في صيوان عزاء فتحية.. دموع وصبر ويقين

التقتهم: عوضية سليمان

فاجعة أقل ما توصف بأنها عظيمة حد الألم. ونحن نتلقى خبر وفاة الزميلة فتحية موسى السيد التي لبت نداء ربها صباح الجمعة في الجارة إرتيريا. والتي تزوجت حديثاً في الأسبوعين الماضيين وفاضت روحها الطاهرة الى ربها راضية مرضية وتركت فينا الحزن والألم. وفي سرداق العزاء أمس والذي أمه جمع غفير من أهل المرحومة والأصدقاء والإعلامين والدستوريين وجميع قبيلة الصحافيين الذين توافدوا لأداء واجب العزاء، كانت لنا هذه المشاهدات المحزنة:

الفقيدة كانت في أحسن حال آدم جماع والي كسلا وزوج شقيقة المرحومة، قال إنه ودع المرحومة وهي في طريقها الى أسمرا وهي في أحسن حال. وأوفد معهما شخصاً يلازمهما في الرحلة، لكن فاجأني عبر اتصال بأن الله أخذ أمانته وهم في المستشفى. فأرسلنا عربة إسعاف لنقل الجثمان وبعد وصوله قررنا أن يدفن الجثمان بكسلا لأنه لا يمكن أن ينتظر أكثر من ذلك لأن إكرام الميت دفنه، رغم إلحاح أهلها وزوجها بنقلها الى الخرطوم، ومشيئة الله أرادت أن تدفن في كسلا وشيعت في موكب كبير بعد أداء صلاة العصر والكل ترحم على قبرها ودعا لها بأن يتقبلها قبولاً حسناً. دخلت في صدمة زوج المرحومة عمر عثمان وعلامات الصدمة ارتسمت على وجهه وبين دموع وعبرات وحكى اللحظات الأخيرة قبل وفاتها، وقال إن المرحومة كانت بحالة جيدة ومبسوطة واستيقظت في الصباح وطلبت مني (فرشاة الأسنان) وقالت لي (ياعمر أنا عاوزة أموت). وأثناء ردي عليها دخلت في صدمة وضيق نفس بعدها نقلتها الى المستشفى وبعد مقابلة الطبيب كان النبض ضعيف جداً وبدأ الطبيب في إجراء اللازم، لكنها توفت في الحين وبعد وفاتها جاء تقرير الطبيب بأن سبب الوفاة انخفاض السكر بنسبة 48، بعدها دخلت في صدمة ولم أعلم بشيء وقام أحد أقاربها بتجهيز إجراءات الجثمان بعد أن رفضت المستشفى إعطاءهم إسعاف، وتحركنا بعربة برادو وعند الحدود وجدنا عربة إسعاف في انتظار نقل الجثمان الى كسلا.
هذا أمر قد حدث ولم أستطع أن استوعب وفاتها أتمنى أن يلهمني الله الصبر ويلهم أهلها. لا تشكو غير الصداع شقيق المرحومة فتحي موسى قال إن شقيقته سليمة لاتشكو من أي مرض غير الصداع. وأكد ذلك خلال زيارتها الأخيرة الى القاهرة وكل النتائج كانت إيجابية. وحول خبر وفاتها، قال إن الوالي آدم جماع أخبر شقيقتها أنها في حالة صدمة وكان صوته متغير وأغلق الهاتف على ذلك وصرخت أميرة شقيقتها لبناتها بأن خالتكم ماتت (جهزوا البيت) وما بين مصدقين للخبر ومكذبين دخلت علينا أختنا الكبرى آسيا وهي تهلل وتكبر وتستغفر بعدها اتصلت بالوالي وكان رده (الدوام لله) والبركة فيكم يا فتحي وأصبحنا نتابع وصول الجثمان الى أن وصل كسلا وكان الوالي رتب على دفن الجثمان في كسلا رغم إصرارنا وشقيقاتي أن نراها وأن تدفن هنا في الخرطوم، وبذلنا جهداً كبيراً لنقل الجثمان الى الخرطوم وأراد الله أن تدفن في كسلا. وختم حديثه أن شقيقته فقد للأسرة ولزوجها الذي لم يتحمل الخبر الأليم. وأن يضع الله اليقين على قلوبنا.
التهاب عادي
زوجة الوالي سلوى التي قامت باللازم بإجراءات الدفن أفادت في حديثها أن المرحومة كانت بصحة جيدة تشكو من التهاب عادي والى أن فارقتنا وودعتنا كانت بصحة جيدة ولكن تفاجأنا بالخبر الفاجعة. وختمت حديثها بأن المرحومة ماتت شهيدة في يوم مبارك وأيام مباركة وصلى عليها صلاة العصر ونسأل الله لها الرحمة وأن يتقبلها بواسع رحمته. توقيعات على دفتر الرحيل.. فتحية.. الرحيل المُر فاجعة موتك أكبر من أن نتحملها ونحن على يقين أن الموت حق.. قلوبنا أدمت ونزفت ألماً ونحن بين مصدق للخبر ومكذب، فتحية بكيناك حتى جفت الدموع واختفت الأصوات من النواح. فتحية عروس «الإنتباهة» أبكيتينا فرحاً يوم زواجك، والآن أدمعتِ قلوبنا برحيلك. فتحية فراقك صعب وفاجعة موتك مؤلمة لكن لانقول إلا «إنا لله وإنا إليه راجعون». قليلة جداً هي الأيام التي لا أرى ابتسامتها الدائمة، فكانت الحيوية والمرح وصفاء النية يمشي على رجلين، دائماً ما تذكرنا بأن للحياة طعم آخر ووجه أجمل يجب أن نعيشه. أكتب كلماتي هذه ودموعي لاتزال تنهمر حزناً على فراقك المفاجئ، ونحن لازلنا نعيش لحظات فرحة زواجك ونسترجع حديثك وأنتِ تشاركينا فرحتك وهي ترسل آخر رسالة منها «وحشتوني قلت أسلم عليكم»..آآهـ من فراقك.. ربنا يرحمك ويعوض شبابك الجنة ربنا يرحمك بقدر نيتك الطيبة، «إنا لله وإنا اليه راجعون».
هنادى عبد اللطيف
فراقك حار علينا اللهم ليس لنا في الأمر إلا ما قضيت.. ولا أمر الخير إلا ما أعطيت.. فاجعل لنا في كل نصيب من رزقك وشكرك، وأنعم علينا برحمتك وعفوك والفوز بجنتك والنجاة من النار. ما عسانا أن نقول البقاء لله وحده.. الكلمات لا توفيك قدرك، إلا أن الحزن والألم والدموع، صعبة وإلا أن الله سماه الإنسان وكانت نعمة النسيان من أعظم النعم بعد التعبير عن الحزن والألم وانفطار القلب، يطالبنا الله بالصبر كامتحان ثم يحرك في البشر خصلة ونعمة النسيان ويا لها من نعمة! وما عسانا إلا أن نقول استغفر الله العظيم ربي صبرنا وأهلها واجعل مثواها الجنة. هنادي النور إنا لفراقك لمحزونون لا نقول إلا ما يرضى الله «إنا لله وإنا إليه راجعون»..

فاجعة موت الأخت والصديقة فتحية موسى، كالزلزال هزَّ قلوبنا وأبكى المقل بعد أن رأيناها آخر مرة وهي ترتدي الفستان الأبيض وفي قمة فرحها بعرسها وننتظر عودتها لتكملة الاحتفال بها.. اليوم تركتنا في وحشة الفراق والألم يعتصر قلوبنا ولا نجد أمامنا غير أن نبتهل وندعو لها بالرحمة والمغفرة، ونناجي المولى عزَّ وجلَّ أن يبدلها داراً خيراً من دارها وأهلاً خيراً من أهلها، ويتغمدها بواسع رحمته ويكرم منزلها. إن العين لتدمع والقلب ليحزن وإنا لفراقك يا فتحية لمحزونون. نجلاء عباس رحلت صاحبة الابتسامة المشرقة الكتابة في الأصدقاء أصعب أنواع الكتابة.. كهذا قيل. فتحية لم تكن يوماً عابسة الوجه، بل تنشر ابتسامتها في وجه الجميع. ولعلها الصدقة التي اكتسبتها منا والتي أوجعتنا بفراقها.. ماذا سأقول ظريفة، أنيقة، طريفة.. ماذا سأحكي عنك وأنت التي لم أسمع منك يوماً كلمة او نظرة جارحة. فرحت جداً لزواجك ولمت نفسي كثيراً لعدم حضوري حفل الزفاف بعد أن اكتفيت بمشاركتك حفل الحناء فقط لأنهم ودعوك ورفعوا أكفهم معك ورقصوا معك بالزفاف الأبيض ولم أكن أدري أن الزفاف الأبيض سرعان ما سيتحول لكفن، أحاول أن أجمع حروفي التي تبعثرت وأوراقي التي بللتها دموعي لأكتب عنك، لكن احترت ماذا سأحكي وأنتِ ترقدين في نوم عميق هنالك في القاش، وأنا جرحي أعمق.. تمنيت أن تأتي لنزورك أنا وصديقتنا التي أحببتها أفراح تاج الختم لنزورك، نعم.. لم تكن العلاقة بيننا موطدة، ولكن القلوب تآلفت وتحابت في الله بحكم زمالة العمل. ربنا يرحمك ويعوض شبابك الجنة. اللهم اجعل قبرها روضة من رياض الجنة يارب العالمين.
رانيا عباس نجمة «الإنتباهة»

قال تعالى (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون».صدق الله العظيم. رحلت نجمه «الإنتباهة» الصحافية فتحية موسى وكان الرحيل المفاجئ، صدمة للزميلات. فقد كانت الراحلة طيبة المعشر هادئة الطبع منذ عرفناها بالصحيفة والابتسامة لاتفارق محياها الجميل.. كانت نعم الأخت الصديقة أفنت جُل وقتها لخدمة الصحيفة من ناحية تحريرية واجتماعية، ومشاركاً رئيساً في الاجتماعيات بين الزملاء من داخل الصحيفة وخارجها، وعندما علمت أنها من منطقة الفاشر توطدت علاقتي بها وأصحبت قريبة مني وعندما اقترب موعد زواجها فرحنا لفرحها وشاركناها في حفل الحناء والزفاف، ولكن لم تكتمل الفرحة برجوعها كما تعودت «الإنتباهة» للاحتفاء بها وبرجوعها. سائلين المولى عزَّ وجلَّ أن يتغمدها بواسع رحمته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً، ويجعل مثواها الجنة
عائشة الزاكي

جراح لن يندمل تلقيت ظهر الجمعة خبر وفاة الزميلة فتحية موسي كالصاعقة وتحمنا أنا وأهل بيتي على الفقيدة من رب العالمين.. أريد اليوم أن أخبرك بحالنا العزيزة بعد فراقك كما أعتدت دائماً أن ألقي عليك تحية الصباح بـ(توحة) غادرتنا البسمة ورافقنا الحزن وأصبحنا دونك وحيدون وأصبحت كلماتنا مكسوة بلباب الصمت وذاتنا متلحف بدثار الحيرة .. مخلفة وراءك آهات وزفرات وجراح لن يندمل.. تركتينا في نصف الطريق ورحلتِ شعيتك حشود من أهل كسلا خاشعة يدعون لك بالرحمة وكافة موتى المسلمين.. وشهد لكِ والزملاء بالاستقامة وحسن الخلق قاطبة طالبين الله لك منزلة الشهداء والصالحين.. لكِ الرحمة والمغفرة «إنا لله وإنا إليه راجعون» زبيدة أحمد محمد الرايقة عرفناك دوماً بهدئك الجميل وطيبتك التي تحلي طباعك.. ابتسامتك التي لاتفارقك. كانت دوماً تبعث فينا أمل بعالم أجمل طلتك علينا في الحسابات كانت زي العيد لا محاججة ولامجادلة، بس جيت أسلم عليكم..يوم زفافك كان فرحاً كبيراً وبي جديدك لسه فرحانين فجعني موتك وكأنني لم أعرف الموت من قبل، ولكن لا نقول إلا ما يرضي الله «إنا لله وإنا إليه راجعون» ..الله يرحمك فتحية ويصبرنا على فراقك. سوزان عبد القادر فتحية..

فراغ كبير يملأ المكان ظننت أننى لن يكسرنى الرحيل لكننى ايقنت ان للحزن صفعة تأتيك على حين غفلة لشخص يصعب مفارقته، والآن فراغ كبير يملأ المكان.. يا فتحية يحكى ان رجلاً ذهب مع جماعة للبحث عن كنز ثمين فى مكان بعيد، وبعد وصوله لم يجده فحزن حزناً شديداً فقال فى سره إن الكنز الحقيقى معرفة من رافقت. فكانت الرفقة مفتاحها «الإنتباهة» الام الحبيبة التى انجبت فتحية موسى، فكانت مرهفة الإحساس وصادقة وشفيفة وعالية القدرة لتخرج حبها لمن حولها. ذكريات التعارف بيننا مازلت حاضرة رغم مرور السنوات بالمبنى القديم للصحيفة، فهى اول من ازالت عنى رهبة المكان ومن خلالها تعرفت على الآخرين، فكنت احفظ لها الود وتنادينى بعفويتها المحببة «يا فضل المولى» لكن الموت حق يا فتحية، لكنه فتح لى طاقات كبيرة من الحزن حين رأيتك فى المنام بحلتك الزاهية قبل ساعات من رحيلك، مددت يدى لك مباركاً الزواج، فجاء ردك اسرع من رحيلك «ليه يا عاطف ما جيت عرسى» فهمهمت فى استحياء والله يا فتحية سافرت شندى، وليتنى لم اصح لرنين الهاتف الذى حمل لى نبأ رحيلك المر.. يا ليتنى لم اسافر لأننى اغالب نفسى لاستعراض آخر تفاصيل حوارتنا، لأننى اشعر بوخز فى قلبى.. اللهم ابدلها داراً خيراً من دارها واهلاً خيراً من اهلها.. وادخلها الجنة.. اللـهـم انزلها منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين.
عاطف فضل المولى

الانتباهة