻳﺘﺴﺎﻭﻱ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﻞ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ = unjust state ‏) ﻫﻮ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺗﻀﺎﺩ ﻝ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻼ ﻗﺎﻧﻮﻥ / ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﺔ ‏( ﻛﺎﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻵﻥ ﻣﺜﻼ، ﺍﻭ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻻﺑﺎﺭﺗﻬﺎﻳﺪ، ﺍﻭ ﺍﻣﺮﻳﻜﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻱ ﺍﻟﻤﻤﻨﻬﺞ ﺿﺪ ﺍﻟﺰﻧﻮﺝ، ﺍﻭ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪ ﻣﻨﺬ ﻗﺮﻭﻥ ﻭﺣﺘﻲ ﺍﻵﻥ ﺿﺪ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﻬﻨﻮﺩ ﻣﻤﻦ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﺯﺩﺭﺍﺀﺍ ﻟﻔﻆ ﺍﻝ untouchables ﻟﻼﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺎﻧﻬﻢ ﺍﻗﻞ ﻗﺪﺭﺍ ﻭﻗﻴﻤﺔ ‏( ﺑﺲ ﺣﻘﺎﺭﺓ ﻛﺪﻩ ‏) ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﺍﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻨﺪ : ﺍﻛﺒﺮ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻋﻠﻲ ﻭﺟﺔ ﺍﻻﺭﺽ !

    ﺍﺫﻥ ﻣﺎ ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻭﺳﻊ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ” ﺍﻟﺘﻀﻴﻴﻖ ”

    ﻧﺮﻳﺪ ﺍﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻻﺭﺑﻊ ﺍﻋﻼﻩ :

    ﻧﺮﻳﺪ ﺩﻭﻟﺔ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ 1. ﻣﺪﻧﻴﺔ، 2. ﻋﻠﻤﺎﻧﻴﺔ، 3. ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ، 4. ﻳﻌﻠﻮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻜﻞ ﻭﻳﺘﺴﺎﻭﻱ ﺍﻣﺎﻣﻪ ﺍﻟﻜﻞ، ﻭﺗﻜﻔﻞ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻜﻞ ﺍﻓﺮﺍﺩﻩ ﺩﻭﻥ ﺗﻤﻴﻴﺰ .

    ﺍﺧﺎﻝ ﺍﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺴﻔﻠﺔ ﻳﻘﻬﻘﻬﻮﻥ ﺗﺸﻔﻴﺎ ﻭﻫﻢ ﻳﺮﻭﻥ ﻛﻴﻒ ﺍﻧﻨﺎ ” ﻧﻄﺐ ” ﻓﻲ ﺍﺷﺮﺍﻙ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺰﻭﺍﺑﻊ ﺍﻟﺪﺧﺎﻧﻴﺔ smoke screens ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺨﺘﻠﻘﻮﻧﻬﺎ ﻭﻳﻄﻠﻘﻮﻧﻬﺎ ﻛﻞ ﺍﺳﺒﻮﻉ، ﻓﻴﻨﻘﺾ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺜﻘﻔﻮﻧﻬﺎ ﻳﻘﺘﻠﻮﻧﻬﺎ ﻗﺘﻼ، ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺪﺅﻭﺏ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﻌﺤﻴﻞ ﺑﺎﺳﻘﺎﻃﻬﻢ ﺍﻭﻻ !

  2. مصطلح الدوله المدنيه مقبول جدا عند معظم السودانيين لانه لا يمس الدين ولا العادات والتقاليد وانه يعني دوله خدميه من التكنوقراط هدفها خدمة المواطن والالتزام بحقوق المواطنه بما لها من حقوق وعليها من واجبات تحت ظل دستور دائم للسودان يراعي حقوق الانسان ويبين كيف يحكم السودان ومن هو المطلوب لحكم السودان وماهي صفاته المطلوبه ويكون الحاكم والمحكومين تحت القانون والدستور بلا تمكين لفئه على اخرى
    بالطبع هذا التوجه يتطلب حرب شرسه وطويله ضد الدوله العميقه لجماعة الاخوان المسلمين التى ظلت تحكم مايزيد على ربع قرن سيطرت خلالها على اقتصاد واموال وامن وقضاء البلاد مما يستوجب عمليةتطهير واسعه وكذلك في الخدمه المدنيه لكنس اثار سياسة التمكين البغيضه

  3. مقال كامل الدسم..شكرا لك
    دايرين مفهوم للدولة ما يتصادم مع ثقافة الناس في السودان..في النهاية الهدف خدمة المواطن والوطن بحكومة مدنية خدمية من غير تلاعب بالدين واستغلاله في السياسة..

  4. فعلا اى دولة غير سودانية مدنية علمانية ديمقراطية يخضع فيها الجميع للقانون هى دولة قذرة واطية سافلة عاهرة داعرة والله الله الله على ما اقول شهيد والف مليون ترليون تفوووووووووووووووووووووووووووووووووووو على اى دولة غير ذلك فى السودان
    كسرة:يا جماعة السودان بارى القذارة والحثالة العربية معقول راجين منه اى خير اوتقدم؟؟؟

  5. ) المواطن لم يجرب الحرية طيلة حياته ، ويعيش في رعب دائم من الدولة . إنه عبد لا حول له ولا قوة ، وإن باستطاعة أي شرطي أن يعتدي عليه ويهينه ولا يجد من يشتكي له لانصافه من ظالميه سوى الله .

  6. ياعالم لا علمانيه ولا دينيه خلونا في حالنا عايزين نعيش وبكره نموت
    لينا كم سنه واقفين في حتتنا دينيه لا علمانيه لانجحت الدينيه ولا العلمانيه
    خلونا سااااااااااي كده زي زمان ليه لا

  7. كثير من عامة الناس يفهم ان الدولة المدنية هي نقيض للدولة ( العسكرية ) التي تأتي عن طريق انقلاب عسكري و يتحكم فيها العسكرتاريا — و الدولة ( العسكرية ) بالضرورة هي دولة بوليسية تتحصن بالقيضة الامنية — و يكون العسكر هم الخصم و الحكم و الجلاد و السجان — و تكتمل المأساة عندما تكون دولة العسكرتاريا دولة دينية —
    للاسف الشديد هذه الصورة المأسوية للدولة ظلت سائدة في السودان منذ انقلاب الحركة الاسلامية السودانية و امتدت حقبتها زهاء الثلاثة عقود و حتى الآن — —
    و باللعة العسكر : البيان بالعمل :
    فشلت الدولة الدينية العسكرية في السودان فشلا ذريعا و اصبح السودان و باختصار شديد ينتمي للقرون الوسطى — و الشعب السوداني يعي ذلك جيدا و لا مجال للخداع و التكسب باسم الدين بعد ان سقطت و تعرت كل الاعيب و حيل تنظيمات الاسلام السياسي و من لف لفهم —
    اذن الدولة المدنية الديمقراطية التنعددية و العلمانية و فصل الدين عن السياسة و منع قيام احزاب سياسية ذات مرجعيات دينية ارهابية — هي الاسس السليمة اذا اردنا دولة تلحق بركب بالامم —

  8. انت تريد وانا اريد والله يفعل ما يريد
    الموضوع باختصار مطلوب دولة عادلة يتفق عليها غالبية أهل السودان
    هذا هو العدل ….لا وصاية من جماعة أو ايدلوجية بعينها … وانما الخيار يكون للشعب

  9. عدم الفكرة هى مصيبتكم دايرين دايرين دايرين فكرو – مشكلتنا ليست لدينا الفكرة لعدم وجود مفكرين وليست لنا ارادة كلنا اتكاليين ومصلحجية- والانقاذ صورة من صور الانسان السودانى – السودان استورد هؤلاء ؟ لا طبعا هم نتاج انتاجنا – لا اعترف بمن يقول من اين اتى هؤلاء اتو من السودان – وهم حصيلة تراكم كل الاشكالات التى يمر بها الوطن منذ الاستقلال حتى يومنا هذا – والبقية منظراتيه وفراجة وكل واحد يتمنى على الله الامانى بدون فعل

  10. قراءة المقال تبين الفرق بين نقطتين في تاريخ السودان، فاذا كان الاسلاميين يعتقدون قدرتهم على محو التاريخ او امكانية الاسترخاء طويلاً على وسادة عقلية القطيع وان الجماهير تنسى ، فذاك بلاشك ضرب من الخيال….لقد طبق السودان الدولة المدنية بالمفهوم والروح والممارسة السودانية…فكتب الزعيم الازهري على باب منزله”” الدين لله والوطن للجميع” وكان ما يذكرنا بقول المسيح” اعطوا مالقيصر لقيصر ومالله لله” فاداء الواجب نحو الدولة والعيش فيها بالتساوي دون ان ترغمك الدولة ان تؤدي ما لله، فذلك واجب يقع عليك دون حسيب او رقيب….وهذه ممارسة تعود بناء في السودان الى دولة الفونج حين تم الفصل بين سلطة المؤسسة الدينية ومؤسسة الدولة ( انظر مقال بعنوان جذور العلمانية في السودان http://sudaneseonline.com/ ) وكما عرف السودان الفصل بين السلطات الثلاث التنفيدية ، والتشريعية والقضائية ( مما ميز القضاء السوداني انذاك وجعله ذو هيبة واقتدار) واضق اليها استقلالية البنك المركزي….هذه هي معالم الدولة المدينة التي عاشها السودان، قبل ان تطل علينا اطروحة الدستور الاسلامي عام 1968م، ومنذ ذلك اليوم دخلنا في دوامة، تصب في خضمها اصحاب الاجندة الخفية في الخارج واذنابهم في الداخل حبالاً وفتلوها بمسميات غاية في استدرار العطفة الدينية للشعب المتوشح بالصوفية السمحة المتسامحة…هكذا فهم السودانيين الدين والدنيا . ومن الطرائف وسذاجة القول وصف العلمانية بالموبقات وسوء الخلق… ومساواتها بالدعارة والخمر…بالطبع الاولى تدخل في قاموس الممارسات الاخلاقية،قبل ان ننظر اليها كفعل حرام ،ومعاقبة عليه…ولكن ماذا عن الكذب والسرقة والفساد والغش والاحتيال والقتل ….هل هي ممارسات اخلاقية مقبولة يقرها الدين ولاتقبلها العلمانية؟؟؟ ام ان قاموس المقاربات والمناظرات يضيق و يسترخي على وسادة عقلية القطيع..وكان تاريخ السودان يبدأ بمجيء انقلاب الاسلاميين ـ واطروحاتهم الاسلامية التي افضت الى مماؤسات معهدها السودان حين كانت تحكمه القوانين الانجليزية، بما فيها قانون الخمور البلدية؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..